تسعة
الرئيسية » العلاقات » حب ورومانسية » كيف تدفع شريكك إلى احترام المساحة الشخصية في العلاقة؟

كيف تدفع شريكك إلى احترام المساحة الشخصية في العلاقة؟

احترام المساحة الشخصية في العلاقة العاطفية من أكثر الموضوعات تأزما في التاريخ، والسبب معروف بالطبع لأن العلاقة نفسها معناها أن اثنان يلتقيان ويقرران أن يكملا حياتهما المنفردة في حياة واحدة مشتركة، فكيف نفكك هذا التعقيد ونحل هذه المسألة الشائكة في معظم العلاقات؟

احترام المساحة الشخصية

عندما نتحدث عن احترام المساحة الشخصية في العلاقة العاطفية فإننا نتحدث في أكثر الأمور التباسا في العلاقات العاطفية والتي هي أصلا أمرا ملتبسا بشكل طبيعي أي أننا نخوض في حقل ألغام بالضبط لذلك ما علينا سوى إدارة ظهورنا للأزمة والخضوع للابتزاز العاطفي والاستغلال والسلطوية بدلا من مواجهتها والحديث حولها والنقاش، وهذا ما سنتحدث عنه في السطور التالية، لأن معنى اندماجك مع شخص آخر في حياة مشتركة لا يعني محو مساحتك الشخصية وشخصيتك الفردية المستقلة، بمعنى أنكما اخترتما أن تمشيا الطريق سويا، لكن لا تندمجا في جسد واحد، أليس هذا مفهوما؟ فكيف تدفع شريكك لاحترام مساحتك الشخصية؟

احترم مساحته حتى يحترم مساحتك

كانت تحكي لي صديقة ما عن مشكلة بينها وبين شريكها في العلاقة أنه حين تغار عليه فهذا لأنها تحبه بينما غيرته عليها يعود لانعدام ثقة، كيل بمكيالين لابد أن ينتج هذه الأزمات والمعارك، أكثر ما يجبر شريك العلاقة على احترام مساحتك الشخصية هو احترام المساحة الشخصية الخاصة به أولا، إصرارك على أن يكون لكلا منكما شخصيته المستقلة، علاقاته المستقلة وحياته المستقلة واهتماماته التي ليس من الإلزامي أن يشاركك فيها وبالتالي ليس من الإلزامي أن تشاركه اهتماماته، لا يعني أننا ارتبطنا أننا أصبحنا نسخا من بعضنا بل من الممكن أن نظل بشخصياتنا دون أزمة ونظل نحب بعضنا أيضًا.

تحدثا عن احترام المساحة الشخصية قبل بداية العلاقة

تحدثا عن الأمر قبل بداية العلاقة، يبدو الأمر مخجلا قليلا خصوصًا في البدايات المليئة بالحلم والشاعرية والرومانسية المفرطة والوعود الأسطورية والعهود الملحمية، لا تجد هذا مناسبا وسط كل هذه الأجواء الحالمة التي تشبه أجواء الأفلام أن تتحدث في أمور واقعية وموضوعية بهذا الشكل ولكن ما أوله شرط آخره نور والوضوح أفضل شيء، إلى شريك العلاقة لدي علاقاتي واهتماماتي، لدي خصوصياتي ومساحتي التي لا أحب أن يخترقها أحد أو يتعدى عليها مهما كانت صفته، لذلك احترام المساحة الشخصية بالنسبة لي يوازي الحب والاهتمام والحنان والرومانسية، واحترام مساحتي الشخصية من احترامي أنا بشكل شخصي.

لا تفتح له هاتفك لأي سبب

من الأشياء التي تحدث بين المرتبطين فتح هاتفك له والتعدي على خصوصيتك وقراءة الرسائل بينك وبين أصدقاءك بشكل فج، هذا غير جيد على الإطلاق ولا نريد أن نبالغ ونقول كارثي، استباحة لحياتك الشخصية وسحق لخصوصيتك ومحو لكرامتك. كل هذا مبالغة وترى الأمر بسيطا أليس كذلك؟ حسنا، انتظر قليلا وستبدأ حالة السلطوية الهستيرية والرغبة الدائمة في التحكم والتسلط حتى على أبسط الأشياء، أسئلة واستفسارات، وتدخل في أدق الخصوصيات، حسنا عزيزي أو عزيزتي، افتح له هاتفك كي يستبيح خصوصياتك وأرني الاحترام في العلاقة بعد ذلك.

احتفظ بخصوصيتك

هناك أشياء لا يجب أن تتحدث عنها لأنك لا تحب أن تتحدث عنها، أشياء لا تخص الطرف الآخر على الإطلاق يجب علينا الاحتفاظ بها، أهمية مسألة احترام المساحة الشخصية تكمن في الثقة، ثقتي في إخلاص الطرف الآخر ووفاءه وبالتالي ليس علي اختراق مساحته الشخصية أو اختراق خصوصياته حتى أقتنع بأنه لا زال على إخلاصه ووفاءه، ليس علي أن أستحوذ على حياته بالكامل حتى أقتنع بكم هو يحبني وليس علي أن أكون خاضعا لهذا الابتزاز العاطفي أو نصدق أننا واحد لا على العكس نحن اثنين، ولا ينبغي التعامل هكذا بالتالي فليحتفظ كل منا بخصوصياته.

تحدث بثقة

عند الحديث بهذا الشكل عن احترام المساحة الشخصية أو الاحتفاظ بالخصوصيات تحدث بثقة، صحيح ستجد اندهاشا لأن الكثير من الأشخاص عند الدخول في علاقة عاطفية يصبحون آلات تدخل واختراق خصوصيات بحجة أننا أصبحنا واحدا ويجب علي دهس حياتك الشخصية حتى أعتقد في أنك تحبني، ولكن إن كان هذا السائد فهذا لا يعني أنه صحيح، تحدث عن احترام المساحة الشخصية وعدم انتهاك الخصوصيات بكل ثقة وكن مؤمنا بكل كلمة تقولها مهما كانت درجة الانزعاج من وقع كلماتك والاعتراض عليها، لأن معك الحق، وطالما لا زلنا نتناقش في بديهيات مثل هذه فلابد أن تتحدث بمنتهى الثقة.

لا تكن أبدا في موضع اتهام

يقوم الأشخاص دائما بوضعك في موضع اتهام من أجل اختراق خصوصياتك، فهل هذا يعني أنك موضع شك أو أنك متهم بشيء ما ويجب عليك إثبات براءتك عن طريق انتهاك مساحتك الشخصية والتعدي عليها ؟ حسنا لا تكن أبدا في موضع اتهام وإذا رفضت الحديث حول الذي تتكلم فيه أنت وصديقتك أو أنتِ وصديقك ويريد أن يرى المحادثة بينكما حتى يطمئن قلبه رغم أن المحادثة بها أسرار تخصه ولا يجب الاطلاع عليها بالتالي لا تكن في موضع اتهام بل أخرج نفسك من هذا الوضع ولا تدافع عن نفسك، إن كان هناك انعدام للثقة فهذه قصة أخرى بالطبع.

لا تنتظر موافقته على شئونك الشخصية

حسنا علينا أن نقول أن هناك حياة مشتركة بينكما وهي تجمع كل الأمور التي تخصكما سويا ويجب عليكما ممارسة هذه الحياة بشكل تشاركي ولكن هناك حياة شخصية ومستقلة وهي كل ما يخص أمورك الشخصية التي ليس لأحد الحق التدخل فيها مثل الملبس والمأكل وشئون العمل وإدارة العلاقات والصداقات وهذه الأشياء، لا شك بالطبع أن يكون هناك تشاور وحديث حول هذه الأمور الشخصية ولكن يبقى رأي الطرف الآخر استشاري بحت في هذه الأمور وليس لأحد أن يمنح لنفسه الحق التدخل في هذه الأمور بقوة العاطفة، لذلك احترام المساحة الشخصية يأتي من التصرف في أمورك الخاصة بنفسك دون انتظار موافقة أحد تحت أي بند.

احتفظ باستقلاليتك

من أجل فرض احترام المساحة الشخصية في العلاقة عليك بالاحتفاظ باستقلاليتك واعتمادك على نفسك إلى حد بعيد لأنه معنى أن هناك شخص يرعى لك مصالحك الخاصة فإن هذا يعطيه الحق بالتدخل المباشر في أمورك وانتهاك حريتك الشخصية طالما أن شئونك أصبحت شئونه بالتالي من حقه بما إنه المنفذ للمهام التي تريد تأديتها أن يتدخل في طبيعة هذه المهام ويفرض رأيه فيها ويعلن عن رأيه في ماهيتها ويتخذ القرارات أيضًا، لذلك الاحتفاظ بالاستقلالية حتى في العلاقة العاطفية أمر هام جدا.

تفهم دوافعه

في النهاية وحتى لا نكون قساة يجب علينا تفهم دوافع الشخص في انتهاك المساحة الشخصية الخاصة بك وندرك أسبابه لأنه في الغالب تكون أزمات ثقة وعدم وعي وصعوبة في فهم المسألة برمتها بالتالي يجب أن نتناقش ونتحاور حتى نصل لحل ونحاول طمأنة الطرف الآخر في العلاقة ونمنحه الثقة والحنان والحب، لأنها في النهاية ليست حرب وليس معنى الحفاظ على المساحة الشخصية أن نتحول لمبارزين وتصبح العلاقة أشبه بمعركة، بعض من اللين أفضل جدا.

احترام المساحة الشخصية في العلاقة العاطفية سيفيد طرفي العلاقة على حد سواء وسيجعل العلاقة صحية وسوية لذلك لا بديل عنها ولا تنازل عن احترامها والحفاظ عليها.

محمد رشوان

أضف تعليق

2 + ثلاثة =