يمكنك من خلال ترقب أسلوب تناول الطعام الذي يتبعه الطفل معرفة بعض الجوانب عن شخصيته. وكلنا نعلم أن السمات الشخصية تختلف من طفل لآخر، بحسب بعض العوامل التي تشمل الجينات الوراثية وطبيعة البيئة المحيطة بالطفل وغيرها من العوامل. والحقيقة أنه من الطبيعي أن يظل أسلوب تناول الطعام لدى الطفل في تغير مستمر خلال العامين الأولين من عمره، ولا يثبت على طريقة معينة قبل هذه السن. ولذا يفضل عمل هذا الاختبار من عمر عامين فما فوق. تعرفوا معنا على العلاقة بين أسلوب تناول الطعام والسمات الشخصية للطفل.
أسلوب تناول الطعام وعلاقته بشخصية الطفل
تكلمنا بشكل موجز عن وجود علاقة تربط بين أسلوب تناول الطعام وطبيعة شخصية الطفل. وفيما يلي نسهب الشرح في هذه النقطة ونذكر العديد من الشخصيات المختلفة والكيفية التي يتناولون بها طعامهم.
الطفل المرح
هذا الطفل يعتبر وقت تناول الطعام هو وقت للمرح واللعب والضحك. وهو غالبا ما يقوم بحركات يهدف بها إلى إمتاع من حوله، وإن كانت هذه الحركات تزعجهم في كثير من الأوقات، كأن يقوم برمي الطعام على الأرض أو سكب الماء على الطعام، وهكذا. وعند التعامل مع هذا الطفل لابد من أخذ الحذر والحيطة والانتباه جيدا أثناء تناول الطعام، حتى لا يحدث مشكلة كبيرة، خاصة لو كان هناك غرباء في المنزل.
الطفل الجوعان دوما
وهذا الطفل يطلب الأكل باستمرار ولا يتوقف عن ذلك إلا عند النوم، بل قد يستيقظ في وقت متأخر من الليل ليطلب من أمه الطعام. وهذا الطفل في الغالب لا يرفض نوعا واحدا من الطعام، فهو يحب المغامرة والتجربة وتذوق جميع الأطعمة بأشكالها المختلفة. وعلى الرغم من أن هذا النوع من الأطفال يكون مريحا للأمهات، فهو لا يرفض الطعام أبدا، إلا أنه قد يضر بنفسه وبصحته بسبب أنه يتناول كل ما يقع تحت يده من طعام، حتى ولو كان سيء المذاق أو غير مألوف.
الطفل المتحمس
وهو الذي يرى تجربة الأصناف الجديدة عليه مغامرة كبيرة ولا يقتصر على تناول أصناف معينة، بل هو يحب التنوع. وبالطبع تحب الأمهات هذا النوع من الأطفال لأنه يوفر عليها الكثير من المعاناة وبذل الجهد.
أسلوب تناول الطعام والطفل الفنان
وهو الذي ينظر لمائدة الطعام بعين فنان يركز على الشكل والهيئة ولا يكتفي بتناول الأكل وتذوق طعمه. ويعبر الطفل الفنان عما بداخله أثناء تناول الطعام، بحيث يحب صنع أشكال فنية جميلة، كما يشجعه على تناول الطعام تقديمه له بشكل جميل يرضيه. ومن الممكن أن يقوم هذا النوع من الأطفال بصنع أشكال غير مفهومة للكبار، ولكنها تعبر عن عالمه الخاص وتشتمل على تفاصيل لا يراها سواه، حتى ولو رآها المحيطين به مجرد أشكال فوضوية لا معنى لها.
الطفل الانتقائي
وهو الطفل الذي يتعامل بحذر عند تناول الأطعمة الجديدة، وفي الغالب يحب بعض الأنواع ولا يتقبل البعض الآخر. ومعظم الأطفال يصنفون تحت هذا النوع، وهم يحتاجون للهدوء عند البدء في تناول نوع جديد من الطعام حتى يعتادون عليه ويتقبلونه.
الطفل المعترض
وهذا النوع من الأطفال يتعامل بحذر شديد عند تناول الأطعمة، خاصة لو كانت هذه هي المرة الأولى لتناول الطعام الصلب. وتجد الأمهات بعض الصعوبة لتعويد هذا الطفل على تناول الطعام الصلب، كما أنه عليها تحمل بكائه الذي يترجم اعتراضه على عملية الأكل نفسها وإعادة المحاولة حتى يتقبل الطفل ذلك الوضع الجديد. والطفل المعترض لديه قدرة كبيرة على تذوق الطعام، ولذا فهو قد يرفض غالبية الأصناف التي تقدم له ويحتاج لوقت طويل للغاية ليحب الطعام.
أسلوب تناول الطعام للطفل المخادع
وهذا النوع من الأطفال يوهم المحيطين به بأنه قد فرغ من تناول طعامه وانتهي منه كليا، ولكنه يكون قد أخفاه في أماكن كثيرة، إلا في معدته. ويفاجأ الآباء والأمهات بوجود الطعام في أماكن قد لا تخطر ببالهم، فمثلا قد يجمع الطفل الطعام داخل فمه ويحتفظ به لحين دخول الحمام وإلقائه به أو يضعه داخل أحد الأدراج أو حتى في دولاب الملابس حتى يخفيه عن الأبوين. ولا يمكن تخمين الكمية التي يحتاجها هذا النوع من الأطفال من الطعام، حيث يتوهم الأبوين باحتياجهم للمزيد من الطعام، طالما أنه أكمل طبقه بهذه السرعة.
هذه ببساطة أهم أنواع الأطفال الذين يصطدم الأهل بهم. وعلى كل أبوين مراقبة أسلوب تناول الطعام الذي يتبعه الطفل من اليوم الأول له حتى يتمكنوا من تخمين طبيعة شخصيه وينجحوا في فهم أبعادها وحسن التعامل معها.
أضف تعليق