يعتبر ريسيفر التلفزيون من التقنيات الحديثة التي ظهرت في وقت ليس منا ببعيد، ورغم انتشاره في مختلف أرجاء العالم، وبات من النادر أن تجد منزلًا لا يتوافر فيه ريسيفر التلفزيون واستقبال البث الفضائي من الأقمار الصناعية، إلا أن الجهل بمكوناته وآلية وكيفية عمله وبرمجته وضبطه وصيانته غائبة عن الكثيرين، لا سيَّما في المنطقة العربية التي تغيب فيها التكنولوجيا -اللهم إلا للاستعمال والاستهلاك وفقط- وإذا نحَّيْنا الصيانة جانبًا عن أساسيات التعامل مع ريسيفر التلفزيون ؛ حيث ارتباطها الوثيق بمتخصصين في هذا المجال، إلا إننا لا يمكن بأي حال من الأحوال إقصاء فكرة ضبط الجهاز وبرمجته والبحث عن القنوات ونقلها وترتيبها والتنقل بين الأقمار الصناعية الباثة للمضامين الإعلامية وغير ذلك من أمور نسلط عليها الضوء فيما يلي، لنتعرف ونتعلم سويًا كيفية برمجة الريسيفر وبعض النصائح والإرشادات حول هذا الأمر، بالإضافة لطريقة تثبيت الريسيفر وربطه بالتليفزيون، وكذا ضبط الطبق اللاقط، وغيرها من خيارات تتعلق باستقبال البث، وكذلك الفروق بين الريسيفر العادي وريسيفر HD.
استكشف هذه المقالة
ما هو ريسيفر التلفزيون ؟
مصطلح ريسيفر التلفزيون هو ما يُطْلَق على جهاز الاستقبال الذي يقوم بتلقي إشارات البث الفضائي من الأقمار الصناعية المخصصة للبث التليفزيوني حول الكرة الأرضية، وغالبًا ما يتم توصيله بطبق اللاقط الهوائي أو ما يسمى بالطبق الخارجي، وذلك من خلال سلك مخصص لمثل تلك الأغراض، وفي الوقت ذاته يتم تخصيص توصيلات سلكية وربطها مع جهاز التليفزيون؛ وبذلك يتم استقبال إشارات البث الفضائي من الأقمار الصناعية عبر الطبق الهوائي اللاقط، ونقلها إلى ريسيفر التلفزيون قبل أن يتم تحويل تلك الترددات إلى صور وصوت وفيديو تُعْرَض على شاشة التلفاز لتبث لنا من معظم أنحاء العالم؛ وبالتالي نجد أن جهاز الريسيفر لا يعمل بمفرده ولكنه ضمن منظومة متكاملة من الطبق الهوائي اللاقط وشاشة التلفاز وبعض الكابلات السلكية،بينما الريسيفر هو مجرد حلقة ضمن هذه السلسلة.
نصائح لشراء وتركيب طبق الريسيفر
طبق الهوائي أو الطبق اللاقط هذا هو ما يُطْلق عليه “الدش” وهو عبارة عن طبق كبير مخصص لجذب واستقبال الذبذبات المنتشرة في الفضاء الخارجي والتي تبثها الأقمار الصناعية المخصصة للإعلام، وهذه الأطباق تحتاج لمعايير عديدة من حيث الشكل والحجم والجودة لضمان صلاحيتها وفعاليتها في القيام بدورها المنوط بها، وفيما يلي بعض تلك النصائح والإرشادات:
- عند الرغبة في شراء طبق الاستقبال الهوائي، فإنه يراعَى أن يكون الطبق مطليًا بشكل جيد وألا يكون متعرجًا أو ملتويًا أو به من الخدوش والشروخ العميقة أي شيء؛ وذلك لضمان قدرته وحسن استقباله للإشارات التي تطلقها الأقمار الصناعية.
- يشكل حجم طبق اللاقط الهوائي ذلك دورًا كبيرًا بالنسبة لاستقبال الإشارات الواردة من الفضاء الخارجي؛ ولذلك يراعي الشخص حجم الطبق عند شراءه وفقًا لعدد الأقمار المراد استقبال الإشارات الواردة منها، وهذا يضمن التقاط الترددات بنجاح.
- يجب التأكد من كون طبق اللاقط الهوائي مثبتًا بشكل جيد، وذلك حتى لا تصيبه الرياح أو الأمطار؛ فلا شك تلك الأطباق تكون مثبتة في اتجاه محدد مسبقًا يمكنه من استقبال الإشارات، بينما أية اهتزازات تطرأ عليه أو سقوط أو خدوش أو ما إلى ذلك؛ تؤثر فيه فورًا ويضعف قدرته على الاستقبال من الأقمار الصناعية، وكذا قدرته على الإرسال لجهاز ريسيفر التلفزيون وعرضه على الشاشة.
- يجب أن يتم اختيار مكان وضع الطبق اللاقط الهوائي على ارتفاع مناسب؛ بحيث لا تعوقه أية جدران أو ارتفاعات مقابلة، وفي الغالب ما يوضع على أسطح البنايات أو يتم تركيبه على أسوار وجوانب الشرفات، في حال كان اتجاه تركيبه لا تعوقه المنازل المجاورة.
- حين يتم تركيب طبق اللاقط الهوائي، فإنه يجب ضبطه تجاه القمر الصناعي المراد التقاط الترددات وإشارات البث من خلاله، وبعدها يتم ربط ذلك الطبق مع جهاز ريسيفر التلفزيون ، وقد يحتاج من يقوم بتلك العملية إلى تحريك الطبق يَمنةً ويَسرةً بشيء من الرفق والبطء الشديد؛ حتى يضمن ثبات البث والحصول على أفضل صورة ممكنة للقمر ما يبثه القمر الصناعي.
- لضمان الحصول على كل الإشارات الواردة من الطبق فإنه يجب تثبيته أولًا قبل البدء بعملية البحث باستعمال جهاز ريسيفر التلفزيون ، وبالطبع تختلف كمية الإشارات والترددات التي يمكن استقبالها وفق حجم الطبق أيضًا ونوع جهاز ريسيفر التلفزيون المستعمل وغير ذلك من معايير.
- في المرحلة الأخيرة يتم توصيل الكابلات المخصصة من طبق اللاقط الهوائي إلى جهاز ريسيفر التلفزيون الموصَّل والموجود بالقرب من شاشة التليفزيون، لتبدأ بعدها مرحلة توصيل جهاز الريسيفر بجهاز التلفاز، بينما في المرحلة الأخيرة تبدأ مرحلة برمجة الريسيفر لاختيار القمر الصناعي الباث والبدء في البحث عن قنواته.
مكان وضع ريسيفر التلفزيون
بعد تثبيت طبق اللاقط الهوائي الذي يستقبل إشارات بث الأقمار الصناعية، نكون في حاجة لبدء الخطوة الثانية والخاصة بوضع جهاز ريسيفر التلفزيون واختيار المكان الأنسب لذلك، وينصح الخبراء بأن يكون في مكان جيد التهوية؛ إذ أن أجهزة الاستقبال تلك تتعرض أحيانًا لارتفاع درجة حرارتها بشكل كبير أثناء التقاطها للترددات من الأطباق الهوائية، وبالتوازي مع ذلك يجب مراعاة أن يكون الجهاز بالقرب من التوصيلات الكهربائية المختلفة التي يتطلبها، وكذلك بالقرب من شاشة التلفاز أيضًا؛ إذ أنه لا يفضل أبدًا بأن يمتد طول الكابلات الموصلة من جهاز ريسيفر التلفزيون إلى شاشة التليفزيون ذاتها لمسافة كبيرة؛ حتى لا تنقطع الإشارة وتفقد جودتها المطلوبة.
توصيل الريسيفر مع التليفزيون
بعد الانتهاء من ضبط اتجاه طبق اللاقط الهوائي نحو القمر الصناعي المرغوب تتبعه، وتثبيت الطبق وتوصيله بجهاز الريسيفر، وكذلك اختيار مكان وضع ريسيفر التلفزيون ، فإن الخطوة التالية تكون توصيل جهاز الريسيفر في شاشة التليفزيون ذاته، ويكون ذلك باستخدام إحدى نوعين من الموصلات السلكية، أُولاهما هي وصلات RCA والثانية هي وصلات HDMI، وفيما يلي شرح لِكِلْتَيِ الطريقتين بشيء من التفصيل:
توصيل الريسيفر مع التليفزيون بوصلات RCA
تتميز تلك الوصلات بأن أسلاكها ملونة غالبًا حسب المداخل المتواجدة في كل من الريسيفر والتليفزيون أيضًا، فبعد أن يتم تجهيز الوصلة يتم توصيل كل سلك بين الريسيفر والتلفاز وفق اللون المحدد بالضبط، وعلى سبيل المثال تكون -في الغالب- أسلاك نقل الصوت باللون الأحمر، وفي الغالب تكون مداخل جهاز الريسيفر موجودة في الخلف، بينما في أجهزة التلفاز فتختلف مواضعها وتكون من الخلف في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى من الواجهات الجانبية أو الواجهات الأمامية للشاشة.
توصيل الريسيفر مع التليفزيون بوصلات HDMI
هذا النوع من الوصلات يتم استعماله حديثًا بدلًا من وصلات RCA القديمة الملونة؛ وقد تم استحداث وصلة HDMI لقدرتها الفائقة على استقبال إشارة البث ونقلها من جهاز الريسيفر إلى جهاز التلفاز فتبدو الصورة والصوت بجودة عالية للغاية أكثر بكثير مما تبدو عليه كلا من الصورة والصوت المنقول باستعمال وصلات RCA، كما تتميز بعدد من لخصائص من حيث عدد القنوات الصوتية التي يمكنها نقلها، وكذلك أطوال هذه الوصلات التي تصل إلى 50 قدمًا، وكذلك يتوافر منها وصلات قصيرة؛ وفي الغالب فإن الخبراء ينصحون باستعمال الوصلات القصيرة التي لا يتجاوز طولها أكثر من 25 قدمًا؛ وقد أرجَعوا ذلك إلى أن الإشارة تغدو ضعيفة والصورة وكذا الصوت غير واضحَيِ المعالم.
وعند البدء في توصيل كابلات HDMI بين ريسيفر التلفزيون والتلفاز، فإننا يجب أن نوقف تشغيل كلا الجهازين، ومن ثّمَّ نبدأ في إيجاد المداخل المناسبة لذلك وربطها بين الريسيفر والتلفاز، ويجب مراعاة أن تلك الوصلات دقيقة بعض الشيء ولا تحتاج للعنف عند تركيبها، وقد تحتاج فقط لضبط زاوية الإدخال لأن البعض يحاول تركيبها بشكل مقلوب وبالطبع لا يتم نفاذها، كما يراعَى أن يكون المدخل هو المَنْفَذ الأول في شاشة التلفاز؛ إذ أن بعض الشاشات تحتوي على مَنْفَذَيْن لوصلة HDMI، بينما يُفَضَّل استعمال المَنْفَذ الأول.
في الخطوة الأخيرة يتم فتح الجهازين، وفي الغالب تظهر على شاشة التلفاز قائمة المنافذ المتاحة أو مصطلح Input Source بالإنجليزية، ويُقْصَد هنا المَنْفَذّيْن الأول والثاني، ويكون إلى جوار تلك القائمة سؤالًا حول ما إذا كنت ترغب في استعمال المَنْفَذ الأول أم الثاني؟، وبطبيعة الحال يتم اختيار المَنْفَذ الأول HDMI 1 الذي تم اختياره من البداية عند تركيب الوصلات.
برمجة ريسيفر التلفزيون
قد يظن البعض بأن مجرد توصيل طبق اللاقط الهوائي بجهاز الريسيفر، وكذا توصيل الريسيفر مع شاشة التليفزيون هو كفيل بحد ذاته لنقل إشارة البث من الأقمار الصناعية وعرضها مباشرةً على التلفزيون، ولكن في الحقيقة لا يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل إن جهاز الريسيفر يبقى في حاجة ماسة لأن يخضع لما يسمى بعملية البرمجة، وهذه العملية هي الخاصة بالبحث فيما بين ملايين الترددات والإشارات التي يستقبلها طبق اللاقط الهوائي واختيار تلك الصالحة لعرضها وفق القمر المطلوب متابعة بثه، وكذلك يمكن اختيار البحث اليدوي عبر وضع كود أو تردد القناة المطلوب مشاهدتها بهدف الوصول إليها مباشرة، وفيما يلي نبذة صغيرة عن إعدادات البرمجة تلك:
- تأتي الخطوة الأولى في خطوات برمجة جهاز ريسيفر التلفزيون من خلال تشغيل التلفزيون وتشغيل جهاز الاستقبال كذلك في الوقت ذاته، ثم يبدأ استعمال الريموت أو جهاز التحكم عن بعد، لنضغط على خيار الزر الخاص بالقائمة الرئيسية MENU، وتكون تلك القائمة هي المدخل الأساسي لكثير من الخيارات والضبط والتنقل بين القوائم المختلفة.
- بعد اختيار القائمة الرئيسية، تظهر على شاشة التليفزيون عدة قوائم أخرى فرعية، نختر منها قائمة الضبط الضبط، ودائما ما تكون مكتوبة باللغة الإنجليزيَّة بأيٍ من الكلمات التالية setting & configuration & installation، فالقوائم تختلف باختلاف اللغات، وغالبًا ما يكون متاحًا بكل جهاز استقبال عدة لغات بحسب نوع الريسيفر المستخدم، ويتحكم فيها المستخدم فيما بعد عند ضبط الإعدادات الأخرى.
- في الخطوة الثالثة يتم اختيار نوع القمر الصناعي المرغوب متابعته، والمراد تلقي إشارات البث خلاله عبر طبق اللاقط الهوائي، كما يمكن اختيار ومتابعة أكثر من قمر ولكن ذلك يتوقف على حجم الطبق، وكذلك يتطلب الاستعانة ببعض التقنيات الأخرى.
- بعد اختيار القمر المراد تلقي إشارات البث الفضائي منه، يضغط المستخدم على خيار البحث أو search من القائمة المنسدلة، وعندها سوف تظهر عدة خيارات تختلف من حيث نوع البحث المطلوب؛ فهنالك ما يسمى بحث الشبكة، أو بحث قمر صناعي، أو أيضًا نجد خيار بحث عشوائي، وخيار بحث باقة، وأخيرًا بحث تردد، ولكل نوع بحث خواص وأهداف وغايات تختلف عن الأخرى، فمثلًا البحث العشوائي يعمل تلقائيًا تمامًا لا يتطلب أي تدخل من العامل البشري، وبإمكانه أن يأتي بكمية لا بأس بها من القنوات ومحطات الراديو ولكن بشكل عشوائي غير منظم من حيث الترددات ونوعية القنوات الباثة، بينما في البحث باستخدام التردد يمكن للشخص من خلاله أن يصل لقناة أو لمجموعة محددة من القنوات على نفس التردد وفي الغالب تجمعها اهتمامات وتوجهات معينة أو تكون شبكة قنوات واحدة كبيرة تتبع مؤسسة إعلامية ما.
- في بعض أجهزة ريسيفر التلفزيون يتم الضغط على الزر الأصفر الموجود في الريموت أو جهاز التحكم عن بُعد، وحينها يبدأ الجهاز في البحث عن القنوات المطلوبة وفقًا لنوع البحث الذي تم اختياره مسبقًا كما في الخطوة السابقة؛ ويصاحب ذلك في العادة ظهور شريط بعرض الشاشة يظهر عليه عملية التقدم بالنسبة المئوية، وفي حال وصلت تلك النسبة حتى نهايتها؛ فإن عملية البحث سوف تتوقف تمامًا ويبدأ التلفاز في استعراض كل تلك القنوات التي تم التقاطها، ولكن يجب التأكيد على حفظ تلك القنوات.
- يمكن تكرار كل تلك الخطوات سابقة الذكر مع كل قمر صناعي يتم اختياره، وبالطبع ليست كل الأقمار يتم التقاطها؛ إذ أنه كما تم التوضيح مسبقًا أن بث الأقمار يتوقف على حجم طبق اللاقط الهوائي المستخدم وكذلك زاوية توجيهه وتثبيته وغير ذلك من إمكانيات تقنية.
- بعد الانتهاء من كل الخطوات السابقة يتبقى فقط ترتيب تلك القنوات بحيث تكون مناسبة للمستخدم؛ لأن قنوات البث الفضائي على عكس البث الأرضي غالبًا تكون بالمئات والآلاف، ويكون من الصعب بمكان متابعتها جميعها، ولذلك يلجأ الأشخاص لضبط ترتيب القنوات الأكثر مشاهدة من البداية ليسهل عليه متابعتها لاحقًا؛ ولا شك أن ترتيب المستخدم للقنوات بالإضافة إلى أنه يسهل الوصول لأيٍ من القنوات الأكثر رغبة في مشاهدتها، فإنه أيضًا يسهل حفظ أرقام تثبيتها على التلفاز ويكون من السهل بمكان الضغط على رقم القناة المحفوظ مسبقًا للوصول إليها في أسرع وقت ممكن.
مما سبق نستنتج أن عملية البرمجة التي تتم على جهاز ريسيفر التلفزيون هي سهلة للغاية ولا تتطلب خبرات كبيرة، وبالرغم من ذلك إلا أنه يجب توخي الحذر تمامًا عند التعامل مع مثل تلك الأجهزة التقنية لا سيَّما الحديثة منها مثل أجهزة ريسيفر HD؛ إذا أن الضغط على أزرار جهاز التحكم عن بعد واختيار قوائم رئيسية وفرعية وخيارات بالتثبيت أو الحذف أو ما إلى ذلك قد يتسبب في تغيير كافة الإعدادات أو إعادة الضبط البدائي للجهاز كما كان في البداية عند تصنيعه، فيجب التعلم واكتساب الخبرة من ممتهني هذا المجال، وأيضًا قد أصبح ذلك متوافرًا كثيرًا من خلال مقاطع الفيديو المتاحة على موقع يوتيوب.
في الوقت الراهن ومع التقدم التقني الكبير، خرجت أجيال جديدة من أجهزة التلفاز قادرة على استقبال الإشارات وتحويلها إلى صوت وصورة مباشرةً من طبق اللاقط الهوائي دونما مرور على ريسيفر خارجي، وبات الأمر سهلًا ويتطلب فقط توصيل كابل التليفزيون مع طبق الهوائي للحصول على صورة جيدة، والأدهى من ذلك هو صدور أنواع جديدة من أجهزة التليفزيون ولكنها متاحة فقط في مناطق قليلة من العالم لأنها قليلة التصنيع وكذلك باهظة الثمن، وهذه الأجهزة بإمكانها استقبال إشارات البث مباشرةً من الأقمار الصناعية، وهذا الأمر ييسر كثيرًا على المستخدم ويحل الكثير من مشاكل انقطاع البث وتحريك طبق الهوائي وتثبيته وضبطه للقط إشارات لأقمار معينة وأحجام الطبق وما إلى ذلك من أمور.
ضبط باقي إعدادات الريسيفر
بعد الانتهاء من ضبط برمجة ريسيفر التلفزيون لضمان استقبال إشارات البث الفضائي من اللاقط الهوائي، الذي يلتقطها بدوره من الأقمار الصناعية بعد ضبطه تجاهها بزوايا معينة وتثبيته كذلك، يتبقى أمامنا فقط ضبط إعدادات الريسيفر بشكل عام للحصول على أفضل الخيارات الأساسية من حيث اللغة والتوقيت والألوان وشفافية قوائم الخيارات المعروضة، وغيرها من أدوات تحتاج لها الأسرة بين الحين والآخر، وفيما يلي بعض تلك الأدوات وإرشادات ضبطها:
في معظم أجهزة الريسيفر على اختلاف أنواعها وماركاتها، تكون هنالك عدد خمس قوائم فرعية متاحة بالعديد من الخيارات بهدف ضبطها وفق الرغبات الشخصية المرادة، وهذه القوائم هي القوائم الخاصة باختيار لغة الريسيفر ولغة القوائم المعروضة خلاله والخاصة بالصوت، وكذلك القائمة الفرعية الخاصة بضبط التوقيت والذي يختلف من دولة لأخرى؛ ولأن القمر الصناعي يجوب العالم ويغطي مساحات شاسعة منه فإن التوقيت يتغير من دولة لأخرى، وتلك ميزة مناسبة للتعرف على التوقيت المحلي وفق بلد الاستقبال، ويتم ضبطه لمرة واحدة فقط، أما القائمة الثالثة فتختص غالبًا بضبط الأوان وأشكال القوائم والخيارات المعروضة، وكذلك الخلفيات؛ أي أنها باختصار عبارة عن قوائم خاصة بشكل الجهاز عامةً، أما القائمتين الأخيرتين فتتنوعان ما بين قائمة خاصة بضبط نسبة الشفافية التي تبدو بها الخيارات والقوائم والخيارات والخلفيات، والأخرى هي القائمة الخاصة بعرض معلومات جهاز ريسيفر التلفزيون ذاته، من حيث نوع وموديل الجهاز والكود والرقم الخاص بإصداره، وأيضًا تاريخ إصدار هذا الجهاز والبرنامج التشغيلي للريسيفر، وأخيرًا رقم ما يسمى باللوحة الأم أو Motherboard بالإنجليزية.
في الخطوة الأخيرة وبعد اختيار كل تلك الخيارات وضبطها على جهاز الريسيفر، يحين الوقت لتثبيت تلك الإعدادات لضمان سريانها على برنامج التشغيل بالكامل، وللخروج من هذه القائمة يضغط الشخص على زر EXIT المخصص للخروج تمامًا من قوائم الإعدادات الرئيسية والفرعية، أو أن يضغط على الزر الخاص بقائمة MENU، ولكن يحتاج لأن يضغط مرتين بدلًا من واحدة بالنسبة لزر EXIT.
ريسيفر التلفزيون العادي وريسيفر HD
هناك نوعين اثنين من أجهزة ريسيفر التلفزيون المخصصة لاستقبال إشارة البث الفضائي من طبق اللاقط الهوائي بهدف معالجتها وتوصيلها إلى شاشة التليفزيون مباشرة، وهذان النوعان هما الريسيفر العادي وريسيفر HD، وفيما يلي توضيح للفرق بين النوعين كلٌ على حدة:
- النوع الأول وهو جهاز ريسيفر التلفزيون العادي، والذي يعمل في الغالب على استقبال إشارة الأقمار الصناعية من خلال ما يسمى بنظام استقبال DVB-S، وهذا النوع يمكنه استقبال قنوات التليفزيون الفضائية التي تبثها الأقمار الصناعية وكذلك قنوات الراديو الفضائية أيضًا، ولكن بجودة عادية للغاية.
- النوع الثاني من أجهزة استقبال البث الفضائي تسمى بالريسيفر HD، وهذا الريسيفر هو الحديث والذي يعمل بنظام DVB-S2، ويتمكن هذا النوع من أجهزة ريسيفر التلفزيون من أن يستقبل إشارات البث من الطبق اللاقط إما بجودة الصورة العادية والتي يشار إليها باختصار SD، أو استقبال الإشارات والصوت والصورة بجودة عالية يشار إليها باختصارHD.
وعلى كل حال يكون القمر الصناعي والقناة الباثة للمحتوى الإعلامي، هما المسؤولان عن إمكانية بث المحتوى بتلك الجودة الضعيفة العادية أو تلكم القوية العالية، وفي الوقت ذاته يتوازى ذلك مع نوعية جهاز الريسيفر المستعمل إذا كان يدعم نظام DVB-S فقط فلن تتمكن من التقاط الجودة العالية، حتى لو كنت تملك شاشة عرض من نوع LED ويمكنها عرض المحتوى بنظام HD عالي الجودة فإنها أيضًا تكون في حاجة لجهاز استقبال من نفس نوع HD يدعم نظام يعمل بنظام DVB-S2؛ لكي تحصل على أفضل صورة ممكنة.
لا زالت برمجة ريسيفر التلفزيون من الأمور الشائكة بالنسبة لكثيرين رغم بساطتها وسهولة التعامل معها، والأمر بمنتهى البساطة يتم بعد تركيب طبق اللاقط الهوائي الشهير بـ “الدش” وضبط توجهه وفق زاوية استقبال القمر الصناعي المرغوب، يتم توصيله بجهاز الريسيفر عبر كابلات خاصة تنقل الإشارات الفضائية من اللاقط الهوائي إلى جهاز الاستقبال، وحينها تبدأ مرحلة توصيل الريسيفر بالتلفزيون باستعمال وصلات RCA أو وصلات HDMI، ومن ثم تبدأ مرحلة ضبط برمجة الريسيفر عبر اختيار القمر الصناعي محل البث، وبدء البحث عن القنوات المتاحة، ويكون البحث هنا إما بشكل تلقائي أو بشكل يدوي عبر إدخال ترددات القنوات المطلوبة، وأحيانًا يكون هناك بحثًا عشوائيًا عن القنوات المتوافرة حاليًا، وفي النهاية يتبقى فقط تثبيت تلك القنوات وترتيبها وفق رغباتنا وطبيعة اهتماماتنا كمشاهدين متابعين، وقبل إغلاق إعدادات ريسيفر التلفزيون نبدأ في ضبط إعدادات اللغة والتوقيتات وغيرها من أمور تيسر علينا التعامل مع الجهاز فيما بعد.
أضف تعليق