مما لا شك فيه أن المرأة تنزعج كثيرا من الزوج المدقق الذي لا يترك شيئا إلا وسلط الضوء عليه وناقش فيه وانتقده وتسلط ليفرض رأيه بشأنه. وعلى الرغم من أن المرأة تميل إلى الرجل الذي يهتم بأدق تفاصيل حياتها، إلا أن هذا الاهتمام له حدود لو تجاوزها ينقلب إلى الضد ويصبح نقمة تهدد العلاقة الزوجية وتحيلها إلى جحيم. ولابد لكل زوج أن يعلم الفرق الفاصل ما بين الاهتمام والتدقيق الشديد الذي يعتبر صورة من صور التسلط الذي تكرهه المرأة وترفضه. وإذا كان الاهتمام دليل على الحب فإن زيادته عن الحد تذهب بهذا الحب أدراج الرياح. وعند اصطدام المرأة بتلك النوعية من الرجال، والتي تحترف التدقيق في كل شيء، لابد لها من أن تعلم الطريقة المثلى للتعامل معها، حتى تتمكن من تفادي الكثير من المشكلات التي تتسبب عنها هذه الصفة.
الفرق بين الزوج المدقق والمهتم
منذ اليوم الأول للزواج لابد للزوجة من مراقبة زوجها عن كثب لمعرفة طباعه وما يحب وما يكره. ومن خلال هذه الملاحظة بإمكانها معرفة ما إذا كان الزوج مهتما محبا أو مدققا متشددا أو لا يهتم بأبسط التفاصيل من الأساس. وهناك فروق طفيفة بين الزوج المدقق والزوج المهتم من باب الحب. وأهم هذه الفروق هي ما يلي:
- الزوج المهتم يدقق في تفاصيل زوجته ليسعدها، فهو يعرف ما تحب ليقوم به ويبتعد عما يزعجها، وأما الزوج المدقق فهو يظهر اهتمامه على صورة تزمت وتسلط ويفرض على زوجته الكثير مما لا تحب ولا تطيق.
- الزوج المهتم يظهر دوما حبه لزوجته، وأما المدقق فهو دائما ما ينظر لها نظرة دونية ويرى أن من حقه أن يرسم لها شخصية توافق هواه وأن يلغي شخصيتها الأصلية تماما.
- الزوج المهتم يتحدث مع زوجته في جميع تفاصيل حياتهما ويأخذ برأيها في معظم الأحوال، أما الزوج المدقق فهو لا يحترم رأي زوجته ويرى دائما أنه على صواب وأن عقلية زوجته لا تصلح لأن تبدي رأيها حتى فيما يخصها.
- الزوج المهتم يتشارك زوجته في جميع الأمور داخل المنزل وخارجه، وأما المدقق فهو يراها غير قادرة على الإدارة والتدبير والتصرف في أبسط المواقف.
- الزوج المهتم قد يحب تغيير بعض الطباع والصفات في زوجته ليصل بعلاقتهما إلى ما هو أفضل لتوفير السعادة لكليهما، بينما الزوج المدقق يسعى لتغيير زوجته حتى ترضيه هو ولا يعنيه أن تكون هي سعيدة. وهو عادة لا يقبل التغيير من نفسه لإرضائها.
كيفية التعامل مع الزوج المُدقق
لو لم تتعامل المرأة بمهارة وفن مع الزوج المدقق فستشعر بأن وجوده في حياتها يشكل عبئا كبيرا عليها ويتسبب لها في الكثير من الأذى. ولأن هذا النوع من الرجال يميل إلى المثالية والنظام المبالغ فيه في كل شيء، إليك بعض قواعد التعامل معه، بحيث تسير الحياة بهدوء دون أن تحملي عبئا يثقل كاهلك:
- لا تشعريه بالضجر من تدقيقه في تفاصيل حياتكما، بل اجعليه يشعر بسعادتك بذلك، حيث أن المشاعر السلبية ستجعل من الصعب أن تتفاهما وتتبادلا وجهات النظر.
- أظهري له اهتماما متبادلا حتى يكون لك دور وقيمة في حياته.
- لا تشعريه بأنكما شخصين منفصلين لكل منهما حياته الخاصة، بل لابد وأن يشعر بأن أهدافكما واحدة، فهذا النوع من الرجال يحب الاندماج التام مع شريكة حياته.
- عودي زوجك على تحمل جزء من المسؤولية ولا تتحملي عبئا يفوق طاقتك حتى لا ينعكس ذلك بالسلب على علاقتكما وأشعريه بأن نجاح الأسرة هو مسؤولية مشتركة بينكما.
- تعمدي التركيز والتدقيق في كل ما يخصكما كما يفعل هو تماما، فهذا يشعره بمدى اهتمامك وبالجهد الذي تبذلين.
- اهتمي دوما بنظافة المنزل ونظامه، فـ الزوج المدقق يحرص دوما على أن يكون كل شيء مثاليا.
- إياك وأن تشغلك المسؤوليات الكثيرة عن نفسك، فتهمليها ولا تعطيها حقها، بل لابد من الاهتمام بشكلك وجسمك وصحتك النفسية والجسدية، فهذا يعتبر جزءا مهما من المجهود الذي تبذليه لنجاح حياتكما، فـ الزوج المدقق يدقق أول ما يدقق على زوجته نفسها.
- عند النقاش في أي أمر وضحي وجهة نظرك بهدوء ولا تفرضيها عليه ولا تحتدي معه أو تتفلسفي ولا تنسي بأنه على دراية بجميع تفاصيل حياتكما، وبالتالي فليس من السهل الجدال معه.
- حاولي دوما إعطاء كل شيء حقه مع إشعار زوجك بأنه أولى أولوياتك وانه ليس من الممكن أن تقدمي شخص أو شيء عليه، فهذا النوع من الرجال يسعده أن يكون محور حياة زوجته.
- حاولي دوما التواصل معه منذ البداية، ويفضل أن يكون على دراية بأنه يحمل هذه الصفة- صفة التدقيق الزائد- وأن هذا يحملك عبئا كبيرا حتى تساعدان بعضكما على تجاوز أي أزمة وحل المشكلات بهدوء.
- اعلمي أن الوئام والاستقرار داخل المنزل سيتطلب منك جهدا كبيرا في كل الأحوال، ولذلك لا تتقاعسي أو تتعجلي أي نتائج، بل قومي بالدور الذي عليك واعملي أن النتائج الجيدة قادمة لا محالة.
وأحب التنويه في ختام الحديث على أن هناك شعرة فاصلة بين الاهتمام والتدقيق غير المرغوب فيه، حيث أن هناك من الأزواج من يؤدي به الاهتمام بزوجته إلى تحميلها عبئا كبيرا، وكثيرا ما ينتهي بها الأمر إلى الشعور بالفشل في إرضائه. وهو أمر يؤثر بالسلب على العلاقة الزوجية ويؤدي بها إلى الانهيار في كثير من الحالات.
أضف تعليق