بداية نحب أن نقول أن الاعتذار عن خيانة الشريك ليست حلا فعالا معظم الأوقات خصوصًا أن الخيانة فعل قاسي يتطلبه الكثير من وجود صفة الصفح والمغفرة لدى الطرف الآخر حتى نقول أنه يستطيع فعل هذا وتناسي الموقف كأن شيئا لم يكن لكن على أي حال ومهما كان الوضع فإننا نحاول أن نكتب هذه السطور لعلها محاولة ناجية من أجل الاعتذار عن هذه الفعلة المشينة وعلى أي حال ربما تلقى أثرا في نفس الطرف الآخر ويغفر لك، لذلك فكرنا في الكتابة عن الكيفية التي يمكن من خلالها أن يكون الاعتذار عن خيانة الشريك فعالا وذو أهمية.
استكشف هذه المقالة
كيف يمكن أن يكون الاعتذار عن خيانة الشريك فعالا؟
الاعتراف الكامل بالخطأ والندم عنه
أهمية الاعتذار يأتي من خلال الاعتراف بالخطأ، وعدم الاعتراف أو المراوغة أو محاولة التهوين من أهميته وأنه ليس بالأمر الكبير الذي يجب أن تغضب من أجله كل هذا الغضب سيجعل الاعتذار تحصيل حاصل لأنك بالأساس لا تقدر حجم الخطأ الذي فعلته بالتالي سيكون الاعتذار عن خيانة الشريك ليس اعتذارا في جوهره، بل مجرد فعلا صوريا الهدف منه إنهاء المسألة فحسب.
عدم سوق مبررات
لا يمكن أن يكون اعتذار الشريك عن الخيانة فعالا طالما سقت مبررات أو أعذار، لا يمكن تفهم أبدا الخيانة في أي سياق سواء ضعف أو خذلان أو انعدام ثقة أو أي شيء، أي مبرر أو عذر للخيانة سيزيد الأمر سوءا وسيضعف فرصتك في المغفرة، بالتالي لا يمكن لأي إنسان أن يفهم أهمية الاعتذار عن خيانة الاشتراك دون أن يكون هذا الاعتذار مقرونا بالاعتراف الكامل التام بالخطأ دون تقديم أعذار أو سوق مبررات، وقتها حقا الاعتذار سوف يلقى أثرا خصوصًا مع وجود الندم الصادق والحقيقي.
كيف تستطيع كسب ثقة الشريك مرة أخرى؟
الخيانة تضرب الثقة في مقتل، وأهمية الاعتذار عن خيانة الشريك تكمن في هدفها وهو استعادة الثقة مرة أخرى، الثقة تكون ممنوحة في البداية بشكل مجاني، أما الآن فأنت ستقوم باستدعائها بعد أن ذهبت لعدم صلاحيتها لأنك لست الشخص المستحق للثقة، بالتالي عليك فهم هذه النقطة جيدا أن الأمر ليس سهلا على الإطلاق.
تلقي العقاب دون كلل
هل الاعتذار عن خيانة الشريك كفيلة وحدها باستعادة ثقته؟ بالطبع لا، كما قلنا فإن الندم وطلب الصفح والمغفرة إلى جانب الاعتذار وفي نفس الوقت وضع نفسك تحت تصرفه بالكامل يستطيع أن يوقع عليك العقاب الذي يشاء وأنت تتلقى هذا العقاب صاغرا دون أي جدال، حقيقة حينما يجد شخصا ما كل هذا الإصرار على طلب الصفح والمغفرة وقتها سيكون الأمر مقبولا.
الإلحاح
عليك بالإلحاح المتواصل، لا تقوم بالاعتذار مرة واحدة فقط فتواجه بالرفض والنفور فتيأس وتبتعد، اعتذر مرة ومرتان وعشر مرات، لا تظن أن الأمر سهلا، لا تظن أنك اصطدمت به بالخطأ، فالاعتذار مرة واحدة تكفي، عليك ألا تيأس.. كلما أغلق في وجهك الباب اطرقه مرة أخرى، اطرق النوافذ، اصعد على الأسطح، لا تترك وسيلة للاعتذار إلا وتفعلها، الخيانة جريمة كبرى وهي تقوم بتمزيق العلاقة وهدمها من أساسها، وبالتالي يجب أن يكون الاعتذار قويا وملحا أيضًا على مستوى هذه الجريمة.
كيف تتأكد من صدق ندم الشريك بعد الخيانة؟
لا يمكننا إعادة ما كتبناه في السطور السابقة حول الاعتذار عن خيانة الشريك وكيفية استعادة ثقته مرة أخرى بإبداء الندم والاعتراف بالخطأ دون سوق مبررات أو أعذار، بمعنى لا يمكننا أن نأتي عند الطرف الضحية ونقول له اقبل بالاعتذار عن الخيانة إذا فعل الطرف الآخر هذا، ولكن نقول اتبع حدسك دائما، ولكن هذه المسألة لها جانبان، جانب موضوعي وجانب عاطفي:
الجانب الموضوعي
يتلخص في الأشياء التي تحدثنا عنها، الاعتراف بالخطأ، الندم عليه، عدم سوق مبررات له. إن قام بهذه الأشياء فهو بالفعل شخص قطع نصف المسافة في طريقه إلى الغفران، يتبقى لدينا الشق الآخر، وهو الشق العاطفي.
الشق العاطفي
الشق العاطفي هو دائما ما يشي به حدسنا نحو الأمر، في الغالب يظهر على الشخص هل هو نادم فعلا وصادقا فيما يقول أم أنه مجرد شخص يدري من أين تؤكل الكتف؟ ربما قرأ هذا المقال وحفظه جيدا وطبقه لكن بدون اعتقاد حقيقي نابع من داخله وهو معتقد به حقا.
في النهاية إن خانك هذا وذاك اسأله هل يقترن المغفرة بالعفو؟ بمعنى قد تغفر له ولكن لا يعني هذا عودة العلاقة إلى مسارها مرة أخرى، إن وافق على هذا فهو يهمه المغفرة مرة أخرى، أما إن لم يوافق فهذا يعني أنه لم يكن سوى شخص يحاول إنهاء المشكلة فحسب بأي وسيلة، لكن في النهاية فلنتبع حدسنا.
ما بعد الخيانة الزوجية
الخيانة الزوجية ضرب من ضروب الخيانة المضاعفة لأن هناك زوج يترك زوجته أو زوجة تترك زوجها تحت أي مبرر وتذهب لتقيم علاقة جانبية بعيدا عن الأنظار، الأمر كله سخيف وباعث على الضيق، ولكن في حالة حدث اعتراف تبعه الاعتذار عن خيانة الشريك فيجب أن نسأل أنفسنا: “هل نقبل أن نعيش مع هذا الشخص مرة أخرى؟” الخيانة ليس فيها ضغط تحت أي شكل، إن كان الحب بينكما قويا وأنت تعلم أن هذا الشخص لديه من الرصيد ما يسمح له باغتفار هذه الزلة أم لا، ولكن الكثير من الناس ومنهم كاتب هذا المقال مهما كان مبرر الخيانة ومهما كانت مكانة هذا الشخص الخائن فإنه لا يقبل أبدا أي تعامل، ولو كان متزوجا وحدثت الخيانة فإنه لا يقبل أي حديث بعدها أو أي تعويض مهما كان.
معاملة الزوج بعد الخيانة
في حالة اعتذار الشريك عن الخيانة لاسيما إن كان هذا الشريك هو الزوج فإن معاملته يجب أن تكون معاملة الزوج بعد الخيانة غير طبيعية، يكون هناك الكثير من التوتر بها، عدم رجوع المياه لمجاريها، يجب أن يشعر أن الأمر لن يمر بالاعتذار أو أي شيء من هذا القبيل، شهر على الأقل حتى تعود الحياة تصفو بينكما، لا ينبغي بالطبع تذكيره بخطيئته كل يوم، ولكن يجب أن يكون هناك نوع من أنواع التعامل الجاف قليلا، حتى يفكر ألف مرة قبل أن يقرر الخيانة، رغم أن من في طبعه الخيانة فإنه أبدا لن يفكر في أي شيء طالما أقدم عليها، ومن في طبعه الإخلاص فإنه سيظل طوال عمره مخلصا مهما كانت المغريات.
الاعتذار عن خيانة الشريك من الأمور التي تستلزم منا اعتقاد بكبر حجم الخطأ الذي ارتكبناه ومن ثم الاعتراف به دون مبررات أو أعذار، اعتراف مدرك لحجم الكارثة التي اقترفناها، ومن ثم تقديم أي شيء في مقابل نيل الصفح والغفران.
أضف تعليق