هل فكرت يوما لماذا لم نتعرض للانقراض أو الاختفاء بمرور الزمن؟ ومن هو المسئول عن ذلك الرجل أو المرأة؟ الحقيقة أن الإجابة على هذه الأسئلة يأخذنا للحديث عن عضو في جسد المرأة يطلق عليه المبيض يحمل معه البويضة الملقحة المسئولة عن تكوين الجنين بعد ذلك، ونظرا للأهمية التي يقوم بها فمن الطبيعي أن يتعرض للكثير من المشاكل على مدار عمر المرأة مثل الالتهابات أو التكيسات وأحيانا تتكون بداخله أيضا مجموعة من الحويصلات، ولكن كل ذلك لا يمنع من حدوث الحمل فبالتأكيد ليس هناك ما هو أخطر من سرطان المبيض فكيف تتم الإصابة وكيف نكتشف المرض مبكرا، وكيف يكون تأثيره على حياة المرأة ودورها في الإنجاب هذا ما سنقوم بتفسيره في السطور التالية.
استكشف هذه المقالة
أعراض سرطان المبيض
قد لا تظهر أية دلائل على الإصابة خاصة في بداية مهاجمة الخلايا السرطانية للمبيض، ولكن في المراحل المتقدمة من المؤكد أن تظهر الكثير من الأعراض، والتي من أهمها وجود انتفاخ غير طبيعي في البطن بالرغم من عدم وجود عسر هضم أو غازات أيضا تشعر المصابة بنغز حاد ومتكرر في الحوض وقد تحدث هذه الأعراض ويكون الورم حميد ويمكن السيطرة عليه.
هناك أعراض أخرى تدل على وصول المرض لمرحلة متأخرة منها حدوث مرارة في الفم مع تقيؤ حاد خاصة في الصباح، وعسر هضم، تبول لا إرادي، نزيف متكرر من الرحم وكل هذا يمكن تفسيره على تطور الورم وتضخمه وضغطه على أجزاء من الحوض والبطن.
أسباب الإصابة بسرطان المبيض
يبحث الأطباء حاليا عن الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بمرض سرطان المبيض الخطير، ولكن حتى الآن لم يتم معرفة السبب الرئيسي وراء ذلك، ولكن بفحص معظم الحالات المصابة كانت هناك مجموعة من العوامل المشتركة للمرض ناتجة عن حدوث اضطرابات هرمونية كثيرة ومن بينها ما يلي:
- الوصول لسن اليأس: أكثر من 80% من السيدات التي أصبن بسرطان المبيض أو الرحم تخطين 40 عاما، وانقطعت لديهن دورة الطمث وبالتالي هن الأكثر عرضة للاضطراب الهرموني.
- العامل الوراثي: هناك عوامل وراثية ظهرت من بين أكثر الحالات المصابة حيث يعتقد أن هناك طفرة جينية تدعى BRCA تتسبب في نقل المرض وخاصة من بين أقارب الفئة الأولى.
- اضطراب فترة الطمث: إن ظهور فترة الطمث على فترات متقطعة أو في سن مبكر كلها عوامل تدل على وجود مشاكل كبيرة في المبيض، وعدم حدوثها مطلقا يزيد من شدة الخطر.
هل يصيب سرطان المبيض غير المتزوجات؟
تعتبر نسب الإصابة بسرطان المبيض بشكل عام ضئيلة للغاية فحتى عام 2009 لم تسجل حالات كثيرة بين السيدات، ولكن نعم قد تظهر الإصابة بإحدى أنواع سرطانات المبيض في سن البلوغ ويصل الورم إلى تجويف المبيض من الداخل ويتم استئصاله فورا ويكون هذا سببا من أسباب العقم عند زواج الفتاه فيما بعد.
الوقاية من سرطان المبيض
هناك مجموعة من الطرق الوقائية التي ننصح السيدات بالالتزام بها لتجنب حدوث سرطان المبيض في المستقبل وهى:
- تجنبي الجلوس لفترة طويلة أو الالتزام بوضعية محددة وقومي بالمشي أو الوقوف كل ساعة على الأقل حتى لا يتم الضغط على الأوردة الدموية وتتسببي في تجلط الدم في جسمك.
- تناولي الكثير من المشروبات على مدار اليوم من أعشاب وعصائر طبيعية ومياه بشكل كاف، وتجنبي الإكثار من المشروبات الغير صحية، والتي تتسبب في جفاف جسمك فالمبيض عضو يحتاج إلى العناية ويتعرض للضمور والجفاف.
- أهتمي بوزنك وتجنبي الزيادة فيه لأنها تؤدي لمشاكل صحية كثيرة وتتسبب في اضطراب فترات الإباضة.
- المرأة المتزوجة يجب عليها أن تحمل ولو لمرة واحدة قبل وصولها لسن اليأس فكما ذكرنا أن سرطان المبيض يحدث بنسبة كبيرة للنساء اللاتي لم يحملن مطلقا، وإذا كانت لديكي الرغبة في إيقاف الحمل لعدة سنوات فقومي باستخدام حبوب منع الحمل ولا تلجئي لأي وسيلة أخرى وإن لم تكن لديكي رغبة بالحمل يجب في هذه الحالة إجراء عملية لاستئصال المبيضين وقناتي فالوب.
- أهتمي بالرضاعة الطبيعية فهي تقلل من فرص إصابتك بشكل كبير.
- حتى وإن كنتي غير متزوجة يلزم عليك الذهاب إلى الطبيب مرة واحدة شهريا على الأقل لإجراء متابعة دورية على المبيض والرحم.
تشخيص سرطان المبيض
يعتبر سرطان المبيض من الأمراض الأكثر صعوبة في تشخيصها حيث يتم الفحص من خلال التحليل الدموي والأشعة، ويلزم بعد ذلك اللجوء للإجراء الجراحي ويتم كلا منهما بالخطوات التالية:
الفحص بالأشعة
يمكن إجراء الفحص الموجي أو المقطعي أو التصوير المغناطيسي لمقارنة شكل وحجم المبيض الحالي بالصورة الطبيعية التي يجب أن يكون عليها، ويعتبر الفحص بالأشعة بوجه عام ضروري لأنه يقوم بتصوير منطقة الحوض بشكل كامل وبالتالي يمكن الكشف أيضا عن أي أورام قد تكون قد انتقلت من المبيضين إلى الحوض.
تحليل الدم
يتم إجراء فحص دموي لبروتين يُدعى CA-125 لفحص نسبته في الدم فإذا كان مرتفعا عن الحد الطبيعي يمكن اعتبارها أيضا علامة من علامات الإصابة بسرطان المبيض.
الإجراء الجراحي
وهى أخطر مرحلة من مراحل الفحص ولكنها تعتبر أكثر دقة في اكتشاف المرض، ويقوم الطبيب في هذه الحالة بفتح التجويف البطني والكشف على الحوض والمبيضين باستخدام المنظار الجراحي، أو يتم أخذ عينة من نسيج إحدى المبيضين أو كلاهما وفحصها وتحليلها تحت الأجهزة وهذا بدوره يكشف عن وجود أي خلايا سرطانية أم لا.
علاج سرطان المبيض
لا تختلف طريقة علاج الخلايا السرطانية الموجودة في المبيض عن الطريقة التي يتم بها علاج جميع أنواع السرطانات الأخرى حيث يتم الأخذ بالأدوية الكيماوية والجراحة إذا لزم الأمر، وبعد ذلك يتم العلاج بالإشعاع لوقف أي خلايا سرطانية عن النمو من جديد، ولكن في حالة سرطان المبيض فإن الجراحة أمرا لا مفر منه وتسبق في العادة مرحلة العلاج الكيماوي حيث يتم أولا السيطرة على الورم الموجود باستئصال جزء من المبيض المتضرر مع قناه فالوب.
والجدير بالذكر أن غالبية الأطباء يفضلون استئصال المبيضين معا حتى لا تنتشر خلايا الورم مرة أخرى، ويتم استئصال معها أي عقد لمفاوية مصابة بالورم في الحوض أو البطن وحتى مع ذلك قد لا تتم السيطرة عل كل العقد المصابة بالسرطان فيلجأ الطبيب بعدها إلى العلاج الكيماوي لإيقاف نشاط الخلايا، وتجرى الآن أبحاث كثيرة واختبارات لتوفير علاجات أخرى منشطة للجهاز المناعي وعلاجات أخرى لزيادة قابلية الجسم للعلاج الكيماوي.
علاج سرطان المبيض بالأعشاب
هناك أعشاب تساهم في زيادة مناعة الجسم، وتحتوي على مضادات الأكسدة، ويمكن تناولها أثناء مرحلة العلاج من سرطان المبيض مثل:
- البردقوش: وهو يعتبر منظم هرموني قوي تستخدمه الفتيات عادة لتنظيم الطمث
- الحلبة: يحسن من عملية الإباضة ويحتوي على هرمونات مقاومة للخلايا السرطانية.
- البابونج والجنزبيل: يمكن استخدام أيا منهما لتطهير المعدة وتنظيف الحوض.
هل يعود سرطان المبيض ؟
مع الأسف الشديد فإن سرطان المبيض في أغلب الحالات التي أصيبت عاد من جديد حتى بعد القيام بإزالة الورم المصاب بالسرطان، والسبب في ذلك هو أن بعض العقد اللمفاوية المجاورة تكون نشطة، وتنتشر في أجزاء أخرى من الجسم، ولهذا نحن ننصح دائما باستكمال العلاج الكيماوي والإشعاعي بعد الخضوع للجراحة كوسيلة وقاية من عودة المرض من جديد.
الخاتمة
بعد أن تعرفنا على مرض سرطان المبيض وخطورته يجدر بنا ألا نغفل عن إجراء الفحص الدوري، ومناقشة الطبيب حول المرض خاصة بعد إصابتك بشيء من الأعراض السابقة، ويجب كذلك الاهتمام بتناول الأغذية المفيدة للمبيض مثل عيش الغراب، وفول الصويا، والأسماك، والشاي الأخضر.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق