زراعة الشعر بالخلايا الجذعية هي واحدة ضمن أحدث التقنيات المُستخدمة في علاج مشاكل الشعر بصورةٍ عامة، وأصبحت أيضًا تُستخدم في مختلف مشكلات الجسم الأخرى مثل: مشاكل البشرة وعلاجًا لبعض الأمراض المُزمنة كالسكري، وحققت نجاحًا باهرًا مُنذ ظهورها وحتى وقتنا هذا وما زالت مُستمرة في الانتشار والتطور، فلنتعرف بصورة مُفصلة على مفهوم الحقن بالخلايا الجذعية وطُرق استخدامه في زراعة الشعر وما هي مزايا استخدام تلك التقنية وعيوبها.
استكشف هذه المقالة
تعريف الخلايا الجذعية
لقد انتشرت في الآونة الأخيرة تقنية العلاج بالخلايا الجذعية في مختلف المجالات الطبية بسبب قدرتها الفائقة على حل الكثير من المشاكل التي عجز الطب عن حلها لعقودٍ طويلة، حيث ظل العلماء لمدة خمسة وعشرين عامًا تقريبًا يحاولون العلاج بتلك الخلايا في الولايات المتحدة الأمريكية وغالبًا ما كانت تبوء تلك المُحاولات بالفشل، إلى أن تم التوصل إلى الطُرق الصحيحة لاستخدامها، وخلال فترة قصيرة حدثت طفرة في العلاج بتلك التقنية.
تعريف الخلايا الجذعية أو (Stem cells) هي عبارة عن خلايا طبيعية مُتواجدة داخل كل شخص منا بإمكانها تصليح أو ترميم بعض الخلايا الأخرى التالفة بشكلٍ تلقائي، حيث تتأقلم على الوسط الخارجي المحيط بها بكل سهولة وتتجدد تلقائيًا، وتستطيع الانقسام بصورة طبيعية، فهي متشابهة إلى حدٍ كبير مع خلايا الدماغ وخلايا الدم والعضلات. وهُناك نوعان من تلك الخلايا، أحدهما يُطلق عليه الخلايا الجذعية البالغة أو (Adult stem cells) والأخرى الخلايا الجذعية الجنينية، حيث يتم الاعتماد على الخلايا الجذعية البالغة بصورةٍ أكبر لتواجدها داخل العديد من الأعضاء في الجسم، مثل: الكبد والهيكل العظمي والأوعية الدموية والنخاع العظمي وغير ذلك، بينما الخلايا الجنينية تتواجد فقط في مرحلة التكوين الأولى، أي عندما يتم تخصيب البويضة من قِبل الحيوان المنوي لذا يصعُب الحصول عليها.
خطوات العلاج بالخلايا الجذعية
مُنذ ظهور طفرة العلاج بالخلايا الجذعية أصبح الكثير من العلماء يتجهون إلى دراسة تلك الخلايا في مُختلف المجالات وقدرتها على القضاء على الكثير من الأمراض المُزمنة، ولكن هناك بعض الخطوات التي يتم الاعتماد عليها من أجل استخراج الخلايا الجذعية:
يقوم فريق كامل من الأطباء بدراسة حالة الجسم أو المريض في البداية وفحص العضو أو النسيج المُناسب الذي يُمكن أن يتم استخلاص الخلايا الجذعية الناضجة منه، والتي لديها قدرة على الاستمرار والانقسام فيما بعد، فعلى سبيل المثال: يتم أخذ خلايا صالحة من الدهون المُتراكمة في منطقة البطن أو الفخذين من خلال تخدير المريض وأخذ عينة منها حتى يتم فحصها من قِبل أجهزة عالية الدقة داخل معامل مُجهزة ومهيأة لذلك، بأن يتم فصل الدهون عن الأنسجة الغير صالحة، وتُترك في أنابيبٍ أخرى حتى يتم تنشيطها فيما بعد باستخدام البروتين الحيوي بحيث يجعلها خلايا صالحة الانقسام بصورة أفضل، وفيما بعد يتم نقلها إلى جسد المريض مرة أخرى لعلاج المرض الذي يُعاني منه.
طرق زراعة الشعر بالخلايا الجذعية
واستكمالًا للخطوات التي تم ذكرها عند استخلاص تلك الخلايا من الجسم نذكر طُرق زراعة الشعر بالخلايا الجذعية لمن يُعاني من مُشكلة الشعر الخفيف أو الصلع الكامل، فهُناك عدة أنواع يتم الاعتماد عليها لزراعة بصيلات الشعر من جديد، بأن يتم أخذ عينات من بصيلات الشعر الصالحة المُتواجدة بالفعل في المريض، من خلال فصلها وإعادة تنشيطها ثم زراعتها في الأماكن الفارغة عن طريق الحقن المُباشر لها، بحيث يتم غرس عدة شعيرات في البصيلة الواحدة لكي تنتج مزيدًا من الخصلات.
أما في حالة الصلع الكامل فإن الطبيب يقوم بأخذ خلايا جذعية أخرى من مُختلف الأعضاء في الجسم التي تتشابه مع تلك التي تتواجد في الرأس وهي غالبًا ما تؤخذ من البطن، وذلك بسبب تواجد عددًا كبيرًا من الخلايا الصالحة بها والتي تنقسم بصورة أفضل فيما بعد، وهنا يتم أخذ تلك العينات لكي تنشط بصورة أفضل باستخدام البروتين ثم تُحقن بالرأس في مختلف المناطق، وخلال فترة وجيزة تتراوح بين الثلاثة أشهر حتى الستة أشهر تبدأ بُصيلات الشعر في الظهور بشكلٍ طبيعي.
إنبات وزراعة الشعر بالخلايا الجذعية
تتم زراعة الشعر بالخلايا الجذعية بكل سهولة ولكن بالطبع لا يؤثر ذلك وحده على النتائج، بحيث يضمن ظهور الشعر بالكثافة المطلوبة، ويعمل الأطباء على تحديد برنامج علاجي مُتكامل للمريض الذي يُعاني من الصلع الوراثي أو الجزئي حتى يحصل على أفضل النتائج، ذلك من خلال تحديد عدد من الفيتامينات والكبسولات التي تزيد من تنشيط تلك الخلايا وتحفز الجسم لإطلاق المزيد من البصيلات، وذلك في بعض الحالات التي أثبتت قدرتها على الاستجابة لتلك الفيتامينات ولكن على مدى طويل.
وهناك بعض التقنيات الأخرى التي قد يرغب بعض المرضى في استخدامها من أجل تحسين النتائج والحصول على شعرٍ كثيف للغاية حتى في حال زراعة الشعر بالخلايا الجذعية، وهي استخدام تقنية الليزر التي تُساعد على إنبات الشعر مرة أخرى والحصول على نتائج مُقاربة إلى حدٍ كبير مع التي تمت بالخلايا الجذعية، ولكن قد يتم اللجوء إلى تلك الطُرق في حال فشل الاستجابة إلى الخلايا الجذعية، أو في حال عدم الحصول على النتائج المرغوبة، ولكن بشكلٍ عام تُعد زراعة الشعر بالخلايا الجذعية هي أفضل الحلول وأكثرها فاعلية.
زراعة الشعر بالخلايا الجذعية في تركيا
هُناك العديد من الدول الأوروبية والأسيوية التي اعتمدت على استخدام تقنية العلاج بالخلايا الجذعية بشكلٍ كبير في السنوات القليلة الماضية وفي كافة المجالات تقريبًا، حيث قامت بفتح مراكز مُتخصصة وشاملة تضم لفيفًا ضخمًا من أكبر الأطباء في العالم الذين تم تدريبهم على أعلى مستوى على زراعة الشعر بالخلايا الجذعية، وعلى رأس تلك الدول هي تركيا التي حرصت على ذلك ومع الوقت أصبحت القبلة الأولى للكثير من الأشخاص الذين يُعانون من الصلع الوراثي، حيث تعطي لهم أملًا مجددًا في حل تلك المُشكلة بشكلٍ جذري.
ويتيح لك السفر إلى تركيا اختيار أفضل المراكز الطبية التي تعتمد على أحدث الأساليب، ويُمكنك أيضًا الاختيار من داخل دولتك قبل الإقدام على خطوة السفر، وذلك من خلال مقارنة العروض أو الأخذ برأي بعض الحالات التي خاضت التجربة من قبل ونجحت بالفعل في الحصول على حل نهائي لعلاج مشكلة الصلع، أما بالنسبة للتكاليف فهي مختلفة نوعًا ما بحسب المركز الطبي وحالة المريض بل وطُرق العلاج المستخدمة والمُناسبة للحالة ومدة بقائه في المستشفى.
أضرار العلاج بالخلايا الجذعية
بالطبع قد تتساءل عن أضرار زراعة الشعر بالخلايا الجذعية ويُمكن القول بأن الأعراض الجانبية تحت الدراسة ولم تظهر بعد بصورة واضحة على المرضى، حيث أن تلك التقنية ما زالت في طور الاستخدام والبحث، ولكن قد يشير بعض الأطباء أن خطورة تلك الخلايا تكمن في تحولها فيما بعد إلى خلايا سرطانية، بحيث يرفض الجسم قبولها أو التأقلم عليها في بعض الحالات المرضية، وبالتالي يصعب استئصالها فيما أو السيطرة عليها مما قد يجعل البعض يتراجع عن تلك الفكرة حتى تظهر نتائجها بشكلٍ فعال.
وعليك قبل الإقدام على زراعة الشعر بالخلايا الجذعية عمل فحص طبي شامل لمعرفة ما إذا كنت تُعاني مرضًا مُعينًا، ومن ثم يتم تحديد هل زراعة الشعر بالخلايا الجذعية تتناسب مع حالاتك أم لا ولا خاب من استشار.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق