بلا شك استغلال فيس بوك بصورة مثالية أمر هام جدًا لكن من يمتلكون حسابات على هذا الموقع التواصلي المُتميز، فجميعنا يعرف أن الفيس أصبح قبلة الكثير والكثير من عشاق التواصل واللقاء الإلكتروني بكافة أشكاله، لكن البعض يدخل إلى هذا العالم الأزرق دون أن يمتلك خطط وأفكار يُمكنها أن تُسهم فعلًا في تطوره والإضافة إليه، بالمعنى الأدق، ليس هناك استغلال أمثل، وبالتالي يبحث البعض عن تحقيق تلك المعادلة الصعبة على الرغم من أنهم لا يملكون ما يُمكن القيام به فعلًا لتحقيق الهدف المنشود، ولأجل هؤلاء، ومن أجل استخدام أفضل للشبكة العنكبوتية الزرقاء، سوف نتعرف في السطور القليلة المُقبلة على كيفية استغلال الفيس بالصورة التي تقترب من المثالية وهل فعلًا يُمكن قتل الوقت وفي نفس الوقت عدم التضرر من عملية القتل هذه؟ عمومًا السطور القادمة تُجيب على هذا السؤال الهام فهي بنا ندلف إليها سويًا.
الفيس بوك
طبعًا ليس هناك شخص على ظهر هذا الكوكب لا يعرف بعد ما هو الفيس بوك، فحتى لو لم تكن عزيزي القارئ مُلم بتفاصيل هذا الموقع ولا تمتلك حساب عليه فأنت بكل تأكيد تمتلك معرفة به وتُدرك جيدًا ما الذي يعنيه مُصطلح فيس بوك، وهذا هو المُهم في الأمر، أن تعرف أن الشيء موجود وأن هذا الوجود قوي وكافٍ، لكن في نفس الوقت أنت لن تكون دائمًا مُطالب بالمعرفة لمجرد المعرفة، فهذا الموقع الذي ظهر قبل حوالي خمسة عشر عام على يد مارك زوكربيرج ويضم مليارات المُستخدمين يُعد موقع التواصل الأهم وله الكثير من الفوائد التي قد تطمح أنت شخصيًا في الاستفادة منها وتحقيق شيء يُذكر من خلالها، أنت فقط لا تعرف كيفية القيام بهذا الأمر، وهذه هي مُهمتنا التالي بعد أن ذكرنا بماهية الفيس بوك، والآن يأتي الدور على استغلاله، فكيف يحدث ذلك يا تُرى؟
كيفية استغلال فيس بوك
فكرة استغلال موقع هام ومشغول طوال الوقت مثل الفيس بوك ليست فكرة جديدة، فكل من دخل إلى عالم الموقع الأزرق يُدرك جيدًا أنه قابل للاستغلال بصورة أو بأخرى، أما أولئك الذين لا يعرفون ذلك الأمر بعد فأولئك يُمكن لهم استخدام فيس بوك بأكثر من شكل، وأهم هذه الأشكال التسويق للمنتجات الشخصية.
التسويق للمنتجات الشخصية
أول وأهم الأمور التي يُمكن استغلال فيس بوك فيها هي تسويق المنتجات الشخصية أو تسويق المنتجات بشكل عام مهما كان مرجعها، في النهاية الفيس يؤدي تلك المهمة على أكمل وجه ممكن وكل ما عليك هو النظر للنماذج الموجودة بالفعل وستجد أن الفيس بوك كان ناجحًا في التسويق لها، والحديث هنا عن شخصيات عامة ومنتجات في نفس الوقت، في التسويق هو التسويق، وكل شيء في هذه الحياة يُمكن اعتباره سلعة، والميزة هنا أن الفيس ينجح تمامًا في استغلال جدوى وجود هذه السلعة وتطوير الأمر إلى جعلها سلعة رائجة حتى لو لم تكن تستحق ذلك الرواج في الأساس.
التسويق في الفيس بوك يأتي من خلال إنشاء صفحة رسمية باسم المُنتج وبعد ذلك يبدأ الناس في الاشتراك بهذه الصفحة وتبدأ أنت عزيزي المُسوق في جذب الأشخاص الذين يُمكنهم التناسب مع المُنتج الذي تقوم بتقديمه، لاحقًا سوف يكون بمقدورك الاستعانة بالإعلانات الممولة التي يُقدمها الفيس بوك، وهي التي يُمكن من خلالها الوصول إلى الناس من خلال المال، وبالطبع هذا لا يُعد استنزافًا أو خسارة للأموال لأنها سوف ترد بنهاية المطاف على شكل مُستخدمين وأشخاص مُهتمين بشراء المُنتج أو الخدمة التي تقوم بتقديمها، وهذا هو الأمر الهام بالتأكيد.
التواصل مع الآخرين بشكل مُكثف مجاني
إذا ما بحثت عن معلومات بسيطة تتعلق بموقع فيس بوك فستجد أنه يُعرف نفسه أو يُقدمها على أساس كونه موقع تواصل بالمقام الأول، وهذا بالتأكيد ما سيجعل الناس يتجهون إليه في البداية، إذ أنهم سيرغبون في التواصل مع الآخرين الذين ربما يكونوا مختلفين عنهم، لكن فيس بوك لا يُتيح ذلك فقط، بل يُتيح التواصل بشكل مكثف ومجاني وليس له حدود، وشرح ذلك ببساطة أنك عزيزي العميل المتدرج على مواقع التواصل يُمكنك أن تتواصل بالساعات أثناء تواجدك بموقع فيس بوك وتستخدم التواصل الكتابي أو الصوتي أو حتى المُباشر، كل هذه دون أن تدفع قرش واحد، أما قبل ذلك، ومن خلال التواصل بالهاتف، فكل دقيقة لها ثمنها، وكل دقيقة تعني المزيد والمزيد من الأموال التي تدفعها لشركة المحمول، هذا يعني أنه ثمة مكان تحصل منه على الخدمة بالمجان ومكان آخر تحصل منه على الخدمة مُقابل مبلغ وقدره، أليس هذا كافيًا للانضمام للمكان الأول؟
التحول إلى نجم سوشيال ميديا
كذلك ضمن الأمور التي يُمكن عن طريقها استغلال فيس بوك والنجاح من خلالها أن تحول نفسك عزيزي القارئ إلى نجم سوشيال ميديا، وهو لقب بات يُساوي وزنه ذهبًا في الوقت الحالي، فلو كان نجم التلفاز يعرفه بعض المشاهدين الذين يجلسون أمام التلفاز فإن نجم سوشيال ميديا يعرفه كل من يتواجدون على سوشيال ميديا بمختلف أشكالها، وهم كُثر بكل تأكيد، لذلك فإن الشعبية التي سوف يتم الحصول عليها بالنهاية ستكون كبيرة أيضًا، وربما أهم النجوم الموجودين على موقع التواصل يجدون الباب مفتوحًا لكي يتحولوا إلى نجوم في العالم الحقيقي ويظهروا على التلفاز، بمعنى أكثر دقة، لقد كان الفيس بوك نافذة لهم، ولهذا نجد أن هذا الامتياز من أهم فوائد الفيس بوك لمن يُحسن استغلاله.
متابعة العالم حولك لحظة بلحظة
لأننا في عصر السرعة كان من اللازم أو الواجب على الفيس بوك أن يتواصل مع تلك السرعة بشكل حيوي مفيد، ولذلك ظهرت الخدمة الإخبارية عن طريق الفيس بصورة غير مُباشرة، فالفيس بوك ليس موقع أخبار وليس هناك خطط لكي يُصبح كذلك، لكن الناس بطبيعتهم ينشرون كل ما يحدث لهم ويحدث حولهم، وبالتالي في دقيقة واحدة يكون كل شيء متوفر أمامك وبصورة سهلة، هذا حتى قبل أن يحصل محرر الأخبار على الخبر، فببساطة أنت ستصل إلى الحدث من خلال الشخص الذي يصنع الحدث نفسه وليس شخص آخر، وفي الواقع فكرة المتابعة هذه تجعلك أكثر دراية بالعالم وكأن الفيس موجود من أجل زيادة الحصيلة الثقافية لديك، وهو أمر في غاية الأهمية بالطبع.
نشر ما يُفيد الناس وقراءة ما ينفعك ويجذبك
من المميزات الرئيسية التي يوفرها الفيس بوك أيضًا ميزة النشر، وهي تلك الميزة التي تُمكنك من نشر المعلومات والأخبار وقراءة نفس المواد كذلك، ومع الوقت، ومع تصفحك لمثل هذه النوعية من اليوميات، بكل تأكيد سوف ينشأ لديك حُب فطري لمثل هذه المعلومات وسوف تسعى للتعرف على المزيد منها، ببساطة شديدة، سوف تُصبح مُدمنًا لها، وهو أفضل أنواع الإدمان، أيضًا لا تنسى أنك عزيزي القارئ سوف تستقبل عدد كبير من الأشخاص الذين يُشاركونك في نفس الاهتمامات وسوف تكون هناك فرصة لتطوير ذلك الأمر أكثر، بل وثمة صفحات مُخصصة لنشر مواد مُعينة حسب رغباتك وتوجهاتك.
استغلال فيس بوك في توسيع شبكة الصداقات بشكل كبير
تفرض علينا الحياة التي نعيشها شكل معين من الأصدقاء والصداقات، هذا الشكل غالبًا ما تكون هناك صعوبة في تغييره ويظل طوال الوقت مُلازمًا لنا، فأنت تُلزم بمجموعة من الأصدقاء حسب الجيرة وأخرى حسب الدراسة وأخرى حسب العمل، لكن من خلال استغلال فيس بوك يُمكن توسيع تلك الشبكة إلى ما هو أكبر من ذلك بكثير، فلا توجد حدود من الأساس للأصدقاء ولا يوجد معيار لاختيارهم، وعندما نقول كلمة حدود فنحن نقصد بها المعنى الحرفي لها، فإذا كنت من مصر مثلًا فإن الفيس بوك سيجعلك تتخطى حدود مصر في تكون الصداقات مع الآخرين وتكون صداقات مع أُناس من كل مكان في العالم، تلك الصداقات من الممكن ألا تظل حبيسة الموقع الأزرق وأن تخرج في يوم من الأيام لتطال ما هو أبعد من ذلك.
تسهيل العمل والدراسة
بكل تأكيد عزيزي القارئ ما دمت متواجدًا على موقع فيس بوك فأنت شخص مثقف إلى الدرجة التي تجعلك في مرحلة من المراحل التعليمية المُختلفة أو على الأقل تعمل في وظيفة مرموقة، وفي النهاية هذا الأمر سيجعلك تحتاج إلى تسهيلات يُمكن استغلال فيس بوك في تقديم مثل هذه التسهيلات بشكل مُلائم، ففي البداية أنت ستتواصل مع زملاء العمل والدراسة وتعرف كل جديد عنهم فور وجود ذلك الجديد، أيضًا أنت سيكون لديك مُتسع للقيام بأمور أخرى مثل إنشاء مجموعة خاصة تجمعك وحدك بهؤلاء ويتم فيها تبادل نفس الاهتمامات أو حتى عرض وشرح واستعراض كل ما يدور في ذهنك بخصوص هذا المجال، وبالتالي ستشعر وكأنك مُقيم في جامعتك طوال الأربعة وعشرين ساعة أو تجلس في عملك لنفس الوقت، إنها ببساطة فرصة للتعايش مع ذلك وجعله جزء من عالمك وليس مجرد زيارة يتم القيام بها.
استغلال فيس بوك في الحصول على المواد الترفيهية
المقصود هنا بمصطلح المادة الترفيهية هي تلك المادة التي تحصل منها على المتعة سواء بالاستفادة وزيادة المعرفة والإدراك أو حتى بالابتسام والضحك والترفيه عن النفس بشكل عام، في النهاية الأمور ليست جادة دائمًا وأنت في حاجة إلى أن تفصل عن العالم لبعض الوقت وتذهب إلى عالم آخر خالٍ من كل ذلك، وهذا بالضبط ما سينجح فيس بوك في توفيره لك، حيث يُمكن استغلاله في رؤية مواد ترفيهية يتم نشرها على الفيس بشكل سريع أو قراءة منشورات علمية أو حتى دينية وثقافية، في النهاية مثل هذه الأمور تُشعرك بأنك لست في حياة تعيش بشكل جامد وحاد وأنه ثمة مرونة في الأشياء حولك، لكن الجانب الترفيهي لا يجب أن يكون موجودًا بشكل كاسح خلال وقت تواجدك على الفيس بوك، فقط يُمكن منحه قليل من الوقت مُقابل الأغراض الأخرى، فكما يقولون، الشيء إذا زاد عن حده جاء في النهاية وانقلب إلى ضده.
ختامًا عزيزي القارئ، ليس هناك شك طبعًا على أن استغلال فيس بوك لا يجب أن يُنسينا الهدف الأساسي منه، وهو التواصل بين البشر بعضهم البعض، لكن ليكن في علمك أيضًا أن مؤسس الفيس أو الشركة نفسها تقوم باستغلال الموقع ومُستخدميه بأفضل الصور الممكن، فقط عليك أن تُغير فكرتك عن مبدأ الاستغلال وأنه ليس بذلك السوء الممكن تخيله.
أضف تعليق