تحرص جميع المطاعم الشهيرة على إعداد طبق خاص من طحينة المشويات ؛ لكي يقدم جنبًا إلى جنب مع الأطباق الرئيسية للزبائن، ولا شك أن المهارة في صنع طبق الطحينة ستشكل عامل جذب للزبائن، حيث يحملون انطباعًا وثقة في قدرات ومهارة العاملين في المطعم، وكذلك ربة المنزل تحتاج إلى تقديم طبق من الطحينة على مائدة الطعام لأسرتها في المناسبات المختلفة بين الحين والآخر خاصة من الوجبات التي تحتاج إلى مقبلات أو فاتح للشهية وغير ذلك من الأطعمة الدسمة، ولكن الاعتماد على شراء الطحينة الجاهزة قد يشكل عبئًا ماليًا على رب الأسرة، وهنا يأتي دور سيدة المنزل في القدرة على صناعة طحينة المشويات أو أنواع متعدد من الطحينة في المنزل، وسوف يتناول هذا المقال: ما هي الطحينة؟ ما القيمة الغذائية للطحينة؟ ما فوائد الطحينة على المائدة؟ ما أنواع الطحينة التي يمكن صناعتها في المنزل؟ كيف يمكن صناعة طحينة المشويات في المنزل كباقي المطاعم؟ ما أنواع الأطعمة التي تقدم معها الطحينة؟ ما المخاطر الصحية لتناول الطينة؟
استكشف هذه المقالة
ما هي الطحينة؟
الطحينة أو معجون بذور السمسم هي من الأطباق الرئيسية في الشرق الأوسط ومنطقة حوض البحر المتوسط بصفة خاصة، ولعل أكثر استخدامات معجون السمسم أو صلصة الطحينة كبهار متعدد الاستخدامات بجوار كثير من الوجبات الأخرى كنوع من المقبلات مع السلطات وغيرها، فهي تحتل المرتبة الأولى مع الشاورما المشوية والساندوتشات والكبدة واللحوم المشوية وغيرها، بل يعده كثير من قاطني منطقة الشرق الأوسط من الأطباق الرئيسية مع بعض أنواع الخبز، وقد انتشر هذا المعجون على المستوى العالمي، ويباع في محلات البقالة والأغذية المحلية بأشكال ونكهات مختلفة حسب الإضافات المرافقة له، وتختلف الأسعار من بلد لآخر، ولكنها قد تكون باهظة في كثير من الأحيان.
ما القيمة الغذائية للطحينة؟
يعتبر طبق الطحينة من الأطباق المميزة التي تزين مائدة الطعام، حيث تمد الجسم بمجموعة من المواد والعناصر الغذائية اللازمة له على مدار اليوم، وقد أشارت إحصائية صادرة من وزارة الزراعة الأمريكية إلى أن أهم ما تحتوي عليه ملعقة كبيرة من طحينة المشويات أو الطحينة بصفة عامة ما يلي: 89 سعرًا حراريا، 8,06 جرامات من الدهون، 1,12 جراما من الدهون المشبعة، 3,23 جراما من الكربوهيدرات، 1,4 جرامات من الألياف، 2,61 جراما من البروتينات، 0,45 جراما من الماء، 21 ملليجراما من الكالسيوم، 0,66 ملليجراما من الحديد، 14 ملليجراما من الماغنيسيوم، 118 ملليجراما من الفوسفور، 69 ملليجراما من البوتاسيوم، 5 ملليجرامات من الصوديوم، 0,69 ملليجرامات من الزنك، 0،6 ملليجرامات من فيتامين (ج)، 0,239 ملليجراما من الثيامين، 0,018 ملليجراما من الريبوفلافين، 0,846 ملليجراما من النياسين، 0,022 ملليجراما من فيتامين (ب6)، 15 ميكروجرام من حمض الفوليك، 10 ميكروجرام من فيتامين (أ).
ما فوائد الطحينة على المائدة؟
لا شك أن تناول طحينة المشويات أو أي نوع من الطحينة مع الوجبات الأساسية سيقدم مجموعة كبيرة من الفوائد العالية للجسم، وقد أجملنا تلك الفوائد فيما يلي:
الحفاظ على صحة القلب
لأن الطحينة مصنوعة من بذور السمسم فهي توفر العديد من الفوائد التي نجنيها من السمسم، فقشور السمسم تحتوي على عدد من المواد المضادة للأكسدة التي يمكن أن تساعد في دعم جهاز المناعة وتحقق التوازن بين مستويات الهرمون، وقد أظهرت دراسة أجرت عام 2014م أن الطحينة قد يكون لها تأثير إيجابي على مستويات الكوليسترول والإجهاد التأكسدي لمرضى هشاشة العظام، ومما لا شك فيه أن احتواء الطحينة على نسبة عالية من الدهون الأحادية غير المشبعة –كما أثبتت بعض الدراسات- يمكن أن يقلل مستويات الكوليسترول الضارة، كما يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، كما يعمل الكالسيوم والماغنسيوم أيضا على خفض مستوى ضغط الدم بشكل طبيعي.
الوقاية من مرض السرطان
قشور السمسم لديها هياكل مماثلة لهرمون الأستروجين، ويمكن لقشور السمسم الموجودة في طحينة المشويات وغيرها أن ترتبط بمستقبلات الأستروجين، وهي قد تقي من الإصابة بالسرطانات المرتبطة بالهرمونات، ولكن في ذات الوقت يجب عليك أن تتحدث مع طبيبك الخاص إذا كان لديك تاريخ مرضي مع السرطان حول إضافة أية مكملات غذائية لطعامك الخاص.
طحينة المشويات تخفف آلام التهاب المفاصل
لقد وجدت دراسة نشرت في المجلة الدولية للآلام الروماتيزمية أن المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل في الركبة يُعطون إما الجلوكوزامين زائد تايلينول مرتين في اليوم، أو العلاج القياسي لالتهاب المفاصل، أو 40 جراما في اليوم من بذور السمسم المسحوق مقارنة بملعقتي طعام من طحينة المشويات أو الطحينة المصنوعة من السمسم بصفة عامة، وقد سجلت المجموعة التي تستهلك السمسم أو الطحينة ارتفاعًا في إجراءات اختبار الموانع المصاحبة لالتهاب المفاصل في الركبة، حيث حدثت القليل من الآلام ولم تظهر أية آثار جانبية سيئة بالمقارنة بالمجموعات الأخرى.
تعزيز صحة العظام
يحتوي السمسم على نسبة عالية من الماغنيسيوم، وهو مفيد جدا في الحفاظ على صحة العظام، حيث ترتبط صحة العظام بوجود كميات كافية ووفيرة من الماغنيسيوم في في الطعام، وذلك يقلل من فرص الإصابة بمرض هشاشة العظام لدى النساء خاصة بعد سن اليأس، كما أظهرت إحدى الدراسات أن الماغنيسيوم الموجود في طحينة المشويات أو السمسم قد يعزز من الكثافة المعدنية للعظام في الركبة والورك.
مصدر للدهون الصحية والأحماض الأمينية
بالمقارنة مع أنوع البذور والمكسرات الأخرى فإن الطحينة المصنوعة من بذور السمسم تحتوى على أعلى نسبة من الزيوت والدهون الصحية، حيث تحتوي بذور السمسم على حوالي 55% من الزيت ونسبة 20% من البروتين، وذلك يجعلها مصدرا جيدا للدهون الصحية وبعض الأحماض الأمينية الأساسية، وقد أشارت الدراسات إلى أن هذه الدهون غير المشبعة في طحينة المشويات أو طحينة السمسم يجعلها مفيدة لصحة القلب والبشرة، كما أن الطحينة تحتوي على مركبات الفينول وحمض اللينوليك وحامض الأوليك وغاما توكوفيرول وبعض الأحماض الأمينية مثل: اليسين والتربتوفان والميثيونين، وكلها مفيدة ومغذية للجسم.
مصدر مهم للفيتامينات والمعادن الأساسية
تعتبر الطحينة من المصادر الطبيعية المهمة لفيتامين (ب) أو الثيامين والمعادن كالماغنسيوم والنحاس والفوسفور والمنجنيز والحديد والزنك، وكل ذلك يفيد في عمليات الأيض والحفاظ على صحة الأعصاب والعظام وعلاج فقر الدم والإرهاق وتقليل الإجهاد، كما ثبت أن قشور السمسم تعزز من صحة القلب ولها آثار مضادة للسرطان حسبما أشارت بعض الدراسات في هذا الشأن.
تنظيم ضغط الدم والكوليسترول
وجدت بعض الدراسات أن السيزامولين والسيسمين المنتشر في بذور السمسم أو طحينة المشويات لها خصائص مضادة للتسمم والوقاية من الأمراض القلبية الوعائية المرتبطة بالشرايين كمتلازمة الشريان التاجي الحاد وغير ذلك، كما أن مادة البيتا سيتوستيرول الموجودة في بذور السمسم تحافظ على صحة الشرايين وتعمل على خفض نسبة الكوليسترول بين 27 نوعا من المكسرات والبذور والبقول المختلفة، كما أشارت بعض الدراسات إلى أن مادة الفيتوسترول في السمسم تستخدم لعلاج تصلب الشرايين، وهو مرض يتميز بتراكم الدهون داخل الشرايين، وهذا يعني أن استهلاك طحينة المشويات أو طحينة السمسم سوف يساعد في امتصاص تلك الدهون داخل الأمعاء؛ وذلك يقلل من نسبة الكوليسترول القابل للامتصاص في مجرى الدم، وهو مفيد للأشخاص الذين يعانون من مضاعفات القلب، كما نشرت دراسة أجريت عام 2006م وذكرت أيضًا مجلة بيل للبيولوجيا والطب أن بحثًا على 32 من مرضى ضغط الدم تلاحظ من خلاله خفض ضغط الدم لديهم بصورة كبيرة بعد تناول الطحينة أو بذور السمسم لمدة 45 يوما.
تحسين صحة الجلد
تحتوي طحينة المشويات المصنوعة من بذور السمسم على مجموعة من الفيتامينات والمعادن النادرة والأحماض الدهنية والأمينية المفيدة في تجديد خلايا الجلد ومنع ظهور علامات الشيخوخة المبكرة، وإذا كنت لا ترغب في استخدام الطحينة على البشرة فيمكنك تناولها في الطعام، كما أن زيت السمسم يستخدم لعلاج الحروق والحساسية والجفاف منذ آلاف السنين، لذا يطلق عليه ملك الزيوت، لما له من قدرة على قتل البكتريا ومضاد للفطريات، كما يحافظ على رطوبة البشرة ويساعد في إنتاج الكولاجين الذي يمنح البشرة مرونة ولمعان ونضارة الشباب.
ما أنواع الطحينة التي يمكن صناعتها في المنزل؟
توجد العديد من أنواع الطحينة التي يمكن صناعتها وتقديمها بجوار الوجبات أو الاعتماد عليها كوجبة أساسية، ومن أهم تلك الأنواع ما يلي:
طحينة السمسم
وهي أشهر أنواع الطحينة وأجودها في القيمة الغذائية، كما أنها تحظى بطعم ومذاق خاص يجعلها مهوى الكثير من الناس في مختلف بلدان العالم، وهي تُصنع من بذور السمسم المحمصة والمطحونة في الخلاط بشكل جيد مع إضافة بعض أنواع الزيوت والدقيق على نار هادئة، وبالتالي تصير طحينة جيدة الطعم، وقد يُضاف إليها بعض البهارات أو الخضروات الأخرى؛ لتكتسب مذاقًا خاصًّا.
طحينة فول السوداني
لا تعتمد طحينة المشويات على السمسم فقط بل هناك أنواع أخرى يمكن صناعتها من فول السوداني، حيث يتم تحميص الفول السوداني على نار هادئة حتى يتحول إلى اللون الأصفر، وبعد ذلك يتم طحنه في الخلاط إلى درجة النعومة، ثم إضافة الدقيق والزيت ووضعه على نار هادئة، وهنا تصبح لدينا طحينة جيدة الطعم والمذاق مع بعض الإضافات الأخرى التي تجعلها مميزة.
كيف يمكن صناعة طحينة المشويات في المنزل كباقي المطاعم؟
لا شك أن المهارة في صناعة الطحينة من أسباب نجاح المطاعم أو بعض العلامات التجارية في الترويج لمنتجاتها، ومن المؤكد أن طريقة التصنيع والإضافات أو البهارات التي يتم استخدامها، ومما يميز بعض المطاعم عن غيرها أو بعض شركات التصنيع عن غيرها الاحتفاظ بسر الخلطة أو الإضافات أو طريقة تصنيع تلك الطحينة، وفيما يلي نذكر خطوات صناعة طحينة المشويات في المنزل كباقي المطاعم الشهيرة:
تحميص السمسم أو السوداني
يجب تسخين المقلاة جيدًا على نار متوسطة، ويتم وضع كوب من بذور السمسم أو السوداني المقشر عليها، ويتم التقليب بشكل متكرر على النار لمدة 5 إلى 10 دقائق حتى يتحول لون البذور إلى اللون الأصفر الذهبي، ولكن احذر أن تحترق البذور.
طحن البذور
يتم وضع بذور السمسم أو السوداني في مطحنة الخلاط، ثم يتم طحنها لمدة ثلاث دقائق، مع إضافة القليل من الدقيق إليها (حوالي نصف كوب)، وأثناء الطحن يتم إضافة ملعقتين من زيت الزيتون أو أي نوع من الزيوت النباتية ببطء للخليط.
العجين النهائي
يمكن وضع العجين في الخلاط وإضافة كوب من الدقيق إليها مع نصف كوب من الماء وملعقة صغيرة من الملح، ويتم الاستمرار في خلط العجين في الخلاط؛ حتى نحصل على القوام والنعومة المطلوبة للطحينة، وبعد الامتزاج جيدا يصبح لدينا عجينة رئيسية لصناعة أي نوع من طحينة المشويات أو الحلويات أو الحمص أو غير ذلك من صورها، ويتم تخزين العجينة في وعاء زجاجي أو من البلاستيك والاحتفاظ بها في الثلاجة لاستخدامها عند الحاجة.
إعداد طحينة المشويات
من الأسرار المهمة في إعداد طبق الطحينة تجهيز الخلطة الخاصة به، لذا يجب تجهيز فصين من الثوم المفروم جيدا في الخلاط ونصف ملعقة صغيرة من الملح وعصير لمونتين وربع كوب من الماء البارد النقي ويُضاف الجميع عدا الماء إلى نصف كوب من معجون الطحينة في الخلاط، ويمكن إضافة بعض الخضروات كالبقدونس الطازج، ويتم مزج الخليط جيدا في الخلاط مع إضافة القليل من الماء تدريجيا للحصول على القوام المطلوب، ويتم تقديم الطحينة في أطباق على السفرة بجوار أطباق اللحم المشوي أو الكفتة أو غير ذلك، كما يمكن الاحتفاظ بها في الثلاجة لمدة يومين أو ثلاثة على الأكثر.
ما أنواع الأطعمة التي تقدم معها الطحينة؟
يمكن استخدام طبق الطحينة كطبق رئيسي في كثير من بلدن الشرق الأوسط وخاصة في مصر، حين يمكن تناول الخبز بالطحينة مباشرة سواء في وجبة الفطار أو في وجبة العشاء، وإضافة إلى ذلك فإن هناك العديد من الأطباق الرئيسية التي تستدعي وجود طبق طحينة المشويات إلى جوارها كنوع من فاتحات الشهية أو المقبلات أو الأطباق المساعدة، ومن أهم تلك الأطعمة ما يلي: وجبة الأسماك البحرية بأشكالها وأنواعها المختلفة، وجبة اللحوم المشوية سواء كانت على السيخ أو الكباب والكفتة وغيرها، وجبة المقليات والمقرمشات سواء كانت من الكبدة أو من مقرمشات البطاطس والبطاطا وغيرها، الحمص المطبوخ والمهروس والممزوج بالطحينة، وهو من الوجبات الشهيرة في دول حوض البحر المتوسط والشام على الخصوص، الحلويات التي يُضاف إليها الطحينة كالبسبوسة وغيرها وهي لا تُضاف إليها الثوم أو الملح.
ما المخاطر الصحية لتناول الطحينة؟
تعتبر طحينة المشويات من الأطباق الشهية اللذيذة، لذا يجب تناولها باعتدال دون إفراط لضمان الحصول على فوائدها كاملة، دون التأثر بأضرارها أو آثارها الجانبية، وفيما يلي أهم الآثار الجانية أو المخاطر التي يمكن أن يسببها الاستهلاك المفرط للطحينة:
تحتوي على سعرات حرارية عالية
تعتبر الطحينة من الأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية عالية، حيث ثبت أن ملعقتين من الطحينة تحتويان على 178 سعرا حراريا، فإذا كنت ممن يُوصى لهم بتقليل السعرات الحرارية أو ممن يعانون من مخاطر السمنة والبدانة فيجب عليك التقليل من تناول الطحينة.
مخاطر الحساسية
إذا كنتَ ممن يعاني من مخاطر الحساسية لبذور النباتات فإنك سوف تتأثر بتناول طحينة المشويات لأنها مصنوعة من بذور السمسم أو الفول السوداني؛ لذا يجب أن تختبر نفسك قبل الإكثار منها، فإذا لا حظت تغيرا في لون الجلد كالاحمرار أو الالتهاب عقب تناول الطحينة يجب استشارة الطبيب والتوقف عن تناولها فورا.
ما زال طبق الطحينة بصفة عامة من الأطباق الشهية المميزة التي تلازم المائدة في شمال أفريقيا ودول حوض البحر المتوسط والشرق الأوسط والولايات المتحدة الأمريكية، وقد أثبتت بعض النصوص القديمة التي ذكرها المؤرخون ومنهم هيرودوت أن الطحينة معروفة منذ أكثر من 4000 سنة في الحضارة التي نشأت حول ضفاف نهر دجلة والفرات، حيث تحكي القصص القديمة أن الطحينة من الأطعمة التي تستحق أن تُقدم للملوك، وقد عرضنا في هذا المقال التعريف بالطحينة، وقيمتها الغذائية، وأنواعها، وكيفية صناعة طحينة المشويات في المنزل، وأهم الأطعمة التي تقدم معها الطحينة، وأخيرا بعض المخاطر الصحية لتناول الطحينة.
أضف تعليق