تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » قراءة وكتابة » كيف تبدأ في قراءة الفلسفة إذا كنت جديدًا عليها تمامًا؟

كيف تبدأ في قراءة الفلسفة إذا كنت جديدًا عليها تمامًا؟

يتجه الكثيرون اليوم باهتمامهم حول الفلسفة، ويود كل شخص أن يبدأ في قراءة الفلسفة التي تثقل العقل حكمة ونورا، لكنه يجهل كيفية السباحة في هذا البحر الواسع، حسنا لا يحتاج الأمر إلى مجهود كبير، مقال قصير سيضعك على أول الطريق.

قراءة الفلسفة

بالتصفح في صفحات تاريخ الفلسفة سنجد أن فيثاغورث عالم الرياضيات الكبير هو أول من صاغ هذا المسمى، ويمكن تقسيم مسمى الفلسفة إلى جزأين وهما فيلو، وسوفيا، ومعناهما على الترتيب حب الحكمة، وهكذا بدأ الأمر كل ما كان يثقل العقل البشري على مدار التاريخ ويساهم في إثراء الحياة البشرية في تفكيرها وأفعالها، كان يندرج تحت اسم الفلسفة، ومع تقدم الوقت أصبحت الفلسفة تنتشر وتزداد ويظهر الكثير من الفلاسفة، ويتنافسون فيما بينهم على إعمال المنطق والعقل في تفسير الظواهر ومحاربة الأساطير، والخرافات، وكان التقدم في الفلسفة هو النتيجة الطبيعية للمجهودات المبذولة في هذا العلم، والآن نجد أن الكثيرون أصبحوا يعرفون أهمية قراءة الفلسفة وكيف تساهم في تقدم البشرية، وبالرغم من اتساع مدارس الفلسفة ومذاهبها الآن، إلا أن بعض الخطوات الصحيحة التي توضع كخطة للقراء في الفلسفة ستمكننا من إتقانها بداية من نشأتها، وحتى المدارس الموجودة حاليا.

الفلسفة ببساطة

قراءة الفلسفة الفلسفة ببساطة

بالرغم من أن لفظ الفلسفة ببساطة يعني حب الحكمة، إلا أن التعامل مع تعريفها لا يعتبر بهذه السهولة، وعند قراءة الفلسفة سنجد أن الفلاسفة يختلفون فيما بينهم في ماهيتها، بل يقول الفلاسفة إن معرفة تعريف الفلسفة يحتاج لتفلسف، ولذلك لا نجد تعريفا ثابتا محددا يمكنه أن يحوي الفلسفة بداخله بشكل شامل، ومن هنا يمكننا تقبل بعض التعريفات العامة التي ذكرها الفلاسفة، ويعتبر أكثر هذه التعريفات شمولا، هو الذي يخبرنا أن الفلسفة عبارة عن محاولة للتفكير في كل ما يمكن التفكير به؛ وتعتبر الفلسفة أيضا جل المحاولات الإنسانية لفهم الكون، ومناقشة الأسئلة الوجودية الخاصة به وبنا، كما تهتم الفلسفة ببعض الأمور التي تحولنا من كائنات حية إلى بشر مثل: الحب، والصدق، والكذب، والأمانة، والكثير من الأمور الأخرى، وتهتم الفلسفة أيضا بدراسة الجوانب المختلفة للمجتمعات سواء الموجودة في حاضر الفيلسوف، أو حتى في الماضي؛ بعد بدأ الفلسفة وتطورها بدأت تتخذ العديد من الأشكال فنجد الفلسفة القديمة، والفلسفة الحديثة، لكن تتلخص اهتمامات الفلسفة بأنواعها ببساطة في ما ذكرناه.

كيف أبدأ قراءة الفلسفة؟

لا ينبغي التعامل مع قراءة الفلسفة مثلما نتعامل مع الأنواع الأخرى من الكتب فالرواية، والقصة، وغيرهم من أنواع الأدب لهم نهج في القراءة يختلف تمام عن النهج المفترض اتباعه عند البدء في قراءة الفلسفة سواء كمبتدأ أم خبير، يعتبر التمهيد لقراءة الفلسفة من خير الأمور التي يجب الاهتمام بها، حيث لا يشترط أن نقرأ في الفلسفة بشكل مباشر، بل يمكننا متابعة محاضرات على الإنترنت، أو الذهاب إلى ندوات تكون بمثابة مدخل للفلسفة، أو يمكن أن تشتري كتبا تشرح الفلسفة بغير الدخول فيها، مجرد مداخل تتحدث عنها دون تفصيل، وستساعد هذه النقطة كثيرا عند البدء في القراءة الفعلية التي ستشعر حينها أن لديك خلفية جيدة تمكنك من استيعاب ما تقرأ، وعند الشروع في القراءة يجب أن نقرأ الكتاب عدة مرات، أحد الفلاسفة الكبار كان يتحدث عن كتاب (نقد العقل المحض) ويقول أننا سنبدأ بفهمه في المرة العاشرة بالطبع هو يبالغ لكن تظل الفكرة صحيحة الفلسفة تحتاج للقراءة أكثر من مرة.

قراءة الفلسفة

عند الشروع في قراءة الفلسفة يجب أن تهتم بالمراحل التي ستسير عليها، حيث أنه يجب أن تبدأ بقراءة كتب المقدمات والمفاهيم، وستجد هذه الكتب تحت اسم مبادئ ومداخل وتمهيدات للفلسفة وتعتبر هذه المرحلة هي مرحلة تشكل قاعدة معرفية لديك سيتم بناء المرحلة التالية عليها، وهي مرحلة تاريخ الفكر الفلسفي وبداية ظهور المذاهب وتطورها، وفي هذه المرحلة ستتعرف على تاريخ الفلسفة والمدارس التي تكونت، وهنا تجد الكثير من كتب تاريخ الفلسفة، وكتب عن أعلام الفلسفة، ويعتبر الكتاب الأشهر والأبسط في هذه المرحلة هو عالم صوفي، ثم نبدأ في مرحلة أقسام المدارس الفلسفية، والبحث الفلسفي وهنا ندخل إلى أقسام الفلسفة بشيء من التفصيل والتوسع والإبحار، في مختلف الأفكار الفلسفية والتجول مع مختلف أعلام الفلسفة والفكر، وهنا نجد الكثير من الكتب التي تتحدث عن الأقسام الفلسفية، ثم تأتي المرحلة الأخيرة وهي مرحلة الفلسفة مع التعمق، عند الوصول لهذه المرحلة تكون قد أحطت بكل المصطلحات الفلسفية والتاريخ والمدارس والأعلام، وبالتالي يسهل عليك الغوص في أعقد الكتب الفلسفية، مثل كتب: هيجل، وسارتر، وشوبنهور.

أنواع الفلسفة

تنقسم الفلسفة إلى عدة أنواع تتفق في جوهر الفلسفة من حيث البحث والتفكر، لكن تختلف اهتمامات كل نوع عن النوع الأخر، وتعتبر أشهر هذه الأنواع هي الفلسفة المعاصرة، والفلسفة الحديثة، والفلسفة الإسلامية، وعند قراءة الفلسفة المعاصرة سنجد أنها تهتم بقضية الوجود الإنساني، كما تقوم بنقد معظم أفكار ومصطلحات الفلسفة الكلاسيكية والميتافيزيقية وغيرهم، وتتميز هذه الفلسفة أنها الوحيدة التي تقوم بعمل بحث ودراسة في نقد العلم المعاصر، وتعتبر هذه الفلسفة هي السائدة حاليا، أما الفلسفة الحديثة فقد بدأت في القرن السابع عشر، وتقدمت على يد الكثير من رواد الفكر المعاصر وساعدت في تقدم المنطق البشري وتطوره، كما ساهمت بشكل غير مباشر في التطور العلمي الذي وصلنا له، وتعد أيضا هذه الفلسفة من الفلسفات المنتشرة حاليا في العالم، وهذا النوع من الفلسفة لا يندرج تحت تقسيمات المدارس الفلسفية لذلك لا يصح الخلط بين هذا النوع والحداثة، أما الفلسفة الإسلامية فهي الفلسفة المتكونة على أيد الفلاسفة المسلمون، والتي لها نظرة خاصة عن الحياة والكون والإنسان، وتستند هذه الفلسفة بشكل أساسي على النصوص الإسلامية.

نصائح مهمة عند قراءة الفلسفة

قراءة الفلسفة نصائح مهمة عند قراءة الفلسفة

ذكرنا لكم خطوات ينبغي اتباعها قبل البدء في قراءة الفلسفة، ثم ذكرنا الترتيب الصحيح للقراءة، وفي الأسطر التالية سنعرض أهم النصائح التي تم قولها لإفادة قارئ الفلسفة.

بيئة الكتاب

يجب الاهتمام بالبيئة التي خرج منها الكتاب الفلسفي الذي نقرأه، نعرف بعض المعلومات عن الكاتب وحياته، وعن ردود الأفعال حول الكتاب بين العامة والنقاد الكبار.

لا تهمل المصطلحات

تعتبر المصطلحات من الأمور المهمة عند قراءة الفلسفة ، والتي تفتح لك أبوابا كثيرة أخرى عند محاولة فهمها.

الفكرة

يجب الاهتمام بما يطرحه الكتاب، وتقسيمه وكتابته بشكل واضح، بحيث يسهل فهمه.

أبحث في كل مكان

لا يعتبر الكتاب هو مصدر المعرفة الوحيد اليوم، لذلك يمكنك الاستعانة بالإنترنت، أو صديق، أوحتى دكتورا جامعيا، المهم ألا تعيق نفسك بشيء معين، تحرك وأبحث عن العلم أينما كان.

أكتب

يخبرنا فيثاغورث أن الفلسفة لا يمكن قراءتها بدون ورقة وقلم، حيث يجب تلخيص وكتابة كل ما نفهم، وكل ما يثير ذهننا.

لذة القراءة لا تأتي أبدا من الكم الذي نقرأه، وعند قراءة الفلسفة يجب أن تراعي أنك تقرأه من أجل الفهم لا من أجل الكمية، أو نشوة الأفكار المتعلقة بالقراءات الفلسفية، ومن هنا يمكنك قراءة كتاب واحد خلال العام بدون أن تشعر بالذنب، المهم أن تنهيه بشكل جيد وتخرج منه بكم كبير من المعلومات، وأن تناقش معظم ما جاء به وتنتقده، ويجب أن تعرف أن معظم الكتب تحتاج لوقت طويل ليس بسبب صعوبتها وتكرار قراءتها فقط، بل لأنك أحيانا تحتاج لأن تعود للنص الأصلي، وذلك بسبب الفجوة التي تحدث كثيرا أثناء الترجمات الرديئة التي تنشر باللغة العربية؛ وفي النهاية يعتبر هذا المقال مرشدا جيدا يساعدك في وضع خطة تجعلك تبدأ في قراءة الفلسفة من المصطلحات إلى التعمق، وذلك حيث ذكرنا ماهية الفلسفة، ونصائح لقراءتها، والأنواع المختلفة لها، لا يتبقى عليك سوى أن تبحث عن التفاصيل المذكورة في هذا المقال، وتستعد للدخول في عالم أم العلوم.

الكاتب: أحمد أمين

إبراهيم جعفر

أضف تعليق

20 − 5 =