تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف تجرى الأشعة المقطعية وما الحالات التي تحتاج إلى إجرائها؟

كيف تجرى الأشعة المقطعية وما الحالات التي تحتاج إلى إجرائها؟

الأشعة المقطعية أو التصوير المقطعي أحد أدق التقنيات الطبية الحديثة والتي من شأنها إعطاء صورة مُفصلة لجسم المريض وتحديدًا الجزء الذي يُجرى عليه التصوير، والكشف عن وجود المرض من عدمه بصورة قطعية وأكيدة.

الأشعة المقطعية

أصبح فحص الأشعة المقطعية من أهم الفحوصات الطبية المُستخدمة للكشف عن العديد من الوعكات المرضية المُشتبه بها، ورغم ارتفاع التكلفة المالية المُقررة لهذا النوع من التصوير الإشعاعي، إلا أن العائد النتائجي الدقيق في إثبات الإصابة بالمرض أو نفيها كبير ومُفيد، ولأهمية هذا الموضوع، نلقي الضوء في السطور القادمة على ماهية الأشعة المقطعية ومتى يلجأ الطبيب إلى إجرائها أو الحالات التي تستدعي هذا، بالإضافة إلى آلية إجرائها.

ما هي الأشعة المقطعية؟

الأشعة المقطعية ما هي الأشعة المقطعية ؟

تُعرف الأشعة المقطعية في العلوم الطبية باسم التصوير المقطعي المُحَوسَب CT أو التصوير المقطعي المحوري المحوسب CAT، وهو نوعًا من الأشعات المُستخدم فيها أشعة X وحاسب آلي خاص، ويُجرى بمعرفة فني مُتخصص في الأشعة المقطعية تحديدًا، وما يميز هذا النوع من الفحص أنه يُعطي صور مُفصلة لجسم المريض من داخل الجسم.

الحالات التي تستدعي إجراء الأشعة

تُساعد الصور المأخوذة بواسطة الأشعة المقطعية على إعطاء صورًا مُفصلة ودقيقة الوضوح لكثير من البُنى والخلايا للأعضاء والأوعية الدموية والعظام، ومن ثَم هو من أنواع الفحص المُهمة لتحديد مُختلف أنواع الأمراض بالعظام أو بالأعضاء الداخلية، كما أن الأشعة قادرة على تحديد أي مُشكلاتٍ صحية خاصة بتدفق الدم أو بالأورام السرطانية.

في جانب الأورام السرطانية يُمكننا القول أن الأشعة المقطعية هي الفحص الطبي الوحيد القادر على التحديد الدقيق لموقع وحجم وشكل الورم، وبالتالي هي من الفحوصات الأساسية لتخطيط برنامج العلاج الإشعاعي والكيماوي.

إجراءات قبلية أساسية

لضمان الحصول على صور نقية وواضحة قد يُطلب من المريض الآتي:

  • الصيام عدة ساعات قبل تنفيذ الأشعة المقطعية.
  • إذا ما كان المريض يُعاني من حساسية أو أمراضٍ بالكُلى أو مُصابًا بالسكري يُطلب منه مجموعةٍ كبيرة من الخطوات الإجرائية التي قد تأخذ أيامًا قبل الموعد المُحدد لفحص الأشعة.
  • يُمنع على الحوامل إجراء الأشعة المقطعية CT إلا في حالات الضرورة القصوى وباشتراطات خاصة جدًا.
  • يُمنع على المرضى ارتداء ملابس ضيقة أو اصطحاب مجوهراتٍ أو معادن أثناء التصوير.
  • قد يحتاج الطبيب إلى دهان الجزء المُراد تصويره بصبغة طبية خاصة للمساعدة في جودة الصور.
  • قد يُوصي الطبيب بتناول سائل خاص كمشروبٍ أو حقنه داخل الوعاء الدموي أو حقنه شرجيًا.
  • في حالات ذعر المريض أو خوفه من الأماكن المُغلقة والضيقة قد يوصي الطبيب له بأدوية مُهدئة بجرعةٍ مُعينة.

كيفية التنفيذ

لا تستغرق الأشعة أكثر من 20 دقيقة على الأكثر، حيث يستلقي المريض على ظهره فوق سريرٍ مُسطح مُتحرك، ثم يدخل هذا السرير بالمريض داخل جهاز الأشعة الذي يُشبه الحلقة الدائرية المُفرغة، وداخل الجهاز تدور عدسة التصوير المُتخصصة حول القسم الصغير من الجسم المراد تصويره، وهذه أكثر الفروق بين الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي الذي يدور حول الجسم كله.

ويُمكننا القول أن المريض يُمكنه أثناء فحص الأشعة التحدث مع الفني وسماعه عبر نظام الاتصال الداخلي.

كما تجدر الإشارة إلى أن تصوير الأشعة لا يلزمه أي مُتطلبات بعدية ولا ينتج عنه أي تأثيراتٍ جانبية، حيث يُمكن للمريض العودة إلى المنزل والعمل وممارسة حياته الطبيعية كاملة، كما أن أثر الإشعاع على الجسم طبيعي جدًا وسيخرج مع البول سريعًا، أي أن تصوير الأشعة المقطعية CT آمن جدًا ولا ضررًا منه، وهذا لا ينفي إمكانية حدوث بعض مُشكلات تحسسية على الجلد بفعل الصبغة المُستخدمة وليس للتصوير نفسه.

الأشعة المقطعية للرأس

عادة ما تُستخدم الأشعة للدماغ للحصول على تفاصيل دقيقة جدًا لأجزاءٍ هامة وصغيرة الحجم بالرأس مثل الجمجمة والجيوب الأنفية وغيرها، وذلك للدواع المرضية الآتية: تحولات وشذوذ عظام الجمجمة، تشوهات الشرايين الوريدية والأوعية الدموية الدماغية، حدوث ضمور بأنسجة المخ، وجود عيوب خلقية، تمدد الأوعية الدموية بالدماغ، تراكم السوائل بالجمجمة (الاستسقاء)، الالتهابات والتورمات والأورام، إصابات الرأس والوجه العنيفة، الإصابة بسكتةٍ دماغية.

وجدير القول أن بعض الأعراض المرضية الغير واضحة الأسباب قد تحتاج إلى الأشعة لبيان أسبابها، ومنها الإغماء المُتكرر، الصداع الشديد والمُزمن، نوبات الصرع، التغييرات المُفاجئة في السلوك، فقدان السمع أو البصر، الوخز والتنميل بالعضلات، صعوبة الكلام أو البلع.

الأشعة المقطعية للبطن

أصبحت الأشعة المقطعية من أهم الفحوصات الطبية التي يُعتمد عليها لأمراض البطن في السنوات الأخيرة، وغالبًا ما يتم اللجوء إليها لتشخيص: الإصابات الحشوية، الآلام الحادة الغير مُسببة، الحصوات الكلوية كبيرة الحجم، انسداد الأمعاء والتهابات البنكرياس وانسداد القنوات الصفراوية والتواء أو تمدد الأوعية الدموية.

التصوير المقطعي للصدر

تُستخدم الأشعة المقطعية للصدر عند تشخيص: انسدادات الأوعية الدموية أو اللمفاوية، النزيف الصدري، العدوى الميكروبية، الأورام، الآلام الحادة الغير مُسببة، سرطان الرئة، انتفاخ الرئة، السُل.

الأشعة المقطعية للكلى

تفيد الأشعة المقطعية في تقييم حالات الأورام والحصوات والخرجات الكبيرة، وكذلك مرض الكلى المُتعدد “الكيسات” والتشوهات الخلقية والصفاق الخلفي.

الأشعة المقطعية للأطفال

في دراسة بريطانية حديثة بجامعة نيوكاسل تم التأكيد على أن طفلًا واحدًا دون العاشرة من العمر من بين عشرة آلاف طفل من نفس الفئة العمرية مُعرض للإصابة بورم سرطاني بالمخ أو باللوكيميا خلال عشر سنوات من الفحص بالأشعة المقطعية، وأشارت الدراسة إلى أن تكرار فحص الأشعة لهذه الفئة العُمرية بمُعدل مرتين إلى ثلاث مرات يُعزز فرص الإصابة بالأمراض المذكورة بمُعدل ثلاثة أضعاف على الأقل.

بناءً على تلك النتائج الخطيرة لا يُحبذ إجراء الأشعة للأطفال دون سن العاشرة إلا في حالات الضرورة القصوى التي ينتفي فيها بدائل فحص الأشعة المقطعية لتشخيص المرض.

التصوير المقطعي للقلب

تُعد الأشعة المقطعية من أهم أنواع الفحوصات وأكثرها استخدامًا مع أمراض القلب والشرايين، حيث إنها الفحص الأساسي لتأكيد أو نفي الإصابات بأمراض الشرايين القلبية من خلال قياس نسب الكالسيوم في الشرايين، أسباب ومُعدلات ارتفاع ضغط الدم، أسباب ومُعدلات زيادة الكوليسترول بالدم، المُضاعفات القلبية للسكري والسمنة المُفرطة، التشوهات الخلقية بالقلب، أورام القلب.

تكرار الأشعة المقطعية

جدير القول أنه طالما تم اتباع الاشتراطات الصحية والاحترازات التنفيذية قبل وبعد إجراء الأشعة المقطعية فإن تكرارها لا يُمثل مُشكلة صحية خطيرة، بيد أن الدراسة الحديثة -المُشار إليها آنفًا- أكدت على خطورة التكرار مع الأطفال الأقل سنًا من عشر سنوات، بينما البالغين فلم يثبت بالدليل القاطع تأثير الأشعة على الصحة العامة عندهم، نظرًا لأن جهاز الأشعة بطبيعته يُعرض الجسم لمستوياتٍ مقبولة من الإشعاع ما تلبث آثاره أن تختفي بعد وقتٍ قصير.

الصيام قبل الأشعة

الصيام لثلاث أو أربع ساعاتٍ قبل إجراء الأشعة من أساسيات التنفيذ وأهم الاشتراطات القبلية خصوصًا عند تصوير القلب والدماغ والبطن؛ لأن ذلك له دورٌ كبير في الحصول على صورٍ واضحة ودقيقة، فضلًا عن أن الصبغة التي تُحقن بالأوردة قبل التصوير قد تتسبب في القيء إذا ما ما كانت المعدة ممتلئة، وهو ما يؤثر بالسلب على عملية التصوير برمتها.

أضرار الأشعة المقطعية على المخ

الأشعة المقطعية أضرار الأشعة المقطعية على المخ

لا شك أننا أوضحنا عوامل خطورة الأشعة على الجسم البشري، والتي تتمثل في صغر السن دون العاشرة والتعرض للإشعاع لفترة زمنيةٍ طويلة ولأكثر من مرة على فتراتٍ مُتقاربة، لكن إجراء الأشعة على يد خبير ومُتمرس في هذا المجال يحول دون طول مدة التنفيذ، ودون زيادة كثافة الإشعاع الذي يتعرض له المريض، ومن هُنا وجب التنويه إلى ضرورة اختيار مركز الأشعة صاحب السمعة الطيبة والعامل به أطباء وفنيين مُتمرسين وذو خبرة طويلة، أما بالنسبة للأطفال حبذا لو وجد بديل الأشعة المقطعية ويُعطي نفس النتائج بنفس الدقة فمن المُستحسن تجنبها قدر الإمكان.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

ياسمين أنور

حاصلة على ليسانس لغة عربية جامعة الإسكندرية، شغوفة بالقراءة والاطلاع وأحب عملي ككاتبة جدًا وما يدفعني للأمام هو تشجيكم لي.

أضف تعليق

ثلاثة × 5 =