كيف أصلي ؟ كل ما تحتاج إلى معرفته عن أداء الصلاة في الإسلام

صلوا كما رأيتموني أصلي، جملة خرجت من فم نبينا الكريم للصحابة حين سألوه عن كيفية أداء الصلاة، فالسؤال هنا كيف كان يصلي النبي محمد وليس كما نسأل الآن كيف أصلي لأنك إن عرفت كيف كان يصلي النبي فبهذا قد تعلمت كيف تصلي أنت، وسنسرد معك كل تفصيله من قول أو فعل تقوم به أثناء الصلاة في ذا المقال، وسنتعرف أيضا عن صلوات معينة غير الصلوات الخمس وكيفية أدائها، وأهم شيء في الصلاة هو الخشوع والتضرع لله عز وجل فكيف تحصل على أكبر قدر من الخشوع في صلاتك عسى أن تكون صلاتنا مقبولة عند الله.

ما قبل الصلاة

لابد أن تدرك أن الصلاة هي خير الأعمال إلى الله لذا يجب أن تكون حاضرا في الصلاة بعقلك وجسدك وجوارحك تكون مهيأ لأداء الصلاة ومن ثم تنوي الصلاة ودائما يكون النية محلها القلب وليس اللسان، ومن السنة أن تدعو الله ببعض الكلمات قبل الشروع في الصلاة مثل قولك باسمك الله وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، وغيرها من الكلمات والأدعية التي تهيء المصلي لأداء صلاته ولكن هيا ليست بفرض واجب فعله، ومن هنا يجب علينا السؤال عن الأشياء التي يجب أن تتواجد في الصلاة ولا يمكن أن تخلو منها، وإن خلت منها فهي غير صحيحة، تلك الأشياء تسمى بأركان الصلاة، كما أيضا يجب ألا ننسى الوضوء عند كل صلاة.

ما هي أركان الصلاة؟

لكي تعرف إجابة سؤال: كيف أصلي ؟ عليك أن تعرف أركان الصلاة، فهناك من الأشياء ما وجب القيام بها حتى تصح الصلاة، سنذكر تلك الأشياء بشكل سريع لمعرفتها فقط ولكن سنتطرق لكل جزء منها ونشرح كيفية القيام به بعد ذلك، وتبدأ هذه الأشياء بتكبيرة الإحرام وهي بداية الصلاة تماما ومن ثم قراءة الفاتحة وهناك خلاف على ما بعد الفاتحة فهناك ما يقول بأن الفاتحة فقط هيا الواجبة وآخرون يؤكدوا على ضرورة قراءة بعض الآيات من القرآن بعد قراءة الفاتحة، ومن ثم يأتي الركوع وهو واجب أيضا والقيام منه ثم السجود والقيام منه وللجلوس بين السجدتين وأيضا قراءة التشهد والتسليم مع ضرورة وجودهم في الترتيب الصحيح لهم في الصلاة، كل هذه الأشياء هي من أركان الصلاة إن ترك منها شيء فعليك بإعادة الصلاة مرة أخرى حتى تصح.

كيفية الدخول في الصلاة؟

في البداية يجب أن تذهب إلى المكان المخصص للصلاة سواء في البيت أو المسجد ويفضل ألا يكون هناك من حولك حتى لا تتشتت، ومن ثم تقف تجاه القبلة وتبدأ برفع يديك بنفس ارتفاع كتفك وهناك من يقول بنفس ارتفاع أذنك، سواء هذا أو ذاك المتفق عليه في الاثنين أن يكون باطن يديك تجاه القبلة هو الآخر ومن ثم تقول الله أكبر، يجب عند نطق كلمة الله أكبر أن تدرك تماما أنك انفصلت تماما عن حياتك وأصبحت الآن في الصلاة يجب أن تنسى الدنيا وما فيها وتركز فقط في الصلاة، وبعد ذلك تضع يدك اليمنى فوق يدك اليسرى على صدرك وليس على بطنك لأنه من الأخطاء الشائعة، وهناك شكل آخر لليدين وهو أن تقبض باليمنى على اليسرى أيضا هناك من يضعها على مرفقه اختر ما يريحك ثم انظر إلى مكان سجودك وهذا ليس بالفرض إنما متعارف على أنه هو الأقرب للخشوع، ولكن إن كنت تصلي في المسجد الحرام فلربما النظر للكعبة الشريفة أقرب للخشوع.

ما بين تكبيرة الإحرام والركوع

حينما تنتهي من تكبيرة الإحرام يأتي الدور على دعاء الاستفتاح وله صيغ كثيرة منها قول سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جد، ولا إله غيرك، وهو ليس بركن من أركان الصلاة وإنما هو سنة، ومن رحمة الله الواسعة أن من يفعل السنة يأخذ ثوابها ومن لا يفعلها لا يعاقب نتيجة تركها، ومن ثم تبدأ في قراءة الفاتحة، ولابد أن نتوقف هنا لأنها من أركان الصلاة التي لا تصح بدونها لذا يجب عليك أن تتعلم كيفية القراءة الصحيحة للفاتحة، وللعلم فإن الفاتحة بها 14 شدة ومعنى أنك لم تنطق شدة منهم بأنك تجازف بصحة صلاتك لذا فهي من الضروريات الواجبة، ومن ثم قراءة ما تيسر من القرآن.

الركوع والاعتدال منه

للإجابة على سؤال كيف أصلي عليك أن تدرك أنه بعد الانتهاء من قراءة القرآن تسكت لبرهة ثم ترفع يديك رفعة تكبيرة الإحرام وتكبر مرة أخرى بالله أكبر، وبعد ذلك تضع يديك على ركبتيك وتكون أصابعك متباعد فيما بينها مع فرد الظهر واعتداله، ونلاحظ كثيرا بأن هناك من يخفض رأسه أثناء الركوع وهذا خطأ والصواب أن تكون الرأس مساوية للظهر ومن ثم يقول سبحان ربي العظيم ويكررها ثلاثا، وبعد الانتهاء من الركوع يعتدل المصلى مرة أخرى ويقف الوقفة التي دخل بها الصلاة وأثناء اعتداله يقول سمع الله لمن حمده وحينما يعتدل يقول ربنا ولك الحمد، وهذا الفعل والقول في الركوع والاعتدال منه أشياء واجبة لابد من القيام بها.

السجود والاعتدال منه

حينما تنتهي من الاعتدال من الركوع تقول الله أكبر وتنزل على الأرض مستندا على كفيك أولا ثم ركبتيك وتسجد لله، ولاحظ أنه في السجود يجب أن يلامس سبعة أشياء الأرض أولهما جبهك وأيضا اليدين والركبتين وأصابع القدمين، وتبدأ في قول سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات، وأقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد فأفضل دعاء هو دعائك أثناء السجود لله عزل وجل، وبعد أن تنتهي تعتدل لتجلس وأنت تقول الله أكبر ولها جلسة معينه وهي بأن تفرش قدمك اليسرى وتجلس عليها وتوقف قدمك اليمنى مع الحفاظ على أصابع قدمك اليمنى جهة القبلة، ومع هذه الجلسة يضع يديه فوق فخذيه ويقول اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني، ثم تسجد سجدة ثانية وأنت تقول الله أكبر وتكرر ما فعلته في السجدة الأولى، ثم تعتدل للقيام لأداء الركعة الثانية والتي لا تختلف عن الأولى في شيء سوى التشهد وعدم وجود دعاء الاستفتاح فهو في الركعة الأولى فقط من كل صلاة.

جلسة التشهد وصيغته

الكثير ممن يسأل كيف أصلي ؟ يكون ملم بما يقال في كل حركة ولكن هو يبحث عن تأدية كل حركة في الصلاة بشكل صحيح وكيف يؤدي هذا القول أيضا، ومن هذه الأشياء هي جلسة التشهد، ولها نوعان ففي الركعة الثانية هناك تشهد وجلسته تكون مثل جلسة الاعتدال من السجود، أما إن كانت الصلاة ثلاثية أو رباعية فعلية بأن يجلس في التشهد جلسة التورك وفيها يخرج المصلي قدمه اليسرى من تحت قدمه اليمنى، أما عن يديه فهي واحدة في الجلستين وهي أن يضع يده اليمنى على قدمه اليمنى واليسرى على اليسرى ولكن يضم يده اليمنى وتكون على شكل حلقة ويفرد السبابة ليفعل شكل رقم واحد وخمسون ومن ثم يتشهد، وتشهد الركعة الثانية يقول فيه المصلي التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله.

التشهد الأخير والتسليم

هناك صلوات تكون ركعتين ركعتي السنة وصلاة الفجر وهناك ثلاث مثل المغرب وأخرى أربعة مثل الظهر والعصر والعشاء، وفيه هذه الصلوات التشهد الأخير والذي ينهي به المصلى صلاته ويجلس جلسته التي تم ذكرها في الفقرة السابقة ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بقوله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وقبل التسليم يستعيذ المصلي بأربعة أشياء وهم جهنم وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال، ثم يسلم المصلي عن يمينه وعن يساره بقوله السلام عليكم ورحمة الله في المرتين.

كيف أصلي بخشوع؟

انتهينا من ذكر الحركات والصيغ التي كان يؤديها ويقولها نبينا الكريم في صلاته، ولكن كيف أصلى وأؤدي تلك الحركات والأقوال وأنا خاشع، فالخشوع في الصلاة لا يبدأ عند الصلاة نفسها وإنما يبدأ من قبلها عند الوضوء والتعوذ من الشيطان ثم تسمي الله وتبدأ الوضوء، ولاحظ أنه للحصول على الخشوع يجب أن يكون كل شيء نابع من القلب وعن حب، حب لله ولصلاتك ولعبادتك وفيها استحضار لعظمة الخالق وحب نبينا الكريم، وكما ذكرنا بأن الفاتحة ركن أصيل في الصلاة فيجب أن تقرأها بشكل صحيح وتأني وتدبر لكل معنى فيها مع الفصل التام عن كل المتاعب الدنيوية والابتعاد عن التفكير فيها، كما يستحب أن تطيل في الركوع والسجود وفيهما يتخلص الإنسان من ذنوبه التي على كتفيه ويستحب في السجود أن تندم على ذنوبك وتدعو الله أن يغفرها، ودائما ما تستحضر أنك بين يدي الله تحاسب الآن فتقدم أفضل ما لديك من حب وتركيز وتفاني في الصلاة، مثل هذه الأشياء لهي بالأمور البسيطة جدا للخشوع، فالخشوع يحتاج إلى موضوعا كاملا منفصلا للتحدث عنه باستفاضة.

كيف أصلي صلاة الاستخارة؟

بداية صلاة الاستخارة تؤدى من قبل المسلم الذي يستعين بالله في أمر ما وفي حيرة من أمرة، وصلاة الاستخارة سنة وليست فرض وهي من الأمور المستحبة في الإسلام، وكان رسولنا الكريم يقول للصحابة إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة أي ركعتي استخارة، وهما مثل أي ركعتين ولكن يستحب قراءة سورة الكافرون في الركعة الأولى والإخلاص في الثانية بعد الفاتحة، وتتم صلاتك كأي صلاة وقبل التسليم أو بعد التسليم أيهما تفضل تدعو الله بهذه الكلمات، اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم فإن كنت تعلم هذا الأمر وتذكر ما يحيرك وتكمل بقول خيرا لي في عاجل أمري وآجله فاقدره ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أنه شر لي في عاجل أمري وآجله فاصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به، ويستحب النوم بعد صلاة الاستخارة أو تأديتها قبل النوم.

كيف أصلي الشفع والوتر؟

يقصد بالشفع العدد الزوجي ويدل الوتر على العدد الفردي، وهنا نتحدث عن صلاة الشفع والوتر فوقتها هو بعد العشاء أو قيام الليل وفيها يتقرب المسلم من الخالق ويدعو له، وتتكون هذه الصلاة من ثلاث ركعات تؤدي بطريقتين لك أن تؤدها بما تحب، الأولى وهي أن تصلي ركعتين وتقول التشهد وتسلم ثم تصلي ركعة أخرى وتدعو فيها وتقول التشهد في نهايتها وتسلم، أما الطريقة الثانية فهي تأديتها كصلاة المغرب ثلاث ركعات متصلة ولكن الفارق هنا هو أنه لا يوجد تشهد في الركعة الثانية تصليها بتشهد واحد في الركعة الثالثة والأخيرة فقط، ومن السنن المنقولة عن النبي في القراءة في الثلاث ركعات أنه كان يقرأ في الركعة الأولى سورة الأعلى والثانية الكافرون والثالثة الإخلاص، ومن الممكن أن تصلى الوتر ركعة أو ثلاث أو خمس كما ذكر نبيا محمد صلى الله عليه وسلم، وصلاة الشفع والوتر ليست بفرض ولكن يكره تركها فهي من السنن المؤكدة التي يجب الحفاظ عليها ولو بركعة قبل النوم.

ترك الصلاة

الصلاة عماد الدين وهي ركن أصيل في الإسلام يجب تأديتها في أوقاتها ويفضل في جماعة للرجال، ولك أن تجرب هذه المتعة بالصلاة بخشوع فهي مريحة ومطمئنة للنفس بشكل لا يوصف، ومن يترك الصلاة فهو ليس بتارك لذه طاعة وعبادة ولذه متعة لن يستسيغها في أي شيء آخر وإنما وقع عليه ذنب أيضا، وهناك نوعان من ترك الصلاة تركها عن جحد فاتفق على العلماء على أنه غير مسلم، أما من تركها بداعي الكسل والإهمال في العبادة فاختلف أهل اعلم في ذلك، منهم من ذكر بأن من يترك الصلاة كسلا ليس بكافر ولكن يحبس حتى يصلي، ومنهم من قال بأنه خرج عن الدين ويعد من المرتدين، ولكن ديننا دائما دين سماحة ورحمة ربما أنت عاصي اليوم ومتعبد بالغد وربما العكس، فجرب لذة الصلاة في وقتها وإن كانت نيتك خالصة لوجه الله فتأكد بأنك لن تترك مثل هذه اللذة مرة أخرى.

تأكد بأنك بعد رؤيتك لهذه الكلمات فأنت على أتم استعداد لأداء الصلاة بشكل سليم بل وتعليمها لأطفالك، وأيضا بأن تنصح بها أحد ممن يصلي بجانبك ويرتكب شيء خاطئ في الصلاة، فلربما أمامي من يخطأ في شيء ما فأقوم بكل أدب وأستأذنه في أن أعرض له كيف أصلى ليصلح الخطأ عنده، وتأكد بأن أسلوبك في النصيحة هو من سيأخذه إلى السماع لها، فأنت الآن تعلمت فأفدت نفسك وتفيد غيرك وتعلم أطفالك بشكل سليم، وأيضا بتلك الخطوات ستؤدي الصلاة بشكل مختلف ويسهل طريقك في التقرب إلى الله مع الاطمئنان لكل حركة وقول تؤديه أثناء صلاتك، فاحرص على صلاتك في وقتها واغتم فرصة لذه الطاعة قبل أن ننتقل للحساب عند الله علي صلاتنا وغيرها من الأفعال.