ليست ممارسة الأطفال الرياضة من الأمور الهامشية التي تعد قليلة الأهمية؛ وإنما هي أمر ضروري في يومنا هذا؛ وذلك نظرا للأثر المحمود الذي تتركه في نفوس أبنائنا وبناء مجتمعاتنا. والحقيقة أن ممارسة الأطفال الرياضة لها من الفوائد الكثير والكثير. ولعل إلمامنا ببعض من هذه الفوائد أو كلها يجعلنا ننظر للرياضة نظرة مختلفة ونوليها اهتماما جيدا. ومن خلال كلمات هذا المقال نقدم لكم أهم الأمور المتعلقة بممارسة الأطفال الرياضة ؛ من حيث الأهمية والكيفية التي من خلالها نختار لأبنائنا ما يناسبهم ويتماشى معهم؛ فتابعوا القراءة.
استكشف هذه المقالة
أهمية الرياضة للأطفال
قد يعتقد البعض أن أهمية ممارسة الأطفال الرياضة تنحصر في التأثير الإيجابي لها على الجسم والصحة العامة؛ غير أن هناك الكثير من الفوائد الأخرى التي تعود على الطفل والأهل في آن واحد. ومن أهم فوائد ممارسة الأطفال الرياضة ما يلي:
- بناء شخصية الطفل وتعويده على الاعتماد على النفس في المواقف الصعبة.
- تعزيز ثقة الطفل بنفسه عندما يجد أنه لديه القدرة على القيام بشيء نافع يشعره بالاختلاف والتفرد.
- تعويد الطفل على بذل الجهد والصبر لنيل ما يراد منه أو ما يريده هو.
- شعور الطفل بالنجاح الذي ينعكس على نجاحه في المجالات الأخرى؛ وأهمها المجال الدراسي.
- زرع روح التعاون والمشاركة وروح الفريق في نفس الطفل وتخليصه من الأنانية وحب الذات السلبي.
- تدريب الطفل على إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل والعوائق التي تعترض طريقه؛ وذلك لأنه خلال اللعب يتدرب من خلال من يقوم على تدريبه على إيجاد الحلول المناسبة لأي معضلة تواجهه.
- تعليم الطفل القدرة على الإبداع والابتكار؛ والتي تتخطى مستوى اللعبة لمستويات أخرى كثيرة.
- تعويد الطفل في سن صغيرة على الانخراط في المجتمع والاختلاط بأقرانه والتعامل معهم بشكل أخلاقي سليم.
- تفادي مشكلة الانطواء التي يعاني منها نسبة كبيرة من الأطفال؛ والتي تحرمهم من ممارسة الكثير من الأشياء الممتعة لهم.
أهمية الرياضة لصحة أفضل
ذكرنا فيما سبق تأثير ممارسة الأطفال الرياضة على الصعيد النفسي وبناء الشخصية؛ وإلى جانب ذلك نذكر الأثر المحمود الذي يعود على الحالة الجسمانية للطفل مدى الحياة. وأهم هذه الأمور ندرجها فيما يلي:
- بناء عضلات الجسم وتقويتها؛ فالإنسان لا يستطيع تحريك أي جزء من جسمه واستخدامه بدون العضلات.
- تقوية عضلة القلب التي تحتاج إلى التحرك الدائم وعدم الركون والركود.
- تقوية الرئتين؛ فقد ثبت أن الأنشطة اليومية العادية تتطلب عمل ثلث الرئتين فقط؛ أما لو قام الإنسان برياضة مثل رياضة الجري فإن الرئتين تعملان بنسبة مائة في المائة.
- التخلص من السمنة أو منع حدوثها من الأثاث والوقاية مما تجره في ذيلها من الإصابة بأمراض القلب وضغط الدم والسكري وغيرها من أمراض هذا العصر.
- تقوية العظام وجعلها أكثر صلابة وتحملا وأكبر قطرا وحجما. وهذا أمر بالغ الأهمية ويظهر تأثيره الإيجابي على المدى البعيد.
أنواع الرياضة المناسبة للأطفال
في بداية الأمر، لابد من أن يراعي كلا من الأم والأب اختيار نوع الرياضة الذي يلائم شخصية طفلهما وميوله وحالته الجسمانية؛ وذلك حتى يتمكن من الاستمتاع بما يقوم به وإعطائه وقته وجهده والتقدم فيه بنفس راضية سعيدة. ومن الخطأ أن لا تكون الحالة الجسمانية للطفل تسمح بممارسة هذا النوع من الرياضة؛ حتى لا يصاب الطفل بالإحباط وفقد الثقة بالذات إذا لم يحقق المراد منه. وهنا بدلا من بناء شخصية الطفل عن طريق ممارسة الرياضة، فإننا نهدمها هدما. وهناك أنواع كثيرة من الرياضات التي تناسب الأطفال في أعمارهم المختلفة؛ والتي سنذكرها لاحقا.
الرياضة للأطفال حسب العمر
في الحقيقة أن هناك أنواع من الرياضات التي يستطيع الطفل تعلمها وممارستها منذ سن صغيرة. وأولى التمارين الرياضية التي يمارسها الطفل هي تلك الحركات التي يبدأ بها من جلوس وزحف وحبو ووقوف ومشي.. إلخ. وبالطبع يحتاج الطفل في هذه الفترة التي تمتد من عمر 4 شهور إلى عام أو عام ونصف إلى مساعدة المحيطين به على تعلم كل هذه الحركات والقيام بها بمفرده. ويمكن بعد تعلم الطفل المشي بمفرده تعليمه مزيدا من التمارين الرياضية خلال السنوات الثلاث الأولى من عمره؛ والتي تشمل الركض وصعود السلم وهبوطه وتسلق الأشياء البسيطة واللعب بالكرة برميها باليدين وركلها بالقدمين واللعب بألعاب الماء والسير إلى الأمام وإلى الخلف على خط مستقيم وهكذا.
ويمكن ممارسة رياضة الجمباز بداية من سن ثلاث سنوات؛ كما يمكن ممارسة بعض الرياضات القتالية مثل الجودو والكاراتيه والتايكوندو بداية من سن ثلاث إلى أربع سنوات. ويمكن كذلك تعليم الطفل السباحة من سن أربع إلى خمس سنوات. ولعلنا نلاحظ أن هذه الألعاب هي ألعاب فردية يعتمد فيها الطفل على مدربه الخاص فقط. وأما الألعاب التي تتطلب العمل مع فريق فإنه يفضل تأجيلها إلى سن أكبر؛ بداية من عمر 6 سنوات فما فوق؛ وذلك لأنها تتطلب سمات شخصية معينة حتى تنجح؛ مثل العمل بروح الفريق والتعاون وتقبل الهزيمة والحرص على المكسب وغيرها من الأخلاقيات التي يغرسها الآباء في أبنائهم بمرور الوقت. وأهم هذه الألعاب الجماعية هي كرة القدم والبيسبول وكرة اليد وغيرها مما هو معروف لدينا.
عوامل نجاح ممارسة الأطفال الرياضة
هناك الكثير من العوامل التي يساعد وضعها في الاعتبار على نجاح تجربة تعويد الطفل على ممارسة الرياضة. وهذه العوامل ندرجها في السطور الآتية:
- بناء الشخصية السوية للطفل وتعويده على أن اللعب فيه المكسب وفيه الخسارة حتى لا يشعر بالعدوانية والندية تجاه غيره إذا ما خسر.
- البعد عن الألعاب الإلكترونية قدر الإمكان؛ فهي لا يتحقق من خلالها ما تحققه ممارسة الرياضة على أرض الواقع.
- التهيؤ النفسي على أن كل لعبة قد تحدث بها بعض الإصابات؛ حتى لا يؤثر ذلك بالسلب على الطفل أو المحيطين به.
- ممارسة أنواع عدة من أنواع الرياضات المتاحة؛ وذلك لبناء أكبر عدد ممكن من عضلات الجسم قبل التخصص في رياضة معينة.
- عدم الاعتماد على الرياضات التي تتطلب مجهودا كبيرا قبل إعداد جسم الطفل لذلك؛ حتى لا يؤدي ذلك إلى نتائج جسيمة في المستقبل.
- عدم وضع الطفل تحت ضغط نفسي وإشعاره بأن الرياضة هي عبء كبير يتطلب منه تحملها وتحقيق أعلى الدرجات فيها.
- عدم إطالة ساعات التمرين؛ حتى لا تتحول الرياضة من مصدر لمتعة الطفل إلى مصدر لإزعاجه.
- توفير الوقت والمكان المناسب الذي يمارس فيه الطفل الرياضة التي يحبها.
- تشجيع الطفل بشكل دائم وعدم الاستهانة بما يقوم به.
ولعله من خلال السطور السابقة ندرك مدى أهمية ممارسة الأطفال الرياضة والاقتناع بأنها ليست مضيعة للوقت أو تحصيل حاصل أو مجرد أداه لإلهاء الطفل وانشغاله؛ فهي وإن كانت شيئا يشغل وقت الطفل، فإنها تشغله بشيء نافع له على جميع الأصعدة.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق