تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » كيف تتخلص من المماطلة والتسويف وتنجز أهدافك بسرعة؟

كيف تتخلص من المماطلة والتسويف وتنجز أهدافك بسرعة؟

تعد المماطلة من أكثر الأمور التي تعيق أصحاب الأفكار المميزة من التقدم، فالعالم لا يهتم لما يمكنك إنجازه بل يهتم لما تنجزه بالفعل، لذا نعرض لكم بعض الحلول التي اتبعها الناجحين، والطرق التي كتبت في أكثر الكتب مبيعا وتأثيرا.

المماطلة

يعد التسويف تأجيلا غير مبرر للأعمال التي يجب القيام بها، بالرغم من معرفة الأضرار التي ستقع عليك من هذا التسويف سواء على حساب العمل، أو على المستوى المالي، أو النفسي. ويعتبر التسويف أمر متأصل في النفس البشرية، وتختلف نسبته من شخص لآخر، ولهذا نجد أشخاص ناجحين وغير ناجحين، وتتوقف نسبة التسويف على مقدار الأمور المحفزة التي يمتلكها الشخص حيث تدفعه هذه الأمور للعمل حتى في أكثر الحالات السيئة التي قد يمر بها، ولكي نتمكن من حل مشكلة التسويف و المماطلة يجب فهم الأسباب والدوافع التي تجعل الفرد يقوم بها.

المماطلة في الدراسة

تختلف المماطلة وأسبابها من شخص لآخر، وتعد المماطلة الدراسية من أشهر أنواع المماطلة، ونجد أن معظم الطلاب يقعوا في روتين واحد، حيث يستيقظ الطالب صباحا ويضع خطة يومية يستطيع من خلالها إنجاز مادة كاملة، ثم يقرر البدء فيها بعد نصف ساعة، وبعد مرور هذا الوقت المحدد، يقرر أن يتصفح آخر ما نشر في مواقع التواصل الاجتماعي ثم ينهي في هذا التصفح نصف يومه، ومن الممكن أن يفتح الكتاب لبضع دقائق، ثم يتذكر أن هناك بعض المقاطع التي عليه مشاهدتها على اليوتيوب، ويتخذ العقل آليات معينة ليقلل الشعور بالذنب مثل أن يدفع الطلاب لعمل شيء مفيد مثل: أن يشاهد مقاطع علمية، أو أن يبدأ في كورس لأحد المجالات المهمة، ومن الممكن أن يكون العمل الذي يقوم به العقل للهروب من المذاكرة هو عمل أصعب من المذاكرة نفسها، ولكن العقل يذهب لمثل هذه الأشياء لأنه يجد فيها حريته التي يحبها، حيث لا توجد ضغوط المذاكرة، ولا يوجد معلم سيستلم هذا المقطع أو الكورس بعد أن ينهيهم، بالإضافة إلى أن هذه الأعمال التي يهرب إليها الطالب لها نتيجة فورية، فعند الجلوس على أحد المقاطع سينتهي في وقت معين بخلاف المذاكرة التي قد تظهر نتيجتها لما يربو عن العام، وفي الأسطر القادمة سنوضح هذه الآليات التي يتخذها العقل للهروب وطرق حلها.

المماطلة في الزواج

عند متابعة الأوراق البحثية التي تنشر في المماطلة نجد العديد من الأنواع الغريبة، والأنواع الخاصة بأشخاص بعينهم، ومن هذه الأنواع المماطلة في الزواج، وقد أختلف تفسير هذا الأمر من شخص لآخر، حيث نرى أن العامة من الناس يرون أن المماطلة في هذه الأمور سواء في الزواج أو العلاقات العاطفية ما هو إلا دليل يوضح رغبة المماطل في عدم رضاه عن العلاقة، وأن مماطلته علامة واضحة لكي يتخلص من العلاقة في أسرع وقت بعد ما يصيب الطرف الآخر الملل، لكن عند النظر للموضوع من ناحية أكثر علمية نجد أن سبب المماطلة في العلاقات قد يبرر بأكثر من سبب غير عدم الرغبة في الطرف الآخر، ومن هذه المبررات هو خوف الإنسان من الخروج من (منطقة الراحة) وهي المنطقة التي تسير فيها حياة الشخص بشكل روتيني يخلو من المشاكل والمغامرات مثل: وظيفة ثابتة وما شابه ، ويعد أمر كبير كالزواج من أكبر المهددين لهذه المنطقة، حيث سيغير حياة الشخص بشكل كامل، ولا يتوقف الأمر على هذه المنطقة فحسب، بل يظن الإنسان أحيانا أن الزواج أمر سهل، وعند اقتراب الأمر تبدأ الشكوك بالتسرب إليه مثل: عدم مقدرته على تربية أولاده تربية مناسبة، وغيرها من الأمور المستقبلية، ويعد الخوف من أكثر الأمور التي قد تضر الإنسان في حياته، وسنسرد الآن الحل العلمي للمماطلة.

كيف تتخلص من المماطلة والتسويف؟

بالرغم من أن المشاكل السيكولوجية من أصعب المشاكل التي يمكن وجود حلول لها إلا أنه ومع تقدم العلم أصبحنا نجد حلول لمعظم هذه المشاكل، وعند محاولة تحديد مشاكل التسويف سنجدها تندرج تحت أمرين لا ثالث لهما وهما: الخوف من الألم، والرغبة في الإشباع الفوري. وعند النظر إلى الخوف من الألم سنجدها واحدة من أكبر مسببات المماطلة والتسويف، حيث يخاف الشخص من الملل الذي سيلحق به جراء قيامه بهذا العمل، أوالإرهاق الذي سيلحق بعقله وجسده، وللتخلص من هذه المشكلة يحتاج المماطل إلى دافع قوي يحركه، حيث تعتبر العلاقة بين المحفز والمماطلة علاقة عكسية لا يزيد أحدهما إلا على حسب الآخر، ولكي يجد الإنسان هذا المحفز (الدافع) يجب أن يفكر في أسباب قيامه بهذا العمل ولمَ يقوم به، ويجب أن يثبت تفكيره على هذا الأمر حتى يستطيع الاستمرار في العمل، ومن الممكن أن يكون هدفه بعيد المدى مثل: مكانة أجتماعية، أو مكسب قريب مثل: مبلغ من المال، أو النجاح في أحد الاختبارات، وبالطبع نجد جميعنا الحافز المشترك بين جميع البشر في الوقت الأخير قبل تسليم العمل وهو الخوف من عواقب عدم القيام به وبالرغم من فاعلية هذا المحفز إلا أنه يأتي في أخر الوقت، وبالطبع يكون إخراج العمل حينها بإنتاجية ضعيفة.

حل مشكلة الرغبة في الإشباع الفوري

من الأمور المقترحة من الناجحين والمشتركة بينهم أيضا، هو اهتمامهم المستمر على وجود دفتر المهام والملاحظات، وفي هذا الدفتر يتم تدوين المهام التي يجب القيام بها، بالإضافة لكتابة الأفكار المميزة التي تظهر فجأة في عقل الإنسان، ومن الأشياء المفيدة أيضا التي يمكننا استغلال الدفتر فيها هي حل مشكلة الرغبة في الإشباع الفوري، حيث يتم تقسيم المهمة الكبيرة التي علينا البدء فيها إلى عدة مهام صغيرة، ويتم تدوينها في الدفتر، ويكون لكل مهمة من هذه المهام الصغيرة ناتج ملحوظ يمكن قياسه حتى يشعر الإنسان بالتقدم الذي يحرزه، وتفيد هذه الفكرة أيضا في التقدم عند وجود مهمة مفتوحة المدة صعبة القياس، مثل: لعب الرياضة، تعلم لغة جديدة، تعلم لغة برمجة، وغيرهم من الأمور التي يصعب قياسها ويسهل فيها المماطلة وذلك لأن العائد من هذه الأشياء بعيد الأمد قد يصل لسنوات عديدة. أما في بعض الأوقات فيصعب أن يكون للمهام الصغيرة حافز يشجع على التقدم والاستمرار، وفي هذه الحالة يمكننا اللجوء لخدعة أخرى وهي المكافآت حيث نحدد عدد من المكافآت الصغيرة التي يحبها الإنسان مثل: مشاهدة فيلم، أو وجبة معينة من الطعام، وجعلها مكافأة عند الانتهاء من هذه المهمة الصغيرة.

يعد هذا السرد الموجز عرض لأهم أسباب المماطلة، وعلاجها وتعد هذه الطرق من أكثر الطرق نجاحا في تغير حياة الكثيرين من الأشخاص، ولذلك حظيت بشهرة كبيرة وأصبحت من أولى الطرق التي سينصحك بها أحدهم لتبدأ عملك وتتخلص من المماطلة، ويظل السؤال الأهم هل يجب عليك إنجاز أعمالك أولا؟ أم التعرف على السيكولوجية التي يسير بها عقلك أولا؟ وبالطبع ستتوقف الإجابة على معرفة كيف سيكون عملك قبل وبعد التعلم عن عقلك. وتعد التنمية الذاتية من الفوارق الأساسية بين الناجحين وغيرهم، وذلك لأنه يجب عليك معرفة الطرق التي يعمل بها عقلك والوسائل الدفاعية التي يتخذها ليبقي نفسه آمنا، وبالتأكيد كلما زادت خبرتك في معرفة ذاتك وقدراتك ستصبح أكثر دراية بمعرفة كيف تصرف هذه القدرات في مصرف حسن يبلغ بها خير منزلة.

محمد جاد الله

احب المطالعة واكتشاف كل جديد. لكتابة بالنسبة لي هي قوة ودافع للاستمرار.

أضف تعليق

19 − 14 =