تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » كيف تبتكر حلول سريعة أوقات الأزمات التي تطلب التدخل العاجل؟

كيف تبتكر حلول سريعة أوقات الأزمات التي تطلب التدخل العاجل؟

ابتكار حلول سريعة للمشاكل التي تواجهنا واحدة من المهارات التي ربما لا يتقنها سوى عدد قليل جدًا من البشر، والحقيقة أن تلك المهارة بالذات باتت مطلوبة في كل مكان بسبب الإمكانية الدائمة للتعرض للأزمات، فكيف نبتكر الحلول يا تُرى؟

حلول سريعة

لا شك عزيزي القارئ أن فكرة ابتكار حلول سريعة في أوقات الأزمات واحدة من الأمنيات التي تراودنا جميعًا، وخصوصًا إذا كانت تلك الأزمات تطلب التدخل العاجل الوقتي، ففي مثل هذه الحالات تُصبح فكرة ابتكار الحلول فكرة واجبة وليست مجرد اختيار، لكن المشكلة التي ربما تواجه الكثير منا أن فكرة التفكير في حلول قد أصبحت في غاية الصعوبة لكوننا قد تعودنا في الأساس على الأمور النمطية التي لا تترك لنا فرصة من أجل الابتكار، أيضًا الحلول التي نخرج بها لا تؤدي الغرض المطلوب منها غالبًا، وربما هذا هو السبب الرئيسي الذي يجعلنا نتوقف الآن كي نحاول تعلم طريقة ابتكار حلول سريعة عندما تطلب الظروف منا ذلك، وربما السؤال الأشد إلحاحًا وأكثر أهمية هو المتعلق بإمكانية القيام بذلك الأمر من عدمه، على العموم، في السطور القليلة المُقبلة سوف نناقش كل ذلك، فهل أنتم مستعدون لهذا الطرح الهام؟ حسنًا لنبدأ.

ابتكار حلول سريعة

حلول سريعة ابتكار حلول سريعة

فكرة ابتكار حلول سريعة تُعتبر في الأساس فكرة نمطية بحتة، بحيث أنك عزيزي القارئ عندما تتعرض لأي موقف وتجد نفسك في أزمة من الأزمات فأنت ستُفكر قبل أي شكل آخر في وضع حل سريع، هذا يحدث تلقائيًا، لكن ما ليس تلقائيًا بالمرة أنك ستبتكر حلًا سريعًا مميزًا، ففي الأغلب سيكون حلًا عادية يُقابل درجة الذكاء التي تحظى بها، ولهذا هناك سعي دائم للحصول على حلول سريعة بأي شكل ممكن، وإن كان الأمر صعبًا فهو بالتأكيد لا يصل إلى درجة الاستحالة، إذ ربما المواقف والخبرات هي التي أصبحت الآن تُحدد كون الحلول التي يتم ابتكارها تتواكب مع الموقف المتاح أم لا، لا زلتم لم تفهموا الأمر بعد؟ حسنًا، دعونا نقترب أكثر من عملية ابتكار الحلول.

كيفية ابتكار حلول سريعة

في البداية ثمة قاعدة لا خلاف عليها، وهي أن عملية ابتكار الحلول تُصاحبها الكثير من الأمور المُساعدة في عملية الابتكار، أيضًا هي تحتاج إلى بعض القدرات الخاصة التي ربما تمنع البعض من تحقيق فعل الابتكار هذا، على العموم، أولى الأمور المساعدة على الابتكار في أجواء الشحن المُربكة هذه أن يتواجد الهدوء والثبات، فهو الأفضل وقت الأزمات.

الهدوء والثبات وقت الأزمات

أول شيء سوف يُساعدك في الوصول إلى حل لمشكلتك، حل سريع على وجه التحديد، أن يكون هناك ثبات شديد وهدوء أشد وقت الأزمات، ففي ذلك الوقت يفقد أغلب الناس أعصابهم ويتوترون، وبلا أدنى شك فإن نتيجة ذلك التوتر لن تكون جيدة بالمرة وليستُ منتظرة كي تكون حلًا جيدًا، أيضًا الهدوء أمر يُمكن اكتسابه وتعويد النفس عليه، إذًا، وبنفس المنطق، ملكة الحصول أو الوصول لحلول سريعة في وقت الأزمة أمر يُمكن اكتسابه كذلك، فقط ما نطلبه منكم تحري الهدوء والثبات في مثل هذه الأجواء، بعد ذلك يُمكن التفكير في حلول، وثقوا تمامًا أنها لن تكون حلول واهية.

عدم الانصياع خلف الأمور الظاهرية

الخطأ الأكبر الذي قد يقع في الأغلبية وقت البحث عن حلول سريعة للأزمات أن يحدث انصياع تام لظاهر الوضع، فغالبًا، وبنسبة كبيرة جدًا، يكون الظاهر هو الخاطئ، والانصياع إلى ذلك الظاهر أكبر خطأ يُمكن القيام به لأنه من المنطقي أن يُفرز أيضًا حل ليس صحيحًا ومن المتوقع أن يُسهم في تفاقم الوضع أكثر، وربما التصرف الصحيح والأمثل في مثل هذه الظروف أن يتم تطبيق الحل السابق والتزام الثبات والهدوء، بعد ذلك يُمكن تطبيق الحل الذي سنذكره لاحقًا، وهو تناول مشروب مُهدأ يُزيح التوتر من طريقك تمامًا في مثل هذه الأجواء.

تناول مشروب مُهدئ

حلول سريعة تناول مشروب مُهدئ

بعض الناس قد يستخفون بهذا الحل ويعتقدون أننا نُلقي بمزحة عندما نقول إن تناول المشروبات المُهدئة وقت حلول الأزمات والبحث عن حلول لها أمر منطقي وصحي مئة بالمئة، والواقع أن ظاهر ما نطلبه يوحي فعلًا بذلك، لكن إذا تتبعنا فوائد ذلك المشروب وما يُمكن أن يقود إليه فسوف نتيقن تمامًا بأننا نتحدث عن أمر منطقي جدًا ومطلوب بشدة، فالمشروبات التي تبث الهدوء سوف تتولى وظيفة تصفية وتنقية عقلك، بالتالي لن يكون هناك أي عائق يمنع وضع حل سريع وفعال، ولا ننسى فكرة التوتر الذي يُسيطر عليك ووجود الكثير من المعوقات التي تزيلها تمامًا تلك المشروبات، جرب ولن تندم.

توخي السرعة لا التسرع

نحن الآن نبحث عن حلول سريعة وجذرية، مما يعني أننا الآن في وضع يتطلب منا بشدة الإسراع فيما نقوم به، بيد أنه في نفس الوقت من الواجب علينا توخي الفصل التام بين فعلين مُتشابهين بنسبة كبيرة، وهما السرعة والتسرع، فبالسرعة نضمن تحقيق النجاح، خاصةً إذا كانت سُرعة مُثمرة ومُتزنة، أما التسرع فهو النقيض تمامًا، حيث أنه بلا شك سوف يقودك إلى السقوط والفشل، ففي التسرع تكون كالبهيمة الطائشة لا تدري ما الذي تفعله ولماذا تفعله أساسًا، ولذلك تُصاب بالفشل في النهاية، على العموم، هذه نصيحة لك حاول أن تتبعها أثناء بحثك عن حلول سريعة وفارقة وبشكل عام عندما تكون في موقف صعب يستعد منك اتخاذ قرار صعب كذلك.

الذكر وقراءة شيء من القرآن

لا شك أن التقرب إلى الله في مثل هذه المواقف أصح شيء يُمكن القيام به وتحقيق المتعة الكاملة أثناء ذلك، أجل في الذكر وقراءة القرآن متعة، وتلك المتعة ستتضاعف عندما تفعل ذلك في وقت البحث عن الحلول، حيث أنك عزيزي القارئ سوف تشعر وكأن أبوابًا قد فُتحت أمامك، وأن أشياء لم تكن تتوقع حدوثها قد حدثت، وهذا هو الفتح الرباني والإلهام الذي نسمع عنه كثيرًا، ولو دققنا النظر في الأمر فسنجد فعلًا أن كل شيء مبني على الآخر بصورة غريبة ومُتقنة، فأنت عزيزي القارئ لن تتمكن من التفكير في ذكر الله وقراءة القرآن إلا عندما تكون فعلًا قد هدأت، والهدوء يأتي بعد شرب المشروبات الساخنة المُهدئة التي سبق وأشرنا إليها، هكذا يتم الأمر وهكذا يُكتب له النجاح.

الشعور بالمسئولية قبل الشروع في التفكير

قبل أن تشرع عزيزي القارئ في ابتكار حلول سريعة وقت الأزمات والمشاكل وفي أي وقت بشكل عام فعليك أن تُشعر نفسك أولًا بالمسئولية تجاه ما ستقوم بفعله، فمن الممكن جدًا أن يقود ما ستفعله إلى كارثة لا يُحمد عقباها وأن يكون سببًا في دمار كبير للجميع، لذلك عليك أن تنظر للأمر بعين مسئول لا بعين متهور أرعن، فكر في الآخرين وتأثير الحل الذي ستطرحه عليهم ولا تُفكر فقط في الوصول إلى حل لمجرد الوصول، فلو كان الأمر بهذه السهولة لكان الجميع قد أصبحوا حلالي عقد.

مقارنة الموقف بمواقف سابقة لها حلول ناجحة

لا نزال مع كيفية الوصول إلى حلول سريعة في المواقف التي يكون فيها الوضع مُتأزمًا ويتطلب ذلك، وربما من الأشياء التي لا نُفكر بها على الرغم من كونها مُجدية جدًا في مثل هذه الظروف أن نقوم بمقارنة الموقف الذي نتعرض له بموقف آخر سابق له نفس المعطيات، وعلى سبيل المثال دعنا نفترض أنك قد حُبست في مكانٍ ما رفقة أشخاص آخرين بسبب الإغلاق الذي جاء إثر ماس كهربائي، ففي هذه الحالة ستُفكر هل حدث ذلك الأمر معك سابقًا أو مع شخص تعرفه؟ حسنًا، وما الذي فعله للنجاة؟ وبتحقيق نفس الحال في النهاية ستحدث النجاة.

هوية مُبتكر الحلول

حلول سريعة هوية مُبتكر الحلول

الآن بعد أن تعرفنا على كيفية ابتكار حلول سريعة وفارقة في أوقات الأزمات فبكل تأكيد نحن الآن مُطالبون بالتعرف على هوية ذلك الشخص الذي بمقدوره وضع حلول سريعة أو مُخول بشكل عام بحل المشكلة عند التعرض لها، إذ أننا جميعًا لسنا مُطالبين بالتأكيد بتولي هذه المهمة لأنها ليست مُناسبة لأي شخص بشكل عام، وإنما يكون هناك أشخاص مُعينين بمقدورهم القيام بذلك والنجاح فيه، وهؤلاء غالبًا هم الأكبر من حيث السن أو الأكبر من حيث المكان أو ربما الأكبر من حيث التعليم، في النهاية هذا الشخص يكون متفوقًا بطريقة أو بأخرى ثم يأتي هذا التفوق ويمنحه أفضلية ابتكار الحلول، إنه ببساطة شديدة قائد وفارس يُمكن التعويل عليه، والواقع أنه من البطولة بمكان عزيزي القارئ أن تُبادر بتولي تلك المكانة وتبكر الحلول أو في نفس الوقت تنسحب إذا لم تكن أهلًا لها ولا تستحقها، في النهاية من يحدد ذلك هو أنت، ومن يُحاسب على الفشل في الابتكار هو أنت أيضًا، فالأمر ليس سهلًا، وبطبيعة الحال لن يكون صبعًا إذا ما تم الالتزام بنصائح الابتكار السابقة.

ختامًا عزيزي القارئ، لا شك أنك الآن تدرك جيدًا أهمية وجود شخص بمقدوره ابتكار حلول سريعة ومميزة، خصوصًا إذا حدث ذلك في أوقات الأزمات والمشاكل، لكن إذا كنت ستطوع في يوم من الأيام للقيام بهذه المهمة فعليك أن تتأكد أولًا أنك أهلًا لها، فنحن نتحدث عن حلول سريعة فارقة وليس وجبات سريعة.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

ستة عشر − 2 =