غصن البان عشبة طبية لها العديد من الفوائد الصحية وهو نبات يشيع ظهوره في المناطق الحارة لا سيما الاستوائية، فضلاً عن انتشاره في أقاليم الشرق الأقصى. ولا شك أن تلك العشبة تدخل في العديد من التركيبات الدوائية نظرًا لما تحويه من مواد فريدة قادرة على علاج مجموعة متنوعة من الأمراض والوقاية منها بفضل مفعولها القاتل للبكتيريا والميكروبات. ولا يقتصر استخدام خلاصة هذه العشبة على الصناعات الدوائية فقط بل يمكن أن تصير عنصرًا أساسيًا في الوصفات الشعبية الشهيرة المكونة من المواد الطبيعية. ونظرًا لتعدد طرق الاستفادة من هذا النبات واستخداماته المختلفة فإننا نورد في السطور التالية شرحًا مفصلاً بشأن كل ما يتعلق بهذه العشبة.
استكشف هذه المقالة
غصن البان ما هو؟
يُعَد غصن البان نباتًا مفيدًا للغاية لصحة الإنسان؛ حيث يحتوي على مختلف الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم، لذلك يعتبر مكملاً غذائيًا رائعًا لا غنى عنه. وتُعزَى فائدة هذا النبات الاستوائي إلى سهولة امتصاصه وتعزيزه الفوري للجهاز المناعي ما يجعله قادرًا على مقاومة الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض والتي يتعرض لها الجسم بشكل يومي من خلال الماء والهواء. ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب؛ بل يزيد من كفاءة الجسم في مقاومة الأورام والحد من انتشار الخلايا السرطانية. أما بخصوص النبات، فيمكن إعداده ومعالجته بحيث تتم الاستفادة من جميع مكوناته بما في ذلك الجذور والأوراق والبذور والزيوت المستخلصة منها؛ حيث يساهم كل مكون في علاج اضطرابات محددة.
شجرة غصن البان
تنمو شجرة غصن البان في المناطق الحارة والاستوائية وتتميز بجودة اللحاء والصمغ والجذور، وهي من الأشجار الطويلة والسامقة حيث تعلو عن سطح التربة بما يفوق العشرة أمتار، كما تمتاز بسرعة النمو وسهولة الزراعة حيث إنها تُزرَع بالبذور المنثورة والرعاية الدورية لها. وتساعد زراعتها على إخصاب التربة وتزويدها بالعديد من العناصر المفيدة والمخصبة. وفضلاً عن ذلك، تتميز هذه الشجرة بجودة الأخشاب من حيث النوعية والصلابة، لذلك يمكن الاستفادة منها كذلك في الصناعات الخشبية أيضًا. ويستخلص منها كذلك الألياف الجيدة التي تدخل ضمن صناعات النسيج ما يضمن إنتاج أجود أنواع الأقمشة.
غصن البان للتنحيف
يساهم غصن البان أيضًا في حل مشكلات السمنة وزيادة الوزن؛ حيث يؤدي دورًا مهمًا في زيادة معدل الحرق والتحكم في الشهية ما يترتب عليه فقدان الدهون والوزن الزائد. ومن أجل تحقيق الاستفادة القصوى من هذه العشبة في هذا السياق فيمكن إعدادها في صورة شاي حيث يتم غلي الأوراق حتى تفرز خلاصتها في الماء الساخن ويتم تناوله بانتظام بمعدل مرتين يوميًا على الأقل، بل ويُفَضَّل تناوله صباحًا فور الاستيقاظ من النوم للاستفادة بأكبر قدر من مكوناته الفعالة. ويُعزَى سر تأثيره السحري فيما يتعلق بالتخسيس إلى قدرته على تنظيم مستوى السكر في الدم وتحفيزه للبنكرياس حتى ينتج كميات كبيرة من هرمون الأنسولين الحارق للسكر، ومن ثَمَّ يتم التخلص منه سريعًا قبل أن يتحول إلى دهون متراكمة في الخلايا الدهنية لا سيما في منطقتي البطن والأرداف. هذا إلى جانب قدرته على تقليل نسبة الكوليسترول في الدم والدهون الثلاثية الضارة أيضًا. ويُنصَح بتناول هذا المنقوع المغلي بين الوجبات حيث إنه يساعد على مقاومة الشعور بالجوع وتقليل الشهية ما يؤدي إلى الحد من كم الطعام الذي يتزود به الجسم ما يساهم بدوره في التنحيف. وبطبيعة الحال يُنصَح بتناول هذا الشاي بدون إضافة السكر لاستبعاد أي سعرات حرارية قد تؤثر على مفعوله في مسألة التخسيس بسبب التلاعب في نسبة الأنسولين الذي يفرزه الجسم.
غصن البان للأثاث
لا تقتصر أهمية عشبة غصن البان على كونها نباتًا طبيعيًا غنيًا بالمواد النافعة لصحة الإنسان فحسب، بل تمتد فائدة هذا النبات لتشمل طبيعته النباتية كذلك من حيث الشجرة وما بها من أخشاب طبيعية يمكن الاستفادة منها في صناعة الأثاث والمشغولات الخشبية. وفي الواقع لم يُقَصِّر الإنسان في دوره الرامي إلى استغلال هذه الثروة الطبيعية، بل بادر وطوع هذا النبات لخدمته واستطاع أن يستخلص لنفسه هذه الأخشاب ويدمجها في المنظومة الصناعية من أجل إنتاج أدوات خشبية فاخرة حيث استطاع إنتاج أخشاب الأسرَّة وخزانات الملابس والمناضد والمقاعد المصنوعة كلها من الخشب. لم يكتفِ بذلك، بل استطاع الاستفادة أيضًا من الصمغ المستخلص من هذه الأشجار القيِّمَة وإدخالها ضمن مواد الطلاء الخاصة بالأخشاب والتي تكسبه قوة ولمعانًا وتسد ما به من مسام وتمنحه سطحًا مصقولاً ومتينًا.
شاي غصن البان
يُعَد شاي غصن البان من المشروبات الساخنة المفيدة والتي يمكن إعدادها بسهولة عن طريق الغليان حتى يصبح منقوعًا مركزًا ثم يتم تناوله ساخنًا. ولا توجد موانع من تحلية هذا المشروب بالسكر الأبيض أو عسل النحل ولكن يُفَضَّل عدم تحليته، لا سيما لمرضى السكري، من أجل تجنب الأضرار الصحية المترتبة على الإكثار من المواد السكرية. وفي السطور التالية يمكن تلخيص فوائد هذا الشاي على النحو التالي:
مدر للبول
هذا الشاي مفيد للغاية في إدرار البول والتخلص من الأملاح الزائدة وتنظيف الكليتين والجهاز البولي من الحصوات ورواسب الأملاح وطردها خارج الجسم عن طريق البول. ومن ناحية أخرى، يفيد كذلك في حالات الاستسقاء وهي الماء المخزن داخل الجسم ما يسبب ضررًا لخلايا وأعضاء الجسم.
مفيد لشبكية العين
إن التناول المنتظم لهذا لشاي غصن البان يفيد كثيرًا في تحسين صحة العين وعملية الإبصار نظرًا لما يحويه من مواد مضادة للأكسدة ما يؤدي إلى الكفاءة الوظيفية لشبكية العين وزيادة سمك الشعيرات الدموية ما يمنع انفجارها ومن ثَمَّ الوقاية من خطر النزيف الداخلي للشبكية والذي يسبب إعتام الرؤية، فضلاً عن تحسين الدورة الدموية في العين نتيجة لقدرته على توسيع الأوعية الدموية.
تحسين وظائف الكبد
يساعد هذا المشروب على تحسين وظائف الكبد وحمايته من خطر التليف والإصابة بالعدوى فضلاً عن زيادة حيويته وتحفيز إفراز العصارة الصفراء الهاضمة للمواد الدهنية.
الوقاية من السرطان
نظرًا لاحتواء مشروب شاي غصن البان على مجموعة متنوعة من مضادات الأكسدة الطبيعية فإن ذلك يكفل حماية خلايا الجسم من خطر التأكسد وتقليل فرص التعرض لخطر الشوارد الحرة وهي مواد ضارة ناتجة عن عملية التمثيل الغذائي والتي يمكن أن تصيب الخلايا بأذى حيث تصيبها بعطب وخلل في وظائفها؛ وغالبًا ما يؤدي ذلك إلى تسرطن الخلية وتحولها إلى خلية سرطانية قابلة للانتشار.
علاج مشاكل الجهاز الهضمي
يحسن هذا المشروب من أعراض الاضطرابات الهضمية التي غالبًا ما تكون عسر هضم وانتفاخات وغازات وزيادة الحموضة وارتجاع المرئ لا سيما بعد تناول الوجبات الدسمة، لذلك يُنصَح بتناول هذا المشروب بعد تناول مثل هذه الوجبات للوقاية من الأعراض الضارة التي قد تنتج عن الأطعمة الدهنية التي يصعب هضمها.
وهكذا نكون قد ألقينا الضوء على معظم الجوانب المهمة لعشبة غصن البان حيث تعرفنا على أبرز فوائدها الصحية وكيفية الاستفادة من مكوناتها المختلفة فضلاً على طريقة إعدادها بالطريقة المناسبة التي تضمن تحقيق أقصى استفادة منها.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح لاستخدامات طبية لواحدة أو أكثر من الأعشاب الطبيعية أو النباتات أو الأطعمة أو الزيوت، هذه العلاجات في الأحوال العادية وبالنسبة للأشخاص الطبيعيين لا تسبب أضرارًا، لكن يجب دومًا الرجوع إلى الطبيب قبل استخدامها للتأكد من ملائمتها لحالتك الصحية وعدم تعارضها مع أدوية قد تتعاطاها وتحديد الجرعة الملائمة منها، وتزداد أهمية الاستشارة الطبية في حالة الأطفال وكبار السن والحوامل والمرضعات.
أضف تعليق