يعتبر الصوت أحد أبرز المعايير التي يتحدد على أساسها الإنسان ويوصف الكثيرون بأصواتهم ولهجاتهم على اختلاف أعمالهم ومجالاتهم عامةً، وكذا في المجال الفني والإعلامي خاصةً، ويمر تحسين الصوت بعدد من المراحل والخطوات والنصائح والإرشادات التي باتباعها نحصل على صوت ناعم أنيق بعيدًا عن الغلظة والخشونة، كما أن أخصائيي الطب البديل استطاعوا خلال عقود عديدة التوصل لكثير من الأعشاب التي من شأنها الحفاظ على الحنجرة والحلق والأحبال الصوتية وأعضاء الكلام بشكل عام ومساعدتها على القيام بواجباتها ووظائفها الحيوية على الوجه الأكمل، وهو ما سنوضحه فيما يلي، كما نسلط الضوء على سبل الحفاظ على نبرة الصوت عذبة لينة، وغير ذلك من نصائح وإرشادات مضمونة نتيجة دراسات وإحصائيات وتجارب نفذتها عينات كبيرة من البشر في مختلف أنحاء العالم.
استكشف هذه المقالة
تحسين الصوت للغناء
في حال أراد الإنسان تحسين صوته من أجل الغناء أو الإلقاء والإنشاد وغيرها من أعمال فنية قائمة على الصوت الرائع في المقام الأول؛ فإن الأمر هنا يتطلب الكثير من الإرشادات الواجب اتباعها بحذافيرها، خاصةً وأن رغبة تحسين الصوت هنا ليست للتعايش بشكل طبيعي فحسب، ولكن أيضًا للوصول إلى مرحلة متقدمة باستعمال هذا الصوت وهو الغناء، وإلى جانب التدريب والتعلم الأكاديمي والموهبة والخبرة في نطق واستعمال الأحرف والألفاظ والمصطلحات المختلفة، هنالك العديد من النصائح نوضحها فيما يلي:
- يجب الاهتمام ببرامج التدريب والتمارين الصوتية المختلفة سواء في مراكز التدريب المخصصة لذلك أو حتى المتوافرة بكثرة وبشكل مجاني على مواقع الإنترنت، وهذه التمارين التدريبية تتواجد بمستويات عديدة يمكن متابعتها بشكل تدريجي للوصول لأفضل الإمكانات.
- يمكن التواصل مع مدرب صوت لكي يضع الخطوط العريضة المناسبة لطبقة صوتك في الغناء، وبعدها يمكنك اتباع تلك المعايير لإخراج أفضل صوت ممكن يتناسب مع اللهجة والنبرة وقوة وحدة صوتك.
- عند الغناء يجب اتخاذ وضع مناسب لإخراج الهواء وراحة واسترخاء أعضاء الكلام، ويفضل دائمًا الوقوف بشكل ثابت متزن ومنتصب لضمان تحرر الهواء من بين الأحبال الصوتية والحلق بشكل طبيعي منساب وجميل، على أن يكون الذراعيين كذلك مفرودتان والظهر والكتفين.
- تعتبر تمارين التدريب على التنفس الصحيح والتحكم في كمية الهواء الداخل والخارج من عمليتَي الشهيق والزفير أحد أهم الأمور الواجب تعلمها قبل الدخول في معترك الغناء، هذا الفن الرائع الذي يتطلب اتزان وحسن إدارة مهارات الجسم ووظائفه الحيوية خاصةً فيما يتعلق بالرئتين والشعب الهوائية.
- قبل الغناء ولضمان تقديم أفضل صوت ممكن، فإنه يجب أن يكون الشخص واثقًا من نفسه ومما يقدمه للجمهور أو لمستمعيه عامةً، لأن تحسين الصوت بدون ثقة في النفس لن يظهر للجمهور سوى اهتزاز وتوتر وقلق وخوف وإحراج.
- قبل الغناء يجب تدريب الصوت أو بمعنى أصح تهيئة وتجهيز أعضاء الكلام لممارسة تلكم العملية بكل أريحية، ويفضل بدء هذا الأمر قبل الغناء بربع ساعة تقريبًا حتى تعتاد الأعضاء الصوتية على القيام بدورها، وعلى العكس عند مفاجئة الأحبال الصوتية بمجهود ما عليها القيام به وتقديمه في أبهى صورة في حين كانت هي مرتخية وغير جاهزة ولا مهيأة لذلك، فإن الأداء الناتج قد يشابه تمامًا صوت المستيقظ من نومه بعد فترة استرخاء للجسم وأعضاءه، وفي السياق ذاته يجب الحفاظ على هذه التمارين لتهيئة الصوت وجعله في موضوع الاستعداد كل يوم تقريبًا لمدة لا تقل عن النصف ساعة، وهذا الأمر للمتخصصين فقط في الغناء والذين يريدون الوصول للاحترافية.
- معظم المشكلات التي يجدها الإنسان في صوته عند الغناء لأول مرة قد تختفي بعد عدة أشهر من التمرين والتدريب المثمر؛ ولذا لا يجب بأي حال من الأحوال أن يمل الإنسان ويتراجع عن ممارسة ما بدأه من تعليم وتدريب.
- يجب تجنب تناول المواد الضارة التي تضر بالأحبال الصوتية والحنجرة والحلق وتصيبهم بالتهابات ومشكلات مختلفة، ناهيك عن مشاكل الرئتين والشعب الهوائية الناتجة عن تلك المواد مثل التدخين والإدمان وغيره.
- يجب التعرف على الأغذية والمشروبات التي تصيب أعضاء الكلام بالضرر، فقد يتعامل معها المطرب على كونها مواد غذائية صحية وهي بالفعل كذلك، لكن آثارها السلبية على الصوت تحديدًا قد تكون غير مقبولة، ويقع اللبن على رأس تلك المشروبات.
- يفضل الإكثار من تناول العسل الطبيعي والحرص على ذلك بشكل يومي، كما يمكن إضافة القليل من عصير الليمون إلى العسل وتناوله كل صباح ومساء.
- لا يجب على الشخص أن يغني وهو في وضع ضيقة ونرفزة قد تضر بصوته كثيرًا ويظهر ذلك واضحًا لمستمعيه، وهذا الأمر مختلف تمامًا عن الغناء أثناء الحزن الذي قد يظهر فيه الإنسان إبداعًا وتأثيرًا فائقًا، ولكن شتان بين الحزن وبين الضيق والغضب.
- يمكن اللجوء لتقليد أصوات شخصيات فنية كبيرة وشهيرة تركت بصمتها في المجال، ونتخذ من أرشيفها الفني وأغانيها وأناشيدها الشهيرة نموذجًا للتدريب عليه والتأكد من إخراج تلك النغمة المطلوبة مثلهم تمامًا، وفي حال عجز الشخص عن تقليد فنان ما أو الوصول لطبقة صوتية محددة، يجب عليه تجربة طبقات أخرى في أعمال أخرى، ولكن لا يتعرض للإحباط والملل ويترك الأمر برمته كما يفعل الكثير من الشباب.
- لا شك الغذاء السليم والطعام والشراب يساعدان كثيرًا في تحسين الصوت والوصول لأكبر إمكانيات مطلوبة في هذا الصدد، ولا شك يتوافر لدى مراكز تحسين الصوت والتدريب على التمارين الفنية والصوتية العديد من قوائم الأطعمة والمشروبات المتاحة، وكذا المحظورة أو التي يجب التقليل من تناولها، وهنا يمكننا التأكيد على تناول المشروبات الساخنة وعلى رأسها القرفة والينسون والكراوية، كما يجب البعد عن المشروبات التي تحوي الكافيين بكثرة.
- يجب العمل بحرص وبشكل دوري دون كلل أو ملل على إخراج الحروف والأبجدية المستعملة في الغناء سواء كانت فصحى أو عامية بشكل صحيح؛ لأن تحسين الصوت إذا ما صاحبه خلل في نطق بعض الأحرف يجعل من المطرب فاشلًا قبل أن يبدأ.
- قبل الغناء أمام جمع من الناس، يجب البدء بتلك المقطوعة المفضلة التي تدفع الإنسان على الاستطراد وتقديم أفضل ما لديه، ولا يجب بأي حال من الأحوال البدء بغناء مضامين صعبة أو غير محبذة للنفس؛ ولعل ذلك يرجع إلى كون أداء المطرب يتأثر كثيرًا بتغيراته المزاجية.
- كما أن الثقة بالنفس مفيدة جدًا للحصول على أفضل قدر ممكن من التأييد الذاتي والدعم المعنوي وتقديم أفضل أداء ممكن، إلا انه المبالغة في هذه الثقة قد تدفع المطرب لإهمال تمارينه واكتساب بعض الغرور والكبر المبالغ فيه الذي تظهر نتائجه العكسية سريعًا.
- يفضل التواصل مع الجمهور بشتى الطرق الممكنة ومن أبرزها التواصل البصري، ولا يحبذ أبدًا الغناء والعينان مصوبتان نحو الأرض؛ فهذا الأمر يخلق نوعًا من الحواجز النفسية بين المطرب وجمهوره، ويبدو على إثر ذلك الجو متوترًا والمشاعر شائكة كأنما يلقي المطرب خطابًا بشكل روتيني ويغادر، وليس عملًا فنيًا يستدعي الإحساس والاستمتاع.
- تعتبر المياه هي المادة الأكثر أهمية في تلك المعضلة ككل، ولولاها لما استطاع المطرب الخروج على جماهيره، ولذلك يجب الإكثار من تناول المياه النقي الذي يرطب منطقة الحلق والحنجرة على الدوام ويخلص الإنسان من مشاكل الجفاف وخشونة الصوت وغلظته.
- يجب البعد تمامًا ونهائيًا عن تناول المشروبات الكحولية لما لها من تأثير سلبي ليس فقط على الأحبال الصوتية ولكن أيضًا على صحة الجسم بشكل عام.
- يعتبر كل من السعال الخفيف والتثاؤب والضحكات الغريبة، من ضمن أبرز الأمور الغريبة التي أثبتت فعاليتها في تحسين الصوت؛ حيث أن كليهما يعتبران بمثابة تمارين للأحبال الصوتية والعضلات الحلق، كما أنهما يفيدان كثيرًا في استرخاء عضلات الحجاب الحاجز بشكل لطيف، وبالإضافة لذلك يدربان الأحبال الصوتية على إخراج أصوات أكثر دقة ووضوح، كما أن تلكم الضحكات الغريبة المصطنعة تفيد كثيرًا في تدريب وتمرين عضلات الوجه وكذلك الحلق واللسان وأعضاء الكلام.
- يجب على المطرب أو كل من يريد تحسين الصوت لأي سبب كان، أن يوفر وقتًا كافيًا للنوم والراحة والاسترخاء، لا يحاول خلاله أن يجهد اللسان والحنجرة، وهذا الوقت في المتوسط يتراوح بين سبع إلى تسع ساعات في المتوسط، ويختلف من شخص لآخر وفق طبيعته البيولوجية.
- كما أن متابعة الأداء الصوتي مع مدرب مختص يعد أمرًا جيدًا في هذا الصدد، فأيضًا نجد أن الاهتمام بمتابعة الطبيب يفيد كثيرًا في حال كان الإنسان مصابًا ببحة صوتية أو غير ذلك من ندبات تسبب له حشرجة في الأحبال الصوتية، فليست كل الأصوات الخشنة الغليظة نتيجة رداءة صوت عابرة تتطلب تدريبًا، بقدر كونها في كثير من الأحيان عبارة عن مرض يتطلب الفحص والعلاج السريع، لا سيَّما إذا كان الإنسان يستعمل صوته على الدوام وبنبرات عالية فإن العواقب قد تكون سيئة إذا لم يحسن الحفاظ على حنجرته بالشكل الكاف.
- هناك نصيحة تقول بأن على المطرب الاستماع إلى مغنيه وأغنيته المفضلة قبل الغناء للدخول في مزاج مناسب، ولكن أيضًا نجد أن متابعة المطرب السيئ والأعمال الرديئة تفيد كثيرًا في التعلم من أخطاء الآخرين ومحاولة تجنب وتحاشي أية سلبيات وقع فيها الآخرون.
- يحتاج المطرب أو المنشد أو كل من يرغب في تحسين صوته بشكل عام، إلى حسن تنسيق الكلمات وتقسيمها إلى عبارات وفقرات مناسبة للإلقاء أو الغناء وهذا الأمر جد مهم لضمان عدم انقطاع النفس وظهور حشرجات وتقطع في نطق الكلمات.
- هناك بعض الملامح والتعبيرات التي من خلالها يمكن جذب الآخرين إلينا حتى ولو لم يكن الصوت بالقدر الجمالي المطلوب، وتعتبر الابتسامة في وجوه الآخرين أفضل الأمور الدالة على ذلك لِما لها من مفعول السحر في هذا الأمر، وبالطبع يجب مراعاة عدم المبالغة في الابتسام بشكل يبدو سخيفًا أو أقرب للسخرية خاصةً في حال عدم وجود موضوع يستدعي الإفراط في ذلك أو الظهور بمظهر الضاحك السعيد في حين كلمات الأغنية قد تكون حزينة أو ليست مدعاة للتبسم.
تحسين الصوت الخشن
لا شك أن الصوت الخشن يؤثر كثيرًا على نفسية متحدثيه ويتساءل الكثيرون عن أسباب وآليات علاج هذه المشكلة، وتعتبر الفتيات والسيدات والإناث عامةً هن الفئة الأكثر تساؤلًا عن هذا الأمر وكذا المطربين وغيرهم ممن تعارف المجتمع واعتاد على تميزهم بأصوات ناعمة بعيدة عن الخشونة والغلظة، وفيما يلي نستعرض بعض أسباب خشونة الصوت وسبل تحسين الصوت وعلاج هذه الخشونة وغيرها من أمور:
أسباب خشونة الصوت
- قد تحدث خشونة الصوت نتيجة مشكلة في الحلق، وهذه المشكلة قد تكون التهابات أو عدوى ميكروبية أو غير ذلك من أمراض وأعراض تصيب الحلق.
- يتسبب التدخين بشكل بارز في مشاكل الصوت؛ وذلك لِما يتركه من تأثير كبير وبارز على أعضاء الكلام والشعب الهوائية.
- يتحول صوت الإنسان إلى الخشونة والغلظة تدريجيًا كلما أفرط في الحديث أو تحدث بصوت عال ومرتفع لفترات طويلة.
- تعتبر المشروبات الكحولية كذلك من أبرز أسباب خشونة الصوت وغلظته، ولذلك الكثير من السيدات اللاتي تشكين من خشونة الصوت وتتساءلن عن طرق تحسين الصوت تكن في الأساس مدمنات للخمور.
- يعتبر الجفاف الداخلي لمنطقة الحنجرة والحلق أحد أبرز أسباب الخشونة الصوتية وعدم خروج الكلام بالشكل اللين المعتاد.
- تتسبب الحساسية كثيرًا في توتر الصوت ورداءته وظهوره بمظهر خشن أجش لشخص كبير في السن، حتى ولو كان المتحدث طفلًا.
- قد تتعرض الأحبال الصوتية بمرور الوقت وبسبب سوء استعمالها مع عدم المحافظة عليها إلى بعض النتوء والالتهابات؛ ولهذه النتوءات تأثير كبير في تغليظ الصوت وغالبًا ما يكون لدى الباعة والمحاضرين وغيرهم ممن يستعملوا أصواتهم بشكل مبالغ فيه.
- قد تتعرض الأحبال الصوتية لمشكلات وتأثير ناتج عن اللحمية سواء كانت تلك اللحمية حميدة أو خبيثة.
- قد تؤثر بعض الأدوية والعقاقير في تزويد الجسم ببعض الهرمونات التي تؤثر في الصوت بشكل كبير، ولعل أدوية الحمل تقع على رأس تلك العقاقير.
- تتسبب الفطريات والبكتيريا والجراثيم في إصابة الأحبال الصوتية بكثير من الخلل والأضرار والسقطات المختلفة.
أفضل طرق تحسين الصوت الخشن
- يجب الإكثار من تناول الأعشاب الطبيعية المشهور تأثيرها المسبق على الصوت، ولا شك الزنجبيل عند خلطه بالعسل يحقق نتائج مذهلة في هذا الأمر، كما أنه يخلص الحلق والشعب الهوائية من البلغم.
- ينصح بخلط العسل الطبيعي مع فنجان القهوة الصباحي، وهذا يفيد كثيرًا في تحسين الصوت الخشن وتنعيمه ويعطي نتائج مبهرة.
- يمكن تناول الزعتر المغلي بعد تحليته بحبات سكر النبات، وتظهر نتائجه سريعة في حال داوم الإنسان على تناوله لمدة شهر على الأقل.
- يمكن استعمال العسل والينسون للحصول على نتيجة مبهرة تنعم الصوت وتحسنه وتزيل غلظته بمرور الوقت.
- هناك من العقاقير الطبية ما يفيد كثيرًا في التقليل من مشاكل والتهابات الحنجرة واحتقان الحلق والتقلصات المعدية والمعوية، وهذه كلها أمور ترتبط ارتباطًا وثيقًا بخشونة الصوت.
- ينصح بالمداومة على الغرغرة والمضمضة بالماء الفاتر مع الملح، ولهذه الخطوة آثار إيجابية كبيرة في تنظيف الحلق وتطهيره وتحسين عمل الأحبال الصوتية والحنجرة.
- يمكن البدء في استنشاق بخار الماء المخلوط بزيوت طبيعية معينة مثل زيت الزعتر وزيت الكافور أو زيت النعناع؛ فكلها مواد يمكن لاستنشاق بخارها أن يحسن الدورة الدموية في هذه المنطقة ويجعل الحلق والشعب الهوائية رطبة ونقية وقادرة على إخراج الصوت بنبرات لينة هادئة ناعمة.
- يعتبر الجزر من المحاصيل المغذية وكذا المفيدة جدًا فيما يتعلق بالصوت الخشن؛ حيث أن كوبًا واحدًا يوميًا من عصير عصير الجزر كفيل بتنعيم الصوت وتحسين عمل أعضاء الكلام المختلفة، كما أن إضافة كمية مناسبة من عسل النحل الطبيعي وعصير الليمون يجعله أكثر قدرة على تحسين الصوت وتنقيته.
- كما أن الغرغرة بالماء الدافئ والملح مفيد كثيرًا في هذا الصدد، فإن الغرغرة بمشروب ورق الزيتون بعد غليانه مفيد كثيرًا في تنعيم النبرات الصوتية، ويفضل اللجوء لتلك الطريقة قبل النوم مباشرةً.
- يجب الإكثار من تناول المياه والحرص على عدم جفاف الحلق خاصةً في فصل الشتاء، حيث يشعر الإنسان بعدم حاجته للماء نتيجة قلة الحرارة، ولكن الجسم وأعضاءه الداخلية تكون في أمس الحاجة لذلك، ولا شك الماء مفيد كثيرًا لكثير من الأعضاء وعلى رأسها الكلى والأمعاء والمسالك البولية، وليس فقط الحلق والحنجرة.
- يفيد الشاي الأخضر كثيرًا في تحسين الصوت وإزالة مظاهر الخشونة والغلظة منه، ويمكن استعمال عسل النحل الطبيعي أو سكر النبات في تحليته لضمان الحصول على أكبر فائدة ممكنة.
- ينصح الأطباء في هذا الصدد بالحرص على تناول الفيتامينات المختلفة من مصادرها الطبيعية، وعدم الإقلال أو البخل في الحصول على العناصر المغذية المختلفة سواء العناصر المعدنية أو البروتينية.
- يعتبر شراب التيليو إذا ما أضيف إلى اللبن المغلي جيدًا، من المشروبات المفيدة للغاية في تحسين الصوت الخشن والتخلص من الاهتزازات والغلظة البارزة لدى البعض.
- يمكن الاستعانة بمسحوق العرقسوس ولكن ليس كشراب، وإنما لوضعه تحت اللسان لفترة مع امتصاص اللعاب الممزوج بطعمه وتأثيره، ويعتبر هذا الأمر فعال كثيرًا وقد أثبت نتائج مبهرة في تحسين الصوت الخشن.
- ينصح بتناول عصير الفجل المخلوط بمادة محلية ولتكن عسل النحل الطبيعي، وتتم المداومة على هذا الأمر الذي لا شك ستظهر نتائجه سريعًا.
- يستعمل الليمون كثيرًا في تحسين الصوت عبر تناول عصيره أو حتى خلطه بالعسل والأعشاب والمشروبات الساخنة المختلفة، ويمكن تناوله في الصباح الباكر على هيئة غرغرة للمضمضة بهدف تطهير الحلق والحنجرة والقضاء على البكتيريا المختلفة وهي خاصية في معظم الثمار الحمضية، وينصح بهذه الغرغرة بالصباح والمساء.
دور الجراحة في تحسين الصوت الخشن
في إطار العلاج من أعراض خشونة الصوت وغلظته، يلجأ البعض لعمليات جراحية ويقوم الطبيب خلالها باستعمال المنظار عبر الأنف حتى يصل إلى الحنجرة؛ بهدف تزويد الأحبال الصوتية ببعض المواد التي تجعلها قادرة على إخراج الصوت في هيئته الناعمة، ولكن هذه العملية خطيرة كثيرًا وغير محبذة أيضًا لأن الطبيب لا يمكنه بشكل ملائم أن يحدد المستوى المطلوب خروج الصوت به، كما أن المريض يحتاج إلى فترة نقاهة كبيرة قد تصل إلى الأسبوعين، لا يتمكن خلالها على التحدث، ويمكنه فقط انتظار النتائج مع المداومة على تناول المشروبات الدافئة التي يصفها الطبيب.
تحسين الصوت بالأعشاب
تعتبر الأعشاب الطبيعية أحد أفضل المواد المساهمة في تحسين الصوت وقد استعملها القدماء كثيرًا في هذا الأمر، خاصةً أولئك الذين تتطلب مهنتهم الإلقاء بصوت نقي رخيم، وفيما يلي نوضح أفضل تلك الأعشاب وتأثيرها وطريقة تناولها:
- لبان الذكر: وينصح بأن تتم إضافة القليل من عسل النحل الطبيعي إليه بهدف تحليته، وبعدها يتم تسخينه على النار لفترة، وبتناول ملعقة من هذا الخليط بالصباح والمساء نزيل احتقان الحلق والحنجرة ونحصل على صوت نقي بعيدًا عن الخشونة والغلظة.
- التين المجفف: يتم تجفيف التين والحصول على منقوعه وهو الشراب الذي يتم نقع التين الجاف فيه لفترة، وبهذا الشراب نحصل على ترطيب كبير للحلق والأحبال الصوتية، كما نتخلص من بحة الصوت، ويقول أخصائيو العلاج بالطب البديل أن المداومة على متابعة هذه الطريقة يحقق نتائج مبهرة في أسرع وقت.
- أوراق الزيتون: يتم غلي ورق الزيتون مثل الشاي، وبعدها نشربه ويمكننا تحليته بالعسل مع إضافة بضع قطرات من عصير الليمون، كما أنه بإمكاننا استعمال هذا الشراب كمضمضة نتغرغر بها في الصباح الباكر وقبل النوم.
- أوراق الملفوف: عند تغير الصوت نتيجة التهابات الحنجرة والحلق ومشاكل البرد، فإن مشروب مغلي أوراق الملفوف يفيد كثيرًا في التنفس بطريقة طبيعية ومعالجة أمر الالتهابات وخشونة الصوت.
- القرفة والنعناع: تسهم بعض الأعشاب عند خلطها معًا في الحصول على أفضل النتائج، ولعل القرفة والنعناع من أفضل المشروبات الدافئة التي يمكن مزجها للحصول على نتيجة جيدة فيما يتعلق بتحسين الصوت الخشن.
- ينصح بتناول مشروب الزنجبيل الدافئ كل مساء وقبل النوم، وهذا المشروب لا نتناوله فقط في حال الرغبة في علاج الصوت الخشن ولكن في مختلف الأوقات والأوضاع نجده مفيد للغاية.
- الكبابة الصيني: وهي أحد أشهر النباتات المستخدمة في تحسين الصوت وعلاج مشكلاته، وبعد الحصول عليها يتم تحميصها على النار ومن ثم طحنها واستعمال البودرة الناتجة عنها مع الماء الدافئ للحصول على نتيجة مميزة في علاج بحة الصوت وترطيب الحلق.
- حبة البركة: تتميز حبة البركة بمفعولها السحري في علاج كثير من الأعراض المرضية، وبالإضافة لذلك فإنها مفيدة جدًا في تحسين الصوت ونبراته، ويمكن خلطها مع القليل من اللبن الدافئ للحصول على أحبال صوت قوية.
- البابونج: ينصح الأطباء بتناول مشروب البابونج المغلي بعد خلطه باللبن، ولهذا المزيج فوائد كبيرة للغاية للجهاز الهضمي والجسم عامةً، إلى جانب تحسين الصوت وتطهير الحلق والحنجرة، وعلاوة على ذلك نحصل منه على فوائد عديدة فيما يخص الأمعاء والقولون والمشاكل النفسية كالإحباط والتوتر والقلق وغيرها، وللحصول على أفضل نتيجة نبدأ بنقع زهور البابونج الشهيرة في الماء لمدة يوم كامل أو أكثر من 24 ساعة، ومن ثَمَّ يتم غلي هذا الماء بعد تصفيته وإضافة اللبن والعسل الطبيعي بهدف تحليته، ويتم تناوله في الصباح الباكر وكذلك قبل النوم، وسنحصل على نتائج مبهرة.
- الزنجبيل بالقرفة والعرقسوس: من الأعشاب الصالحة جدًا لغرض تحسين الصوت وتنقيته وتنعيمه بعض الشيء بدلًا من الغلظة والخشونة، نجد الزنجبيل الممزوج بأعشاب القرفة والعرقسوس، ويمكن تكليل ذاك المزيج بعض القهوة، للحصول على أفضل نتيجة ممكنة، لا سيَّما أن القرفة والعرقسوس والزنجبيل بهم زيوت مفيدة جدًا وتزيل بحة الصوت وحشرجته بشكل سريع، وللحصول على أفضل النتائج يتم تجهيز كوب من القهوة الممزوجة باللبن، ومن ثَمَّ وباستعمال ملعقة شاي صغيرة نضيف المزيج المذكور سلفًا من العرقسوس والزنجبيل والقرفة، ونضعها على النار مرة أخرى حتى تغلي ثم نتناولها قبل النوم وهي مفيدة جدًا في ترطيب الحلقة وشد الأحبال الصوتية.
- الزعتر والروزماري: يتميز مزيج أعشاب الزعتر مع الروزماري بكونه محسن جيد للصوت ويلجأ إليه الكثير من المطربين والإذاعيين للحصول على نبرات رخيمة نقية، وللحصول على أفضل النتائج الممكنة فإننا نستعين بأوراق الروزماري مع أوراق الزعتر لننقعهما في الماء طوال يوم كامل، ومن ثَمَّ نغليها حتى نحصل على كافة الزيوت الطيارة بها قبل أن نصفي المشروب تمامًا، وبعدها يمكن تحليته بالعسل أو بسكر النبات ونتناوله خلال اليوم عدة مرات لا ضرر منه إطلاقًا ونتائجه مبهرة.
- حبوب الينسون مع الليمون: وفي السياق ذاته للحصول على صوت عذب نقي، يمكننا استعمال حبوب الينسون غير المطحونة ونضع كمية مناسبة في كوب من الماء، مع إضافة ليمونة مقطعة إلى شرائح، ونترك الخليط هذا مغطىً لمدة يوم كامل، بعدها نصفي الماء من الينسون والليمون ثم نحليه بعسل النحل الطبيعي، ويمكن تناوله في الصباح والمساء والمداومة عليه للحصول على أفضل النتائج؛ حيث يمكن لهذا المزيج أن يطهر الحلق والحنجرة من الميكروبات ويساعد على ترطيب أعضاء الكلام والأحبال الصوتية بشكل دائم، وكذا التخلص من البلغم وتوسيع الشعب الهوائية.
- حمص الشام: ويطلق عليه العديد من المسميات في الوطن العربي على اختلاف البلدان، فهناك من يطلق عليه الحلبسة وهناك من يسميه البليلة، لكن وبشكل عام هو مشروب مفيد للغاية في تحسين الصوت والحصول على حنجرة ذهبية بتناول منقوع الحمص الشامي، ويتم إضافة بعض الليمون إليه لتطهير الحلق من البكتيريا، مع ملاحظة أن الكثيرين يضيفون إليه الشطة ليصبح حريف المذاق، لكن هذا الأمر ضار جدًا بالصوت حال زادت الحرارة عن اللازم.
- حبوب الكمون: تحتوي حبوب الكمون على قدر كبير من الزيوت الطيارة المفيدة جدًا لعلاج الصوت الخشن والحشرجة، ويمكن غليها مثل الشاي ومن ثَمَّ تناول المشروب في الصباح والمساء، أو يمكننا إضافته إلى بعض الأعشاب الأخرى مثل الزنجبيل والقرفة، مع العلم أنه مشروب غير مستساغ الطعم ولذلك يمكن تحليته ببعض العسل أو سكر النبات، كما يمكن إضافة القليل من زيت الكافور أو زيت الزيتون للحصول على أفضل نتيجة ممكنة إلى جانب زبت الكمون ذاته، وهذا المشروب مفيد للغاية في تضميد التهابات وحساسية الحنجرة واحتقان الحلق والأحبال الصوتية.
تحسين نبرة الصوت
هناك العديد من النصائح والإرشادات التي باتباعها نحصل على جودة صوت نقية ونحسن من طريقتنا في التحدث ونطق الكلمات، وفيما يلي أبرز تلك النصائح:
- يمكن التدريب على نطق الأحرف والكلمات الصعبة حتى نتقن إخراجها بمستوى مميز، وبذا نضمن قدرتنا على قراءة ونطق مختلف أحرف الأبجدية بطريقة مناسبة.
- عند مخاطبة الآخرين يجب التماس معاني الكلمات التي نتحدث بها ونطقها بتعبيرات مناسبة لمعانيها، ولعل هذا الأمر مفيد للغاية في الحصول على تأثير جيد لدى الآخرين وجذب انتباههم بشدة مما يعوض انخفاض تقييم نبرة الصوت.
- هنالك بعض الأحرف التي يجب تعلمها جيدًا حيث أنها تعد معيارًا للتكلم الصحيح، وبالإضافة لذلك نجد أن حروفًا بعينها مثل الميم والنون تكون جيدة النطق عند إخراجها من الفم وليس الأنف.
- يمكن المتابعة مع الآخرين في هذا الصدد لا سيَّما أعضاء الأسرة وطلب آرائهم بكل صراحة في كل تطور وتقدم في تحسين الصوت أو تدهور في طريقة نطقنا ونبرات صوتنا.
- يجب البعد تمامًا ونهائيًا عن الإفراط في الحديث بصوت مرتفع أو مناداة الآخرين بأصوات عالية أقرب للصراخ، لِما لذلك من آثار سلبية على نقاء نبرات الحديث، والإفراط في الحديث لا يتوقف فقط على استعمال الأصوات المرتفعة ولكن أيضًا الحديث لمدة طويلة يجهد الأحبال الصوتية ويجعل أدائها متوتر ومهزوز.
- يجب الإكثار من تناول المشروبات الدافئة والمخلوطة بعسل النحل الطبيعي، فهذه السوائل النقية تفيد الحنجرة والأحبال الصوتية كثيرًا وتطهر الحلق وترطبه على الدوام.
- يجب تجنب التدخين سوء التبغ أو غير ذلك من المنتجات الضارة التي من شأنها مد الجسم بمتعة زائلة يقابلها أضرار كبيرة في الرئتين والشعب الهوائية والجهاز التنفسي ككل إلى جانب أعضاء الكلام، كما أن التدخين يجعل الصوت أكثر ميلًا للخشونة.
- يعتبر عسل النحل الطبيعي أحد أهم المواد التي تفيد الأحبال الصوتية وتضفي فوائد عديدة على الحلق والحنجرة؛ ومن خلال العديد من التجارب أثبتت الدراسات فعالية العسل في تنعيم الصوت وزيادة جودته ونقاءه.
- تسهم المشروبات الساخنة المختلفة مثل النعناع والينسون في الحصول على فوائد عديدة في هذا الأمر.
- على نقيض تناول مشروبات ساخنة، نجد أن المشروبات الباردة مضرة كثيرًا للحلق والأحبال الصوتية، كما أنها تصيب الجسم بنزلات البرد والذي لا شك من خلال البكتيريا والميكروبات يضر كثيرًا بالوظيفة الحيوية لأعضاء الكلام.
- يجب المداومة على ممارسة التمارين الرياضية بشكل عام، وكذا تمارين وتدريبات الصوت بشكل خاص بما تحويه من طرق وآليات التنفس وإخراج الكلام والأحرف والمصطلحات المختلفة.
- يجب تجنب أو تقليل تناول الألبان وغيره من منتجات مثل الأجبان والزبد؛ فالألبان ومنتجاتها تتسبب في تراكم البلغم بالشعب الهوائية والحلق.
- ينصح بالإكثار من استنشاق الهواء النقي في المساحات الخضراء والحدائق والمتنزهات، والبعد عن القمامة وعوادم السيارات والزحام وما إلى ذلك.
- يجب البعد بشكل كامل ونهائي عن تناول الكحوليات لأن أضرارها أكثر كثيرًا من منافعها، كما أن إدمانها يتسبب في مشاكل صحية عديدة.
- تعتبر تمارين التنفس والتحكم في الهواء بالرئتين عند دخوله وخروجه أحد أهم تدريبات تحسين الصوت الواجب على من يريد تحسين نبرة صوته أن يتعلمها.
- عند تناول الطعام يجب التقليل بشكل كبير من إضافة المواد الحريفة والتوابل الحارة لأن تأثيرها ضار كثيرًا على الأحبال الصوتية والحلق.
- يمكن استعمال حبوب التحلية المتوافرة في الصيدليات، وهي مفيدة جدًا وبلا أضرار واضحة، كما أنها تفيد في تحسين مجرى التنفس والشعب الهوائية، ومنها ما يمثل علاجًا فعالًا لحساسية والتهابات الحلق واحتقانات الحنجرة.
- يجب عدم إهمال نزلات البرد وأعراض الإنفلونزا وضيق التنفس والبلغم وغيرها من أعراض تضر بأعضاء الكلام بشكل واضح وتجعل نبرات الصوت غير واضحة المعالم.
- عند الاهتمام بتحسين نبرة الصوت، فإن المتابعة والمراقبة أمر طبيعي للحصول على أفضل نتيجة ممكنة، ولذا يمكن متابعة تطور مستوى الأداء الصوتي عبر تسجيله وسماعه بعد ذلك وليس سماعه بشكل مباشر، أو أن نطلب من الآخرين الاستماع لنا أثناء الحديث ثم يقيمون هذا الصوت، وفي هذه التسجيلات يمكن قراءة القرآن أو إلقاء نشيد أو أغنية مفضلة، وعند مراقبة وتقييم الأداء الصوتي، يجب الاهتمام بالإلقاء بسرعة مناسبة وليس التحسن في التحدث حتى نحصل على تقييم صحيح.
- لكي نتعرف على الطبقة الصوتية الأفضل لنا عند التحدث،فإنه يمكننا التنويع في أساليب ومستويات الصوت التي نتحدث بها حتى نحصل على الطبقة الأفضل لنا ولمن يسمعوننا.
يبقى تحسين الصوت أحد أهم الطموحات والمطالب التي تجذب الجميع لا سيَّما السيدات والفتيات، وأيضًا أولئك العاملين بمجالات فنية مثل الغناء والطرب والإعلام والإنشاد ومخاطبة الجماهير ومسؤولو العلاقات العامة والمتحدثين الرسميين وغيرهم، وقد يكون الصوت في الغالب مقبولًا ويمكن التعايش معه، ولكن المريب في الأمر هو الخشونة المبالغ فيها للصوت، وهذه الخشونة تجعل الإنسان في وضع متأزم يخشى أو يخجل الحديث للآخرين خاصةً إذا كانت تلك الخشونة من نصيب أنثى تود لو كانت ناعمة الصوت والمظهر والجوهر؛ ولا شك أن الصوت أحد أهم وأبرز الأمور والمعايير التي تميز الأنثى عن الذكر، وبشكل عام يمكن تناول المشروبات الساخنة مع العسل الطبيعي وبعض الأعشاب المميزة في هذا الأمر مثل الينسون والقرفة والكراوية، كما أن استنشاق بخار الماء المخلوط بزيوت طبيعية مثل الزعتر أو الكافور والنعناع مفيد للغاية في الحصول على صوت رخيم جميل ومميز.
أضف تعليق