تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف تتم زراعة الخلايا الجذعية وما الأمراض التي تعالجها؟

كيف تتم زراعة الخلايا الجذعية وما الأمراض التي تعالجها؟

دائمًا ما يأتي الطب بكل جديد ولا تتوقف ثوراته في محاربة الأمراض خاصة المستعصية منها، و زراعة الخلايا الجذعية هي واحدة من تلك التقنيات الحديثة التي ظهرت في السنوات الأخيرة لعلاج العديد من الأمراض المستعصية التي لم يجد الطب لها حل من قبل.

زراعة الخلايا الجذعية

زراعة الخلايا الجذعية هي ثورة جديدة في التقنيات الطبية التي ظهرت في السنوات العشرة الأخيرة للقضاء على الأمراض المناعية تحديدًا من جذورها وإعطاء أملًا جديد لهؤلاء المرضى بعد خيبته في الشفاء، اليوم نعرض ملف شامل عن الخلايا الجذعية وكيف تتم زراعتها والأمراض التي تعالج بوسطتها.

تعريف الخلايا الجذعية

هي خلايا بدائية متخصصة تستطيع الانقسام، ومن ثَم إنتاج أنواع مختلفة من الخلايا الجديدة. ومن خلال التعريف السابق نجد أن الخلايا الجذعية تتميز عن باقي أنواع الخلايا الجسمية بالانقسام والتخصصية، فقدرتها على الانقسام ينتج عنه استطاعة تجديد نفسها بنفسها، وبذلك يمكنها أنها تحل مكان الخلايا الميتة.

أما كونها متخصصة فهذا يعني إمكانية حصرها في وظيفة معينة من خلال تعريضها لمجموعة ظروف فسيولوجية، لتصبح بعدها متخصصة في جانب وظيفي واحد في الجسم، كأن تتحول إلى خلية عضلية أو إلى خلية دموية أو خلية عصبية.. وهكذا.

أهمية الخلايا الجذعية في العلاج

زراعة الخلايا الجذعية أهمية الخلايا الجذعية في العلاج

تساعد الخلايا زراعة الخلايا الجذعية في إصلاح الخلل الحاصل في الأنسجة والأعضاء الموجودة داخل الجسم البشري، حيث أن تكرار انقسامها يُعوض الخلايا التالفة والميتة، من هنا هي علاج مناسب ونهائي للعديد من الأمراض.

فكما هو معلوم للجميع يتم اللجوء إلى زراعة الأعضاء مثل: الكُلى أو الكبد.. إلخ لموت خلايا العضو وعدم قيامه بوظائفه الحيوية على النحو المطلوب، ولكن عند المقابلة بين كمية الأعضاء المطلوبة للزرع والأعضاء المُتبرع بها نجد أن الأخيرة تكتنفها المحدودية، خصوصًا مع تزايد معدلات الحاجة لزراعة الأعضاء، أي أنه توجد فجوة واسعة بين المعروض من الأعضاء وبين المطلوب منها.

من هنا يتضح لنا أن الاعتماد على زراعة الخلايا الجذعية كوسيلة علاجية لإصلاح الخلل بالعضو المعطوب أيسر وأسهل وأسرع مقارنة بالبحث عن عضو جديد من متبرع والذي قد يبوء بالفشل.

أنواع الخلايا الجذعية

الخلايا الجذعية الجنينية

هي واحدة من أنواع الخلايا الجذعية، ولها القدرة على الانقسام والتحول لأي نوع من الخلايا الموجودة بالجسم.

الخلايا الجذعية الجسدية

هذا النوع يمتلك القدرة على الانقسام والتحول إلى أنواع الخلايا الجسدية التي تتطور إلى نسيج عضوي متخصص، وعليه تنمو لتصبح عضو كامل، ويندرج تحت هذا النوع من الخلايا الجذعية العديد من أنواع الخلايا الجذعية الموجودة في أماكن مختلفة بالجسم البشري، ومنها:

الخلايا الجذعية الدموية

ومنها تتم عمليات زراعة النخاع العظمي، الخلايا الجذعية الدموية الطرفية، وتوجد في مجرى الدم، وبالتالي يمكن الحصول عليها من مجرد سحب عينة دم بمقدار معين، ويستطيع هذا النوع من الخلايا الجذعية إعطاء أعداد كبيرة من الخلايا المكونة للدم والجهاز المناعي مثل: خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية والخلايا اللمفاوية.

الخلايا الجذعية بالحبل السُري

وهذه تُستخلص من الحبل السُري عقب الولادة مباشرة، وتتخزن في بنوك الخلايا الجذعية لحين دعت الحاجة إليها، ويستطيع هذا النوع الانقسام إلى أنواع محدودة من الخلايا.

عملية زراعة الخلايا الجذعية

تتنوع عملية زراعة الخلايا الجذعية إلى نوعين أساسيين هما:

الزراعة الذاتية

وهنا تؤخذ الخلايا الجذعية من المريض نفسه لتُزرع فيه مرة أخرى، ومن مميزات هذا النوع قلة -أو قُل انعدام- فرص رفض الجسم للخلايا الجذعية المنزرعة، لكن تظهر سلبيات هذا النوع عند اللجوء إليه لعلاج السرطانات، حيث أنه من الوارد بقاء الخلايا السرطانية في الجسم بعد إتمام عملية الزراعة.

الزراعة من متبرع متطابق مناعيًا

وهنا تؤخذ الخلايا الجذعية من متبرع يمل نفس الصفات المناعية وتُزرع في المريض، ومن سلبيات هذا النوع وجود احتمالية لرفض جسم المريض للخلايا الجذعية المزروعة فيه، لكنها على الجانب الآخر تمتاز بإتاحة القدرة على التخلص من الخلايا السرطانية كلها، لذا تعد هذه الطريقة هي الأنسب في علاج سرطانات سرطان الدم والعقد الليمفاوية. وتجدر الإشارة إلى أن تفضيل اختيار نوع عن آخر في العلاج يعتمد على نوع المرض ومدى تطوره المرحلي، عمر المريض وحالته الصحية العامة.

أهم الأمراض التي تعالجها الخلايا الجذعية

إلى وقتنا هذا لا تؤخذ الخلايا الجذعية إلا من نخاع العظم أو من الدم أو من الحبل السُري، ومن ثَم لا تتعدد الأمراض التي تعالجها الخلايا الجذعية، إذ أنها ما زالت لا تُستخدم إلا في زراعة نخاع العظم، وعلاج الأورام السرطانية والأمراض الأخرى في الدم. ولكن هذا لا ينفي عمل الباحثين على دراسة إمكانية استعمال الخلايا الجذعية في علاج أنواع أخرى من الأمراض الحادة والمزمنة في المستقبل القريب، وأهم تلك الأمراض المنتظر علاجها بالخلايا الجذعية كلًا من أمراض القلب، السكري، التهاب المفاصل، الحروق، الشلل الرعاش، الأنيميا المنجلية.

زراعة الخلايا الجذعية لمرضى السرطان

زراعة الخلايا الجذعية زراعة الخلايا الجذعية لمرضى السرطان

الفكرة الأساسية من استعمال الخلايا الجذعية لعلاج السرطان هي أن نخاع العظم ينتج خلايا الدم بشكل عام وخلايا الدم البيضاء بشكل خاص. وخلايا الدم البيضاء هي ركيزة عمل جهاز المناعة في مقاومة الأمراض، والحاصل أن الخلايا السرطانية تدمر نخاع العظم، وكذلك العلاجات الكيماوية والإشعاعية تدمره، وبالتالي يفقد الجهاز المناعي للمريض القدرة على العمل.

وهنا يأتي دور الخلايا الجذعية في إنتاج خلايا دموية جديدة، وبذلك يُعوض الجسم ما أُتلف أو مات من الخلايا القديمة. فبعد أن يتلقى المريض جرعات العلاج الكيماوي والإشعاعي المحددة له بهدف تدمير الخلايا السرطانية الموجودة يقوم الطبيب بحقن متأني للخلايا الجذعية إلى الدم، وعليه يبدأ الجهاز المناعي في إنتاج خلايا الدم الجديدة في غضون مدة زمنية تتراوح ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع على الأكثر.

والجدير بالذكر أن عملية زراعة الخلايا الجذعية لعلاج الأورام السرطانية تأخذ فترة زمنية لا تقل عن 8 ساعات، كما أنها تتم تحت مراقبة طبية شديدة لتسجيل التغيرات التي تطرأ على المريض مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم والغثيان والصداع وآلام المعدة.. إلخ، والتدخل فورًا في حالة طرأ عرض غريب.

وبعد الزرع يُحاط المريض ببيئة نظيفة وخالية من الملوثات نظرًا لكون جهازه المناعي مازال ينتج خلايا الدم من جديد، بمعنى أنه لا يعمل على صد الأمراض وإنتاج الأجسام المضادة ولكنه فقط ينتج الخلايا، لذلك يصف الطبيب مجموعة من المضادات الحيوية، والأدوية المثبطة لنشأة التفاعلات المضادة للخلايا الجذعية المزروعة، كما قد يحتاج المريض إلى نقل صفائح دموية أو كرات الدم الحمراء.

لذلك قد يُعزل المريض لمدة شهر في المستشفى في بيئة خالية تمامًا من البكتيريا والجراثيم أثناء الأسابيع الأولى بعد عملية الزرع، وحتى بعد الخروج يداوم المريض على الزيارات الدورية للطبيب لستة أشهر متتالية وذلك لإجراء الفحوصات والتحاليل المطلوبة للتأكد من نجاح عملية زرع الخلايا الجذعية. ولا شك أن الفترة التي تتبع عملية الزرع مباشرةً ستظهر فيها مجموعة من الآثار الجانبية المرضية مثل: التعب العام والوهن، عدم القدرة على الحركة، فقدان الشهية، نزول الوزن.

وفي النهاية وبعد تمام الأشهر الستة يقوم الطبيب بسحب عينة من الدم وعينة أخرى من نخاع العظم لفحصهما، وإذا ما أظهرت النتائج بدء انقسام الخلايا الجذعية وإنتاج الخلايا الطبيعية فهنا يسحب الطبيب عينة دموية أخرى لفحص حالة الورم السرطاني نفسه ومدى انحسار الخلايا السرطانية المصابة مقارنةً بالفحص السابق مباشرة لعملية زرع الخلايا الجذعية.

في النهاية، لن يتوقف الطب عن مفاجئتنا بكل جديد في كافة المجالات الطبية، وإن كان دور زراعة الخلايا الجذعية ينحصر الآن على علاج أمراض بعينها، غدًا سوف تنتشر لتشمل علاج كافة الأمراض المستعصية بإذن الله.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

حسناء محمد

احب القراءة والكتابة والانترنيت والسفر. اكتب في مجالات عديدة وخاصة المواضيع التي تندرج تحت هذه الفئات : الحمية والنظام الغذائي والتغذية السليمة والصحة والعناية الذاتية والديكور وغيرها.

أضف تعليق

14 + سبعة =