التهاب البول عند الأطفال من المشاكل الصحية الشائعة لدى الصبيان حديثي الولادة والفتيات حتى قُرب سن البلوغ، وهي من المشاكل المؤرقة والمُقلقة للأبوين كما هي للأطفال أيضًا. وخلال المقال سنتناول معكم أهم أسباب وأعراض التهابات المسالك البولية وكيفية علاجها والوقاية منها.
استكشف هذه المقالة
التهاب البول المتكرر عند الأطفال
هو التهاب جرثومي يُصيب أحد أعضاء الجهاز البولي أو ما يُعرف بالمسالك البولية لدى الأطفال وهي الكليتين أو إحداهما، المثانة، الحالب، أو منطقة التبول ذاتها. لا يرتبط التهاب البول المتكرر عند الأطفال بسن مُعين بل إنه يُصيب الأطفال في أي مرحلة عمرية، ولكنه عادةً ما يكون أكثر انتشارًا بين الفتيات حتى سن 12 عام لتتساوى نسب الإصابة به بين الجنسين فيما بعد.
أسباب التهاب البول عند الأطفال
هناك عدة أسباب تكمن خلف الإصابة بالتهاب البول المتكرر عند الأطفال منها انتقال الجراثيم من البراز إلى فتحة خروج البول بسبب عدم مُتابعة وتغيير حفاضات الرضع بعد خروج البراز مُباشرةً أو عدم الاهتمام بنظافة الطفل الصغير بعد الحمام أو تنظيفه بشكل خاطئ بأن يتم التنظيف من الخلف للأمام. الإصابة بحصوات الكلى أو المثانة أو الحالب أو وجود انسداد خِلقي بهم أو أورام أو خللٍ ما في الكلى. الارتجاع البولي من المثانة للحالب بسبب وجود خلل مرضي أو خِلقي في الاتصال بينهما مما يؤدي لارتجاع البول بما يحمل من بكتيريا إلى الكلى مرة أخرى.
أيضًا إصابات وأمراض الجهاز العصبي الخِلقية أو المُكتسبة لدى الأطفال مثل: استسقاء الدماغ وإصابات وأمراض النخاع العظمي التي تجعل من عملية إفراغ المثانة بشكل كامل أمرًا صعبًا. قلة شرب المياه وزيادة الأملاح في الجسم نتيجة عدم قدرة الكلى على القيام بوظائفها في تنقية الدم مما يُصاحبه التهابًا في المسالك البولية أو ما يُعرف بالتهاب البول، الإمساك أو حبس البول وعدم التبول بشكل منتظم، تزداد فرص الإصابة لدى الإناث بسبب قصر المسافة بين فتحتي البول والشرج، وكذلك الذكور ممن لم يُجروا عملية الختان.
أعراض التهاب البول عند الأطفال
يُصاحب التهاب البول عند الأطفال عدة عوارض وعلامات نذكر منها: حمى مجهولة السبب، تأخر نمو وثبات أو خسارة الوزن نتيجة لفقدان الشهية، قيء وإسهال بدون سبب واضح، رائحة كريهة أو نفاذة بشكل واضح للبول مع تغيُّر لونه وتركه لبقع واضحة على الحفاضات، احتقان والتهاب جلدي واضح في أعضاء الجهاز البولي الظاهرية، عصبية غير مُبررة لم تكن من طباع الطفل فيما قبل. آلام قبل التبول أسفل البطن أو المؤخرة وآلام وصعوبة أيضًا عند التبول “حرقان في مجرى البول” مع رغبة مُلحة ومتكررة للتبول وهي أعراض شائعة عند الأطفال بعد سن العامين، وجود دم في البول في الحالات المُتقدمة.
تشخيص التهاب البول عند الأطفال
يطلب أخصائي المسالك البولية في حال شكه في إصابة الطفل بالتهاب في البول إجراء تحليل بول أو مزرعة بول للكشف عن مدى وجود خلايا الدم البيضاء في البول الذي يُعبر عن وجود عدوى جرثومية تُسبّب التهاب البول عند الأطفال، وتظهر نتيجة الفحص في خلال 3 إلى 5 أيام.
في حال الرضع يستخرج الطبيب عينة البول من خلال قسطرة يتم تركيبها بالمثانة، بينما يتم أخذ العينة من الأطفال الأكبر سنًا بالطريقة التقليدية في المُختبر. أما في الحالات التي يُصاحب التهاب البول خللًا ما في وظائف الكلى فيتم الكشف عنه من خلال فحص الكليتين بالموجات فوق الصوتية، أما حالات الارتجاع البولي فيتم إجراء أشعة سينية بالصبغة مع التبول للكشف عن مدى وجود التهاب.
علاج التهاب البول عند الأطفال
يختلف نوع وطريقة علاج التهاب البول عند الأطفال حسب حالة الطفل وعمره ودرجة الالتهاب وأسبابه على النحو التالي:
العلاج الدوائي
في حالة الالتهابات الجرثومية المؤقتة الناتجة عن إهمال نظافة الطفل أو تنظيفه بشكل خاطئ يُمنح الرضيع حديث الولادة مُضادًا حيويًا للقضاء على الجرثومة في صورة حقن وريدية، بينما يُمنح الأكبر سنًا المُضاد الحيوي في صورة شراب أو قطرات بالفم، أما الأطفال الكبار ممن تخطوا مرحلة الرضاعة فيحصلون على العلاج في صورة أقراص. ويستمر العلاج بالمُضادات الحيوية في حالات الالتهاب البسيطة والمؤقتة لمدة تتراوح ما بين أسبوع إلى 10 أيام أو حسب إرشادات الطبيب، ولكن عادةً ما تبدأ الحالة في التحسن خلال اليوم الأول أو الثاني من تلقي العلاج ولا يعني ذلك التوقف عن استكمال دورة العلاج كاملة.
في حالة التهاب المثانة
يتم وصف علاج مُضاد للالتهاب مع أدوية أخرى يُحددها الطبيب لمدة تتراوح بين 5 إلى 7 أيام.
في حالة التهاب الكلى
يُفضل أن يتم وضع الطفل تحت المُلاحظة الطبية في المستشفى حيث يتم منحه علاجًا وريديًا لمدة 3 أشهر ثم يستكمل علاجه في المنزل مع ضرورة الاهتمام بتغذيته ووضعه الصحي.
في حالة الارتجاع البولي من الدرجة الثالثة وحتى الخامسة
يُمنح الطفل علاجًا وقائيًا ضد التهابات البول عكس المرحلتين الأولى والثانية حيث لا يُجدي العلاج الدوائي معهما نفعًا.
العلاج الجراحي
يُمكن علاج التهاب البول عند الأطفال بشكل متكرر جراحيًا في حالتين اثنين: إما لتصحيح التشوهات الخِلقية في أعضاء الجهاز البولي المُتسبّبة في الارتجاع البولي.
أو تصحيح التشوهات الخِلقية بالجهاز العصبي أو النخاع الشوكي المسئولة عن عدم الإفراغ الكامل للمثانة من البول، حيث تستهدف هذه الجراحات تحسين تصريف المثانة للبول بعد تجميعه فيها بكميات كافية كي لا ينتقل الأمر من التهابات البول لسلس البول، وتحتاج هذه الجراحات مراكز ورعاية طبية مُتخصصة وعالية المستوى مع مُتابعة طيلة العمر.
العلاج بالأعشاب الطبيعية
تناول الأناناس والتوت البري، فالأول مُدر طبيعي للبول والثاني مُقاوم ومُعالج لالتهابات المثانة، إضافة ملعقة كبيرة من صودا الخبز إلى كوب ماء 200 ملي يُعالج العدوى الجرثومية وحموضة البول. تناول ملعقة كبيرة من زيت جوز الهند أو ما بين كوبين إلى أربع أكواب من عصير العنب البري من شأنه القضاء على الميكروبات وعلاج التهابات المثانة وتنظيفها وحمايتها من العدوى.
شرب الماء بشكل كافي يتراوح ما بين 6 إلى 8 أكواب على مدار اليوم باستثناء ساعات الليل ما قبل النوم لتجنب سلس البول أو كثرة الذهاب للحمام ليلًا، ويُمكن استبدال بعض الأكواب من الماء بتناول طفلك لبعض قطع البطيخ المُنعش اللذيذ. تناول 3 أكواب من الثوم المسحوق المُضاف لماء دافئ مُحلّى يُعالج العدوى ويجعل أعراض التهاب البول أقل حدة.
مُضاعفات التهاب البول عند الأطفال بشكل متكرر
في حال إهمال علاج التهاب البول المتكرر عند الأطفال فإن ذلك يُنذر بمُضاعفات خطيرة مثل: حدوث ندوب على الكلى، زلال البول، ارتفاع مُستقبلي في ضغط الدم وفي سن مُبكرة، التهابات الكلى، فشل كلوي مُزمن.
كيفية الوقاية من إصابة الأطفال بالتهابات البول المتكررة
يُمكنك وقاية طفلك من الإصابة بالتهابات البول من خلال الاهتمام بنظافته وتغيير الحفاضات على فترات قصيرة، تنظيفه بشكل صحيح بعد الحمام من الأمام للخلف وليس العكس، تحفيزه لشرب كميات كافية من المياه أو ما يُعوضها من سوائل مُفضّلة لديه، تعليمه كيفية الاعتناء بنفسه والاهتمام بنظافته وعدم حبس البول فإن أراد التبول فعليه التوجه للحمام فورًا، الاهتمام بالتوجه للطبيب عند ظهور أعراض التهابات البول وعدم إهمال العلاج خاصةً في الحالات المُستعصية.
وختامًا، فإن مشكلة التهاب البول عند الأطفال لا تُقلق مادام حصلت منك على الاهتمام اللازم، أما إن أهملتِ تحوّلت لمُضاعفات خطيرة تُهدد صحة وحياة طفلك، فلا تُهمليها.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق