الاستفادة من جميع الأوقات التي توجد في حياتنا من أهم المهارات التي يجب أن نكتسبها في حياتنا، ويتوقف هذا الأمر على التعود والاستمرار لكي تصبح هذه المهارة من روتينك اليومي، وأحيانا تكون المشكلة التي تعترض الإنسان وتعيقه عن فعل ما يريد هي جهله بخطوة البدء والطريق الذي يسير فيه ليحقق ما يريد، ولكي يتمكن الإنسان من الاستفادة من الأوقات التي تمر هباء مثل: وقت المواصلات ، يجب عليه معرفة الطرق الصحيحة لتنظيم الوقت، ويجب أن يتعلم أن يضع المهام المناسبة في الوقت والمكان المناسبين، ولا يتطلب هذا الأمر بأكمله إلا القليل من البحث والقراءة، والكثير من التمرين والتعود، وفي هذا المقال سنضعك على أول الطريق وسنعرض طرق الاستفادة من وقت المواصلات بخطوات بسيطة لا تحتاج فيها إلا لهاتفك المحمول.
استكشف هذه المقالة
استغلال وقت المواصلات
مع كثرة الزيادة السكانية والزحف العمراني، وتمدن معظم أشكال حضارة الإنسانية، أصبح الازدحام المروري شيئا طبيعيا في حياتنا اليومية، وفي غير هذه النقطة نجد وقت المواصلات يزيد أحيانا بسبب طول المسافة مثل: السفر عبر بلد وأخرى، أو الرحلات الطويلة، وتعد هذه الأوقات الطويلة مناسبة لاستغلالها في أمور عديدة، وتعتبر القراءة من أهم الأمور التي يمكن أن نفعلها وقت المواصلات، وذلك لسهولة القراءة في أي مكان سواء كانت كتب إلكترونية أو كتب ورقية، وتعتبر الكتب من أهم مصادر المعرفة، وأسرع الطرق لاكتساب الإنسان الثقافة، غير أن القراءة تتيح العديد من الأشياء، فمن الممكن أن تبتعد ببعض الأشخاص عن الواقع الذي يثقلهم، ويتصفحوا الكتب بهدف عيش حياة أناس آخرين، أو قد يقرأ أحدهم في بعض الكتب التي تطوره وتساعده في مجال عمله. ومؤخرا ظهرت العديد من الأبحاث الطبية التي تشير إلى أنه هناك الكثير من الناس يعانون من الصداع عند القراءة في المواصلات، ولذلك إذا كنت من هؤلاء الناس فالكتب المسموعة خير بديل لك، وهي متوفرة بكثرة الآن.
الأفلام الوثائقية
تعد الأفلام الوثائقية البديل الأمثل لمن لا تستهويه القراءة، فهي تخفف من وطأة الملل التي تصيب بعض الأشخاص عند القراءة، وتعد الأفلام من أفضل طرق الهروب من وقت المواصلات، واخترنا لكم الأفلام الوثائقية على الأخص حيث أنها تعد مصدرا ضخما للمعلومات، فمشاهدة فيلم واحد من هذه الأفلام تجعلك تترك وقت المواصلات وتغوص معها في أعماق البحار، أو تصعد إلى الفضاء الواسع، وبإمكانك أيضا أن ترجع عبر آلة زمنية وتعلم كيف كانت الحياة في الماضي، أو تجد إحدى البوابات التي تنقلك إلى المستقبل، ويوجد الكثير من المعلومات والمغامرات التي من الممكن أن تعيشها مع هذه الأفلام، ومع القليل من البحث على الشبكة العنكبوتية سنجد الكثير من المواقع التي تساعدنا على معرفة أفضل ما يمكننا مشاهدته، كما توفر لنا التقييمات التي وضعها من سبق وشاهدوا هذه الأفلام، ولا يجب أن نجعل هذه النقطة مقتصرة على هذه النوعية من الأفلام فقط، بل يمكننا إنجاز دورة تدريبية من الدورات التي تتوفر على الكثير من المنصات العربية والأجنبية، فببعض الترتيب والاهتمام بهاتفك الشخصي يمكنك أن تأخذ شهادات عالمية بكل سهولة، وتغير حياتك بأكملها بقرار واحد.
تعلم لغة جديدة
في ظل العولمة التي نعيشها أصبحت اللغة من أهم الركائز التي يعتمد عليها الفرد في سفره وتنقله، وتعلم لغة جديدة لم يعد أمرا مستحيلا، ولم نعد نواجه في عصرنا الحالي معظم تحديات التعلم التي كان يواجهها الإنسان في الماضي، ولكي تتعلم لغة جديدة هناك طرق عديدة يمكنك الاعتماد عليها، أهم هذه الطرق هي التطبيقات التي تهتم بتعليم اللغة وكل ما يتوجب عليك هو تحديد اللغة التي تود تعلمها والذهاب لمتجر التطبيقات في هاتفك، ثم تحميل التطبيقات الخاصة بهذه اللغة وابدأ بالتعلم، وتعتبر الممارسة المستمرة للغة من أهم ما يساهم في تطويرها وتحسينها بسرعة، وتتيح لك العديد من التطبيقات الآن أن تتحدث مع أشخاص من كل أنحاء العالم لكي تتمرن على اللغة، وفي الغالب نتكاسل جميعا عن القيام بهذه المهام الصغيرة التي يكون لها أثر ملحوظ بعد مدة ونفضل القيام بالأمور سريعة الأثر، لذلك ننصح بترك هذه الأمور في وقت المواصلات حيث يصعب استثماره في أمر كبير، أو إنهاء عمل أو مشروع معين، لذلك يعد وقت المواصلات من الخيارات الجيدة لتعلم الأشياء طويلة المدة.
محاضرات تيد
في عام 1984 ميلاديا أسس (ريتشارد ساول) شركة تيد وهي اختصار لثلاث كلمات في اللغة الإنجليزية، التكنولوجيا، الترفيه، التصميم، وتعد تيد من الشركات غير الربحية التي تهدف لمساعدة وتطوير النفس البشرية، وذلك لمعرفتهم أن للأفكار قوة يمكن من خلالها تغيير التصرفات، وبدأت هذه الشركة عملها تحت شعار (أفكار تستحق النشر)، وتحت هذا الشعار جمعت منصة تيد كبار الناجحين، والمفكرين، والملهمين، وأصبحت تساعدهم في نشر هذه الأفكار التي جعلتهم أشخاصا ناجحين في حياتهم، وهكذا أصبح العالم يشاهد مخزونات ثقافية كبيرة، وطرق نجاح ملهمة بأسهل الطرق، لذلك تعد المحاضرات التي توفرها شركة تيد على الإنترنت بجميع اللغات تقريبا من الخيارات الجيدة التي يمكنك من خلالها تقضية وقت المواصلات، وتعتبر تيد من أهم الأمور التي تساعد في تطوير النفس، وبعد وقت قصير من التردد على هذه المنصة ستلاحظ التغير الكبير الذي يطرأ على حياتك، وأفكارك، وبإمكانك أيضا مضاعفة الإفادة من هذه المحاضرات بسماعها باللغة التي تتعلمها وهكذا ستتعلمها بشكل أفضل، ويمكنك سماع هذه المحاضرات فقط دون الحاجة إلى الفيديو وذلك في حالة إن كنت أنت السائق في المواصلات.
تخلص مما يشتت ذهنك
في ساعات العمل، أو الدراسة، أو القيام بمشروع هام، تطرأ عليك أفكار لا فائدة منها ولكنها تعيقك وتمنعك من الاستمرار في العمل الذي تقوم به، ويرجح علماء النفس أن هذا الأمر يعود إلى تراكم هذه الأفكار وعدم معالجتها عندما نفكر فيها لأول مرة ونتركها تتراكم دون أن نهتم بها، وفي ساعات العمل الجادة يحاول عقلنا الهروب لأي شيء حتى يخفف من الضغط الواقع عليه فيذهب إلى هذه الأفكار، ولا يعد حل هذه المشكلة من الأمور الشائكة حيث لا يتطلب منك سوى أن تفكر بها وتنهيها، ولكي لا تهدر أوقاتك التي يمكنك إنجاز الكثير من المهام فيها، تخلص من هذه المشتتات في وقت المواصلات، حيث يمكنك تحديد هذه الأفكار والشروع في التفكير بها إلى أن تصل لمخرجها، وبإمكانك أيضا إنجاز المهام التي لا تحتاج إلى وقت ومكان معين، مثل وضع الخطط اليومية، وتنظيم وقتك، وترتيب الأفكار التي تدور برأسك، كما يمكنك الرد على الإيميلات التي تصلك على مدار اليوم، وغير ذلك من المهام التي ستوفر لك الكثير من الوقت، وستملأ الوقت الذي يضيع بلا فائدة.
بالرغم من أن وقت المواصلات من الأمور الصغيرة في حياتنا، والتي لا نلقي لها بالا، إلا أنه عند الاهتمام به، ستلاحظ بعد مرور الكثير من الوقت كيف تتغير حياتنا بشكل أفضل، وكيف أصبحنا نكتسب الكثير من المهارات بدون جهد يذكر، التخطيط الجيد هو المفتاح الأهم الذي يفتح لنا أبواب النجاح والتميز، والأمور الصغيرة التي لا نلاحظها قد تكون سبب تأخرنا في الحياة، لذلك خمس دقائق لمراجعة يومنا بكل الأشياء الصغيرة والكبيرة التي تحدث فيه، ستجعلنا نحظى بمستقبل أفضل.
أضف تعليق