كيف يمكن علاج عرق النسا بالحجامة دون خطورة طبية؟

يعتبر عرق النسا من أبرز وأشهر الأعراض المؤلمة التي تصيب الإنسان، وقد عجز العلم كثيرًا عن علاج هذه المشكلة بكل السبل المتاحة؛ لا سيَّما وأن التهاب عرق النسا يظهر فجأة وأحيانًا بدون مسببات معروفة، إلا أنه ومع التطور العلمي الحاصل بدت هنالك سبل عديدة لتحديد مصدر الألم هذا والعمل على تخفيف حدته والقضاء على أعراض التهاب عرق النسا ومشاكل الأعصاب والألم الذي يصيب منطقة الفخذ -وتحديدًا من أسفل الظهر وحتى القدمين- وقد كان علاج عرق النسا بالحجامة أحد أبرز الأمور التي اتبعها المصابون رغم عدم اعتراف العلم بها أو عدم دخولها ضمن وسائل العلاج الطبي المعروف، إلا ان فعاليتها فرضت نفسها، وفيما يلي نسرد تفاصيل أكثر حول التهاب عرق النسا وأعراض وأسباب هذه الالتهابات، مع ذكر طرق العلاج المتاحة ومدى تأثيرها سواء العلاج الطبي أو العلاج البديل، وختامًا نوضح كيفية علاج عرق النسا بالحجامة الجافة وهي التي أكدت دراسات عديدة وإحصائيات متكررة على فعاليتها في احتواء الألم والتقليل منه تدريجيًا.

التهاب عرق النسا

إن التهاب عرق النسا مصطلح طبي قديم أطلقه الأخصائيون الأوائل حول أعراض الألم التي تصيب الجسم البشري في منطقة الفخذ تحديدًا أو من أسفل الظهر وحتى أسفل القدمين، ويتفاوت الألم من شخص لآخر ومن منطقة لأخرى على طول الساقين إلى الظهر، وفي الغالب تكون بداية ذلك الألم مفاجئة للكثيرين؛ حيث لا أعراض سابقة ولا دلائل لحدوثه، وإنما يظهر فجأة نتيجة التهاب أحد العروق الممتدة على طول الجسم في هذه المنطقة، لا سيَّما بعد رفع أوزان ثقيلة، ويكون الألم على هيئة وخزات شديدة للغاية بالقدر الذي قد يصفه البعض بطلقات الرصاص، ولعل هذا هو سبب تسميته بعرق النسا التي يقول المؤرخون بأنها كانت تشير إلى النسيان الذي يصاحب الألم من فرط شدته، وغالبًا ما يكون في جانب واحد فقط من الجسم، ولكن في أحيان نادرة يمتد الألم ليشمل كلا الطرفين، وأحيانًا يصاحب ذلك الشعور بتنميل وضعف عام في مختلف أجزاء الفخذ والساق المصابة، وقد كان لاكتشاف علاج عرق النسا بالحجامة دور كبير في تخفيف حدة المرض وعلاجه.

أعراض التهاب عرق النسا

هنالك العديد من الأعراض التي تصاحب التهابات عرق النسا، وليس من الضروري أن تظهر جميعها لدى المصاب، وإنما وفق السبب الذي أدى لهذا الألم، فكما أن الأسباب تتنوع ما بين حمل أوزان ثقيلة أو مشاكل العمود الفقري وغيرها، وكذا علاج التهاب عرق النسا أيضًا يختلف ويتنوع ما بين علاج عرق النسا بالحجامة وعلاجه بالأدوية، فإن الأعراض كذا هي الأخرى تختلف وتتفاوت من شخص لآخر ومن يوم لآخر لدى المريض نفسه كما يلي:

1. يعاني مريض عرق النسا من آلام شديدة في منطقة أسفل الظهر، وتتضاعف هذه الآلام عند بذل مجهود أو حمل أوزان ثقيلة أو لدى المرأة الحامل.
2. إن من أعراض التهاب عرق النسا، أن يشعر المصاب بآلام حادة في منطقة المؤخرة، وهو ما قد يعوق عملية الجلوس ويجعل الشخص يتألم ويفضل الوقوف أو الاستلقاء بحذر.
3. يزداد شعور المريض بالألم أعلى الفخذ من الأسفل أو ما تسمى بمنطقة الورك، وهي بداية الألم من الأعلى.
4. قد يتغير شكل الألم الذي يشعر به المريض، فيبدو أحيانًا على هيئة وخزات، وأحيانًا أخرى على هيئة حرق سريع.
5. يشعر المصاب بأن ساقه بها نوع من الخدر الذي يصاحبه عدم قدرة على التحكم في قدمه بشكل كامل أو تحريكها بحيوية، ورغم حالة الخدر تلك فإن الألم يظل موجودًا طوال الوقت.
6. من أبرز الأعراض لا سيَّما مع إهمال علاج عرق النسا بالحجامة ، نجد أن الألم يستمر لفترات طويلة على جانب واحد فقط، وفي الغالب يكون من الخلف.
7. كما أن آلام عرق النسا تصيب منطقة المؤخرة كثيرًا وتحول دون الجلوس، فإنها كذا تحول أيضًا دون الوقوف في أحيان عديدة ويكون الأمر صعب التحمل.
8. ضعف قدرة المصاب في السيطرة على عضلات المثانة والأمعاء، ويصبح أقل قدرة على التحكم في جهازه البولي وعملية الإخراج، وبمرور الوقت يعاني من سلس البول.

أسباب التهاب عرق النسا

توصل العلماء إلى العديد من مسببات التهاب عرق النسا والتي تختلف من شخص لآخر، وكذا تختلف من حيث مدى نسبة تأثير كل سبب في ظهور هذه المشكلة، وفيما يلي نذكر تلك المسببات بالتفصيل:

تضيق العمود الفقري

وهي ظاهرة طبية معروفة، وفيها يكون هنالك ضغط شديد حول العمود الفقري والذي يتسبب في التضييق كذا على القناة الشوكية وهي المساحة المحدودة التي يمر من خلالها الحبل الشوكي وغيرها من أطراف وجذور الأعصاب مثل الأعصاب الوركية، أما عن التضييق حول العمود الفقري فقد يعود السبب إلى وجود نتوءات عظمية مختلفة أو التهابات في هذه المنطقة، وتزداد هذه الآلام عند المشي والحركة أو حتى الراحة في وضع الجلوس لفترات طويلة وبشكل دوري خاصةً من يعملون في مهن تحتم عليها الجلوس طوال الوقت كالسائق أو المحاسب أمام الكمبيوتر على سبيل المثال، ويمكن علاج عرق النسا بالحجامة في مراحله المتقدمة أو على الأقل تخفيف مستوى الألم وتحاشي ظهوره بشكل مستمر.

متلازمة الكمثري

وهي إحدى أشهر المتلازمات الطبية التي أثارت جدل العلماء لفترات طويلة خاصةً فيما يرتبط بعرق النسا، حيث أن البعض قال بأن تسببها في التهابات عرق النسا نادر جدًا ويكاد يكون منعدم، أما فئة أخرى فأكدت تسببها في ما لا يقل عن ثمانية بالمائة من آلام التهابات عرق النسا ومنطقة الورك وأسفل الظهر والساق مرورًا بالفخذ، وتشير هذه المتلازمة إلى مرور العصب الوركي من خلال عضلة الكمثري على عكس الوضع الطبيعي الذي يمر فيه من تحت هذه العضلة، وبمرور الوقت ومع حدوث أية ضغوط أو تقلصات بهذه العضلة فإن العصب الوركي يستشعر الألم، وقد ساهم الطب الحديث بشكل أو بآخر في فحص وكشف طبيعة هذه المتلازمة وتوفير آليات للعلاج من خلال الأدوية المختلفة أو حتى علاج عرق النسا بالحجامة والطب البديل.

الحمل

تكثر شكوى السيدات الحوامل من آلام أسفل الظهر والورك والفخذ نتيجة التهاب بعرق النسا، وفي الغالب يحدث هذا في الأشهر الأخيرة من الحمل؛ كنتيجة مباشرة لضغط الرحم وبه الجنين بالطبع على منطقة العصب الوركي لا سيَّما عند الجلوس أو الوقوف وأحيانًا عند التعرض لتشنجات في الساق، وفي الغالب لا يتأذى الحمل ولا الجنين بهذا، ولكن تقتصر الأضرار على الآلام الحادة ومشكلة الخدر في الساقين، وفي بعض الأحيان تسقط المرأة الحامل أرضًا بسبب خدر الساقين وضعف قدرتها على التحكم في ساقيها فيختل توازنها، وبشكل عام لا يضع الطب أي علاج فعال بشكل كامل لظاهرة التهاب عرق النسا الناتج عن ضغط الحمل.

الأورام

تتسبب الأورام في بعض الأحيان بضغوط شديدة على النخاع الشوكي ومنطقة مرور عرق النسا ومختلف أطراف وجذور الأعصاب، وفي هذه الحالة تظهر آلام شديدة إلى جانب آلام الأورام ذاتها، ويمتد الوجع إلى أسفل الظهر والفخذ والساق على جانب واحد فقط أو الجانبين في أحيان قليلة، وغالبًا ما يصاحب ذلك في الحالات المتقدمة ضعف سيطرة المصاب على الأمعاء والمثانة ما يجعله معرض لسلس البول طوال الوقت.

الارتطام

في بعض الأحيان التي يصطدم فيها الشخص في حادث أو ما شابه ذلك، يتعرض العمود الفقري لارتطام شديد يتسبب في الضغط على الأعصاب بشدة ما يعرضها للالتهاب، ولا يتوقف الأمر على ارتطام الظهر فحسب ولكن أيضًا ارتطام الكعب أو منطقة الأرداف كذا التي يمر عندها عصب عرق النسا.

التقدم في العمر

حينما يتقدم الإنسان في العمر، فإن أعصابه تصبح أكثر حساسية وكذا عضلات جسده تضعف لتجعل من أعصابه أكثر عرضة للضغط عند الارتطامات المختلفة، وغالبًا ما تتوقف الآلام والأضرار في الكبر على مدى التاريخ المرضي للمصاب في شبابه.

التشنجات العضلية

يصاب البعض بتشنجات عضلية في منطقة الأرداف وأسفل الظهر، وهذه التشنجات تؤثر بشكل أو بآخر على العصب الوركي وتضغط على عرق النسا وتبدأ أعراض التهابه في الظهور، وفي هذه الحالة ينصح باتباع علاج دوائي محدد أو علاج عرق النسا بالحجامة والطب البديل.

مرض القرص التنكسي

يتسبب بشكل كبير في اندثار وانهيار الأقراص الموجودة بين فقرات العمود الفقري، ولا يخفى على الجميع أن الأقراص تلك هي بمثابة وسائد أو صدادات هوائية تسهل حركة الفقرات، وعندما تنهار فإن الضغط على النخاع الشوكي والأعصاب يكون أكبر وتبعاته أصعب.

انزلاق الفقرات

وهو عرَض طبي يحدث فيه أن تتحرك إحدى الفقرات عن المسار الصحيح للعمود الفقري، وعند انزلاق الفقرات تلك تبدأ بالضغط على ما بداخلها من نخاع شوكي وأعصاب، وهذا الضغط يسبب التهاب عرق النسا وظهور أعراضه وأعراض غيره من أمراض ومشكلات صحية.

عوامل أخرى

إلى جانب كل ما سبق ذكره نجد أن هنالك عوامل أخرى عديدة متنوعة، ورغم كونها غير مباشرة إلا أنها قد تكون سببًا في التهاب عرق النسا وحاجة المصاب إلى علاج عرق النسا بالحجامة أو غيره من الأدوية والطب البديل في أسرع حال قبل أن تتضاعف خطورتها، ومن هذه العوامل نجد التدخين، وأمراض السمنة الزائدة، وكذا العديد من المشاكل النفسية والضغوط الاجتماعية والاقتصادية، وتعتبر مهنة الإنسان سببًا في إصابته بالتهاب عرق النسا في حال كانت تعرضه للجلوس لفترات طويلة والضغط على العصب الوركي.

علاج التهاب عرق النسا

مع تطور الطب وظهور آليات جديدة للعلاج سواء كيميائية من خلال الأدوية والعقاقير المختلفة أو حتى من خلال التقنيات والأجهزة الحديثة، أصبحت مسألة التهابات عرق النسا من الأمور التي يسهل بشكل أو بآخر التعامل معها وتخفيف الألم حتى ولو لم يتم الشفاء على الوجه الأكمل، ويعتبر علاج عرق النسا بالحجامة أحد أبرز هذه العلاجات مع الأدوية والطب البديل، وفيما يلي نوضح تلك العلاجات المتوافرة بشكل أكثر تفصيلًا:

العقاقير الطبية إلى جانب علاج عرق النسا بالحجامة

لم يوجد الأطباء إلى وقتنا هذا أية أدوية لعلاج التهابات عرق النسا بشكل كامل، ولكن الأدوية المسكنة والأفيونية والعقاقير التي تعمل على إرخاء العضلات المختلفة أفادت في العلاج بنسبة جيدة، وتتنوع قدرة تلك الأدوية ما بين التخفيف الفوري للألم أو التسكين طويل المدى، وتستخدم أدوية مضادات الالتهاب غير الستيرويدية كعلاج فعال، أما المصابون بآلام عرق النسا الذين نتيجة الإصابة بمتلازمة الكمثري، فإن الطب استطاع توفير حقن مصنعة من مادة توكسين البوتولينوم وهي مفيدة جدًا في هذا الصدد، وفي السياق ذاته يمكن استعمال المنشطات الجهازية وهي مناسبة كثيرًا في علاج إصابات عرق النسا لا سيَّما من يعانون مشكلات فتق القرص، كما أن مضادات الاكتئاب تفيد كثيرًا في علاج التهاب عرق النسا المزمن إلى جانب علاج عرق النسا بالحجامة أو أي من أدوية الطب البديل إلى جانب الأدوية الكيميائية.

العملية الجراحية

قد يلجأ الأطباء لإجراء جراحات طبية عاجلة للتخلص من مسببات التهاب عرق النسا، ويكون ذلك في بعض الحالات مثل الإصابة نتيجة انفتاق القرص؛ حيث يتم إزالة القرص واستئصاله وتظهر نتائج ذلك سريعة، أما في حال كان سبب التهابات عرق النسا هو تضيق العمود الفقري؛ ففي هذه الحالة تكون الجراحة فعالة أيضًا وتقلل الألم لشهور عديدة تمتد حتى العامين.

الطب البديل في علاج عرق النسا

توجد العديد من العوامل الطبيعية والتي تندرج تحت مصطلح الطب البديل، والتي تفيد كثيرًا في علاج عرق النسا، ومن هذه العوامل ما يلي:

1. يمكن استعمال الكرفس في الحصول على تسكين مناسب للألم، وللحصول على أفضل نتيجة ممكنة فإنه يجب نقع الكرفس في ماء فاتر قبل أن يتم تناوله.
2. يقول خبراء العلاج بالطب البديل أن استعمال الكمادات الدافئة لعشبة الدينار مفيد كثيرًا في الحصول على تسكين مناسب للألم.
3. يسهم تناول نبات الحرمل بشكل دوري لمدة لا تقل عن الأسبوعين في الحصول على نتيجة فاعلة، وينصح بتناول ما قدره 4.5 جرام من تلك النبتة بشكل يومي.
4. يعتبر التدليك بزيت الخروع من الأمور المناسبة لتخفيف حدة الألم وتخفيف حدة أعراض التهاب عرق النسا.
5. أثبتت الإحصائيات والدراسات المعمولة في مجال الطب البديل أن كمادات الثلج تفيد في علاج عرق النسا حال تمت المداومة على استعمالها لفترة ثلاثة أيام متتالية، وبعد هذه الفترة يتم تغيير الكمادات إلى دافئة وهو ما يؤدي تدريجيًا للتخلص من الألم.
6. يمكن إلى جانب الطب البديل استعمال أدوية مصنعة من مواد طبيعية بها القدرة على التسكين والتخدير الموضعي للألم، وهي منتشرة كثيرًا ومتوافرة بالصيدليات، ولكن من الضروري مراجعة الطبيب قبل تناولها.
7. يعتبر المساج من أفضل الأمور العلاجية التي تعتمد على إرخاء العضلات وتخفيف حد الالتهابات العصبية، ويُنصَح بالذهاب لخبراء مساج طبيعي متخصصين حتى يضمن المصاب الحصول على العلاج السليم للشخص، مع معرفتهم المسبقة بالكريمات والمراهم المناسبة دون إضرار بالجسم أو بالبشرة.

العديد من الإحصائيات أكدت فوائد الوخز بالإبر في تخفيف الألم المرتبط بالتهابات عرق النسا، ورغم أن الدلائل العلمية ليست متفقة مع هذا الأمر بشكل كامل إلا أنها أثبتت فعالية كبيرة في تحقيق الهدف منها، وتعتمد هذه الآلية على التلاعب بالعمود الفقري من خلال وخزه بالإبر لا سيَّما فيما يخص الالتهاب المزمن لعرق النسا، وقد أكدت العديد من الأدلة صلاحية هذا الأمر في علاج مشاكل القرص، وأحيانًا يضطر المصاب إلى اتباع علاج عرق النسا بالحجامة إلى جانب الوخز بالإبر للحصول على أفضل نتيجة ممكنة، ولكنها على كل حال صالحة إذا ما لم ينتج عن استعمالها أية نسب عجز تدريجية في الأعصاب مهما كانت قليلة.

علاج عرق النسا بالحجامة الجافة

لما كان التهاب عرق النسا من الأعراض المؤلمة للغاية والتي لم يفلح الطب الحديث في علاجها بشكل كامل وضمان الاستشفاء منها تمامًا ونهائيًا، فإن الأنظار بدأت تتجه إلى علاج عرق النسا بالحجامة وغيرها من وسائل الطب البديل، ولقد كان للحجامة بالفعل دور كبير وأثبتت فعاليتها وهي من وسائل العلاج الطبيعية المعروفة باسم الطب النبوي، وطريقة عملها تعتمد على إخراج الدم الفاسد من الجسم من خلال متخصصين على دراية تامة بهذه الطريقة وهناك بالفعل مراكز طبية متخصصة تقوم بها، وينصح خبراء العلاج الطبيعي والطب النبوي دومًا باختيار الشخص أو المركز الذي يقدم هذه الخدمة العلاجية؛ خاصةً وأن أي خلل في تنفيذها أو تطبيقها في غير مكانها الصحيح سوف يضر بالجسم وينتقل التأثير السلبي كذا لمناطق أخرى بالجسم، وقد شكك الكثيرون في وجود إثباتات طبية علمية لعملية علاج عرق النسا بالحجامة الجافة، ورغم ذلك يجد المصابون فيها ملاذًا آمنًا لهم أكثر من غيرها وفق الكثير من الإحصائيات.

جدير بالذكر أن الحجامة الجافة هي النوع الأفضل والأيسر والأكثر ضمانًا وفائدة في علاج عرق النسا بالحجامة وهي تعتمد بالمقام الأول على الكؤوس ولذا يطلَق أيضًا عليها حجامة الكؤوس، وفي الغالب تكون مشابهة كثيرًا للنوع الآخر من الحجامة وهو الحجامة الرطبة، إلا أنها لا تؤدي لتشقق الجلد، ولكن فقط يتم من خلالها نقل الملوثات والميكروبات المختلفة إلى الجلد، ولقد اشتهر الطب الصيني القديم أيضًا بهذا النوع من العلاجات فيما يسميه الصينيون بالطب البديل، ولا شك تفيد الأنواع الأخرى من الحجامة أيضًا مثل الحجامة الرطبة والتي يطلق عليها كذا اسم الحجامة الدامية؛ ويرجع سبب التسمية هذا لاعتمادها الكامل على شق جلد الشخص باستعمال مشرط، ليتم بعدها عمل الحجامة فوق هذه الشقوق بهدف تفريغ الهواء منها تحت مبرر أن هذه الطريقة تخلص الجسم من الميكروبات والملوثات المختلفة بدمه، وأخيرًا لدينا نوع من الحجامة وهو الحجامة المتزحلقة أو الانزلاقية التي تعتبر مزيجًا من علاج عرق النسا بالحجامة الجافة وعلاجها بالحجامة الرطبة، حيث تقوم على دهن الجسم بالزيوت الطبيعية مثل زيوت الزيتون والنعناع وغيره، ثم يقوم الشخص بتحريك الكؤوس الساخنة فوق الجلد حتى تجمع حولها الدم الفاسد قبل أن يتم إخراجه.

خطوات علاج عرق النسا بالحجامة

هناك سبع خطوات يجب اتباعها بكل حرص عند علاج عرق النسا بالحجامة لضمان الوصول إلى الهدف المنشود دون إضرار بالمصاب، وهذه الخطوات هي:

1. في الخطوة الأولى يجب البدء بالحجامة الجافة، ومن الممكن بعدها إجراء أنواع الحجامة الأخرى ولكن أيًا كان الحال فإنه يجب عدم البدء بأيٍ من الحجامة الرطبة أو الانزلاقية.
2. عند البدء في إجراء الحجامة الرطبة، فإنه يجب التأكد من ضبط مكانها الصحيح أسفل الظهر حتى ولو كان مريض عرق النسا يشكو آلامًا في الفخذ أو الساق، إلا أن منطقة الورك هذه هي المصدر الرئيسي للألم، وهي خطوة مهمة جدًا حتى لا يتم استعمال المشرط وقطع جلد المريض دون مبرر.
3. بعد الانتهاء من استعمال كلا نوعَي الحجامة الجافة والرطبة أسفل الظهر، فإنه يمكننا الانتقال إلى منطقة الساق، حيث يتم تكرار نفس الخطوات ابتداءً من الحجامة الجافة ثم الرطبة، ويتم استعمال المشرط بحذر من خلال متخصصين يعملون بمراكز الطب البديل المرخصة من وزارات الصحة فقط لا غير.
4. يفضل استعمال عدد من الكؤوس في التوقيت ذاته ولتكن خمسة كؤوس ليتم تحريكها باستعمال طريقة الحجامة المتزحلقة أو المنزلقة التي تتطلب دهان الجسم بزيوت الزيتون والنعناع، ويستمر تحريك الكؤوس حتى الوصول إلى القدمين.
5. بعد إتمام الخطوات السابقة سيبدأ الجسم في لفظ الدم الفاسد منه والذي في الغالب سيكون غامق كثيرًا عن اللون المعتاد للدم، وكما يقول الأطباء بأنه دم متخثر.
6. ينصح باستعمال الكريمات المناسبة للعناية بالجسم أو استعمال زيت بذر الكتان عند دهان الظهر في عملية علاج عرق النسا بالحجامة الرطبة والمتزحلقة.
7. جدير بالذكر أنه وبعد الانتهاء من عملية الحجامة، يجب التأكد من تعقيم الكؤوس جيدًا جدًا والتخلص من الدم الفاسد هذا في مكان آمن، حتى لا يتضرر أو يتعرض لأية أمراض معدية حال استعمل الحجامة دون تعقيم، خاصةً إذا كانت من نوع الحجامة الرطبة أو الانزلاقية.

نصائح عند علاج عرق النسا بالحجامة

تعتبر الحجامة من أفضل وسائل الطب البديل في علاج عرق النسا، ورغم أنها بدائية وقديمة جدًا إلا أنها تتطلب خبرة في التعامل معها، وفيما يلي سرد لأبرز النصائح الواجب الانتباه إليها فيما يخص علاج عرق النسا بالحجامة :

1. لا يجب بأي حال من الأحوال إخضاع الأشخاص المصابون بأمراض الكلى والقلب والإيدز للعلاج بالحجامة أيًا كان النوع المستخدم منها جاف أو رطب أو انزلاقي.
2. يحذر الأطباء من مخاطر إخضاع السيدات الحوامل وكذا الأمهات المرضعات وكبار السن إلى العلاج بالحجامة.
3. يتعين على المصاب بعرق النسا أن يحصل على فترة كافية من الراحة البدنية قبل إخضاعه للحجامة.
4. يجب التنبيه على المصاب بتجنب كل ما قد يثير مزاجه ويؤلب حالته النفسية ويصيبه بالقلق والتوتر والارتباك قبل الخضوع للحجامة.
5. يجب ترك التدخين لساعات طويلة قبل الخضوع للتدخين، وكذا عدم ممارسة أية علاقات حميمية.
6. عند علاج عرق النسا بالحجامة فإن الطعام الخاطئ قد يتسبب في مشكلة صحية ما؛ ولذا يجب التنبيه على المريض بعدم تناول الألبان ولا تناول أطعمة تحوي موالح أو دهون.
7. يفضل قبل الخضوع للحجامة التأكد من تناول وجبة بسيطة تحول دون شعور المصاب بالجوع، وكذا لا تعطيه إحساسًا كاملًا بالشبع، ويفضل أن يتناولها المريض قبل حوالي 4 ساعات من موعد الحجامة.
8. على المصاب أن يلفت انتباه أخصائي الحجامة بما يتناوله من أدوية وعقاقير وإذا ما كان يعاني من أية أمراض ما عليه إخبار المتخصص قبل بدء الحجامة.
9. يفضل عدم خضوع المصابون بأدوار البرد والإنفلونزا إلى علاج عرق النسا بالحجامة حتى يتخلصوا من أعراض البرد تلك.
10. يفضل عدم اللجوء لتناول الطعام مباشرة بعد الخضوع لجلسة الحجامة، ولكن يجب الانتظار لفترة لا تقل عن ساعتين كحد أدنى.
11. يجب تجنب إخضاع المصابين للحجامة ممن أجروا عمليات جراحية مؤخرًا، وكذا من تبرعوا بالدم.
12. عند استعمال الكؤوس يجب عدم وضعها فوق الجلد الملتهب أو فوق المفاصل.

يعتبر علاج عرق النسا بالحجامة على اختلاف أنواعها سواء الجافة أو الرطبة أو المتزحلقة من أفضل العلاجات الطبيعية لمشاكل التهاب عرق النسا وما يتبعه من أعراض مؤلمة قد لا يتحملها الشخص؛ خاصةً وأنها كثيرًا ما تكون على هيئة وخز قوي يشبه طلقات النار، وقد يتضاعف الألم ليشبه الحرق السريع بالنار، ورغم أن الألم لا يستمر ولكنه يكون متقطعًا إلا أنه يكون مؤلمًا للغاية بالقدر الذي قد يجعل الشخص عاجزًا عن الوقوف أو الجلوس حتى نتيجة الألم الشديد في منطقتَي الورك والأرداف، وفي السياق ذاته نجد أن الطب استطاع توفير علاجات مختلفة ما بين دوائية وجراحية، إلا أنها ليست جميعها فعالة خاصةً وأن العلاج المناسب يتحدد حسب سبب الإصابة التي بدورها تتنوع ما بين التعرض لتشنجات عضلية أو الارتطام في حادث ما أو حتى حمل أوزان زائدة أو فترة الحمل لدى السيدات، ووسط كل هذه الأسباب والأعراض والعلاجات نجد أن علاج عرق النسا بالحجامة كان له أكبر الأثر في تخفيف حدة المرض.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.