تسعة
الرئيسية » دين » كيف تجعلي عزائم رمضان أقل إرهاقًا لكِ ببعض الحيل البسيطة؟

كيف تجعلي عزائم رمضان أقل إرهاقًا لكِ ببعض الحيل البسيطة؟

عزائم رمضان عادة لابد منها في بلادنا الشرقية، لا بديل عنها ولا وسيلة لتفاديها، بل هي محببة إلى قلوب الجميع، سواء كانوا داعين أو مدعوين، لأنها تؤكد على الترابط بين الأسر والصلات بين الأصدقاء، وعلى المودة في قلوب الناس لبعضهم البعض.

عزائم رمضان

نحن نرى من عزائم رمضان المشهد الكلاسيكي فقط وكل الناس جالسين على المائدة يتكلمون ويضحكون ويتناولون الطعام ويناولون بعضهم قطع اللحم الأكثر نضجا في لقطة كلها إيثار ومحبة ومودة وهناك كمنجات تعزف في الخلفية لهذا المشهد المهيب ولكننا لا نرى ما وراء هذا المشهد، كل هذه المائدة الطويلة التي جلس عليها أكثر من عشرة أشخاص لم تعد نفسها بنفسها تلقائيا ولم نشتريها من عند المطعم بالطعام الذي عليها، بل قام على تجهيزها ربة المنزل التي لم تنم ربما منذ الأمس من أجل إعداد هذه المائدة وتجهيزها على أكمل وجه، لا ريب أن هناك وسائل لربات البيوت الذين هم ملائكة على شكل أمهات وزوجات لتخفيف هذا العبء عليهن.

الاستعانة بالقريبات والصديقات

عزائم رمضان الاستعانة بالقريبات والصديقات

عزيزتي المقبلة على إقامة عزائم رمضان للأقارب والأصدقاء، كل منزل تستضيفينه في وليمتك يأخذ إجازة في هذا اليوم من تجهيز الإفطار، يعني أنك تتحملين وحدك مسئولية إفطار ثلاث أو أربع أسر، فهل هذا هو التوازن؟ هل يعقل أن يكون أصلا تجهيز الإفطار لأسرتك فحسب والذي هو عبء لوحده في رمضان أن يتم مضاعفته لثلاثة أو أربعة أضعاف؟ بالطبع لا، لذلك لا حرج من أن تطلبي من صديقاتك أو قريباتك ممن قبلوا الاستضافة أن يحضرن مبكرا قليلا، في أذان العصر مثلا لمساعدتك في التجهيز، وفي واقع الأمر يجب أن يعرضن هن من تلقاء أنفسهن عليك هذا، ولكن لا بأس إن عرضتِ أنتِ عليهن وطلبت منهن المساعدة فليس هناك أي مشكلة، فالجميع يعلم أن تجهيز الإفطار عبء، ولكن أن تعاونت فيه ثلاث أو أربع نساء ليس فيه أي مشاكل، ولا ضير أيضًا من طلب المساعدة من الرجال أنفسهم، اطلبي من زوجك مساعدتك في الصباح في بعض الأمور أو في إعداد العصائر أو السلطات أو تجهيز التمور من أجل الإفطار أو إعداد المائدة، الجميع سيفطر وروح التعاون نفسها قد تكون أكثر ألفة وحميمية من تناول الإفطار ذاته.

اجعلي عزائم رمضان في الأيام الأولى

بسبب أن الطاقة تكون في أوجها في العشر الأوائل من رمضان، بالتالي تكون عزائم رمضان هي المناسبة للثلث الأول منه، خصوصًا أن الأشياء التي خزنتيها في الفريزر تكون محتفظة بكامل نكهتها ويكون هناك طاقة عموما لتجهيز وليمة كبيرة للإفطار وطاقة أيضًا لتلبية الدعوة والحضور من أجل هذه الولائم وتكون الفرحة والبهجة بدخول رمضان في أوجها، أعتقد أنني أحب رمضان جدا، ولكن وأعترف أصاب بالضجر منه في الأيام الأخيرة على سبيل المثال، وأعتاد على روتين أيامه في المنتصف، بينما في الأيام الأولى أكون مبتهجا ومقبلا عليه بشتى السبل، لذلك أفضل الأوقات لإقامة ولائم رمضان في الأيام الأولى.

جهزي ما يمكن تجهيزه منذ الأيام السابقة

من أجل أفضل تجهيز لمسألة عزائم رمضان هذه عليك بتجهيز ما يمكن تجهيزه خلال الأيام السابقة، يمكنك تجهيز المعجنات من الأيام السابقة، بشر الجبن، تخريط البصل، سحق الطماطم من أجل الصلصة، طحن الفلفل والتوابل، تتبيل الدجاج ووضعه في الفريزر، فرم اللحمة، عمل عجينة البشاميل وغيرها، تقطيع المحشي وتجهيزه للف فقط، وحتى الحلويات يمكن تجهيز ما يلزم بها بحيث تضعيها في الفرن مباشرة، بالطبع نريد أن نقول، يجب ان تقومي فقط في يوم الوليمة الرمضانية بأقل مجهود ممكن، بالقدر الأقل من العمل بحيث لا تقومين سوى بالأشياء التي لا ينبغي فعلها سوى قبل تناول الطعام بقليل.

قسمي المهام وصلي الأرحام

يد واحدة يمكن أن تجهز أكبر عزائم رمضان لكن مع التعب، وعشرة أيادٍ يمكن أن يكونوا أكثر إرباكا لبعضهم وأكثر إحداثا للفوضى بين بعضهم وستجدين أن الفوضى تعم فإما ستجدين أن المغرب أوشك ولا زلتِ لم تفعلي شيئًا بعد، ومن أتى لكي يساعدك بالعكس قام بتعطيلك وإحداث الفوضى وتشتيتك وإرباكك، وإما ستجدين أن كل شيء قد تم ولكن تم بشكل سيئ ومتعجل وعلى غير ما يرام إطلاقا، وستجدين نفسك وحدك تتحملين مسئولية هذه الجودة الرديئة، لذلك نقول قسمي المهام بين قريباتك اللائي يساعدنك، ولنعتبرها نوعا من أنواع صلة الرحم أن تتحدثين معهم حول المهام التي يجب عليهن توليها، عزيزتي فلانة راقبي الحساء على النار، عزيزتي فلانة تأكدي من نضج الحلويات في الفرن، عزيزتي فلاني اشرفي بنفسك على تنظيف الأطباق، عزيزتي فلانة افرشي المفارش على المائدة، بالطبع هناك شخص يكون الأجدر بتولي كل مهمة، لذلك تقسيم المهام وتسكين الشخص المناسب في المكان المناسب أيضًا.

عزائم رمضان بين الماضي والحاضر

عزائم رمضان عزائم رمضان بين الماضي والحاضر

قال العرب قديما أن الرضا أصل الكرم، بمعنى لو قمت أنا بزيارتك وقدمت لي كسرة خبز ولكن برضا وجود، سيكون أفضل لدي من ذبح خروف وأنت مستاء ومتذمر، لذلك يجب أن نميز الخط الفاصل بين الكرم والجود وبين التباهي والاستعراض، وكيف نميز بين هذا وذاك؟ لدينا خبرة بالطبع عن الأشخاص القادمين لتناول الطعام لدينا، مدى حبهم للطعام ومدى استهلاكهم منه، وفي العموم نرى نحن كأسرة كمية ما نستهلكه على الإفطار يوميا ونقوم بمضاعفته حسب عدد الموجودين، لكن لا نبالغ في الإسراف والاستهلاك فنجد أنفسنا نلقي بمعظم الطعام في سلة القمامة من أجل فقط أن يبدو شكل المائدة ممتلئا ومكتظا بالأصناف والألوان لكن لا أحد سيأكل منه، كميات معتدلة ومعقولة، أصناف متوسطة لا هي بالقليلة ولا هي بالكثيرة المتعددة، تنويع ما بين شوربة ولحوم وسلطات وحلويات بالطبع، وفي النهاية نتذكر ألا تطغى المادة وحياة الاستهلاك والتباهي والاستعراض على جوهر عزائم رمضان وهي صلة الأرحام ومد أواصر المودة والتقارب بيننا وبين الناس في شهر الرحمة والغفران.

عزائم رمضان من أفضل الوسائل التي يمكن أن نستغلها لتقوية الصلات بيننا وبين الناس، ولكن على الجانب الآخر لا ننسى أن هناك جنود معروفون ولكن مهدر حقهم ولا يلقون التقدير المناسب يجهزون هذه الموائد العامرة، يجب علينا معاونتهن وابتكار السبل والوسائل من أجل تخفيف العبء عنهن وإراحة كواهلهن المثقلة.

محمد رشوان

أضف تعليق

2 + 3 =