لا شك أن لدغة اللسان من الأمور المُحرجة جدًا والسيئة، خصوصًا وعندما تضع الشخص الذي يُعاني منها في موقف خجل أمام أشخاص لا يُقدرون مشاعر الآخرين ولا يعرفون شيء يُعرف باسم الذوق والأدب، فهؤلاء يجعلون الشخص الواقع في ذلك الموقف يتمنى لو يتبخر من الأرض تمامًا، أيضًا تكون هناك بعض المشاعر المُحبطة بسبب تلك الحالة التي يعتبرها البعض إعاقة حقيقية وليس مجرد لدغة عادية، على العموم، في نهاية المطاف ثمة شخص هنا يتعرض للأذى النفسي والمعنوي، يتعرض للتنمر بشكل أو بآخر، وربما من مسئوليتنا تجاه هذا الشخص المسكين أن نقوم بوضع بعض الأمور أو الطرق التي يُمكن من خلالها تفادي الوقوع في الإحراج أمام الآخرين حالة المعاناة من شيء صعب مثل لدغة اللسان، فهل أنت عزيزي القارئ مُستعد لمعرفة تلك الحلول الهامة للقضاء على هذه المشكلة الخطيرة؟ حسنًا لنبدأ سريعًا.
لدغة اللسان
قبل أن ندلف إلى الحلول علينا أولًا تعريف المُشكلة، فنحن نتحدث هنا عن لدغة اللسان، وهي عبارة عن تعثر يُصيب اللسان ويجعله يستخدم مخارج الحروف بصورة غير صحيحة وبالتالي ينطقها بصورة غير صحيحة أيضًا، وكل هذا يندرج تحت العيب الخُلقي، ففي الأساس هذا الشخص قد وُلد وهو يُعاني من تلك المُشكلة ولم يكتسبها مع الوقت، وإن كان من الممكن أيضًا اكتساب هذه المشكلة من خلال التعرض لبعض الأمور الطارئة التي لا يُحسب لها، وربما الحالة الأشهر على الإطلاق بهذا الصدد حالة النبي موسى عليه السلام، ففي القصة الشهيرة التي يعرفها الجميع عندما خيره فرعون بين التمرة والجمرة ليقف على مد ذكائه وهل هو مصدر تهديد له أم لا، وفي تلك اللحظة اختار موسى الجمرة مما أدى إلى إصابته باللدغة، في النهاية نحن ندرك يقينًا أن اللدغة تحدث دون تدخل الإنسان بها من قريب أو من بعيد.
تنتشر اللدغة بصورة رئيسية في حروف الراء والسين، فهي تمثل الشريحة الأكبر من المُعانين من مشكلة لدغة اللسان التي نتحدث عنها الآن، أيضًا ثمة حروف أخرى تكون اللدغة بها حاضرة بصورة قليلة وغالبًا ما لا تُلاحظ بسبب خفتها على اللسان، ولذلك تبقى حروف مثل الراء والسين هي الأشهر والأكثر تسبيبًا للمعاناة لمن يُعانون منها.
لدغة اللسان حرف الراء
ربما حالة اللدغة الأشهر على الإطلاق في كل مكان بالعالم هي حالة لدغة الراء، وهي تلك التي يتم نطق الراء فيها ياء، وهو أمر لا يُمكن طبعًا إخفائه بأي شكل من الأشكال، فمهما حدث سوف تنكشف أمام الآخرين لأن الحروف المُستخدمة حروف ظاهرة جدًا، والحديث هنا عن الراء والياء، أيضًا أغلب من يُعانون من لدغة الراء يكونون الأكثر عرضة للإحراج والخجل بسبب فجاجة اللدغة الخاصة بهم، لكن ربما الشيء الذي يهون الألم الذي يتعرض له هؤلاء أن البعض يُحبذ هذه اللدغة ويراها شكل من أشكال الدلال والجذب، وخصوصًا إذا كانت في الإناث، حيث تُعامل معاملة الغمازات.
لدغة اللسان حرف السين
النوع الآخر من لدغة اللسان هو ذلك الذي يختص بحرف السين، وهذه النوعية من اللدغة يُطلق عليها السفسفة، وهي التي يُصاحبها إخراج كمية من الهواء مع نطق الكلمة تفوق المُعدل الطبيعي، وبكل أسف فإن هذه النوعية لا تمتلك أي مميزات تُذكر، حيث أنها الأكثر إحراجًا ولا يُمكن الوقوع في حبها أو الإعجاب بها وتذوقها مثلما يحدث مع الراء، وقد وصلت درجة السوء في هذه اللدغة أن بعض الفتيات عندما يُصبن بها تُصبح فرصتهم في الزواج أقل، ببساطة، في لدغة حرف السين تظهر المشكلة الأكبر في مسألة لدغة اللسان، ومن هنا يبدأ البحث عن طرق لتفادي الإحراج الناتج عن ذلك الوضع.
كيفية تفادي إحراج لدغة اللسان
الآن نحن بتنا نعرف الكثير عن مشكلة لدغة اللسان مع أشهر الحروف التي تقع بها تلك اللدغة والمُتمثلة في السين والراء، بعد ذلك يأتي الدور بالتأكيد على العلاج، ودعنا نفترض مثلًا أنك عزيزي القارئ مُصاب بتلك المُشكلة، فأنت بكل تأكيد تبحث عن حل لهذه المشكلة أو من أجل تفاديها على الأقل، وطبعًا الطريقة الأولى البديهية تفادي استخدام كلمات اللدغة.
تفادي استخدام كلمات اللدغة
أول الحلول المنطقية من أجل الهروب من هذه المشكلة وبالتالي تفادي الإحراج الذي يأتي منها أن يتم تفادي استخدام تلك الكلمات التي تحتوي على حروف تتعلق باللدغة من قريب أو من بعيد، وربما هذا الحل هو الأفضل لكنه في نفس الوقت صعب التنفيذ، فهو يتطلب تخير الكلمة قبل نطقها، وبالتالي سيكون هناك شكل ليس بالسلس خلال الحديث، وهو ما سيظهر بكل جلاء للأسف، لكنه من جهة أخرى سوف يجعلك تبدو طبيعيًا أثناء التحدث، هذا إذا تحدثت، وبالتأكيد هذا الحل من الأفضل استخدامه فقط في تلك الأوقات التي تكون جالس فيها مع أشخاص غرباء عنك، أما أصدقائك الذين تعرفهم ويعرفونك فهم بالتأكيد لن يقفوا لك على الكلمة ولن يضطروك للتصنع أمامهم.
عدم التوقف بعد السقوط
الوقوع في فخ لدغة اللسان أثناء التحدث مع الآخرين يُعتبر بلا شك شكل من أشكال السقوط، والحقيقة أن طريقة التعامل المُثلى مع ذلك السقوط ألا يتم التوقف عن التحدث بأي شكل من الأشكال، بل يجب متابعة الحديث وكأن شيئًا لم يكن، فمن الأساس من الممكن ألا ينتبه المستمع لك ولتفاصيل نطقك للأحرف، وبالتالي يتغاضى عن الأمر، لكن توقفك بشكل مفاجئ وكأنك قد ارتكبت جريمة أمر يوحي فعلًا بارتكابك لأمر لا يُمكن السكوت عنه رغم كونه أمرًا طبيعيًا، كل هذا حدث لمجرد توقفك عن الحديث وتوزيع نظراتك على الموجودين حولك لمعرفة ردة فعلهم في الوقت الذي كان من الممكن فيه عدم التعرض لذلك حال المتابعة وعدم التوقف عن الحديث.
أخذ الأمور بصدر رحب
أيضًا من الطرق الفاعلة في تفادي الإحراج عند الوقوع في فخ اللدغة ألا يتم الوقوف كثيرًا مع سخرية شخص من لدغتك أو تكبير الموقف، بل ربما الحل الأفضل والمثالي هو أخذ الأمور بصدر رحب تمامًا وكأن شيئًا لم يكن، فأحيانًا تكون الأشياء التي نتغاضى عنها أسهل بكثير من تلك التي نتوقف عندها، إذ أن تضخيم الأمر في مثل هذه الظروف أمر ليس بصالحك على الإطلاق، ثم إنك لن تستعيد مجددًا هيبتك بالغضب على الشخص الذي سخر منك، بل ربما يتفاقم الأمر إلى وضع أسوأ لم تكن تتمناه، إذًا الحل يكمن في تقبل الأمر والتعايش معه كما ذكرنا.
الابتسام أثناء الحديث
من الجميل جدًا عزيزي القارئ إذا ما كُنت تُعاني من لدغة اللسان وتُريد التخلص من خجلك أن تُعود نفسك على الحديث والابتسام أمام الآخرين بصورة عادية، وكأنك قد وُلدت وأنت مبتسم طوال الوقت، فمن خلال هذه الطريقة سوف يأخذ الآخرين انطباعًا جيدًا عليك، وبالتالي سوف ينظرون إليك نظرات احترام ولن يتوقفون أمام تعثرك كثيرًا، وحتى لو وضعوا ذلك الأمر في رأسهم فسوف يكون الحل بسيط للغاية، حيث يكفي أخذك سخريتهم بابتسامة لتقوم تلك الابتسامة الصغيرة بدهس هذه السخرية، ومع تكرار مثل هذا الوضع أكثر من مرة فإن النتيجة المنطقية المضمونة هي التعود، وبالتالي تفادي الخجل في المرات اللاحقة، أرأيتم كيف يتم الأمر؟ إنه في غاية البساطة بالتأكيد.
التحدث مع المرآة فترات طويلة
كذلك ضمن طُرق العلاج المجدية للغاية فيما يتعلق بمشكلة لدغة اللسان أن يتم التحدث مع المرآة لفترة طويلة، إذ أن بعض الخبراء النفسيين يعتقدون أن هذا الحل مفيد للغاية ومن خلاله يُمكن تجنب مشاكل اللغة التي نتحدث عنها الآن، ثم إن التحدث مع المرآة كان ولا يزال حلًا جوهريًا للكثير من المشاكل النفسية التي تواجه الإنسان وليس فقط اللدغة، فالخجل من الغرباء مثلًا يُمكن القضاء عليه من خلال هذه الطريقة كذلك، جربوا ذلك ولن تندموا بالتأكيد.
اتباع طرق العلاج الموجودة
أخيرًا عزيزي القارئ ضمن طرق تفادي لدغة اللسان أن تحاول طبعًا التخلص من هذه المشكلة عن طريق اتباع طرق العلاج المختلفة، والحديث هنا عن كل أنواع العلاج بما في ذلك العلاج النفسي والعلاج العضوي كذلك، فبعض الناس يجربون طُرق معينة للنطق أثناء حديثهم ويعتقدون يقينًا أنها سوف تجعلهم يتفادون مشكلة الوقوع في فخ اللدغة أساسًا، وطبعًا هذا الأمر ليس صحيحًا مئة بالمئة، فكل ما هنالك أن تلك الطُرق تُخفي قليلًا ما يُمكن إخفائه، على العموم، لن تخسر كثيرًا إذا ما جربت ذلك، ففي النهاية هي طريقة من طرق تفادي إحراج لدغة اللسان التي ستحاول بالتأكيد تجريبها.
ختامًا عزيزي القارئ، كل ما تم ذكره في السطور الماضية لا يعني أبدًا أنه اعتراض على مشيئة وإرادة الإله من حيث الإصابة بتلك العلة، وإنما نحن فقط نتحدث عن طرق التعامل بالشكل الأمثل الذي يضمن تفادي الإحراج، فآخر شيء قد يُريده الشخص أن يتعرض للإحراج والخجل.
أضف تعليق