طبعًا لا خلاف على أن التسويق على مواقع التواصل لم يعد مجرد صيحة حديثة في عالم التسويق، فهو أمر أصبح يشغل ركنًا أساسيًا ضمن نطاق عملية التسويق والتواصل مع العملاء المُستهدفين، وربما الميزة الكبرى فيما يتعلق بهذا الصدد أن الجمهور المُستهدف مهما كانت اهتماماته أو مستوى ودرجة ثقافته فغالبًا سيكون متواجدًا في النهاية على مواقع التواصل مع اختلاف أشكالها، هذا يعني أنك بنهاية المطاف سوف تعثر على صيدك الثمين، لكن تبقى المعضلة أن بعض الناس لا يقدرون أساسًا على التعامل مع هذه المواقع واستغلالها بالشكل الأمثل والأنسب، فكيف يمكن يا تُرى القيام بهذه العملية دون أن تكون هناك تكلفة كبيرة؟ هذا بالضبط ما تحمله لنا السطور القليلة المُقبلة، فهل أنتم مستعدون لذلك الموضوع الفارق والهام جدًا بالنسبة لأي شخص يمتلك سلعة يريد تسويقها؟ حسنًا لنبدأ سريعًا.
استكشف هذه المقالة
التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي
لم تظهر فكرة التسويق على مواقع التواصل الاجتماعي منذ ظهور هذه المواقع كما قد يتوقع البعض، بل في الحقيقة حدث ذلك بعد حوالي خمس سنوات على الأقل من انطلاق مثل هذه المواقع، وفي الواقع كانت هذه المدة مطلوبة حتى تكتسب مواقع التواصل شعبية وجماهيرية تجعلها أرض خصبة لفكرة التسويق التي نتحدث عنه، فلم يحدث أبدًا أن بدأ الإنسان بالزراعة قبل أن يُمهد الأرض لتكون مؤهلة لتلك العملية، وهذا ما حدث بالضبط فيما يتعلق بهذه المواقع التي تتمثل في الفيس بوك ويوتيوب بشكل رئيسي، فما عدا ذلك من مواقع مثل إنستقرام يُمكن الترويج من خلالها لكن لا يُعول عليها، على العموم، في نهاية المطاف، وعندما كانت مواقع التواصل أرض خصبة للتسويق، ظهرت الأهمية الكُبرى لهذه العملية.
أهمية التسويق على مواقع التواصل
بعض الناس قد يأخذون فكرة عن عملية التسويق بأنها تلك العملية المتاحة لفئة قليلة جدًا من مستخدمي عملية التواصل والمقصور مردودها أو أثرها كذلك على فئة قليلة، لكن هذه الفكرة يجب أن تتغير تمامًا إذا ما وضعنا في الاعتبار أن أكثر من أربعين بالمئة من المنتجعات المُباعة في العالم حاليًا باتت تُباع من خلال مواقع التواصل، هذا يعني أنه ضمن المهام الرئيسية للتسويق أنه يوصل السلعة إلى أكبر قدر ممكن من الجمهور، أيضًا بالنسبة لصاحب السلعة فإنه يوفر له فرص أكبر للوصول والانتشار وبتكاليف أقل بكثير من تلك التي تُستخدم في سبل التواصل الأخرى، كذلك لا ننسى شكل عرض السلعة المميزة وإمكانية التفاعل مع العميل بشكل مباشر بخصوص السلعة المعروضة للتسويق، جميل جدًا، لكن يبقى السؤال، كيف نتعلم التسويق أساسًا؟
كيفية تعلم التسويق على مواقع التواصل ؟
الآن نحن نعرف ما الذي يعنيه مُصطلح التسويق على مواقع التواصل ، نعرف ماهيته وأهميته، لكننا حتى الآن لا نعرف كيفية القيام بهذه العملية على أكمل وجه، وذلك مع تحقيق الشرط الرئيسي لنا، وهو عدم تكبد عناء دفع تكلفة كبيرة، على العموم، يُمكن أن يحدث ذلك الأمر من خلال عدة خطوات أهمها إنشاء صفحة خاصة بالمادة المُسوق لها.
إنشاء صفحة خاصة للمادة المُسوقة
أول خطوة ضمن خطوات التسويق على مواقع التواصل أن تقوم عزيزي القارئ بإنشاء صفحة خاصة للمادة التي تقوم بتسويقها، ودعونا نُعطي المثال بكتاب أو رواية على وجه التحديد، فإذا افترضنا أن الكاتب يمتلك صفحة رسمية على مواقع التواصل، وإذا افترضنا أن ذلك الكاتب يُريد أن يروج لرواية جديدة له، فإنه سيكون من الخطأ بمكان أن يفعل ذلك من خلال صفحته الشخصية، وإنما يجب أن يكون كتابه الجديدة منتج قائم بذاته لا يمتلك الجمهور بشأنه أي انطباعات، سواء كانت تلك الانطباعات سلبية أو إيجابية فإن تقديم العمل الجديد في قالب خاص به أمر لا خلاف على أفضليته.
رصد الجمهور المُستهدف بدقة
بعد أن نقوم بإنشاء صفحة خاصة بالمادة المسوقة فإنه سوف تأتي بالتأكيد خطوات الرصد والاستهداف، وتلك الخطوة هي التي يكون المطلوب فيها تحديد جمهورك التي ستوجه إليه الإعلان وتعتمد على استجابته لهذا الإعلان بالطريقة المُرضية بالنسبة لك، وهذا الأمر يحدث بسهولة لمن يجيدون استخدام فكرة أو طريقة الإعلانات الممولة التي يُوفرها الفيس بوك على وجه التحديد، فأنت عندما تبدأ الإعلان لا تعرف أي جمهور ستتعامل معه وأي جمهور يناسب خططك الإعلانية، وهذا ما يُمكن حله من خلال الاقتراحات التي يعطيها الفيس أثناء بدء الإعلان، وليس شرطًا أن يكون الجمهور كبيرًا، بل يجب فقط أن يكون أكثر مُلائمة لخططك الإعلانية التي تقوم بوضعها ومنتجك الذي تعرضه وحجم جمهوره المتوقع.
وضع ميزانية قليلة على مرات متفرقة
من الذكاء خلال عملية التسويق على مواقع التواصل أن يتم وضع ميزانية قليلة وتوزيعها على عدة مرات متفرقة، فإياك وأن تعتقد بأن الإعلان الواحد عندما يُحقق نتيجة كبيرة سوف يكون مردوده أكبر من نفس الميزانية التي تُرصد لعدة إعلانات، حتى ولو كان ذلك الإعلان الواحد الكبير سوف يُحقق نجاحًا ساحقًا ففي النهاية عدة نجاحات أفضل من نجاح واحد، كما أن القيام بأكثر من إعلان يُعطي الفرصة للمشاهدة من قِبل فئات مُختلفة من المتابعين لك، وبالتالي فرصة أفضل في الوصول وليس مجرد فرصة أكبر، فكروا في الأمر وستدركون بأنفسكم الفارق.
عدم الاكتفاء بـ التسويق على مواقع التواصل من خلال الصفحات
بعض الناس الذين يشرعون في القيام بعملية التسويق على مواقع التواصل ، وتحديدًا أولئك الذين يستخدمون موقع الفيس بوك، لا يُفكرون كثيرًا عندما يقومون بتلك العملية، حيث يكون لديهم خيار واحد وحيد من وجهة نظرهم، وهو خيار التسويق من خلال الصفحات، إذ أن الصفحات من وجهة نظرهم هي العنصر الرئيسي والأهم في قيامهم بعملية التسويق هذه ويُمكن استخدامها من خلال الإعلانات الممولة وغير ذلك من أمور تسويقية مُشابهة، وهذا صحيح بالطبع، لكن يجب علينا ألا نكتفي فقط بتلك الصفحات، وخصوصًا إذا ما كانت ممولة وتحتاج إلى أموال ونحن نحتاج إلى تسويق لا يتم دفع تكلفة كبيرة فيه، حيث يحدث ذلك من خلال طرق أخرى تبدو أكثر فاعلية لمن يتفحص في الأمر، وذلك مثل المجموعات الكُبرى.
بخلاف تجمعات الصفحات فإن الفيس بوك يمتلك شكل آخر من أشكال التجمعات يُعرف باسم تجمعات المجموعات، إذ أنه من الممكن أن تكون هناك مجموعة تحتوي على نصف مليون عضو أو مُشترك، وربما مليون، وربما أكثر، ولذلك فإنك عندما تقوم بنشر إعلانك بها فإنك سوف تضمن بنسبة كبيرة أن يكون ذلك الإعلان مُثمر من حيث المشاهدة وأن يطلع عليه أكبر عدد ممكن من الأشخاص المستهدفين، وبمناسبة الاستهداف، دعونا لا ننسى أن الأشخاص الذين يتواجدون في مجموعة من المجموعات غالبًا ما تجمعهم أهداف مشتركة، وبالتالي نحن أمام شكل من أشكال التوحد في الأهداف، وهو ما يُعطي وصول أكثر إفادة وليس مجرد وصول أكبر وأكثر انتشار، كذلك الحسابات الشخصية يُمكن استخدامها في عملية التسويق هذه، لكنها غالبًا ما تكون حسابات شهيرة أو أكبر عدد من الأصدقاء والمتابعين حتى يُمكنها تأدية نفس الغرض.
مراجعة الخطط والوقوف على مدى تحقيق الهدف
هناك شيء في غاية الأهمية يجب علينا القيام به إذا ما كنا نبحث عن النجاح في عملية التسويق على مواقع التواصل الاجتماعي دون الحاجة إلى دفع الأموال الكثيرة، والحديث هنا عن التخطيط المُحكم الذي يشمل مراجعة الخطط بشكل تام مع الوقوف على مدى تحقيق الهدف المرجو من عملية التسويق، فإذا كنا نستهدف مثلًا ألف شخص لشراء منتج ما، ثم قمنا بعد ذلك بحملة إعلانية، سواء ممولة أو غير ممولة، ولم يأتي من خلال هذه الحملة سوى مئة شخص فقط، فهذا يعني بالتأكيد أن الحملة قد فشلت وأنه لا داعي لتكرار الحملة بنفس تفاصيلها السابقة، إذ أننا هنا سنكون في حاجة إلى مراجعة الخطط القديمة ووضع خطة جديدة أكثر إفادة وفاعلية.
ختامًا عزيزي القارئ، ربما يتضح لك من كل ما سبق ذكره أن التسويق على مواقع التواصل لم يعد خيارًا ترفيهيًا في عالم التسويق، وإنما هو في الواقع ركيزة من الركائز الأساسية له، فالمنتج الذي لا يعتمد الآن على مواقع التواصل في التسويق له بات يفقد أكثر من نصفه فرصه في الوصول والانتشار.
أضف تعليق