تسعة
الرئيسية » معتقدات وظواهر » كيف تنوم الآخرين إيحائيًا؟ تعرف على أسرار التنويم الإيحائي

كيف تنوم الآخرين إيحائيًا؟ تعرف على أسرار التنويم الإيحائي

أسرار التنويم الإيحائي التي لم تكن تعرفها من قبل، ومفهومه في علم النفس، وبخطواتٍ بسيطة بتطبيقها على نفسك أو الآخرين تعلم التنويم المغناطيسي، وتعرف أيضًا على أهميته العلمية وأضراره والمفاهيم المغلوطة المنتشرة بين الناس حوله.

التنويم الإيحائي

التنويم الإيحائي هو حالة ذهنية تدفع بالشخص إلى الاسترخاء والهدوء للحد الذي يجعل العقل الباطن قادرًا على الاستجابة للإيحاءات والاقتراحات بدرجة كبيرة، يُعتبر التنويم الإيحائي حالة طبيعية من المُمكن أن يدخل فيها الفرد قاصدًا أو دون شعور منه، فمع حالات التركيز الشديد يتمحور الذهن حول نقطة مُعينة، وبالتالي يغيب ذهنيًا عن كل ما حوله من أشخاص وأشياء، وبشكلٍ عام يُعتبر التنويم الإيحائي وسيلة علاجية اعتمدت عليها بعض الحضارات السحيقة للشفاء من أمراضٍ بعينها أو لتنفيذ جراحة تقليدية كبديل للتخدير.

التنويم المغناطيسي في علم النفس

التنويم الإيحائي التنويم المغناطيسي في علم النفس

التنويم الإيحائي له تأصيل أكاديمي ونظرية مُفسرة في علم النفس، وتقوم هذه النظرية على أن العقل الواعي يتصور الأفكار ثم يحولها إلى العقل الباطن، ومن ثَم يستجيب العقل الباطن إلى الأفكار ويبدأ في تنفيذها، بمعنى أن العقل الواعي يُصدر الانطباعات، بينما العقل الباطن يُعبر عنها، فحقيقة الأمر تتلخص في أن دور العقل الواعي هو تحديد نوع العمل الذي يرغب الإنسان في القيام به، أما دور العقل الباطن هو تزويده بالطاقة اللازمة للتنفيذ.

وطبقًا لمباحث العلوم النفسية والإنسانية تملك النفس البشرية القدرة على التفكير في المحاور والقرارات وابتكار الأفكار الجديدة، لكنها لا تقدر على التنفيذ، وتوضيحًا لما سبق ذُكر المثال الآتي: عند رغبة الطالب في رفع يده ليوجه أو يجاوب سؤالًا في الفصل، فهو يأخذ القرار واعيًا به، أما حركة العضلات المُنفذة لهذا التصرف لا يملكها وعيًا، وهُنا يقوم العقل الباطن بدوره في مد الفكرة الواعية بالطاقة اللازمة للتنفيذ.

وبهذا يُفسر في علم النفس، فأثناء حالة التنويم يفقد العقل الواعي قدرته على ابتكار الأفكار لفترة مُعينة، ويُسلم هذه القدرة طوعًا إلى الشخص القائم بالتنويم، ومن هنا يُصبح ذاك الشخص هو المُسيطر على الفرد من خلال تقديم الأفكار التي يقوم العقل الباطن بتنفيذها، لذلك يُسمى الشخص الذي تم تنويمه في علم النفس بالشخصية المركبة؛ لابتكار الفكرة من شخصية، وتنفيذها من أخرى.

فبما أن العقل الباطن لا يملك القوة على التفكير، أو التحليل، أو الحكم، أو الاختيار، أو المُجادلة، أو الرفض لأيٍ من الأفكار التي تُقدم إليه، لذلك سيُنفذ طائعًا كل الأفكار التي اختارها العقل الواعي، بغض النظر عن كونها صحيحة أو خاطئة، وبغض النظر عن كونه هو الذي اختارها فعليًا أو بثها إليه شخص آخر أثناء التنويم الإيحائي، وتجدر الإشارة إلى أن العقل الواعي حال اليقظة أو حال التنويم المغناطيسي يقبل الفكرة المنطقية، والحاصل أن الفكرة المنطقية للعقل الواعي لا تعنى بالضرورة أنها المثالية والصحيحة، فكثير أخطاء وأفكار شاذة يقبلها الوعي، بيد أنها تتناسب مع المعرفة الحالية له، حتى وإن كانت شريرة.

لماذا يفتقد العقل الباطن قدرته على الاختيار بين الأفكار؟

لو كان العقل الباطن قادرًا على هذا الفعل لتشابهت كل النفوس والشخصيات البشرية، بمعنى أن العقول الباطنية ستختار بالضرورة الأفكار الإيجابية التي توفر السعادة والصحة والنمو والنجاح، وتطرد الأفكار السلبية المؤدية إلى البؤس والمرض والعجز والفشل.

أي يُمكننا القول أنه وقتها سيفقد الإنسان إرادته الحرة في الاختيار، ويصبح عقله الباطن هو المُسيطر، لكن إسناد الاختيار للعقل الواعي يجعل الإنسان مُتحكم في مصيره وقراراته، والنفس ما عليها إلا التنفيذ، ومن هنا ينشأ الاختلاف بين البشر، والحاصل في التنويم الإيحائي هو وضع سلطة اختيار الأفكار أيًا كان نوعها في يد شخص غريب، وترك التنفيذ للعقل الباطن للشخص المُنوم، لذلك كان استخدمهم للتنويم الإيحائي قديمًا كبديل للمخدر، حيث يُخبر القائم بالتنويم الشخص المُنوم بأنه لن يشعر بالوخز أو بالطرق على جسمه، وعليه ينفذ العقل الباطن الفكرة فيتحكم في حركات الجسم بحيث لا يشعر فعلًا بالوخز والطرق.

مفاهيم مغلوطة عن التنويم الإيحائي

يعتقد الكثيرون أن التنويم الإيحائي دربًا من دروب السحر والشعوذة، والحقيقة مُنافية لهذا الاعتقاد، فهو دربًا من دروب خبايا النفس البشرية وعلاقتها بالوعي واللاوعي، ويعتقد الكثيرون أن التنويم الإيحائي لا مجال له في حياتنا العملية الحالية، والواقع يُنافي هذا الاعتقاد، حيث أنه أحد ركائز الطب النفسي على العموم والطب العُضوي عند بعض الثقافات، لذلك تُخصص له زاوية في المستشفيات والعيادات. يعتقد البعض أيضًا أن التنويم الإيحائي لا يهدف إلى شيء، وهذا خطأ، فهو يصل بالإنسان إلى حالة من الاسترخاء العميق، فينعم بالاسترخاء العضلي والهدوء الذهني، ويعتقد الكثيرون أنه حالة من الغياب عن الوعي، وهذا ليس صحيحًا، فلا يغيب الوعي عن الإنسان، وإنما يستكين الوعي فقط، ويظهر العقل الباطن.

الأهمية العملية للتنويم الإيحائي

يُساهم التنويم الإيحائي في علاج عدة مُشكلات نفسية، أبرزها: الاكتئاب والقلق والتوتر، الأرق وقلة النوم، فقدان التركيز، قضم الأظافر ونتف الشعر اللاشعوري، عدم الثقة بالنفس، الخوف من المستقبل، الشعور بالفشل، الخمول والكسل النفسي، الرُهاب الاجتماعي، النسيان. أما على المستوى العضوي فيلعب التنويم دورًا في علاج: الإدمان بأنواعه وصوره، بحة الصوت، الماء الأزرق في العين، تشنج الوجه، التأتأة، فقدان الشهية أو الشراهة، التبول اللاإرادي.

التنويم الإيحائي الذاتي

التنويم الإيحائي التنويم الإيحائي الذاتي

تبعًا لكون التنويم الإيحائي من الوسائل العلاجية لعدة أمراض ومُشكلات نفسيه، إذن فإن الإنسان في حاجة له من وقتٍ لآخر، وهنا تتولد فكرة تنويم أنفسنا مغناطيسًا لنتحاور مع العقل الباطن بصورة مباشرة، والتنويم المغناطيسي الذاتي يختلف عن التنويم العادي في عدم وجود الشخص المنوم (المُعالج)، وبالتالي يقوم الشخص نفسه بتنويم نفسه، ويُمكن فعل ذلك بسلاسة شديدة، وعبر خمسة خطوات فقط، هي:

التهيئة

التواجد في مكانٍ آمن، لبس ملابس فضفاضة، إغماض العينين، العد من 1 إلى 10 ذهنيًا أو بصوتٍ مسموع.

السيطرة والتحكم

عن طريق الحوار النفسي الداخلي، وترديد العبارات التي تُذكّر العقل أنها حالة تنويم إيحائي، وأنها حالة عميقة، وأن المُنوم مُتحكم تحكمًا كاملًا فيها، وأنه لن يلتفت لأية صور أو أصوات أو تفكير عشوائي يقفز إلى الذهن، وبذلك تتولد السلطة الداخلية للخضوع للاقتراحات، وطرد الأفكار العشوائية المؤثرة وأبرز عبارات التحفيز على التحكم والسيطرة مثل: أنا مُتحكم، أنا في حالة تنويم إيحائي، أنا أعطي السلطة لاقتراحاتي التي نويت تنفيذها، أنا في حماية كاملة من الأفكار العشوائية.

التعميق

عبر التفكير في الطرق التي تجعل جلسة التنويم أكثر عمقًا، ومنها: تخيل الذهاب إلى الفضاء، أو تخيل الجلوس لصيد الأسماك، أو تخيل تسلق الجبال، أو تخيل التحليق في السماء، أو تخيل الغوص في المُحيط ورؤية الحياة البحرية، وبالتزامن مع هذه التخيلات نقوم بالعد تنازليًا من 1 إلى 100.

إيصال الأفكار إلى العقل الباطن

بعد تعميق حالة التنويم الإيحائي يكون العقل الباطن مُستعدًا لتقبل الأفكار الجديدة التي سيعمل على تنفيذها، وإيصال هذه الأفكار إليه يكون من خلال: أعرض الفكرة أو الاقتراح على النفس بحماسٍ شديد، مع بيان الأهمية الحيوية لها، مع توقع النتائج الإيجابية، وبعد إتمام العرض يُردد في الذهن عبارات الشكر للعقل الباطن، مع تخيله شخصًا يستحق العناق والمصافحة لمجهوداته.

الخروج من التنويم الإيحائي الذاتي

ويتم عن طريق العد من 1 إلى 5، مع ترديد دلالة كل رقم وهي:

  • رقم 1: أنا قادر على التحكم والتنسيق مع جسدي بأكمله.
  • رقم 2: أنا راجع إلى المكان الذي دخلت منه.
  • رقم 3: أنا عدت إلى المكان وقادر على سماع كل صوتٍ حولي بشدته الحقيقية.
  • رقم 4: أنا أحتفظ بكل مزايا جلسة التنويم الإيحائي.
  • رقم 5: أنا أفتح عيني لأخرج بالكامل من التنويم الإيحائي.

وبطبيعة الحال إتقان الأمر يحتاج إلى تكرار واستمرارية، ففي كل مرة ستزيد درجة النجاح عن سابقتها.

تعلم التنويم المغناطيسي

التنويم الإيحائي تعلم التنويم المغناطيسي

تعلم التنويم الإيحائي يحتاج إلى مزيدٍ من العلم والتدريب والممارسة العملية، ويُعد استخدام العين في التنويم من أكثر الطُرق فاعلية، وللوصول للقدرة على تنويم شخص باستخدام العين يتوجب الآتي:

التدرب على تركيز العين

من خلال الحفاظ على تركيز العين والتواصل البصري لفتراتٍ طويلة دون أن ترمش العين، ويُمكن التدريب على هذه الخاصية بالنظر للمرآة وحساب الوقت بدقة حتى الوصول إلى أعلى النتائج، أو التحديق في عين شخصٍ آخر لاختبار القدرة والاستمرارية، وترجع أهمية التدريب على التركيز البصري إلى أنه يساعد في التحكم التام في حركة العين أثناء القيام عملية التنويم الإيحائي لشخص آخر.

التدرب على الانتقال بين المرئيات بسهولة

من خلال التدرب على النطر إلى الأشياء القريبة مثل: قلم موضوع أمام الأنف لفترة طويلة، ثم نقل النظر إلى شيءٍ بعيد في الغرفة مثل: صورة على الحائط أو مقبض الباب، وترجع الأهمية هنا إلى تحسين القدرة على انتقال النظر وبالتالي انتقال التركيز من هدف لآخر دون عناء.

التدرب على تحسين الإدراك بالمحيط الخارجي

تعني القدرة على رؤية الأشياء والحركات المُحيطة دون الحاجة إلى تغيير وضع الرأس، وأنسب طُرق التدريب على هذه المهارة هي الجلوس في مكانٍ مُزدحم وتركيز النظر على شخصٍ واحد مع إدراك ورؤية باقي حركات الأشخاص دون التفاف الرأس إليهم.

التدرب عمليًا على شخص يريد التنويم الإيحائي

إذا جاءتك الموافقة من شخصٍ على تنويمه إيحائيًا، فتدرب عمليًا عليه من خلال جعله يجلس في وضع مُستقيم مُريح، ثم إخباره بتركيز نظره على نقطة أسفل عينك اليمنى وعدم النظر بعيدًا أثناء التحدث معه، ثم انظر إليه دون أن ترمش، وابدأ في العد التنازلي بصوتٍ هادئ ومُنخفض وأخبره أثناء العدّ: “جفونك تتثاقل أكثر فأكثر”، “كلما حاولت فتح عينيك كلما أصبحت ثقيلة ومتراخية ومنهكة ومغلقة أكثر”.

كرر العبارات عدة مرات أثناء العد من خمسة إلى واحد، ثم أخبره أنك ستلمس كتفه ليسترخي بعبارة بسيطة مثل: “عندما أقوم بلمس كتفيك، فإنك ستصبح مسترخيًا ومنهكًا ومتثاقلًا، هل أنت مستعد؟”، إذا ترنح الشخص أو انحنى إلى الخلف على كرسيه فهذه علامة على الاسترخاء التام، وهو الآن تحت تأثير التنويم المغناطيسي، ثم أرفع يده للتأكد أنها ثقيلة ومسترخية، وحينها يكون قد أصبح مستعدًا للاستماع إلى صوتك وتنفيذ أوامرك، فابدأ بإصدار الأوامر وأخبره بعد كل أمر أنك ستعد من 5 إلى 1، وعند الرقم 1 عليه التنفيذ.

يُمكن أن تقوم بطرقعة إصبعيك عند الرقم 1 ليركز على صوتك فقط، وأخبره قبل الطرقعة أنه لا بد أن يستمع لكل كلمة تقولها، وأن يتبع كلماتك أنت فقط حرفيًا، وليس أي صوتٍ آخر حوله، في البداية أصدر أوامر بسيطة مثل: اطلب منه لمس أنفه أو أذنه، أو أن يحرك ذراعيه أو قدميه، وبعدها أصدر الأوامر الكبيرة، مع العلم بأن الشخص الواقع تحت تأثير التنويم الإيحائي غالبًا لن يكون مُطيعًا لأوامر من يقوم بالتنويم، ولكنه يكون أكثر تقبلًا للاقتراحات والتوجيه.

ومع العلم أيضًا أن هذا التنويم ليس خدعة أو وسيلة تسلية والتنمر على الآخرين ولكنه وسيلة يُمكن من خلالها مُساعدة الأشخاص للتغلب على ما بهم من عِلل نفسية وعضوية، فإياك واللعب بأعصاب ومشاعر البشر، وإياك والاستهزاء بهم، ولا بد من الوضع في الاعتبار أن التنويم الإيحائي مهارة يجب دراستها التدرب عليها باستمرار لإتقانها، فهي مُكتسبة بالتعلم والخبرة، ولن تكون قدراتك في التنويم أول مرة مشابهة للمرة العشرة أو العشرين مثلًا.

أضرار التنويم المغناطيسي

التنويم الإيحائي أضرار التنويم المغناطيسي

استخدم المعالجون التنويم الإيحائي لمُساعدة الناس على التغلب على مشاكلهم النفسية والعضوية، إلا أن هذا لا ينفي وجود فئة من المُعالجين تستخدمه للترفيه والتنمر والأعمال الشريرة، ومن هنا كان لزامًا إيضاح الجوانب السلبية للتنويم الإيحائي، سواءً تلك المُرتبطة بالصحة العامة للشخص الخاضع للجلسات، أو تلك التي تتعلق بالشخص القائم بالتنويم (المعالج).

الأضرار الصحية خلال الجلسات وما بعدها

من الوارد جدًا أن تظهر على الشخص الذي يتم علاجه بالتنويم الإيحائي بعضًا من الآثار الصحية الجانبية أثناء تنفيذ الجلسة، وأشهر وأبرز هذه الآثار الصحية ما يلي: الشعور بعدم الارتياح، وهذا الأثر يحمل المريض على الكذب وتزوير الذكريات والأحداث للتهرب من أوامر المعالج، الشعور بالدوار والدوخة، الشعور بالنعاس الشديد، فقدان التركيز تمامًا، ضيق في التنفس، الصداع الشديد، الإصابة بحالة من التوتر والقلق والعصبية.

كما أن التنويم الإيحائي لا يصلح ممارسته أبدًا مع فئاتٍ بعينها، وإلا شكل خطورة على حياة المريض نفسها بالشكل الذي قد يؤدي إلى الوفاة، وهذه الفئات هي: مرضى الوسواس القهري، الشخصية التي تشك في كل شيء، مرضى الأمراض النفسية المزمنة، مرضى الأمراض العقلية.

الأضرار امُتعلقة بالمُعالج

يجب العلم أن التنويم المغناطيسي يُمكن أن يُساعد في التخفيف من بعض الآلام والأعراض المرضية، ولكنه لا يُعالج الجسم مُباشرةً، فعلى سبيل المثال: قد يشعر مريض السرطان بعد الجلسة بتحسن كبير وراحة شديدة، لكن لا يزال مرض السرطان موجودًا ويحتاج إلى علاج طبي تقليدي، لذلك أي إيهام من مُعالج خبيث بأن التنويم الإيحائي سيشفي من الأمراض العضوية تمامًا هو محض افتراء هدفه التكسب المادي فقط لا غير.

على الجانب الآخر قد يكمن شر المُعالج في تنويم الأشخاص لسرد قصصهم وذكراتهم، ومن ثَم استغلالهم ماديًا لاحقًا، وقد حدث هذا بالفعل عام 1980م، حين تم استخدام العلاج بالتنويم الإيحائي من قبل بعض المُعالجين بصورة عشوائية في بريطانيا جعلت كثيرًا من الناس يلجؤون إليه ويحكون ذكرياتهم الكاشفة لبعض الأسرار الفاضحة، فنتج عن ذلك جرائم قتل لمُعالجين على يد مرضاهم، وكان الدافع وراء ذلك هو ابتزاز أولئك المُعالجون لهم بعد كشف خباياهم وأسرارهم.

وكذلك قد يدفع المُعالج الغير أمين مرضاه إلى تغيير سلوكياتهم إلى جرائم وعدوانية وأفكار شاذة عبر إيحاءيه لهم أثناء جلسات التنويم الإيحائي بأفكار من هذا القبيل، ولا يُعني هذا أن المُعالج سيدفع مرضاه إلى القتل والسرقة وهم تحت تأثير الجلسة، ولكنه يعني أنهم رويدًا رويدًا ستتبدل سلوكياتهم في حياتهم الطبيعية، لينتقلوا من أصحاب الفضائل إلى أصحاب الرذائل.

المحصلة التي نخلص إليها في نهاية المقال هي أن التنويم الإيحائي ليس علاجًا للأمراض، ولكنه وسيلة لإدارة الألم وتحفيز العقل الباطن لمقاومة كل ما هو سلبي ومميت، حيث يُمكن من خلاله حث العقل الباطن على مقاومة مرضًا ما، وبالتالي ستظهر النتائج على الجسم في مُقاومة هذا المرض تبعًا لكون العقل الباطن يستجيب للأفكار التي تُبثّ إليه دون مناقشة أو فرز منه.

حسناء محمد

احب القراءة والكتابة والانترنيت والسفر. اكتب في مجالات عديدة وخاصة المواضيع التي تندرج تحت هذه الفئات : الحمية والنظام الغذائي والتغذية السليمة والصحة والعناية الذاتية والديكور وغيرها.

أضف تعليق

إحدى عشر − ستة =