تسعة
الرئيسية » عمل ومهارات » ادارة الاموال » كيف يُمكنك التوفير من الدخل بانتظام مهما كان دخلك قليلًا؟

كيف يُمكنك التوفير من الدخل بانتظام مهما كان دخلك قليلًا؟

التوفير من الدخل أحد أهم الأمور التي يُفكر فيها الأشخاص وخاصةً أولياء الأمور الذين يتحملون مسئولية أُسرة ومُطالبون بفعل الكثير من الأشياء بدخل بسيط، ولذلك يتم اللجوء إلى التوفير، لكن كيف يُمكن يا تُرى القيام بهذه العملية بشكل سليم؟

التوفير من الدخل

طبعًا لا خلاف على أن التوفير من الدخل شيء ضروري جدًا وفارق في حياة الأُسر، فإذا كنت ستنفق كل دخلك على شيء ما فأنت بالتأكيد في حاجة إلى إدراك حقيقة في غاية الأهمية، وهي أن الدخل لا يُنفق فقط على هذا الشيء وأنه ثمة منافذ أخرى كثيرة وأبواب مفتوحة إن جاز التعبير سوف تطلب منك جزء من ذلك الدخل، ومن هنا تظهر أهمية التوفير الذي نتحدث عنه، حيث أنك من خلاله تُغطي كل الأطراف وتتمكن من وضع كل شيء في نطاقه الصحيح دون إخلال بشيء، بيد أن عملية التوفير لا تبدو بتلك السهولة التي قد يتخيلها البعض، إذ أنها تفشل في معظم الأحيان ولا يكون المردود الناتج عنها على قدر ما هو مطلوب، ولذلك سوف نقوم بالسطور القليلة المُقبلة بتناول أبرز طرق التوفير من الدخل مع المرور بأهم النصائح التي يُمكن اللجوء إليها خلال عملية التوفير، فهل أنتم مستعدون لذلك الأمر الهام؟ حسنًا لنبدأ.

التوفير من الدخل

التوفير من الدخل التوفير من الدخل

في البداية دعونا نعرف أن عملية التوفير من الدخل لا يُقصد بها أن تضع كل راتبك في الخزينة ثم تجلس تبحث عن منفذ للطعام والشراب، هذا ليس توفيرًا وإنما بخلًا، بل وأقبح شكل من أشكال البخل، فما نتحدث عنه هنا أن يتم استغلال جزء معقول من الدخل وتوفيره من أجل تراكم الشهور وتحول ذلك الجزء الصغير إلى كم كبير، هكذا يُصبح الأمر ذو قيمة لاحقًا وتُصبح عملية التوفير بالشكل الذي نتحدث عنه أو نبحث عنه على وجه التدقيق، وفيما يتعلق بالتوفير الناجح فإن البعض قد لا يقوم بهذا الأمر ولا يدرك بأنه لاحقًا سوف يحتاج إلى مال مُتراكم من أجل واحدة من المطبات الصعبة التي سيُلاقيها في حياته، على العموم، بدايتنا سوف تكون باستعراض ذلك النوع من التوفير.

طرق الادخار الناجحة

التوفير من الدخل طرق الادخار الناجحة

إذا كنا نبحث عن إمكانية يُمكن من خلالها أداء عملية التوفير من الدخل على أفضل نحو ممكن فنحن بكل تأكيد نبحث عن طرق ناجحة للادخار، فالادخار هو السلاح الأهم لمواجهة هذه الحياة، لكنه لا يأتي بهذه السهولة، بل تكون هناك عدة طرق يُمكننا القول إنها تُسهم بنسبة كبيرة في تحقيقه وإنجاحه، وأهم هذه الطرق تسجيل النفقات الإجمالية.

تسجيل النفقات الإجمالية

لا شك أن الطريقة الأولى والأبرز من أجل التوفير من الدخل هي أن تقوم بتسجيل تلك النفقات التي تقوم بصرفها خلال الشهر أو خلال فترة الادخار بشكل عام، فإذا كنت تعيش بوضع طبيعي ولا تسعى للادخار سوف تقوم بالصرف وفعل كل ما يحلو لك دون اعتبار لأي شيء آخر، لن تُلقي بالًا حتى لفكرة التسجيل، أصلًا ما المهم في التعرف على ما قمت بصرفه وفي أي شيء فعلت ذلك؟ لكن، عندما يكون الأمر متعلقًا بالادخار فبالطبع التسجيل يُصبح أمرًا ضروريًا، ولنفترض مثلًا أن راتبك عشرة آلاف دولار، بالتالي أنت في حاجة لمعرفة ما تقوم بصرفه من هذا الراتب وبناءً عليه تقوم بتحديد ما هو مُتبقي ويصلح لادخاره، هكذا تسير الأمور بالشكل المُلائم لها.

صناعة ميزانية ووضع خطة

بعد أن تعرف حجم النفقات التي تقوم بصرفها سوف تكون أمام خيارين، الخيار الأول أن تتركها كما هي وتتصرف في القدر المتبقي والخيار الثاني أن تُعدل من النفقات وتجعلها أقل بحيث يُصبح الفائض أكبر، في النهاية ما ستقوم بفعله هنا أنك سوف تقوم بصناعة ميزانية خاصة بك، هذه الميزانية سوف تُحدد خط سيرك إن جاز التعبير، وسوف يصحبها بالتأكيد خطة مُحكمة، وكل هذا سيأتي وفقًا لما قمت بتحديده مُسبقًا، على العموم، في هذه المرحلة بالذات يجب عليك أن تتشارك وألا تصنع الميزانية وتضع الخطط وحدك، تتشارك مع الأشخاص المنوطين بالأمر كزوجتك مثلًا، فالأمر سوف يأتي وفقًا للجميع ومناسبًا لهم وليس مناسبًا لك وحدك.

وضع التحديات والتنافس مع الآخرين

ثمة عادة بشرية فطرية تقوم على التميز الذي يكون حاضرًا في اللحظة التي يحضر فيها التنافس، وهذا بالضبط الوضع مع عملية التوفير من الدخل التي نتحدث عنها، ففي الوضع الطبيعي من الممكن أن يطالك اليأس وتلجأ إلى التوقف عن التوفير، خصوصًا إذا لم تكن حالتك المادية مُتعسرة وكانت درجة خوفك من الزمن وكوارثه متدنية، ففي هذه الحال تتوقف عن التوفير وتبدأ في العودة إلى حياتك القديمة، أما في حالة كون الموقف يتواجد به شخص ينافسك، وفي حالة الاتفاق على الأمر منذ البداية، فبالتأكيد سيختلف ذلك وستبدأ في التوفير وأنت تضع في اعتبارك أنك لن تتوقف لأن ثمة ما يجعلك لا تتوقف فعلًا، وهذا الأمر من الممكن أن يحدث بدرجة أقل فيما يتعلق بتحدي نفسك وليس الآخرين.

التفكير في المستقبل وما يحمله لنا

من أهم طرق الادخار السليمة أن تُفكر عزيزي القارئ أثناء وقبل الادخار فيما يُمكن أن يكون المستقبل حامله لك، ففي الوقت الراهن بات الإنسان لا يضمن أي شيء في الحياة التي تضعه يوم بالأعلى وعشرة أيام أخرى بالأسفل، تجعله يُعاني بين يوم وليلة، والحل المثالي لذلك أن تكون عزيزي المسكين مُتجهزًا لها، إذ أنه حتى لو لم تكن تمتلك الأسباب التي تدفعك للادخار وتعيش حياة هادئة وآمنة فبالطبع أنت لا تضمن بأي شكل من الأشكال استمرار ذلك، كما أن المستقبل يحمل لك الأطفال وحياتهم وانشغالاتهم وتكاليف تعليمهم وتكليف رعايتهم وتكاليف زواجهم، كل هذا جزء من المستقبل عليك أن تضعه بعين الاعتبار وأن تُفكر فيه بشكل منطقي وعقلاني.

استغلال ما تم ادخاره في المشاريع

الآن نحن بتنا نسير على نهج التوفير من الدخل وبالتالي أصبح لدينا مخزون لا بأس به يُمكننا أن نُطلق عليه مُصطلح المُدخرات، وبالطبع تلك المُدخرات لن تكون متوفرة فقط من أجل الادخار، وإنما أيضًا يجب أن تكون حاضره في شكل ما يُمكن القول بكونه استغلال لها، ومن هنا تأتي فائدة المشاريع الصغيرة، إذ أنك عزيزي المُدخر لن تظل لفترة من الوقت تدخر في الأموال ثم فجأة تكتشف أنك لا تمتلك خطط لها، ما الذي تفعله أساسًا ولماذا تفعله؟ بالتأكيد ستسأل نفسك مثل هذا السؤال، ومن هنا يأتي دور المشاريع، فحتى لو لم تكن تمتلك الوقت الكافي لإقامة المشاريع بمختلف أشكالها فيُمكن أن تستغل أحد أصدقائك أو أحد الأشخاص المعروف عنهم قيامهم بعملية تدوير الأموال، بمعنى أن تكون هناك صورة من صورة التعجل بالاستغلال قبل أن يُصبح الأمر بلا قيمة لاحقًا.

نصائح من أجل التوفير من الدخل

التوفير من الدخل نصائح من أجل التوفير من الدخل

لا يكفي بالتأكيد أن نعرف طرق الادخار الناجحة، إذ أن هذا من الممكن أن يُسهم في الادخار لكنه لن يؤدي ما هو مطلوب منه بالطريقة الكاملة، وإنما يجب كذلك أن تكون هناك بعض النصائح الخاصة بتوفير ما تم ادخاره بالفعل، ومن أهم هذه النصائح بالتأكيد التوقف عن العادات السيئة.

التوفير من الدخل عن طريق التوقف عن العادات السيئة

الآن نحن نُرجح فكرة التوفير من الدخل ونقوم بتنفيذها على نحو جيد، لكن بالتأكيد العادات السيئة التي نُمارسها قد تكون سبب في أن تجعلنا لا نشعر بقيمة ما نقوم به، بمعنى أدق، العادات السيئة مثل التدخين تأخذ جزء كبير من الأموال، سواء الأموال العادية أو تلك التي قمنا أساسًا بادخارها، وحتى يُمكننا المُضي في عملية الادخار هذه لا يُمكننا الاستمرار في تلك العادات، فسوف يبدو الأمر وكأننا لا نفعل شيئًا من الأساس، حيث أن ما نقوم بتوفيره سوف نصرفه من الناحية الأخرى في أمور سيئة، ويمكننا تعميم مثل هذا الأمر على كل العادات السيئة التي نُمارسها وليس فقط التدخين.

تحري البركة في كل شيء

ليس هناك شك في كون البركة شيء رئيسي وهام في عملية التوفير من الدخل التي نتحدث عنها الآن، إذ أن الوضع الطبيعي أن تقوم بشراء الشيء بمبلغ معين ثم تستخدمه استخدام معين مُحدد، لكن إذا افترضنا أن البركة موجودة في هذا الشيء ففي هذه الحالة سوف يكون استخدامه لفترة أطول وبدرجة أكبر، وربما يعتقد البعض أن هذا الأمر بسيط وعادي إلا أنه في الواقع يُحدد كثيرًا الشكل الذي سيظهر به الأمر لاحقًا، ويُمكنك عزيزي القارئ تحري عملية البركة هذه من خلال اللجوء إلى الله وطلب البركة بالقول والفعل وعدم إدخال رزق حرام وعدم ظلم الآخرين، فكل ذلك من شأنه منحك البركة التي نتحدث عنها، وسوف ترى بنفسك الفارق مع حضور البركة وكيف أن الأمور قد أصبحت أفضل.

ختامًا عزيزي القارئ، لا شك أن التوفير من الدخل سوف يبدو أمرًا صعبًا بالنسبة لك في البداية وخصوصًا إذا لم تكن مُعتادًا عليه من قبل، لكن مع الوقت، وعندما تظهر نتائج ذلك، سوف ترى بنفسك أن فكرة الادخار والتوفير هذه هي أهم وأفضل شيء قمت به على الإطلاق، الأمر يحتاج أكثر إلى النتائج، وما عليك إلا الانتظار لرؤيتها.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

تسعة − 9 =