مستقبلنا هو الصورة النهائية التي يرسمها روتين يومي نتبعه، فالروتين اليومي هو البذرة التي نزرعها اليوم، ومهما يكن ما نزرعه فلن نجد سواه غدا، لذلك فالأمر ليس هينا، ولا يمكن الاستهتار به أو تجاهله، ولن تجد بين الناجحين من يحيا يوميا بلا خطة، صحيح أننا لا نرى من إنجازات الآخرين سوى النتيجة النهائية إلا أنها لم تحدث بهذه الطريقة، فما الإنجازات إلا محصلة النجاحات اليومية لكل ما سبق، وينبغي التعريف بمعنى الروتين اليومي قبل الحديث عن فوائده، ويأتي بعد ذلك دور الحديث عن الروتين اليومي الجيد، وأركانه المستلهمة من عادات الناجحين، فللروتين اليومي الجيد عناصر ثابتة ورئيسية لا يمكن إغفالها، ولكن صناعة الروتين اليومي والالتزام به ليس سهلا، لكن بمعرفة طريقة عمله ومواجهة عوائقه يمكننا عمل روتين يومي جيد يناسب حياتنا وأهدافنا الكبرى، وهو ما سنتحدث عنه باستفاضة في هذا المقال من أجل تحقيق أهدافنا وبناء المجد الذي نستحقه.
استكشف هذه المقالة
ما هو الروتين اليومي؟
يصعب الحديث عن شيء مهم مثل إنشاء روتين يومي بدون تعريفه، فنحتاج لفهم ماهية الروتين حتى نتمكن من وضع روتين خاص بنا وتنفيذه، أو تعديل الحالي والالتزام به، والروتين كلمة غير عربية من الأساس، لكن يمكن ترجمتها إلى برنامج، والمقصود بها هو كل ما نقوم بتنفيذه ويتكرر يوميا، أي أنه ليس الأفعال الطارئة والاستثنائية، فأهم ما يميز الروتين اليومي عن غيره من الأفعال هو صفتي الثبات والتكرار، فإن كنت تمارس الرياضة مرة واحدة كل عدة أشهر لا يمكن اعتبار الرياضة ضمن روتينك اليومي، أما ما يشمله روتينك فهو ما تلتزم بعمله يوميا بشكل منظم ومنتظم، كمواعيد النوم والاستيقاظ والعمل وممارسة الرياضة والقراءة والطعام والشراب والتدريب وممارسة هواياتك وأخيرا ما تلتزم به تجاه نظافتك الشخصية والاعتناء بجسدك وصحتك ومظهرك، فإن كان هدفك تحقيق بطولة نهاية العام يصبح الروتين هو تدريبك اليومي من أجل البطولة.
فوائد وجود روتين يومي
للروتين اليومي الكثير من الفوائد، لإنها ببساطة هي صناعة مستقبلك، هي الثمار التي ستجنيها غدا، وتحديد حجم محصولك وجودة ثمارك لا يكون إلا من خلال الروتين اليومي، وكثيرا ما نقع في الخطأ عند رؤية إنجازات الآخرين، إذ نتأمل النتاج النهائي ونتجاهل ما سبقه من ليال طويلة من العمل والاجتهاد والالتزام بتحقيق إنجاز يومي متواصل، فعند تخرجك من الجامعة والتقاط الصور المبهجة سيكتفي الآخرون بالنظر للشهادة، لكن وحدك تعلم ما سبقها من دراسة يومية من أجل الوصول لتلك اللحظة، ولا يمكن الوصول لأي شيء بدون خطة، يحدث هذا في الأحلام فقط، أما في الواقع فلابد من وجود خطة مقسمة على الأيام والالتزام الجاد بها، وهنا تظهر فوائد الروتين اليومي، فهي التي تمكنك من تنظيم وقتك وتحقيق المزيد من الإنتاجية والوصول للأهداف بشكل أسرع، والروتين اليومي هو الذي يساعدك على تنمية مواهبك والاستفادة من قدراتك بهدف النجاح والسعادة.
أركان الروتين اليومي الجيد وعادات الناجحين
لا نحتاج الحديث عن روتين يومي سيئ، فيسهل معرفته بطريقة سهلة جدا، فهو الروتين الذي لا يصل بنا لتحقيق أي تطور أو نفع في حياتنا، أما الروتين اليومي الجيد فيحتاج للتحديد الدقيق وتوضيح إطاره، وليس أفضل من الناجحين وعاداتهم لاتخاذهم قدوة لنا، واستلهام تجاربهم والاستفادة منها في حياتنا، وتتمثل أهم عادات الناجحين في النشاط والإنتاجية وترتيب الأولويات والتفكير الإيجابي والتخطيط والنظام وتطوير الذات ومساعدة الآخرين، وتنعكس كل عادة من تلك العادات على أدائهم اليومي، فنجد أن روتينهم اليومي لا يخلو من عناصر رئيسية شديدة الأهمية، سنتبينها بشكل مفصل قبل الحديث عن كيفية صناعة الروتين اليومي الخاص بنا والالتزام به، وأهم أركان الروتين اليومي الجيد هي ما يلي:
الاستيقاظ مبكرا
لن تجد بين الناجحين من يستيقظ متأخرا، كما لن تجد لديهم مشاكل في النوم، لما للنوم من أهمية في تحسين الحالة النفسية للشخص ومزاجه ونشاطه اليومي وإنتاجيته، والاستيقاظ مبكرا يعتبر أهم عناصر الروتين اليومي الجيد، ذلك أن الاستيقاظ مبكرا يمنحك الكثير من الوقت والطاقة والنشاط، وكلما كان استيقاظك مبكرا كلما تمكنت من الإفطار وممارسة الرياضة وتنظيم يومك أكثر، كما يساعدك على الوصول لعملك مبكرا وعدم تعرضك للعقوبات والملاحظات السلبية على عملك، كما يجنبك الزحام والتعجل ونسيان الأشياء المهمة، ولكي تستيقظ مبكرا عليك بالذهاب للنوم مبكرا، وتهيئة نفسك لذلك عن طريق الابتعاد عن المشتتات والتي أهمها هاتفك المحمول، ابتعد عن الهاتف قبل النوم بساعة، واجعل مكان نومك هادئا قدر الإمكان، يمكنك القراءة في الفراش قبل النوم بواسطة إضاءة هادئة مناسبة، واضبط منبهك على الخامسة صباحا وستستيقظ مبكرا.
ممارسة الرياضة من أجل روتين يومي صحي
الرياضة ليست فقط مهمة لصحتك وتحسين مظهرك وحالتك النفسية، للرياضة أيضا مفعول ساحر في زيادة نشاطك اليومي وإنتاجيتك، فالساعة الواحدة التي تمنحها للرياضة تضاعف قدراتك بما يزيد عن الضعفين، وفوائدها الصحية معلومة للجميع، وبالطبع ندرك جميعا كيف تقوم بتحسين المظهر الجسدي وكيف تجعل ملابسنا تبدو أفضل وأكثر أناقة، لكن لنتحدث عن الفوائد الغائبة رغم أهميتها وعمق تأثيرها، فالرياضة تعلمك الصبر وتكسبك الثقة بالنفس، فهي وحدها التي تهدم فكرة المستحيل التي تكبل أعناقنا، فكل شيء يمكن تحقيقه بممارسة الرياضة، كل الأهداف تتحقق بالتدريب والاجتهاد، وهو ما يمنحك التفكير الإيجابي في الحياة، ويساعدك على التخطيط للأهداف بعيدة المدى، ويساعدك على الاقتراب اليومي منها ولو بخطوة واحدة، والرياضة لا تحتاج للمال أو تشترط مكان محدد لممارستها، يمكنك ممارستها في المنزل وبأدوات بسيطة أو بدون، لذا لا بديل عن وجود الرياضة في روتينك اليومي.
الطعام الصحي وشراب الماء
أحيانا ننظر حولنا لكبار السن من الأهل والأقارب ونتعجب من إصابتهم بالأمراض الصحية المزمنة على الرغم من ابتعادهم عن التدخين والكحوليات، والسر أننا نلتفت لأضرار التدخين والكحوليات وغيرها من الأشياء الضارة وننسى الطعام تماما، وللطعام عظيم الأثر على الصحة، فأغلب الإصابة بأمراض السكري وضغط الدم تكون بسبب الأنظمة الغذائية السيئة، والطعام الصحي لا يقل أهمية عن ممارسة الرياضة في أي شيء، وربما يزيد، حتى أن أغلب الرياضيين يلتزمون بنظام غذائي صحي، لإنه لم يكن لأحد تحقيق هدفه بدون غذاء جيد، والطعام الصحي ضرورة للنجاح، ومن أهم أركان الروتين اليومي الجيد، فيؤثر على الصحة والوزن والمظهر بالتبعية، بل أنه يعطي الآخرين انطباعا عن شخصيتك وإرادتك، لهذا يجب الاهتمام بالطعام الصحي ويفضل الالتزام بمواعيده والابتعاد عن الوجبات السريعة، أما الماء فله أهمية قصوى وفوائد صحية لا تحصى، وينصح بشراب ثلاثة لترات يوميا على الأقل، ويمكن وضع جدول واستعمال المنبه لتنفيذ ذلك.
القراءة وسعة الإطلاع روتين يومي لأصحاب الهمم
لن تجد حوارا صحفيا أو تلفزيونيا لأي شخص ناجح بدون ذكر لاسم كتاب على الأقل، فالقراءة مهمة جدا، فبالإضافة للمتعة تمنحك المعرفة، والمعرفة قوة، وكل تقرأه لا يمنحك فقط الأفكار بل يعطيك خلاصة فكر ورحلة الكاتب، فبالقراءة تعيش عمرا أطول، كما تمنحك الخبرة في كثير من الأمور التي لم تحصل عليها من حياتك، كما توفر لك المادة الثرية كي تصبح متحدثا بارعا، وكلنا نعرف أهمية الحديث الجذاب في العمل والعلاقات الاجتماعية، كما أن القراءة تساعدك في تعلم أشياء جديدة وتطوير نفسك، ولا يهم مجال القراءة فيمكنك أن تقرأ الأدب أو الموضوعات العلمية أو أي شيء تريده، لكن من المهم أن تصبح القراءة جزء من روتينك اليومي، ويمكن تخصيص وقت محدد لذلك ولو ساعة واحدة يوميا، وبالإضافة للقراءة يجب عليك متابعة الأخبار ومعرفة ما يحدث من حولك، لكن لا تسرف في ذلك لما يسببه من مشاعر سلبية، يكفي أن تكون على دراية دائمة بالمستجدات والأحداث الكبرى.
التعليم وتطوير الذات روتين يومي فعال
كل يوم يمر بدون تعلم شيء جديد هو يوم ضائع، لا يوجد سن معين أو مرحلة يجب التوقف فيها عن التعلم، فعندما تتعلم شيئا جديدا تصبح إنسانا أفضل، ولا يهم ماهية الشيء الجديد الذي ستتعلمه، ليكن لغة جديدة أو حرفة يدوية أو رياضة جديدة وربما طريقة إعداد وجبة معينة أو إصلاح شيء في المنزل، لا يهم ما الذي ستتعلمه، فالمهم ألا تفقد مهارة التعلم بما تمثله من تركيز والتزام وبذل للجهد، فالتعلم هو المهارة التي تساعدك على تطوير الذات وزيادة جودة حياتك، لهذا فمن الضروري تخصيص وقت لتعلم شيء جديد يوميا، فالتعلم وتطوير الذات ركن رئيسي من الروتين اليومي للناجحين، وثق تماما أن تخصيص ست دقائق يومية لتعلم لغة جديدة سيمكنك من احترافها بعد سنتين على الأكثر، هل تتخيل الرقم؟ فقط ست دقائق يمكن أن ينتج عنها إنجاز عظيم، فخصص وقتا لذلك كل يوم وستذهلك النتائج.
النظافة الشخصية والعناية بالجسد
لا ترتبط النظافة الشخصية بالناجحين أو غير الناجحين، فهي ضرورة لجميع البشر، وعدم الاهتمام بها يؤدي للكثير من الأمراض، وحتى مجرد التقصير يصنع الخسائر الكبرى، تصور معي طبيبا مجتهدا ورائحته سيئة؛ ترى ماذا ستكون النتيجة؟ سيفشل حتما، ولن يفشل في عمله فقط بل في حياته عموما وحياته الاجتماعية بشكل خاص، لذا يجب تخصيص وقت للنظافة الشخصية، والنظافة الشخصية ليست الاستحمام فقط، بل غسل الأسنان والعناية بالبشرة والشعر وتقليم الأظافر والحلاقة، ويجب أيضا الاهتمام بالعناية بالجسد، وهي أمر إضافي للنظافة الشخصية، ونقصد هنا استعمال المستحضرات الطبية الجيدة لغسل الوجه والشعر وتنظيف البشرة، وهذا الأمر لا يخص النساء فقط، بل يجب أن يكون جزءا من الروتين اليومي لكل إنسان، فهي ضرورة للجميع، وهي ما تترك انطباعا جيدا لدى الآخرين، وتساعدنا في تكوين العلاقات والنجاح في الحياة.
الترفيه والتسلية
نبحث جميعا عن المتعة، حتى من يجتهد في العمل لا يفعل ذلك إلا وهو ينتظر اللذة التي سيشعر بها في لحظات التحقق والإنجاز، لكن عند الحديث عن روتين يومي جيد يعتقد البعض أننا نتحدث عن حياة آلية مملة تخلو من المرح، وهو خطأ شائع، فالترفيه عن النفس والتسلية من الأمور الهامة للإنسان، وليست فقط من أجل المتعة والحصول على اللذة، بل أن للترفيه دورا في عملية تفريغ التوتر والضغوط وإعادة شحن الطاقة، فانغماس الإنسان في العمل بلا ترفيه لا يؤدي للنجاح، على العكس قد يؤدي به للفشل والاكتئاب، كما أن للترفيه دورا هاما في زيادة التحفيز وتعزيز الدوافع وتنمية المهارات الإبداعية للشخص، وأخيرا يساعد الترفيه في تطوير ملكة الخيال، ولكل هذا أهمية كبيرة في تحقيق النجاح والوصول للأهداف.
الاسترخاء والتخلص من المشاعر السلبية
في نهاية يوم عمل شاق نجد أنفسنا محملين بالضغوط والتوتر والمشاعر السلبية، هذه هي طبيعة الحياة، فلن تخلو حياة أي شخص من المشاكل، وسواء لاحظت ذلك أم لا فإن تراكم الضغوط والقلق والمشاعر السلبية يؤثر فيك بقوة، الحالة النفسية للشخص هي المحرك في حياته، ولن تجد بين الناجحين من يعاني من القلق الزائد والتوتر والاضطرابات النفسية، فكلها أشياء تحول بين الإنسان والنشاط والإنتاجية، ولهذا يجب تخصيص وقت يومي للاسترخاء والتخلص من المشاعر السلبية، وهو ما يمكن تنفيذه بعدة طرق يمكن تضمينها للروتين اليومي، ومن أهم طرق الاسترخاء ممارسة اليوجا والكتابة، ويمكنك الاستفادة من جلسات المساج أو الاستماع للموسيقى، وتعد الكتابة من أهم طرق التفريغ والتخلص من المشاعر السلبية، كما تؤدي لزيادة مهاراتك الإبداعية، فاحرص على الكتابة يوميا ولو نصف صفحة تصف فيها مشاعرك اليومية.
كيفية عمل روتين يومي خاص بنا والالتزام به ؟
على الرغم من معرفة الكثيرين لأهم أركان وعناصر الروتين اليومي الجيد إلا أن القليلين جدا هم من يقومون بالتنفيذ، ولا عجب في ذلك، فلن نصبح جميعا ناجحين، ولن نصبح جميعا قادة وأصحاب إنجازات، لكن ما الذي يدفعنا لعدم التنفيذ؟ لعلك أجبت الآن بالتكاسل، لكن ليس الكسل هو السبب الوحيد لذلك على الرغم من أهميته، فبالإضافة للكسل يوجد ضعف الإرادة وفتور الهمة وغياب الحافز وعدم القدرة على التخطيط، ويظل هناك من لديهم المهارات والعزيمة اللازمة لكنهم لا يستطيعون عمل روتين يومي مميز لأنفسهم، وبعد حديثنا عن أركان الروتين الجيد وفوائده بشكل عام؛ يمكننا توضيح خطوات التنفيذ والتطبيق، والأهم من ذلك كيفية الالتزام بها ومواجهة عوائق الطريق، والطريقة التالية هي الطريقة المثالية لإعداد روتين يومي خاص بنا، أي روتين يومي معد خصيصا لأهدافنا نحن وليس بشكل عام، تأمل الطريقة جيدا وباشر تنفيذها فورا.
المرحلة الأولى: وضع الأهداف
قبل إعداد روتين يومي خاص بنا يجب التحديد الدقيق للأهداف، ويراعى في هذه الأهداف شروط الهدف الجيد، وهي الواقعية والقابلية للتحقيق وإمكانية تخطيطها زمنيا وتقييمها وملاحظة تطورها، نقوم في هذه المرحلة بوضع كل الأهداف التي نرغب في تحقيقها، اكتب ما تشاء من الأهداف مهما يكن بعدها أو قربها منك، اكتبها جميعا في ورق مخصص لذلك، ولا نتحدث هنا عن الأشياء العادية التي سيشملها روتينك اليومي على أي حال، بل الأهداف النهائية التي ترغب في الوصول لها، ليكن تعلم لغة جديدة أو الفوز ببطولة رياضية أو شراء سيارة جديدة أو ما تشاء من الأهداف، ولا يشغلك كثرتها أو مدى صعوبة تحقيقها، سنصل لهذا في خطوات لاحقة، فقط قم بكتابة كل أهدافك، ثم حاول تقسيمها عدة تقسيمات، تقسيم أولى بمجال تلك الأهداف، ثم ترتيبا للأولويات تضع فيه ما يهمك تحقيقه أكثر ثم الأقل أهمية وهكذا، وأخيرا ترتيبا زمنيا يقسم الأهداف لقصير المدى وبعيد المدى.
المرحلة الثانية: وضع خطة مفصلة لكل هدف
بعد كتابة جميع أهدافك وترتيبها زمنيا وحسب الأولويات ستبدأ بالأهداف الأكثر أهمية، ستمسك كل هدف وتضع خطة عامة لتحقيقه، ليكن هدفك تعلم اللغة الإنجليزية مثلا، ستسأل نفسك ما الذي تحتاجه لتحقيق هذا الهدف؟ ليكن عدد ساعات معينة من التدريب والدراسة، ونقصد هنا الرقم الإجمالي من الساعات، فلم ندخل بعد في الروتين اليومي، بعد تحديد عدد الساعات المطلوبة نصل للسؤال التالي وهو متى ننتهي من تحقيق الهدف، وليكن بعد سنة من الآن، فنقوم بتقسيم عدد الساعات المطلوبة على عدد أيام السنة، سنحصل حينها على عدد ساعات يومية وربما دقائق، ويمكن تطبيق الطريقة نفسها على أي هدف آخر، سواء كان الوصول لوزن معين أو السفر أو غيره، فقط نسأل ما الذي نحتاجه من عمل وتدريب، وما نصيب اليوم الواحد من تلك الرحلة، هذه هي الخطة التي ستنعكس فيما يلي على الروتين اليومي، ويتم عمل واحدة مستقلة لكل هدف.
المرحلة الثالثة: تقسيم اليوم وعمل جدول ثابت
نأتي في هذه المرحلة لتطبيق الخطط على روتين يومي ، فبعد تحديد الأهداف ووضع خطة لكل منها نقوم بتقسيم يومنا بشكل مفصل، وقد تحدثنا مسبقا عن الاستيقاظ مبكرا وأهمية ثباته ومواعيد النوم كذلك، إذن يصبح لدينا اليوم ونقوم بخصم عدد ساعات النوم والعمل والوقت المخصص للأنشطة اليومية العامة، أي وقت الطعام والاستحمام وممارسة الرياضة والخروج وقضاء الوقت مع الأصدقاء وخلافه، وبعد خصم كل ذلك يتبقى لنا بعض الوقت والذي نعتبره وقت فراغ، يمكن استثمار هذا الوقت في صناعة المستقبل، وبعد تقسيم الوقت وتحديد المواعيد الثابتة لكل ما سبق نقوم بتسجيلهم في جدول لليوم، ثم نقوم بتوفير الوقت اللازم لتنفيذ الخطط، فنخصص نصف ساعة لتعلم اللغة الجديدة، ونصف آخر للتدريب على شيء نهتم به وهكذا، وتسجيل تلك الأنشطة ومواعيدها في جدول مكتوب لا يقل أهمية عن طريقة تنفيذها بأي شكل.
المرحلة الرابعة: المتابعة والتقييم
بعد الانتهاء من وضع جدول مناسب للروتين اليومي الخاص به ومباشرة تنفيذه نحتاج للتأمل والمتابعة، فلا تنتهي مهمتنا بعد كل ذلك، حتى في حالات الالتزام بالروتين اليومي وتطبيقه بشكل جيد، بل يجب إعادة النظر باستمرار لكل شيء، بدءا من الأهداف ومرورا بتقسيمها وترتيبها زمنيا وحسب الأولويات، ثم مراجعة الخطط ومدى جدواها وفعاليتها وانتهاءا بطريقة التنفيذ، كل ذلك يستحق المراجعة وإعادة التفكير فيها باستمرار، حيث أنه في بعض الأحيان نلاحظ فقدان بعض الأهداف لأهميتها أو حدوث تطور ما يؤدي لاستحداث أهداف أكثر أهمية وإلحاحا، وفي تلك الحالة يصبح من الحمق إضاعة الوقت فيما يقل أهمية، ومن الممكن ملاحظة ضرورة إعادة ترتيب الأولويات حسب المستجدات، كما لابد من تدارك أخطاء التخطيط وهي ليست بقليلة، ويفضل تنفيذ ذلك مبكرا قدر الإمكان، فيمكن تغيير الخطط بالتعديل والإضافة والحذف، وبالنسبة لطريقة التنفيذ فتستحق التركيز والتأمل، ومتى يمكننا زيادة وقت التنفيذ ومتى ينبغي طريقتنا، وكل تلك الأشياء لا يمكن ملاحظتها بدون المتابعة والتقييم.
أخيرا بتطبيق المراحل السابقة وتنفيذها جيدا يصبح لدينا روتين يومي مميز، ليس هذا فحسب بل نصبح قادرين على متابعة تنفيذه وإعادة تقييمه باستمرار، وتعديله كلما استدعت الضرورة، والروتين اليومي كمجموعة منظمة من الإجراءات الثابتة التي تتكرر يوميا يعد ضرورة لا غنى عنها لأي شخص ناجح أو يرغب في تحقيق أي نجاح في المستقبل، فما نصنعه اليوم نجنيه غدا بالضبط لا اكثر ولا أقل، وكل ما نحتاجه للحصول على غد أفضل هو بعض التنظيم والعمل اليوم، وهذه هي فائدة الروتين اليومي من حسن إدارة الوقت وزيادة إنتاجيتنا ونشاطنا لتحقيق أكبر استفادة ممكنة، ويعد الروتين اليومي الجيد ركيزة أساسية لتطوير الذات، وتطوير الذات عملية سهلة ما أن تتم بصورة منظمة ومخططة وذكية، والروتين اليومي الجيد ليس اختراعا جديدا إنما محاكاة لعادات الناجحين واستلهام تجاربهم الناجحة، وتضمين انعكاسات تلك العادات على السلوك اليومي، وبوضوح عناصر الروتين اليومي الجيد وطريقة عمل روتين يومي خاص بنا يصبح النجاح أقرب، ولا يعد بناء الهرم محض حلم يقظة، فهيا بنا عزيزي القارئ نضع حجر اليوم.
الكاتب: أحمد ياسر
أضف تعليق