تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أمور الاسرة » كيف تتعامل مع والديك بعد بلوغ سن المعاش والتقاعد؟

كيف تتعامل مع والديك بعد بلوغ سن المعاش والتقاعد؟

بلوغ سن المعاش بالنسبة لأي شخص يعني أنه سيعد نفسه للموت وأن الحياة انتهت بهذا الشكل وعليه أن يجلس لينتظر موته، بالطبع ليست هذه نهاية العالم ويجب على الإنسان أن يلاحق هواياته وآماله في هذه الفترة ولكن على الأبناء أيضا أن يساعدوا آباءهم في هذا الأمر.

بلوغ سن المعاش

عند بلوغ سن المعاش يجد الأب نفسه في حالة ليست جيدة على الإطلاق وأكثر ما يرهقون في هذه الفترة الصعبة الأبناء حيث يكونون عصبيين جدا ولا يتميزون باللين الذي كان من صفاتهم قبل ذلك بل ينفد منهم الصبر ويذهب منهم الرفق إلى غير رجعة، وينبغي أن نحتوي أباءنا في هذه اللحظات كما احتوونا هم على مدى أعمارنا حتى أصبحنا رجالا ونساء يعتمد علينا وهذا من باب رد الجميل لهم لذلك لا يجب علينا أن نتعامل مع والدينا بعد بلوغ سن المعاش بطريقة جافة أو بنفاد صبر مقابل بل بمنتهى الصبر واللين وهذا ما سنتحدث عنه تفصيلا في السطور التالية.

كيف يشعر الإنسان بعد بلوغ سن المعاش ؟

بلوغ سن المعاش كيف يشعر الإنسان بعد بلوغ سن المعاش ؟

يشعر الإنسان بعد سن المعاش بدنو الأجل المدفوع بشعور الاستغناء عنه، وأن عمله الذي كان يشعره بقيمته في الحياة وأن هناك من كان يعتمد عليه لأداء مهمة ما أصبح في خبر كان ولم يصبح الأمر مثلما كان بل أصبح هناك شعور بأن الجميع يقولون لك: “استريح لأنك ستموت بعد قليل”، وكان هناك هذا المزيج العظيم من الشعور بالقيمة مع الحركة فأصبح الإنسان في وهم المرض، حتى إن لم يكن به شيء، هذا يورثه الكثير من العصبية والإشعار الدائم بأنه لم يمت بعد وأنه لا يزال حرا وحيا ويستطيع أن يتحرك مثلما كان في البداية وأكثر، لذلك يشعر الإنسان بعد بلوغ سن المعاش بهذا المزيج المؤلم من مشاعر أنه أصبح بلا فائدة.

ما هي سلوكيات الأب بعد بلوغ سن المعاش ؟

العصبية الدائمة: بعد بلوغ سن المعاش يشعر الإنسان بأن الجميع يصدرون له هذا الشعور بانعدام الفائدة والجدوى منه وأنهم يسعون إلى تهميشه فيقابل هو هذا بالعصبية كرد فعل طبيعي على هذا الشعور منهم، ويطلق العنان لغضبه بسبب شعوره بالتهميش.

إثارة المشاكل والإزعاج

بعد هذا الإشعار بالتهميش يجب علينا أن نفهم جيدا أن الشخص حين بلوغ سن المعاش يقوم بعمل الأشياء التي تحاول أن تفهمهم أنه لا زال يستطيع إثارة الانتباه ولفت النظر إليه حتى وإن كان بإثارة المشاكل والإزعاج المتواصل لكل من حوله.

الاعتماد على الآخرين

هل يناديك والدك لكي تناوله ريموت التلفزيون؟ هل يطلب منك تغيير درجة حرارة التكييف؟ هل ينفعل عليك لأنك تأخرت في إعداد الشاي؟ هذه محاولات لإثارة الإزعاج كما قلنا، هذا وجه آخر لرد الفعل تجاه إشعاره بالتهميش الذي يجده منكم بعد ذلك.

التصدي لمشكلات أكبر من طاقته

كوسيلة أخرى للتدليل على أنه لا زال قادرا على العطاء وأنه نافعا ومفيدا مثل الأول وأكثر فإن الشخص حين بلوغ سن المعاش يستطيع أن يتصدى لأي مشكلة مهما كانت حتى إن كانت حمل أشياء ثقيلة جدا أو القيام بمهام بدنية صعبة أو السفر إلى أماكن بعيدة.

الشجار الدائم مع أي شخص

يظن الشخص المتقاعد أن كل الناس ينظرون له بنفس النظرة السابقة وهي التهميش والإشعار بانعدام الفائدة والجدوى، كما أن تقدم السن يجعل الإنسان مغتربا عن مجتمعه ويفقد صبره وبالتالي يتضايق لأن الأشياء لا تحدث مثلما هو يريد بالتالي يمكن أن يتشاجر مع الغرباء في الشارع إن شعر منهم بهذا الشعور.

كيف تتعامل مع والديك في مثل هذه الظروف؟

بلوغ سن المعاش كيف تتعامل مع والديك في مثل هذه الظروف؟

علينا أن نفهم جيدا كيف نتعامل مع الوالدين في حالة بلوغ سن المعاش ومثلما أمرنا الله عز وجل أن نخفض لهما جناح الذل من الرحمة فإننا بالتالي علينا ألا نشعل الخلافات معهما ونقابل حدتهما بالعصبية وهذه أبرز الإرشادات للتعامل مع الآباء والأمهات بعد بلوغ سن التقاعد:

الصبر والتفهم

يجب عليك عند التعامل مع أحد أبويك عند بلوغ سن المعاش أن تكون صبورا ومتفهما وتتحمل العصبية في البداية لأنه كلما رأى منك عصبية كلما شعر أكثر بالمشاعر السلبية التي يشعر بها والتي تحدثنا عنها في السطور السابقة، كن متفهما وصبورا لأقصى درجة.

الرفق واللين

عليك أن تكون مترفقا بأبويك عند بلوغ سن المعاش ، عليك أن تكون لين العريكة وكريما معهما في مشاعرك ولا تحاول أبدا أن تشعرهما بأنهما عبئا عليك بل أشعرهما بأنك تحاول رد الجميل الذي في رقبتك إليهما، أحطهما بالحب والحنان فهما في أحوج الأوقات إليه الآن.

منحهما القيمة

لا تحاول تهميش والديك بعد بلوغ سن التقاعد، عليك بإشراكهما في قراراتك واستشارتهما فيها، لا تكن منفردا بأي قرارات، تحدث معهما وامنحهما جزءا من وقتك، حاول أن تتقرب إليهما وتستمع إليهما دون ملل، لا ريب أن لديهما الكثير من الحكايات يودا أن يروياها لك، لا تكن متذمرا واستمع إليهما ما أرادا، هذا حقهما عليك.

ساعدهما في إيجاد الهوايات

لا ريب أن أبويك لديهما هوايات يودان تنميتها، الآن هناك إدمان من المسنين تجاه الإنترنت، لكن ليس هذا هو المطلوب أيضًا، إدمان الإنترنت الدائم ليس هو الحل، هناك علاقات اجتماعية وهوايات وصلات إنسانية وغيرها عليك بمساعدتهما لإيجادها وتجديد الصلة بمن يحبون.

بلوغ سن المعاش ليس بالأمر الهين ولعلنا الآن نغتر بعافيتنا ونحن شبانا ولكن حين يقول لنا الناس أن فائدتنا في الدنيا قد تضاءلت وأننا لم نعد صالحين للاستخدام بعد مثلما يشعر من يبلغون التقاعد سنشعر جيدا بهذه المعاناة، لذلك رفقا بهؤلاء الأشخاص كل الرفق.

محمد رشوان

أضف تعليق

6 − أربعة =