أن تكون شخصية مستقلة هي كلمة لها العديد من المعاني والدلالات، وتختلف الاستقلالية باختلاف المجتمع والبيئة التي يعيش فيها الفرد، كما تختلف صعوبتها من مجتمع إلى آخر كما سنعرف هنا في هذا المقال، فأن تكون شخصية مستقلة في الوطن العربي أمر يختلف كثيرًا عن مثيله في العالم الأوروبي الغربي؛ وهو أمر له أسبابه الكثيرة منها تقبل المجتمع للفكرة ومدى الإيمان بحرية الفرد الذي تقدمه هذه المناطق. كثيرين يربطون معنى الاستقلال بالاستقلال المادي أولًا، وهو الأمر الأكثر أهمية لأن استقلال وقوة أي شخص يأتي من عدم تابعيته لأي فرد آخر، وهذا الأمر لن يتحرر منه أحد إلا بوجود ماله الخاص الذي يستطيع أن يأكل طعامه بمفرده ولا يمد يده لغيره، فهذا هو أساس فكرة الاستقلال.
قبل أن نشرح كيف يمكنك أن تكون ذو شخصية مستقلة يجب أن نعرف أن الاستقلال له عدة وجوه وعدة مراحل منها الاستقلال بالتفكير وعدم التبعية لرأي أي شخص آخر، تحت أي مبررات دينية أو اجتماعية، فبداية الاستقلال الفكري هو أن تعبر عن أفكارك ووجهات نظرك التي تؤمن بها وتراها وفقًا لقناعتك الشخصية وليس وفقًا لآراء الناس.
كيف تصبح شخصية مستقلة ؟
أن تكون شخصية مستقلة ليست بالحدث الجلل أو الأمر الصعب الذي لا يمكن تحقيقه، ولكن قبل اتخاذ أي خطوة يجب أن يعرف الفرد قدراته ورغبته الحقيقية في أن يكون مستقلًا، فأنت لا تريد أن تعرف كيف تصبح مستقلًا لتتباهى أمام أصدقائك باستقلاليتك وحسب، بل يجب أن يكون هذا الأمر نابع عن رغبتك الذاتية في الحصول على الاستقلالية، ولهذا فأنت تقرأ هذا المقال لتعرف بعض الخطوات العملية في أن تكون شخصية مستقلة وهنا سنقدم بعض الخطوات للحصول على هذه الخطوة:
فكر باستقلالية لتصبح ذات شخصية مستقلة
إن كنت داخل عائلة لها ظروفها الخاصة سواء من الناحية المادية أو الناحية الاجتماعية وترغب في الاستقلال فيجب أن تضع في اعتبارك عدة أشياء، منها أن بداية الاستقلالية هي الاستقلال في التفكير والرأي وأن الاستقلال يأتي على عدة مراحل بشكل تدريجي وليس مرة واحدة، اختر قبل أن تكون شخصية مستقلة أي أنواع الاستقلال تريد؟ وإلى أي حد تريد أن تكون مستقلًا؟ هل ترغب في الاستقلال وأنت تعيش مع أسرتك أم تريد أن تغادرهم وتعيش بمفردك، مهما كانت إجابتك التي ستتحمل نتيجتها وحدك، فعليك أن تعلم أن تكون مسؤول عن قراراتك ونتائجها وهذا نوع من الاستقلالية.
يجب أن تتعلم أن تفكر وحدك وتكون رأيك الخاص، عندما ترى أحد القضايا الاجتماعية أو الأخلاقية أو حتى السياسية، لا تسأل أحدًا عن رأيه أو تتطلب أن تجد إجابات على تساؤلاتك بل ابحث في الموضوع بنفسك وتعلم وتعرف على أبعاد الموضوع ثم كون وجهة نظرك الخاصة. كما من الضروري أيضًا أن تعرف أن التفكير المستقل يتطلب منك أن تعرف ماذا تريد وكيف تحققه بمفردك، لهذا لا تنتظر رأي الناس بك أو فيما تفعل، افعل ما أنت مقتنع به وتريده ولا تهتم بأي شيء آخر.
كون مصادرك المالية الخاصة
الخطوة الرئيسية في رحلتك لكي تكون ذو شخصية مستقلة هي الاستقلال المادي كما سبق وذكرت، وهنا يجب أن تحدد هل ستعيش بمفردك في مكان مستقل أم ستعيش مع أسرتك وتريد أن تكون مستقل بشكل مادي لأن لديك أسبابك الخاصة؟ الرد هو ميولك الخاصة ورغبتك التي ستتحمل نتيجتها، وفي كل الأحوال يجب أن تبدأ في البحث عن مصدر ثابت للدخل، سواء كنت طالب أو خريج، فالاستقلال المادي يعني ألا تحتاج لأي نقود من أحد وتقضي كل طلباتك واحتياجاتك بنفسك،
صدق قدراتك وكن ذو شخصية مستقلة
الشخصية المستقلة ليست شخصية سيئة أو أنانية بل هي نوع آخر، فالشخص المستقل يكون مستقلًا لعدة أسباب إما باختياره وإما فرض المجتمع والظروف عليه ذلك، فعدم وجود أصدقاء يجبر المرء أن يكون ذو شخصية مستقلة أو الغربة سواء للدراسة أو العمل تجبر المرء على أن يكون مستقلًا أو الوحدة أو الفراغ وغيرها من الأمور التي تحتم على الفرد كيف تسير نمط حياته بينما هنالك بعض الأشخاص يريدون الاستقلال بسبب وجود مشاكل في حياتهم من الآخرين أو بسبب رغبتهم في تحقيق بعض الأهداف التي لا يمكنهم فعلها في وجود الغير، لهذا فإن كل تلك الأشياء تتطلب أن تكون على ثقة بقدراتك وأهميتك فأنت قادر على أن تفعل ذلك وقادر على أن تحفز ذاتك للقيام بتلك الخطوة المهمة، لأن الاستقلال سيعطيك الثقة بالنفس والقوة والجرأة وستتخلص من التردد والاتكالية وغيرها من الأمور.
أن تكون مستقلًا يعني أن تفعل كل شيء بنفسك، فمثلًا إن طالب أصدقائك مقابلتك ستخرج وتقابلهم في مكان ما ولا تنتظر أن يأتي أحد لمنزلك لتذهبوا سويًا، ستتعلم كيف تشتري أشيائك بنفسك وكيف تتخذ كل قرار خاص بك بنفسك وليس بمشورة أي فرد آخر.
تقبل العالم من حولك
لن يأتي شخص ليخبرك أنك يجب أن تذاكر أو أنك يجب أن تجني عدد من الدولارات هذا الشهر، فهذه هي مصلحتك أنت ورغباتك ولن يعرفها أحد غيرك، بالإضافة إلى ذلك يجب أن تعرف أن الاستقلال أمر غير معترف به كثيرًا في الشعوب العربية وخصوصًا للفتاة، فنحن إما تابعين للرأي العام أو المجتمع وخاضعين للعادات والتقاليد والرأي الديني وغيرها من الأمور والشخص المستقل يعني أنه خرج عن القطيع واتبع قناعاته الشخصية، لذلك فتوقع أن يهاجمك الآخرين وينتقدوك ويقللوا من شأنك لأنك مختلف عنهم، ولكن هذا لا يهم فأنت مقتنع بما تريد ويكفي أنك أنت وليس شخصًا آخر.
استقلالك ببساطة هو أنت!
عندما تكون مستقل يعني أنك اخترت التخلي عن العديد من الأشياء حتى تكون نفسك وذاتك، وفي الحقيقة هذه الخطوة ليست بالأمر الهين إن كانت شخصيتك اعتمادية أو اتكالية، كما أن هناك العديد من الأشخاص الذين لديهم هذه السمة دون أن يخبرهم بها أحد، عندما تقرر أن تصبح شخصية مستقلة يجب أن تعرف أنك تعرف ما الذي تريد وما الذي تكرهه تعرف أن مصلحتك هي الأولى والأهم وأنت أكثر من سيفرح لنجاحك ولخطواتك وأنه لا أحد سيخبرك بمصلحتك لأنه لا يوجد شخص سيهتم بتلك الأشياء أكثر منك، كما عليك أن تتقبل عدد من الأشياء منها أن الاستقلال ربما يأتي عليك ببعض ردود الأفعال السلبية من الآخرين، ولكن طالما أنت مقتنع بما تفعله وتجد أنه ذو فائدة لك فلا تهتم.
لا تهتم بما يقوله الآخرون عنك وابدأ بالتنفيذ
بعد أن تتخذ قرارك بأن تكون لك شخصية مستقلة وتقتنع تمامًا بكل ما تريد ابدأ بتنفيذ كل الخطوات السابقة ولكن بشكل تدريجي خاصة إن كانت شخصيتك غير مستقلة بشكل فطري، فابدأ بأن تكون شخصًا متعلمًا له رأيه ووجهات نظره الخاصة في الموضوعات ولا تتبع الأغلبية في أي شيء، فقط كن نفسك، وآمن بما تريد ولا تدع العواطف تسيطر عليك فقط كن عقلاني ومنطقي.
لا يعني أن تكون ذو شخصية مستقلة أن تكون سيء أو أناني أو ما إلى ذلك بل يعني أنك ستتبع المنطقية وتقود حياتك إلى الأفضل ولن تتبع رأي القطيع مرة أخرى.
أضف تعليق