تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » التعليم والاهل » كيف تجيد أسلوب تعليم الطفل بالأفعال بدلا من الأقوال؟

كيف تجيد أسلوب تعليم الطفل بالأفعال بدلا من الأقوال؟

لعل معرفتنا بأن تعليم الطفل بالأفعال بدلا من انتهاج أسلوب إلقاء الأوامر والنواهي ييسر الأمر كثيرا ويوفر جهدا كبيرا ومعاناة أكبر على الوالدين. فالطفل لو تم التعامل معه بشكل لا يتناسب وطبيعته لن يكن منه سوى الصد وعدم الاستجابة.

تعليم الطفل بالأفعال

إن تعليم الطفل بالأفعال يوفر الكثير من الجهد على الآباء؛ حيث أن الأطفال بطبيعتهم لا يستجيبون لكلام أبويهم ولا يرضخون للأوامر والنواهي التي يملونها عليهم ليل نهار، وإنما يقلدونهم في كل ما يأتون ويذرون. وأفضل طريقة لتعليم الطفل أي سلوك جيد هي تعمد القيام بهذا السلوك مرارا وتكرارا أمام عينيه، وهو بعفوية سيقلد ما يرى، طالما أن هناك رابطة جيدة وعلاقة قوية تربط بينه وبين أبويه. إذن فالأمر برمته قائم على طبيعة العلاقة بين الطفل والوالدين والسلوكيات التي تصدر منهما أمامه. وعند محاولة تعليم الطفل شيئا بالإلقاء وعدم استجابة الطفل لهذا الأسلوب اعلم أن هذا أمر فطري طبيعي. ولك أن تتخيل لو أن أحدهم يتعامل معك بالطريقة نفسها، يأمرك وينهيك بشكل صارم يخلو من المشاعر الطيبة. بالتأكيد سترفض هذا الأسلوب ولن تستجيب له؛ وحتى إن كانت هناك استجابة فإنها ستكون بدافع الخوف من شيء ما. ولا أعتقد أنه من الجيد أن يكون الخوف هو سيد الموقف وأنت تتعامل مع أبنائك.

كيفية تعليم الطفل بالأفعال

تعليم الطفل بالأفعال كيفية تعليم الطفل بالأفعال

في السطور القليلة هذه نورد لكل أبوين الطريقة المثلى لغرس الصفات الحميدة في نفوس أطفالهم والتخلص من السمات السلبية. وها هي الخطوات التي تمكنهم من تعليم الطفل بالأفعال والمحاكاة:

تعليم الطفل بالأفعال عن طريق تحلي الأبوين بالسمات الحميدة

فقبل أن تطلب من ابنك أن يتحلى بالأمانة، تحل أنت بها وهو سيقلدك دون أن تناقشه أو تطلب منه ذلك. وهناك الكثير من المواقف العملية التي تتكرر في حياتنا اليومية، والتي يمكن من خلالها تعليم الطفل هذه الصفة. وعلى سبيل المثال، إذا قام أحدهم بدق جرس التليفون ورد الابن فلا تقل له أن يخبره بأنك غير موجود، بل إنك أن تخبره بأنك لا تود محادثته لهو أفضل من ذلك.

استخدام أسلوب القصة

وهذا الأسلوب من أكثر الأساليب تأثيرا في نفس الطفل. ومنذ سن صغيرة يمكن اقتناء بعض القصص التي تتحدث عن الصفات الحميدة وقراءتها للطفل. كما يمكن استخدام الأبوين لخيالهما لحكاية الحكايات التي تساعد على غرس الصفات الحميدة والبعد عن كل ما هو خبيث. وفي حال لاحظ الأبوين أن طفلهما يفعل شيئا مستهجن يمكنهما الاعتماد على نفس الأسلوب، بحيث يرشدانه إلى الصواب بشكل غير مباشر.

التحدث مع الطفل دائما

ويفضل تخصيص وقت من كل يوم يتبادل الأبوين فيه مع طفلهما أطراف الحديث، بحيث يعتاد على مصارحتهما ويتعلم من خلال الحوار بعض الصفات الحميدة التي ترسخ في نفسه. ولا يفضل أن يتخلل هذا الحوار أي نوع من اللوم أو النقد المباشر، حتى لا يرفض الطفل اكتساب أي شيء من أبويه.

اتباع سلوكيات يومية تعلم الطفل

فالطفل إذا نشأ في بيئة نظيفة مرتبة مهندمة لن يكون أبدا عكس ذلك. وإلى جانب تقليد الطفل لسلوك والديه في هذه النقطة، عليهما أن يطلبا منه أن يكون مسؤولا عن شيء ما، بحيث يقوم بترتيبه ونظافته، حسب قدرته وعمره بالطبع. وفي حال قام الطفل بما هو واجب عليه يقوم الأبوين بتشجيعه حتى يستمر في ذلك. وكلما كبر الطفل على الأبوين طلب المزيد منه وتعليمه أن كل المهام المنزلية هي مسؤولية مشتركة بين جميع أفراد الأسرة. ويمكن تعمد إلقاء المهملات في السلة وترتيب الغرف في وجوده حتى يحاول تقليدك.

معاملة الناس معاملة حسنة من أفضل أساليب تعليم الطفل بالأفعال

حيث أن الطفل يتعلم أساسيات التعامل من أبويه، فهما مدرسته الأولى. وعلى الأبوين معاملة الأجداد أو كبار السن أو المحتاجين أو الضعفاء برفق ولين ورحمة واحترام حتى يتعلم الطفل أن هذا هو الأسلوب الطبيعي الإنساني الذي يجب أن يتبعه الناس فيما بينهم. ولا يمكن أن يحترم الطفل الناس إلا إذا كان المحيطين به يحترمونه ويتعاملون باحترام مع بعضهم البعض.

تجنب استخدام الألفاظ السيئة أمام الطفل

فهو يقلد كل ما يسمع ويرى. وإذا سمع المحيطين به يتبادلون الألفاظ البذيئة، سواء كانت موجهة له أو لغيره، فإنه سيبادلهم إياها. وعند تعويد الطفل على عدم استخدام الألفاظ السيئة فإنه سيرفضها إذا ما سمعها من أحدهم، فقد ترسخ في نفسه أنها شيء مستقبح.

معاملة الطفل بخلق حسن

فهو بذلك يتعلم كيفية التعامل مع الغير. وعلى سبيل المثال، لو ائتمن الطفل أحد أبويه على سر ما ورأى أنه قد حفظ سره فإنه يتعلم بذلك عدم خيانة الأمانة والوفاء بالعهد وكسب ثقة الآخرين والوثوق بهم، طالما لم يحدث منهم ما يخل بثقته فيهم.

الحفاظ على الجو الأسري الدافئ

حيث يسهم تجمع الأسرة في أوقات مثل تناول الطعام وغيرها في تعليم الطفل أساسيات التعامل؛ فهو يرى والديه ويقلدهما في كل شيء، مثل كيفية تناول الطعام وآداب الحديث أثناء تناوله وأسلوب طلب الطعام، وهكذا.

هذه هي أهم قواعد تعليم الطفل بالأفعال وعدم الاقتصار على إرشاده بأسلوب مباشر قد لا يتماشى معه. وعموما ليس كل الأطفال بنفس الطبيعة والشخصية. والأبوين يمكنهما معرفة طبيعة طفلها من خلال ترقب تصرفاته، واختيار الأسلوب الأمثل للتعامل معه.

سارة الدالي

مترجمة وكاتبة، تخرجت في كلية اللغات والترجمة الفورية بجامعة الأزهر الشريف. محبة للقراءة والكتابة في جميع المجالات، وخاصة مجال الرواية.

أضف تعليق

اثنا عشر − ثمانية =