يعتبر السحر شر الموبقات، وأكبر الكبائر، لذا استحق مرتكبها لعنة الله والملائكة والناس أجمعين في الدنيا ويوم القيامة، و علاج السحر من الأمور التي باتت تشغل دوائر بحث فئة عريضة من الناس، فظاهرة السحر عاودت الانتشار من جديد، ويلجأ إليها بالتساوي السادة والعامة، ومن المؤسف أيضًا أن علاج السحر أصبح مهنة من لا مهنة له، فأصبحنا نرى معالجين لا بصيص لهم من علم شرعيّ، ولا يظهر عليهم سمت يُنبأ بقربهم من الله وشريعته، فقد تحول علاج السحر لتجارة، وقد أصبح العلاج بابًا للاستغلال في أقبح صوره. ومن المؤلم أن نرى قطعانَا بشرية تسعى إلى الكهان والمشعوذين، طالبين كشف الضر وإبراء المرضى من المس والسحر، مع تحمل كل التكاليف المالية الباهظة، وفي مقابل ذلك لا يحصلون إلا على وهْم باطل، والحل كله بين أيديهم دونما حاجة لهؤلاء المستغلين، فالحل كله في دين الله وسنة نبيه أكرم الخلق أجمعين.
استكشف هذه المقالة
تعريف السحر لغةً واصطلاحًا
يُعرَّف السحر على أنه عمل يقوم به الإنسان ليتقرب إلى الشيطان، وقالوا أنه عمل يهدف إلى التمويه بالحيل فيُخيّل للمسحور أن الأشياء على غير حقيقتها، كالذي يرى السراب من بعيد فيُخيّل إليه أنه ماء، وهو مشتق من سحرت الصبي إذا خدعته”، أما علماء النفس فقالوا: “السحر قدرة متفوقة على الإيحاء، يستطيع من يملكها نقل أفكاره وتصوراته إلى عقول الآخرين فيرون ما يريد لهم أن يروه”. وخلاصة القول إن السحر عبارة عن اتفاق بين الساحر والشيطان ليفعل الساحر المحرمات، وفي المقابل يحصل على مساعدة الشيطان.
أنواع السحر
ينقسم السحر إلى ثلاث أقسام أساسية هي:
سحر التخيل
يُستخدم فيه عنصران هما: سحر العيون والاسترهاب، وهذا النوع هو عين الحقيقة في قصة المبارزة بين موسى عليه السلام وسحرة فرعون، حيث أنهم جعلوا أعين الناس ترى أشياء غير حقيقية وكأنها حقيقية، لذلك رأى قوم موسى الحبال والعصي تمشي كالحيات، في حين أنها ثابتة جامدة في مكانها، ولكن قوة خداع العين والتمويه وخطف الأبصار مع التأثير بالخوف أثر في خيالهم فأصبحوا تحت سيطرة الساحر.
سحر التأثير
هو من أهم أنواع السحر وأكثرها انتشارًا بين الناس وأشدها ضررًا على المسحور في دينه وعقله وبدنه وقلبه، وهذا القسم من السحر ناتج عن مجموعة من العزائم والرُقى والعقد والطلاسم الشيطانية، حيث يتفق الساحر مع الشياطين لتنفيذ أوامره بما يضر الأشخاص الذين يحددهم الساحر للشيطان، وهذا القسم يندرج تحته كل الأنواع المعروفة كسحر التفريق وسحر المحبة وسحر الجنون وسحر الخمول وسحر تعطيل الزواج وسحر الهواتف.. إلخ.
سحر المجاز
هو الذي يُستخدم فيه الحيل الكيميائية وخفة لخداع الناس والكذب عليهم، وعادةً ما يمارسه الذين يشتغلون بالسيرك، كما أن السحرة والمشعوذين يستخدمونه لتضليل الناس في أنهم قادرون على فعل كل شيء وهو لا يتعدى علمهم بخواص المواد الكيماوية فقط.
علاج السحر بالقرآن
أمرنا الله جل جلاله بفعل الخيرات ونهانا عن المنكرات، إلا أن هناك أناس لم يعتبروا لعظمة الله، ولم يمتثلوا لما أُمروا به ولم ينتهوا عما نُهوا عنه، فخرجوا عن الفطرة الإنسانية السليمة، واتجهوا لفعل أنكرته كل الشرائع السماوية وحاربته، ألا وهو السحر.
ثبت في القرآن الكريم وكذلك في السنة النبوية المطهرة أن آيات الله تعالى فيها شفاء ورحمة، ومن العلماء من يقول إن المقصود بالشفاء هنا هو الشفاء المعنوي، أي الشفاء من الشك والشرك والفسق والفجور، ومنهم أيضًا من يقول بل المقصود الشفاء المعنوي والحسي معًا. ودليل الفريقين في هذا الصدد هو الحديث الذي صححه الألباني بأن عائشة رضي الله عنها حينما كانت تعالجها وترقيها امرأة ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر المرأة بأن تعالجها بكتاب الله.
ومن هنا يمكننا القول أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُخصص آيات معينة، أو سورًا محددة، بل أمر بأن تكون الرقية بكتاب الله كله، أي أن كتاب الله كله شفاء للناس من كل العلل والأمراض كالسحر والمس والحسد، وحتى للأمراض العضوية أيضًا.
علاج السحر بالأعشاب النبوية
إن أعظم علاجات السحر القرآن الكريم والرقية الشرعية، جنبًا إلى جنب معها توجد بعض الأعشاب والمركبات الطبيعية التي أمرتنا السنة النبوية بالإكثار منها لما فيها من عظيم الفائدة في علاج السحر والحسد والعين، ولما لها من قدرة على إضعاف الشياطين خصوصًا بعد النفث عليها بآيات الله والرقية الثابتة شرعًا.
عسل النحل
حثت السنة المطهرة على العلاج بالعسل لما فيه من خصائص الشفاء للأمراض العضوية وكذلك الأمراض النفسية، لذلك عسل النحل الطبيعي أحد تلك العلاجات الطبيعية المستخدمة مع علاج السحر وخلافه.
التمر
في الحديث الشريف أن من استهل يومه بتناول سبعة تمرات عافاه الله من السم والسحر، وخص النبي الكريم عجوة العالية (منطقة في المدينة المنورة) بالذكر في حديث آخر وبيّن أنها ترياق أول البكرة أي أول النهار، لذا هي أحد عوامل علاج السحر بإذن الله.
ألبان البقر
التجربة العملية أثبتت أن غالبية مرضى السحر يكرهون شرب اللبن الطازج، لذا حث النبي في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده بشرب لبن الأبقار؛ لأنها تشفي من كل داء.
الحبة السوداء
ويُقصد بها حبوب الشونيز وحبة البركة والكمون الأسود والقحطة، والحبة السوداء لا أكثر من الأحاديث النبوية والآثار التاريخية الطبية على قدرتها في العلاج، من هنا هي واحدة من الأعشاب الطبيعية المفيدة في علاج السحر، علمًا بأنها تُستخدم كما هي أو بعد الطحن.
السنا
هي عُشبة معروفة عند الأطباء، ويستخدمونها كمُلين، كما أنها تقوي القلب وتدفع الوسواس السوداوي القهري والصداع والبثور والحكة والصرع، وقد ورد في الحديث الشريف أنها شفاء من كل داء إلا الموت، لذا يُنصح باستعمالها عند علاج السحر. وأنسب طرق استعمال السنا وضع 20 جم منها على لتر ماء، ويُضاف قليل من الكمون الأخضر والتمر الهندي والحبة السوداء وزهرة البنفسج، ثم يُغلى المخلوط على نار هادئة، ثم يُصفى ويُشرب على معدة فارغة.
القسط أو الكست الهندي
قد ورد فيه حديث شريف أيضًا، وهو عبارة عن عود يأخذ شكل المسواك، يُسحق ويُستعمل عن طريق الاستنشاق بالأنف، كما يمكن سف مقدار ملعقة صغيرة من القسط الهندي يوميًا وهذا أنسب في علاج السحر المطعوم.
كيفية علاج السحر المأكول والمشروب
قد يتعرض المسحور لتناول العديد من السحر في المأكول والمشروب، حيث يقوم السحرة بدس التركيبة السحرية في طعامه وشرابه، فتمتزج المادة السحرية بالطعام والشراب، وبهذا يصبح الطعام والشراب جزءًا من التركيبة السحرية. وسحر المأكول والمشروب بطبيعته سحر مركب، فإما أن يكون قد أضافها سحرة الجن، وإما أن تكون مواد إنسية مارس عليها الساحر تعاويذه، وإما الاثنين معًا. وقد يتناول المسحور كميات كبيرة من المواد السحرية ولمرات متتالية، فتتراكم داخل معدته الأسحار في كل مرة، وهو ما يزيد الأمر تعقيدًا.
وأهم علامات السحر المأكول والمشروب هو امتلاء المعدة بشدة من مجرد صحن طعام أو كوب ماء مع استمرار هذا الامتلاء رغم عدم تناول كميات كبيرة أو عدم تناول شيء من الأساس بعد تلك الوجبة المسحورة، ويرجع ذلك إلى أن مهمة حراس السحر هي الاحتفاظ بالطعام والشراب المسحور في المعدة ومنعه من التسرب سواءً في الدم أو بخروجه مع البول والبراز.
وعادةً ما يحاط السحر المأكول والمشروب بكم كبير من أسحار الإخفاء والربط للحفاظ عليه، لذلك تضعف الأسحار المحيطة بالسحر المأكول والمشرب أثناء جلسة الرقية الشرعية وقد يبطل أجزاء منها، إلا أنه طالما أن سحر المأكول والمشروب مازال موجودًا في الجسد، فإنه لم يبطل بعد.
من هنا كان علاج سحر المأكول والمشروب بصورة نهائية يتفرع إلى إجرائيين تنفيذيين هما استئناس السحر المأكول والمشروب أي نقله من عالم الجن إلى عالم الإنس، فيشعر المريض وقتها بالغثيان ورغبة في القيء وتظهر فعليًا علامات الانتفاخ على بطن المريض الممتلئة بالمواد السحرية، والانتفاخ هنا دليل على ظهور الأسحار دفعة واحدة داخل المعدة، والإجراء التنفيذي الآخر هو مساعدة المريض على القيء حتى يُفرغ ما في معدته كله من مواد مسحورة، وقد يحتاج العلاج بهذه الطريقة عدة جلسات.
ما يلزم القائم بعلاج السحر للتخلص من الآثار نهائيًا
ترديد أدعية إبطال أسحار الإحفاء مع ترديد آيات إبطال السحر، الدعاء بإبطال أسحار الربط مع ترديد آيات إبطال السحر، الدعاء باستئناس الأسحار المأكولة والمشروبة، الدعاء بإبطال السحر المأكول والمشروب مع ترديد آيات إبطال السحر، نسف الأسحار بعد إبطالها بترديد الآيات من 105 إلى 107 من سورة طه.
علاج السحر بالسدر
ذُكر السدر (النبق) في أكثر من موضع بالقرآن الكريم والسنة الصحيحة، وجاء ذكره دائمًا في مواضع ذات رفعة وشأن لذلك تهرب وتفزع منه الشياطين. والجدير بالذكر أن نبات السدر له عدة أسماء مثل عرج، زجزاج، زفزوف، اردج، غسل، نبق وهذا يُطلق على الثمار بصفة خاصة، وموطنه الأصلي بلاد العرب وإفريقيا.
والسدر من أشجار الجنة التي يستظل بها أهل اليمين والتقوى، وهذا بنص القرآن الكريم، أما الأحاديث النبوية الشريفة فهي من الكثرة والصحة ما يحتاج لمجلدات للذكر والشرح والتفصيل. من هنا كان لشجرة السدر استخداماتها الكثيفة في علاج السحر والمس والعين، وخاصةً سحر ربط الرجل عن زوجته وهو ما أكد عليه ثلة من علماء العصر منهم الشيخ ابن باز والشيخ ابن جبرين وطرق الاستخدام في هذا الباب شتى ولكن أبرزها: طحن سبعة ورقات من شجرة السدر ثم وضعها في إناء، يُصب عليها كمية من الماء تكفي للغُسل، يُقرأ على الماء والسدر سور الفاتحة وآية الكرسي وسور الإخلاص والفلق والناس ويشرب المريض من الماء 3 جرعات بسيطة ثم يغتسل بالباقي.
علاج السحر المتجدد
السحرة هم أكثر الناس ظُلمًا وكُفرًا وعدوانًا وفسادًا؛ لأن السحر في ذاته لا يصلح إلا عند استخدام كل ما هو نجس من القول والفعل والأدوات وحتى التفكير. ومقاومة الفساد لا تكون بفساد مثله، ولا دفع الضُر يسمح بضرر شبيه، من هنا كانت حلولنا وطريقتنا في علاج السحر مستندة على ما شرعه المولى سبحانه ورسوله الكريم. وبعض من أهل الشر والفساد هؤلاء يسعون إلى تجديد السحر بصورة تلقائية على المسحور، إما بسحر متجدد سفلي فيكون الشيطان حينها متعلق بمادة السحر وتتجدد وتنشط من حين لآخر، وإما بسحر نجمي أي مرتبط بالنجوم وأيام معينة في الشهر ما لم يقوم الساحر أو المعالج بفسخ الارتباط.
علاج السحر المتجدد بكلا نوعيه يكون بالفصل التام بين السحر والمسحور، وبعدها يمكن طرد الشيطان الموكل بالتجديد عن المريض، وهنا يتحتم على المريض الالتزام بعدها بالتحصن بالأذكار والأوراد وقراءة القرآن، مع كثرة الدعاء وسماع وترديد أذكار الصباح والمساء وقراءة الرقية الشرعية خصوصًا قبل النوم، وأيضا قراءة سورة البقرة كاملة مرتين في اليوم بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر، إلا جانب تكثيف استعمال طريقة أو أكثر من العلاجات الطبيعية المذكورة آنفًا.
وطالما السحر متجدد بما يوضح رغبة متأصلة ومتكررة في إلحاق الأذى والإصرار على ذلك، فلا بد من الاستمرار على العلاج إلى ما لا نهاية، مع الاستمرار في الإصرار والتحدي والصبر على الابتلاء.
علاج السحر المدفون
هو أخطر أنواع السحر، ولا بد وأن يكون الساحر القائم به قذرًا أو قُل شيطانًا ملعونًا في صورة بشر، وطريقة عمله باختصار هي تحديد ملك الجان لنوع جسم الشخص المراد سحره من حيث أنه حارًا أو يابسًا أو رطبًا، ثم يُضاف اسم الشخص واسم والدته إلى نوع من الأعشاب مضاد لنوع الجسم، ويُلف مع ورقة مكتوبة ويُدفن.
أعراضه
وجع وصداع شديد في الرأس، عدم استقرار في العينين، شرود ذهني وعدم تركيز، ترك الأشياء المحببة والملذات الحسية، الضعف العام، الاختناق أثناء النوم، رؤية المقابر والأموات بكثرة في المنام.
طريقة العلاج
معرفة مكان السحر واستخراجه، وهذا في نص الحديث المتفق عليه عن السيدة عائشة رضي الله عنها حين سحر لبيد بن الأعصم نبينا الكريم ورمى سحره في بئر ذروان، فجاء ملكان وأخبرا النبي بمكانه وأُبطل. لهذا قال ابن القيم -رحمه الله- في زاد المعاد: “استخراج السحر وتبطيله هو أبلغ علاج”.
أما إذا تعذر ذلك فيلجأ المريض إلى المداومة على الذكر والدعاء والرقية الشرعية وقراءة القرآن الكريم، فمن الوارد أن يمُن الله تعالى على المسحور برؤيا يراها ويعرف من خلالها مكان السحر بعد إلحاحه في الدعاء.
علاج السحر المرشوش
تعريفه
من الأسحار السهلة التنفيذ في حق المسحور، وفيه يطأ بقدمه الشخص المقصود والمستهدف بالسحر، حيث يقوم الساحر بإعداده على ما يسهل رشه كالماء أو البودرة أو العطر ونحوه، ثم يُرش في مكان يعتاد الشخص المستهدف على السير عليه. وعادةً ما تكون المادة المرشوشة قد قام الساحر بالتعزيم عليها بمجموعة من التعاويذ السحرية الشركية لجلب خادم هذا النوع من السحر.
أعراض السحر المرشوش
آلام شديدة في الساقين والقدمين، قد تتطور آلام القدمين والساقين إلى تورمهم، مع العلم أن المراجعة الطبية لهذا الورم لا تُثبت عِلة صحية مسببه له، حرارة شديدة أو برودة شديدة في القدمين والساقين. ظهور كدمات لا مسبب لها، حيث يُلاحظ ظهور مفاجئ لكدمات شديدة في بعض أجزاء القدم والساق، وفي العادة يميل لونها إلى الأخضر أو الأزرق المائل للأسود، اختفاء ما سبق ذكره من أعراض بشكل مفاجئ، ثم عودتها مرة أخرى بشكل مفاجئ أيضًا.
الخوف المستمر ودوام رؤية الأحلام والكوابيس المزعجة، رؤية خيالات وأشباح حال اليقظة، ظهور كثيف لأنواع مختلفة من الحشرات مثل النمل والصراصير والدود والوزغ (البرص) والفئران في منزل المسحور، ظهور تصدعات وتشققات مجهولة المصدر في جدران وسقف المنزل، استمرار الخلافات بين أفراد المنزل حتى مع الوضيع من الأسباب.
علاج السحر المرشوش
علاج السحر المرشوش يتم عبر عدة خطوات تنفيذية هي:
- اللجوء شعوريًا وعقديًا إلى الله سبحانه وتعالى والاعتماد والتوكل عليه وحده، عدم تعجل الشفاء، لذا على المريض التحلي بالصبر والعزيمة والإرادة والثبات، تفويض الأمر كله لله سبحانه وتعالى حتى يتم شفاءه ونعمته، المداومة على الاستماع وترديد الرقية الشرعية الثابت صحتها بالكتاب والسنة الشريفة، المداومة على أذكار الصباح والمساء في مواعيدها المحددة، تلاوة القرآن الكريم يوميًا.
- غمر مناطق الألم والتورم في القدمين والساقين في ماء ساخن نسبيًا لمدة ساعة يوميًا، مع ضرورة أن يقرأ على الماء بعد غليه مباشرة الرقية الشرعية وآيات السحر وآيات الشفاء، كما يمكن إضافة كمية من الملح، ومن المفضل أن يكون من النوع الصخري، وبالتزامن مع الغمر يستمع المريض للرقية الشرعية وآيات من القرآن الكريم.
- دهان مواضع الألم والتورم بزيت الزيتون المُضاف إليه 5 ملاعق صغيرة من الكست الهندي المطحون، و3 ملاعق صغيرة من حبة البركة المطحونة، ويتم الدهان بعد قراءة الرقية الشرعية على المخلوط كله، كما يفضل أثناء الدهن والتدليك ترديد الأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- دهان مناطق الألم بالمسك الأسود بعد قراءة الرقية الشرعية عليه، تخضيب القدمين والساقين بالحناء، ولا بد من قراءة الرقية الشعية على الحناء قبل استعمالها، والحناء لها أدلة قوية في السنة المطهرة تشير إلى قدرتها على شفاء القدم من الآلام، وأشهر الأدلة حديث سلمى امرأة أبي رافع -رضي الله عنها- والذي صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
- رش زوايا البيت وأركانه والسقف والأرض والأبواب والنوافذ وعتباتها والأثاث والعتبة الخارجية بماء مضاف إليه ماء الورد والملح الصخري وخل التفاح، ومرقي بالرقية الشرعية وآيات السحر وآيات الشفاء.
علاج السحر المرشوس بالحجامة
ومن أفضل طرق علاج السحر المرشوش الحجامة، حيث أنها تقضي عليه نهائيًا، كما أنها تعتبر السبب الرئيسي للشفاء من السحر، خصوصًا إذا ما أُدمجت مع برنامج شامل وكامل لعلاج السحر، فالحجامة بالتجربة العملية تمثل 60 بالمائة من علاج حالات السحر المرشوش. وللحجامة مواقيت شهرية لا بد من الالتزام بها، وهي أيام 17 أو 19 أو 21 من الشهر الهجري، وإذا لم ينتهي السحر نهائيًا يمكن تكرار الحجامة كل 15 يوم حتى يبطل السحر تمامًا.
كما أن للحجامة مناطق جسدية خاصة تساعد على فك السحر المرشوش، هذه المناطق هي الفخذين، الركبتين، الساقين، الكعبين، ظهر القدمين، عند الإصبع الأكبر للقدمين ومحيطه. وللحجامة اشتراطات قبلية يجب تحضيرها، مثل: تناول القسط الهندي المطحون لمدة أسبوع قبل الحجامة بواقع نصف ملعقة لثلاث مرات يوميًا، مع شرب الماء أو تناول ملعقة عسل نحل معه، وذلك لتفعيل دور القسط الهندي في خروج مادة السحر أثناء الحجامة.
ويوم تنفيذ الحجامة لا بد قبلها من الاغتسال ودهن مناطق الألم بما ذُكر، وقراءة القرآن وسماع الرقية الشرعية بشكل مكثف.
كيف أفك السحر بنفسي؟
يمكن فك السحر دون اللجوء إلى الغرباء من خلال المداومة على الخطوات التالية لمدة تصل إلى 21 يوم متصلة، وبعدها بمشيئة الله سيكتب الله الشفاء الكامل من كل أنواع وأشكال وصور السحر، وهذه الخطوات هي:
- التحلي بالمثابرة والصبر وعدم اليأس، اليقين التام بأن الشفاء بيد الله تعالى، اليقين التام بأن القرآن الكريم أقوى من كل بلاء وأقوى من كل مرض، المداومة على قراءة ما سنذكره مع التركيز الشديد عند القراءة، وهذه السور والآيات ما يلي:
- سورة الفاتحة، أول خمسة آيات من سورة البقرة، آية الكرسي، خواتيم سورة البقرة، آيات السحر في سورة الأعراف وسورة يونس وسورة طه، الثلاثة آيات الأخيرة من سورة المؤمنون، سورة يس كاملة، أول عشرة آيات من سورة الصافات، آخر ثلاثة آيات من سورة الحشر، أول عشرة آيات من سورة الجن، سورة البروج كاملة، سورة الزلزلة، سورة الضحى، سورة الشرح، سور الإخلاص والفلق والناس ثلاث مرات.
- بعد قراءة ما سبق يضع المريض يده على صدره ويردد أدعية الشفاء التي يصح سندها من الأحاديث الشريفة. وبعد الانتهاء من الرقية على النحو المذكور، تُقرأ بعض من الآيات المذكورة مع النفث بها على زيت الزيتون، ثم يُدهن به كلًا من الجبين والصدر وأماكن الوجع قبل النوم.
- من طرق علاج السحر الذاتية أيضًا نفث نفس الرقية على عسل السدر، ثم تناول ملعقة كبيرة منه صباح كل يوم على معدة فارغة، التعود على شرب الماء المرقي ببعض الآيات المذكورة، الاغتسال بماء وسدر بعد القراءة عليه مرة يوميًا.
- والجدير بالذكر أن المسحور سيشعر في البداية بتعب شديد، ضيق في الصدر، ملل، عدم تركيز، نسيان، كما سيتبدل مزاجه ليصبح سريع وحاد الانفعال، وكذلك ستراوده في البداية وبشكل غزير الكوابيس والأحلام المزعجة، إلى جانب آلام في المفاصل واحمرار عام في الجسم كله، وكل هذه الأعراض نوع من مضايقة الشياطين والجن له حتى تُثنيه عن علاج السحر، لكن مع مرور الأيام ستتلاشى هذه الأعراض تدريجيًا ويصل المريض إلى التعافي التام بإذن الله.
تنويه هام
نلاحظ أن السحر مهما اختلفت أنواعه يحمل خطرًا كبيرًا على صحة الشخص سواءً الأشخاص الذين يعملون بهذه المهنة القذرة أو من يلجئون إليهم لإيذاء البشر أو من نالهم السحر، ونرى حولنا نماذج كثيرة دالة على هذا، من أشخاصٍ ضعف إيمانهم وسلكوا طريق الدجالين لإيذاء غيرهم بعمل الأسحار وابتلاهم الله في أبدانهم وأهلهم عقابًا لهم في الدنيا فضلًا عن عقابه في الآخرة، وغيرهم ممن طالهم السحر من قبل أحد شياطين الإنس منهم من فقد عقله أو نظره ومنهم من فقد بيته وأسرته وتبدلت حياته لجحيم، ومنهم من أصبح يُعاني من الأمراض الخطيرة كالسرطان وغيره عفانا الله وإياكم.
ونود أن ننوه إلى أن الساحر لن يضر بشيء إلا إذا كان الله تعالى قد كتبه وقدره على الفرد، فالدنيا كلها بخيرها وشرها تسير بقدرة الله وحكمته.
وننوه أيضًا إلى أن فعل الخيرات والالتزام بشرع الله وسنة نبيه أحد أدوات مقاومة السحر من قبل الإصابة به، كما أنه أحد أسباب الشفاء منه إن قدر الله ووقع السحر، لذا لا أسلم في علاج السحر والتحصن منه من الأساس إلا بالمحافظة على الفروض عامة والصلوات الخمس بصفة خاصة، إخراج الصدقات، الإكثار من النوافل، تجنب أكل الحرام، تجنب اللهو المحرم وعدم سماع الفُحش من القول والأغاني الماجنة، المداومة على ذكر الله بالقلب واللسان، إتباع الهدي النبوي في الشئون اليومية مثل البسملة قبل تناول الطعام والشراب والاستعاذة قبل دخول الخلاء والمحافظة على أذكار الصباح والمساء وقيام الليل.. إلخ، مع ضرورة تلاوة القرآن الكريم بصفة يومية ويا حبذا لو حُفظ ما تيسر منه، وكذلك سماعه في المنزل على مكبرات الصوت يوميًا والأفضل أن تُتلى سورة البقرة في المنزل، المداومة على الرقية الشرعية لكل أفراد الأسرة حتى مع عدم إصابة أي أحد منهم بأمراض أو سحر أو مس أو حسد.
وأخيرًا يجب على المريض اتباع الطرق الشرعية المباحة في العلاج، وعدم الانسياق وراء طرق ومعتقدات الجهلة والدهماء، وذلك تجنبًا للوقع في الشركيات والمعاصي، لذلك من الضروري سؤال أهل العلم عن مشروعية كل ما يستخدم في العلاج. شفا الله وعفا عامة خلقه، وأذهب عن الجميع شر السحرة وأبطل أعمالهم وجعل كيدهم في نحورهم.
أضف تعليق