هناك الكثير من المؤسسات المالية والاقتصادية في الدولة التي تُقدم عدد من الأنشطة خاصةً تلك المؤسسات الربحية التي تُحقق مكاسب مادية وتُجني مزيد من الأرباح على مدار العام، حيث تحتاج في نهاية تلك السنة المالية بإعداد تقارير أو حسابات تُوضح نشاط المؤسسة طوال تلك الفترة أو ما يسمى الحساب الختامي ، وما هي نسبة الأرباح والخسائر المادية وبيان وضعها المالي الحالي بكل دقة، وهناك بعض المؤسسات التي تُقدم حساباتها الختامية في نهاية كل عام ميلادي أي في شهر ديسمبر، وهناك بعض المؤسسات الأخرى التي ترتبط بالعام المالي الخاص بها وغالبًا ما يكون في شهر يوليو.
استكشف هذه المقالة
تعريف الحساب الختامي
يتألف الحساب الختامي من حسابات التشغيل الخاصة بالمنشأة مع حساب المتاجرة أي بيان نشاطها التجاري بكّل دقة الذي تم على مدار العام ولكن بدون الدخول في التفاصيل الغير مُجدية حيث يتم فقط ذكر تلك الأنشطة وحساب نسبة الربح أو الخسارة الخاصة بكل جهة من الجهات التجارية أو حسابات التشغيل الخاصة بالمؤسسة، وهناك بعض الشركات تقوم بتخصيص لجنة أو جهة مُختصة بكتابة أو تقديم تلك الحسابات الختامية حيث تُقدمها بكل دقة ومصداقية وتوضح الوضع المالي الخاص بالشركة مهما كان حالته.
وليس هذا فقط بل وتُقدم من خلاله الميزانية العامة للمنشأة من خلال وضع خِطة عامة للعام المُقبل وتقدير حسابات الدائنين والمدينين لكي يتم خصمها من نسب الربح والخسارة، ثم يتم إعداد بعض القوائم المالية وبيان نتائج الأعمال التي تقوم بها الكثير من المنشآت في الدورات المالية المحاسبية مما يضع المُدراء والمشرفين في الصورة بالكامل من حيث وضع الشركة المالية وبيان مراكز القوة والضعف في النشاط التجاري الخاص بها لكي يتم الاستمرار على ذلك النهج في حال كونها تُحقق نجاحات وأرباح مالية كبيرة أو يتم تغيير بعض السياسات بها عند حدوث أي خلل أو حدوث خسائر مالية كبيرة لا قدر الله.
الحسابات الختامية للشركات
أما عن الحساب الختامي الخاص بالشركات فهو يختلف بصورة كبيرة عن الحسابات الختامية الخاصة بالمؤسسات الحكومية حيث تهتم بنسب الأرباح والخسارة بشكل كبير خاصةً عند اعتمادها على بعض الأنشطة التجارية والاستثمارية فيكون هدفها الأساسي الربح، ولذلك عند كتابة بعض الحسابات الختامية الخاصة بالشركات يُفضل البدء بذكر تلك النسب في أول البنود ثم يتم سرد باقي التفاصيل الخاصة بالأنشطة التجارية والوقوف على الأوضاع الحالية لها وعمل بعض المُخططات البيانية التي تُوضع معدل الربح والخسارة على مدار العام.
يتم عمل رسم بياني يُوضح نشاط الشركة طوال الإثني عشر شهر وعمل منحنيات لكي يتم تُوضيح الصورة العامة للميزانية الخاصة بالشركة بعِدة صور مختلفة، وفيما بعد يتم ذكر كافة الدائنين والمدينين في البند الثاني وكذلك رواتب العاملين وبعض الأنشطة التجارية الأخرى التي تشترك بها المؤسسة وتُنفق عليها بصورة مستمرة، وكتابة تقارير أخرى عن بعض الخصومات المقررة على تلك الشركة مثل الضرائب والرسوم وإيجار المخازن التابعة للشركة وغيرها الكثير من النفقات الواجب دفعها على مدار العام.
وليس هذا فقط بل ويتضمن الحساب الختامي عدد من الحسابات الأخرى مثل حساب التشغيل وهو الذي يتم كتابته في نهاية المدة الحسابية بحيث يتم إظهار التكلفة العامة لإنتاج السلع في المُنشأة وتحليل مكوناتها بكل دقة ولكن تُستند على قواعد وأسس علمية سليمة خاص بحساب التكلفة العامة وذلك انطلاقاً من طبيعة النشاط الذي تُمارسه الشركة وتقسيم جهات الإنفاق على أن يكون مرتبط بهيكل ثابت يُقدم كل عام من أجل حصر النتائج بصورة أفضل ويُمكن الاستعانة ببعض الخبراء أو المشرفين الإداريين اللذين يقوموا بقياس الأداء الوظيفي المؤسسة أو الشركة بصورة أفضل وبالتالي تقديم النتائج وتحليلها بشكل متجانس.
ويُساعد حساب التشغيل على إنشاء خط إنتاجي يتم مقارنته كل عام بحيث يُوضح من خلاله نسب الربح والخسارة وأجور العاملين وبعض الخدمات التي يتم الاستفادة منها ولكن الدفع مقابل ذلك، بل وهناك بعض الشركات الأخرى التي تهتم فقط بذلك الحساب الختامي المُعتمد على حساب التشغيل حيث يوصل للمدرين كل ما يحتاجون إلى معرفته من حيث النفقات والإيرادات الخاصة بالشركة، ويتم ترحيل النسب المُتبقية لبعض الحسابات الأخرى ولكنها قليلة الأهمية مقارنة بتلك الحسابات الختامية.
وفي حال رغبتك عزيزي القارئ في إعداد بعض الحسابات الختامية الخاصة بالشركة والتي تتمثل في حساب التشغيل فقط يُمكنك أعداد ملف مُعتمد على عدد من البنود بحيث يتم ذكر نبذة مختصرة عن نشاط الشركة في تلك السنة المالية، ثم يتم ذكر نسبة الربح ونسبة الخسارة في البند الأول وفيما بعد يتم ذكر حسابات الدائنين والمدينين وخصمها من نسبة الربح الأساسية مع ذكر بعض الخصومات الإضافية والنفقات مما يجعل الطرف الآخر على دراية تامة بنسب الربح والخسارة، وفيما بعد يتم ذكر كافة التفاصيل الخاصة بنشاط الشركة في تلك الفترة.
الحساب الختامي في المصالح الحكومية
أما عن الحسابات الختامية الخاصة بالمؤسسات الحكومية فهي مُختلفة نوعًا ما عن تلك التي تتبع الشركات الخاصة حيث تسير على نهج ثابت يتم وضعه من قِبل مجموعة كبيرة من المستشارين والمُحاسبين الذي يمتلكوا خبرة كبيرة في ذلك المجال، ولكنه يختلف من مؤسسة لأخرى وعلى سبيل المثال نجد أن الحسابات الختامية الخاصة بالمؤسسات التعليمية مختلفة تماماً عن الحسابات الختامية التي تتبع المؤسسات التجارية أو المالية، ولكن بشكل عام هناك بعض البنود المشتركة بينهم والتي يُمكن أن يتم سردها في السطور التالية.
تحديد النشاط الفعلي الخاص بتلك المؤسسة وتحديد نسب الربح فقط في البداية بغض النظر عن الإيرادات والمصروفات، وفيما بعد يتم سرد التفاصيل الأخرى مثل نسب الخسارة إذا تواجدت بعض الإيرادات الخاصة بتأجير العقارات أو بعض المؤسسات التابعة لتلك المنشأة والتي تستفيد منها، وفيما بعد يتم ذكر نسبة الأرباح الخاصة بشراء البضائع أو نشاط المؤسسة بشكل عام، ولكن يجب أن تُقدم تلك الكشوف في مواعيد ثابتة مع الالتزام بالتعليمات التي يتم إرفاقها مع تلك الكشوف والتي تقدم من قبل الوزارة أو المؤسسة الحكومية.
ويُمكن أن يتم تقديم ذلك الحساب الختامي على شكل دفتر أو مجموعة من السجلات في حال كون نشاط المؤسسة تجاري حيث يتم ذكر كافة التفاصيل الخاصة بتلك السنة من حيث مفردات الحسابات الجارية أو حسابات المدينين والدائنين ونسب الخسارة التي تمت خلال تلك الفترة، لكي يكون الحساب الختامي شامل لكافة التفاصيل وعلى ممثلي بعض الوزرات في الجهات الإدارية أن يقوم بالأشراف على تلك الحسابات.
وفي النهاية نكون قد استعرضنا معكم في مقال شامل ومفصل عن كيفية إعداد الحسابات الختامية وما هي أنواعها وطرق تحضيرها والفرق بين الحسابات الختامية الحكومية و الحساب الختامي للشركات وجميع التفاصيل التي تهم المشرفين أو الإداريين على أسس علمية سليمة يتم اتباعها من قبل كبرى المؤسسات الحكومية أو التابعة للشركات الخاصة.
أضف تعليق