تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » قراءة وكتابة » كيف أحالت الصحافة الإلكترونية الجرائد إلى التقاعد؟

كيف أحالت الصحافة الإلكترونية الجرائد إلى التقاعد؟

بسبب تطور وسائل الاتصال والتكنولوجيا في الآونة الأخيرة زادت أهمية الصحافة الإلكترونية ، وزاد الإقبال عليها وكُثر متابعيها، واتجهت العديد من الصحف المطبوعة إلى نشر نُسخ إلكترونية لها حتى تواكب هذا التطور الهائل في مجال الصحافة.

الصحافة الإلكترونية

انتشرت الصحافة الإلكترونية في السنوات الأخيرة الماضية بشكل كبير جدًا وتنوعت الأخبار عليها فأصبحت تشمل السياسية والاقتصاد والرياضة والحوادث حتى الأخبار المُترجمة من الصحف الأجنبية الأخرى، وتميزت الصحافة الإلكترونية بالكثير من المميزات التي جعلتها تطغى على الصحافة الورقية وتقلل من شأنها ومن نسب مبيعاتها بشكل كبير جدًا، خاصة أن الصحافة الإلكترونية متاحة في كل وقت وفي أي مكان متصل بالإنترنت فعلى مدار اليوم يمكن يمكن نشر الأخبار على الصحافة الإلكترونية دون الحاجة إلى انتظار طبع النسخ الجديدة مثلما يحدث مع الصحافة الورقية، فالصحافة الالكترونية تلاحق جميع الأخبار وتأخذ السبق دائما في تحريرها ومتابعة جميع تفاصيلها بعكس الصحافة المطبوعة التي تكون معظم أخبارها قديمة نسبيًا.

الصحافة الإلكترونية

الصحافة الإلكترونية الصحافة الإلكترونية

الصحافة الإلكترونية عبارة عن نقل ومتابعة الأخبار لحظة بلحظة في أي وقت وأي مكان من خلال استخدام وسائل الاتصال والتكنولوجيا ونشرها على الشبكات العنكبوتية، ويمكن قراءة الأخبار على الصُحف الإلكترونية أو سمعها أو مشاهدتها من خلال الصور ومقاطع الفيديو التي تبُثها الصحف الإلكترونية على مواقعها على الإنترنت.

تاريخ الصحافة الإلكترونية

يرجع نشأت الصحافة الإلكترونية إلى عام 1993 عندما قامت صحيفة سان جوزيه ميركوري الأمريكية بإنشاء نسخة إلكترونية لها، ثم بدأت الصحف البريطانية التايمز وديلي تليجراف بتدشين مواقع لهم في العام التالي، ثم قامت صحيفة الشرق الأوسط التي تصدر من لندن قبل حوالي 13 عام بالدخول إلى هذا السباق وأصبحت أول صحيفة في الدول العربية تنشر نسخة إلكترونية، واستمر هذا الأمر في التطور حتى بدأت الكثير من الصحف مواكبة هذا التطور وملاحقة التغيير الصحافي الذي جعل الأخبار تنتشر بسرعة أكبر وزاد من عدد المشاهدات والمتابعات.

أنواع الصحافة الإلكترونية

هناك أنواع متعددة للصحافة الإلكترونية منها الصُحف الإلكترونية الكاملة، والنسخ الإلكترونية من الصحف الورقية، والصحف الإلكترونية الموجودة على الإنترنت فقط، ولكل واحد من هذه الأنواع تعريفًا مختلف عن الآخر.

  • الصحف الإلكترونية الكاملة: هي عبارة عن صُحف كاملة تمتلك اسم صحيفة ورقية وتقوم بنشر كل الأخبار والأحداث التي تنشرها الصحيفة الورقية، ويمكن من خلالها البحث عن أي خبر أو مشاهدته عبر الروابط التي تُضيفها الصحف الإلكترونية، كما يمكن مراستها والرد بشكل فوري، وإرسال الأخبار لمستخدميها في كل وقت.
  • النسخ الإلكترونية من الصحف الورقية: هي خاصية تقوم بتقديم مُلخص إخباري عن ما تقدمه الصحيفة الورقية، وتتيح للشركات والمؤسسات خدمة الاشتراك في الإعلانات.
  • الصحف الإلكترونية الموجودة على النت فقط هي مجموعة من الصحف نشأت على الإنترنت في العديد من المجالات وليس لها مكان آخر للنشر، تعتمد على البحث عن الأخبار وكتبتها بشكل فوري، وليس لها أي نسخ مطبوعة.

أهمية الصحافة الالكترونية

للصحافة الإلكترونية دورًا بارز في نشر أعمال الأدباء والكُتاب وإيصال أعمالهم إلى أكبر عدد ممكن من المشاهدين والقُراء حول العالم، دون الحاجة إلى طباعة الكتابات واللجوء إلى دور النشر والتوزيع لإنتاج أكبر عدد ممكن من النسخ.

تهتم الصحافة الإلكترونية بالبحث عن كل ما هو جديد ومميز، فتعمل على إيصال الأخبار للمتابعين بشتى الطرق الممكنة على مدار اليوم، كما أن هناك صحف إلكترونية لديها خاصية إرسال الأخبار لمتابعيها من خلال رسائل نصية على الهاتف المحمول، أو على البريد الإلكتروني. وتقوم بعض الصحف الإلكترونية الآن بعمل بث مباشر لمتابعة أي حدث طارئ موجود حول العالم مما يزيد من أهميتها بدرجة كبيرة.

مميزات الصحافة الإلكترونية

تتميز الصحافة الإلكترونية بالعديد من المميزات التي لا توجد في الصحافة الورقية منها أنها ذات تكلفة أقل من الصحف الورقية التي تحتاج إلى طباعة ونشر وتوزيع، كما أنها سريعة في ملاحقة الأخبار ومتابعة جميع تطورات الأحداث مما يعمل على حرق الأخبار التي تنشرها الصحف الورقية، فعلى سبيل المثال إذا وقعت أي حادثة في وقت متأخر من الليل تتسابق الصحف الإلكترونية على نشره بكامل تفاصيله، وفي الصباح تنشره الصحف الورقية ويكون دون فائدة.

تتميز الصحافة الإلكترونية أيضا بحرية الرأي والتعبير فيمكن كتابة أخبار ومقالات في شتى المجالات دون رقابة، كما تعطي القارئ حرية التعبير عن رأيه في أي خبر، ويمكن تعديل الخبر في أي وقت وبأكثر من صيغة دون الحاجة إلى الانتظار مثلما يحدث في الصحافة الورقية، كما تضم المقالات في أرشيف محدد فيمكنك الوصول لها بسهولة وقراءة ما يحلو لك في أي وقت. كما أن الصحافة الالكترونية لا تحتاج إلى مكان يضم كاتبيها ومحرريها فقط يحتاجون إلى جهاز كمبيوتر متصل بالإنترنت.

الصحافة الإلكترونية والصحافة المطبوعة

لكل من الصحافة الإلكترونية والصحافة المطبوعة مميزاته وعيوبه وعلى الرغم من أن الكثيرين يعتبرون أن الصحافة الإلكترونية هي الأهم والأفضل والأسرع في نشر الأخبار ومتابعة أحداثها، ألا أننا لا يمكننا إنكار فضل الصحافة المطبوعة ودورها الرائد في توصيل الكثير من المعلومات، وكتابة مقالات تفصيلية وقصص وعبارات حكيمة من أدباء مشهورين فحتى الآن مازال لها الريادة في هذه المقالات، ويعتبرها البعض صرح علمي كبير يمكن الرجوع إليه في أي وقت، ويعتبروا أن الصحافة الإلكترونية مجرد فضاء فسيح لنشر الصور والمقالات والأخبار والمعلومات العامة والصور ومقاطع الفيديو وليس لها أهمية مثل الصحافة المطبوعة.

وبالرغم من اختلاف الآراء بين مؤيد ومعارض ألا أنه لا يمكننا الجزم بأن أحد أفضل من الآخر فكلاهما مهم ومميز فالصحافة المطبوعة زاخرة بالمعلومات والأدباء والصحافة الإلكترونية تعتبر صرح خضم يضم الكثير من المقالات والأخبار والقصص والأشعار والحكايات.

واقع الصحافة الالكترونية وأثرها على مستقبل الصحافة الورقية

الصحافة الإلكترونية واقع الصحافة الإلكترونية وأثرها على مستقبل الصحافة الورقية

نجحت الصحافة الإلكترونية في جذب أعداد ضخمة جدًا من القراء والمتابعين وتمكنت من خطف الأنظار بسرعة بسبب متابعتها للأخبار وتقديم جميع الوسائل التي تساعد القُراء على وصول الخبر إليهم في كل وقت وفي أي مكان، مما جعلها تؤثر بشكل كبير على مستقبل الصحافة الورقية فنجد الكثير من الصحف الورقية أعلنت إيقاف طباعة نسخها بسبب الخسائر الفادحة التي وصلت إليها لقلة التوزيع وتضاؤل حركة الشراء وإبراز النسخ الإلكترونية، ومنها صحيفة اللوموند الفرنسية الورقية التي شارفت على الإفلاس لانخفاض نسبة توزيعها بصورة هائلة، بينما تزايد عدد متابعي نسختها الإلكترونية بشكل ضخم.

وهذا يعني أنه لولا تواجد بعض الإعلانات في الصحف الورقية لوصلت معظمهم إلى الإفلاس دون مبالغة، وعلى الجانب الأخر يزيد عدد متابعي الصحافة الالكترونية بدرجات مُضاعفة مما يدل على أن الأيام المقبلة سيكون لها شأن أكبر بكثير مما هي عليه الآن خاصة أنها أصبحت ضرورة وملحة لدى كل شخص لديه هاتف محمول أو جهاز كمبيوتر متصل بالإنترنت، ومن المتوقع أن تقدم الصحف الورقية استقالتها بشكل نهائي من الحياة.

لا شيء يظل على حاله فبعد أن كان للصحافة المطبوعة آثر كبير ودورًا بارز في نشر الأخبار وكتابة المقالات المفيدة، ألا أنه يمكننا القول أنه قد عفا عليها الزمن، ومن المحتمل أن تأخذ الصحافة الإلكترونية الريادة خلال السنوات القادمة بسبب تضاعف مميزاتها ونجاحاتها المستمرة مقارنة بالصحافة المطبوعة.

نعمة مصطفى

أضف تعليق

6 − ثلاثة =