يعتبر القمر عند عتبة الباب بالنسبة الينا بحكم المسافات الطويلة التي تفصل كوكبنا عن بقية الكواكب والاقمار و الشموس. اذ يبعد القمر عن الارض مسافة 384400 كيلومتر. وهي ليست بالمسافة الكبيرة في الفضاء. وقد ساهمت الابحاث والرحلات الفضائية في كشف الغموض عن القمر واكتشاف سطحه ومناخه ودراسة امكانية الحياة فيه. كما تمكن الانسان من الوصول الى القمر والمشي فوقه وكان اول من نال هذا الشرف هو رائد الفضاء الامريكي نيل ارمسترونغ في الحادي والعشرين من يوليو – تموز سنة 1969. ورغم كل هذا فلا يزال كثيرون يجهلون عديد الحقائق المذهلة المتعلقة بالقمر لذلك سنحاول في هذا الموضوع كشف اسراره وخصائصه وتفسير سبب رؤية نفس الجانب منه.
نشأة القمر
من المرجح انه نتج عن اصطدام بين كوكب الارض في حداثة عهده مع جسم بحجم المريخ يدعى ” تيا “. حيث نتج عن الاصطدام انتشار مادة حول الارض كانت اصل تكوين القمر. وقد قدر الفلكيون عمر هذا الحدث بـ 4.526 مليار سنة اي بعد ولادة النظام الشمسي بـ 42 مليون سنة. ومن المتفق عليه ان تلك الفترة شهدت اصطدامات عديدة داخل المجرة كونت اغلبها الكواكب التي نعرفها اليوم مما يدعم الفرضية المذكورة.
امكانية الحياة على القمر
لا حياة بدون ماء و هذا ما يعني انه اذا اردنا العيش على القمر فلا بد من وجود الماء عليه. لكن وبغياب المناخ الجوي وارتفاع درجات الحرارة هناك الى اكثر من 100 درجة في الشمس فإن امكانية وجود الماء تكاد تكون منعدمة. الامر الوحيد الذي ابقى على بصيص من الامل هو التقاط مكوك ” كليمنتين ” خلال رحلته الى القمر اوائل تسعينات القرن الماضي لمعلومات تؤكد وجود مساحات كبيرة غنية بالهيدروجين. وكما يعلم الجميع فإن الهيدروجين هو مكون اساسي للماء. ورغم صدور بيان لوكالة الفضاء الامريكية ” ناسا ” سنة 2009 تؤكد فيه العثور على كميات ضعيفة من الماء السائل على سطح القمر الا انه لا وجود حتى اليوم لأدلة ملموسة تدعم ذلك.
ـ لماذا نرى دائماً نفس الجانب من القمر
يكمل القمر دورة كاملة حول الارض في 27.3 يوم. ويقوم في نفس الفترة بدورة كاملة حول نفسه. وهذه النقطة هي التي تجعل جهة واحدة منه هي المقابلة دائماً للأرض. في حين انه لا يمكن رؤية جهته الاخرى من الارض ابداً. و يرجح الفلكيون ان هذا الدوران المتزامن هو نتيجة تأثيرات قوى المد والجزر المتبادلة بين الارض والقمر التي تبطئ من سرعة دوران هذا الاخير مع مرور الزمن. حيث كان القمر عند ولادته يكمل دورة كاملة حول الارض في نصف الفترة التي يقضيها حالياً للقيام بذلك.
الذهاب الى القمر
رغم الظروف القاسية هناك يبقى الذهاب الى القمر وزيارته حلم كل انسان. وقد بدأت فكرة تنظيم رحلات سياحية الى هناك تدخل ضمن سجلات الحكومات المستقبلية. وفي هذا الخصوص ذكرت وكالة الناسا سنة 2008 انها ستقوم بمبادرة من رائد الفضاء نيل ارمسترونغ بطرح برنامج جديد لاكتشاف القمر. ويهدف هذا البرنامج الى تجهيز قاعدة على سطحه تتبادل فرق مختصة العيش فيها كل ستة اشهر في افق سنة 2020. وقد تكون هذه القاعدة هي الممهدة لاكتشاف اماكن اخرى في المجرة نظراً لسهولة القيام بعمليات الاقلاع هناك بحكم ضعف الجاذبية.
أضف تعليق