بكاء الأطفال هو أمر طبيعي ولكن عندما يصير الطفل كثير البكاء وهذه هي عادته اليومية، حينها يصير الأب والأم في أزمة كبيرة بسبب الصوت العالي لهذا الطفل، وبسبب الأذى الذي قد يحدث لحنجرة الطفل، كما أن الطفل كثير البكاء يسبب الكثير من الإزعاج العصبي والنفسي للآخرين، سواء الأم، والتي غالبًا ما تتعرض للنقض بشدة، وهى لا تمتلك أي حيلة لوقف البكاء، أو للأب، خصوصًا الرجل الذي يحب الهدوء، فصراخ الأطفال قد يجعل بعض الرجال يفقدون صبرهم، وقد تكون ردود فعلهم سيئة على الجميع سواء الأم أو الطفل نفسه، وفي هذا المقال سيتم عرض أهم الأسباب التي قد تجعل الأطفال تصرخ وتبكي باستمرار، ومن خلال هذه الأسباب سيتم عرض كيفية التعامل مع الطفل كثير البكاء .
استكشف هذه المقالة
أسباب بكاء الطفل الرضيع المستمر
الطفل الرضيع لديه أسباب متعددة لأن يعاني من حالات البكاء دون أن يعلم السبب، أو دون أن تعلم الأم السبب، مثل ألم المعدة، وفي هذه الحالة يمكن اختبار الطفل، بأن تضع الأم الطفل من ناحية بطنه على ركبتها ثم تبدأ في هدهدته والطبطبة على ظهره براحة يدها، لو صمت الولد حينها فهو يعاني من المغص، ولو لم يصمت فمن الممكن أن يكون سبب البكاء من الأسباب التالية:
الشعور بالجوع
الطفل الرضيع في أغلبية الأحيان يبكي من أجل الطعام، أو الشعور بالجوع، والذي قد لا تعرفه الكثير من الأمهات، أن الطفل بعد الولادة، لا يأخذ كميات كثيرة من اللبن، لأن معدته تكون صغيرة، ولذلك فكرة أن يرضع الطفل كثيرًا ليس معناها أن الطفل شره، كما أن ثدي المرأة قد لا يفرز الكثير من اللبن حسب طبيعة الأم البيولوجية، ولذلك قد يحتاج الطفل إلى عدد مرات طعام أكثر، حيث تجد المرأة طفلها يبكي بعد الرضاعة فورًا، وهنا عليها أن ترضعه مرة أخرى، أو أن تحضر أداة رضاعة بلاستيكية ويتم وضع لبن صناعي فيها، وإرضاع الصغير من خلالها، حينها كمية اللبن ستكون كبيرة ومشبعة، أيضًا يفضل أن يلامس جلد الطفل جلد أمه، لأن كثير من النساء تغفل عن قيمة حاسة اللمس في وضعية الرضاعة للأطفال، وتقوم بعملية الرضاعة بطريقة سريعة.
بلل الحفاض
أيضًا من أشهر الأسباب التي تجعل الطفل كثير البكاء هو بلل الحفاضة، خصوصًا في الشتاء، لأن الطفل يشعر بالبرد من حالات التسريب التي تحدث له، ولو في حالة البراز فالأمر يكون غير مريح أبدًا، خصوصًا في الصيف، لأن الأمر قد يتسبب للطفل العديد من الالتهابات والتسلخات، وعلى الأم أن تتأكد من نظافة الحفاضة أول بأول خصوصًا في حالات الإسهال، أو الشتاء، لأن الطفل يشرب الكثير من اللبن، وبالتالي سيخرج الكثير من البول.
الجو الحار أو البرد
الشعور بالحر أو البرد، من الأسباب الخفية جدًا على الكثير من الأمهات، وذلك لأن الطفل لا يتمكن من التعبير، ولذلك في أيام الحرارة، قد يحدث والطفل يصرخ صراخ رهيب، في المقابل، يحدث هذا في أيام البرد أيضًا، حينها يفضل أن يتم تحميم الطفل في حالات الحرارة، ولو وجدت غرفة بها مكيف، يمكن أن ينام الطفل فيها، تدريجيًا، سيتقبل الطفل الجو المعتدل، وسينام، أما في البرد فيمكن تشغيل المدفأة، ويفضل عدم اللجوء للملابس الكثيرة لأنها قد تضايق الطفل ولا تجعله مرتاح وهذا سيزيد من حالة البكاء لديه، ولذلك أفضل حل هو المدفأة، ويمكن معرفة أعراض شعور الطفل بالجو، عن طريق لمس قدمه وأطرافه، إذا كان باردة جدًا، حينها الموضوع يشرح نفسه، وفي حالات الصيف لو كان الطفل يعاني من عرق، إذًا الموضوع يشرح نفسه أيضًا خصوصًا أن الحفاضة والعرق يسببان التهابات جلدية شديدة للأطفال.
قلة الاهتمام
هذا السبب مؤثر جدًا في حالة الطفل كثير البكاء ، ربما لا يعلم بعض الآباء قيمة الاهتمام، أو يشعرون أنهم بالفعل يهتمون بطريقتهم الخاصة، سواء من حيث الأكل أو توفير الاحتياجات، ولكن الطفل يحتاج إلى نوع آخر من الاهتمام وهو اهتمام نفسي، وهناك عدد من الآباء الرجال، لا يعلمون قيمة وجودهم مع أطفالهم، ويعتبرون أن وجود الأم يغني عن وجودهم مع الأطفال، أو يعتقدون أن الطفل لا يميز عدم وجوده ما دامت والدته معه، وهذا الأمر غير حقيقي، حيث أن الطفل يميز والده ووالدته من خلال الرائحة، حتى لو لم يعلم كيفية التعبير، ولكن هناك احتياج غريزي من الأطفال تجاه وجود الأب والأم معًا، الأمر يشبع شعور الأمان بالنسبة للطفل، والذي قد يكون سبب في كثرة البكاء.
قلة النوم أو الصداع
الطفل أحيانًا يصاب بالصداع والأرق وهذا يجعله يبكي، وكلما بكى زاد الصداع أكثر، وهذا الأمر لا تعرفه الأم بسهولة، ولكن لأجل أن تتأكد الأم أن سبب البكاء ليس الصداع، يمكن للأم أن تقوم بتدليك رأس الطفل، فلو حدث والطفل بدأ في السكات وعدم البكاء حينها قد يكون السبب بالفعل الصداع، ويمكن للأم أن تستمر في تدليك أقدام الطفل، ورأسه حتى ينعس وينام، ولا يفضل أن تتركه لأنه سيقوم من النوم ويواصل البكاء مجددًا، ولذلك على الأم أن تطمئن الطفل طوال فترة نومه حتى ينام بعمق ويستيقظ بشكل أفضل.
بكاء الطفل بدون سبب في عمر السنة
هناك عدة أسباب قد تكون غير متوقعة بالنسبة للأم أو الأب تجعل الأطفال تصرخ وتبكي بصورة صعبة، خصوصًا بالنسبة للأطفال الكبار الذين يمكن تهدئهم أو التفاهم معهم، مثل البكاء للاعتراض، حيث أن الطفل كثير البكاء بغرض الاعتراض هو طفل عنيد، وهذا الطفل أكبر من الطفل الرضيع ويستطيع الكلام، ولكنه أسوأ بكثير من الطفل الرضيع، لأنه يبكي وهو يعلم أنه يسبب صخب وإحراج لأمه وأبيه، هذا النوع من الأطفال يلزمه تعامل خاص، فلو كان الطفل عنيد فيجب عدم فعل ما يريده، ولكن يلزم حل هذا الأمر في البيت حتى لا يظهر للناس أن الأب والأم قساة والطفل يستغل هذه النقطة ضدهم عن طريق بكاءه، يجب على الطفل أن يفهم أنه لن يفرض رأيه على أبويه، وأن أبويه هم الذين يتحكمون في الأمور، وأنه عليه طاعتهم، بالطبع ليست طاعة عمياء، ولكن على الأقل الطاعة التي تسمح للوالدين توضيح وجهة نظرهم له والتفاهم معه.
طرق التعامل مع الطفل كثير البكاء والصراخ
لو كان الطفل كثير البكاء عن قصد يمكن التعامل معه بإحدى الطرق التالية:
التحفيز والحرمان
من أفضل الطرق العملية هو وضع قانون لمصروف أسبوعي للأطفال، وتهديد الطفل حينما يبكي بأنه لو استمر في البكاء سيحرم من مصروف نصف الأسبوع، هذه الطريقة رائعة جدًا، لأنها تعلم الطفل أن يتحكم في نفسه حتى يحصل على مصروفه، مثلما يلتزم الموظف من أجل مرتبه، سيضطر الطفل أن يلتزم من أجل مصروفه الأسبوعي، ولا يفضل أن يكون المصروف يومي، لإعطاء فرصة للطفل أن يفكر في خطأه، أيضًا في المقابل يجب وضع حافز لحسن التصرف، وحتى لو كان الحافز هو المال، فمع الوقت سيفهم الطفل أن السلوك المحترم والجيد، هو السلوك الذي يستحق المكافأة.
العقاب بعدم الخروج
هناك العديد من الأطفال يهتمون بفكرة الخروج واللعب في الخارج، حينما يكون العقاب هو عدم الخروج من المنزل، سيفكر الطفل أنه يجب أن يحسن التصرف، وأنه كلما أخذ دور الطفل كثير البكاء أضر ذلك بمصلحته الشخصية، وكلما زاد الحرمان، ولأنه أحرج أبويه، سيعاقبانه بعدم الخروج.
تربية الأطفال من أصعب الأمور التي يمكن فعلها بنجاح، خاصة مع الطفل كثير البكاء والطلبات، ولكن مع بعض الاتزان النفسي والذكاء في التعامل وقراءة العديد من الكتب التي تتحدث عن التربية يمكن أن يتفوق الآباء على الأبناء ليتمكنوا من احتوائهم وإرشادهم بطريقة صحيحة في الحياة، والابتعاد تمامًا عن الضرب والإهانة في التعامل مع الطفل.
أضف تعليق