كيف حدثت كارثة بوبال الصناعية في الهند وما أهم آثارها؟

كارثة بوبال أو كارثة يونيون كاربايد واحدة من أبشع الكوارث الصناعية حول العالم، وقد حدثت في دولة الهند، وكانت كارثة مأساوية بكل ما تحمله الكلمة من معاني؛ فقد تسببت في زهق الآلاف من الأرواح، بالإضافة لإصابة الكثيرين، وما زالت الهند تعاني من آثارها على الأجيال الحالية حتى وقتنا الآن، فمن شدة هولها قد وصفها البعض بأنها ليلة رعب في الهند.

كارثة بوبال الصناعية

في عام 1984م وتحديداً في اليوم الثالث من ديسمبر، تفجرت كارثة بوبال حيث فوجئ شعب بوبال الهندية بانفجار مصنع المبيدات الحشرية الخاص بشركة يونيون كاربايد، ونتج عن ذلك انبعاث غاز ميثيل إيزوسيانات، مما أدي إلى عجز الآلاف من الهنود بداخله وبالمناطق المحيطة به عن التنفس، فأصيبوا بالسعال الشديد والقيء، ثم شعروا باحتراق شديد في أعينهم ونوبات ارتجاف شديد أدت إلى موتهم بالاختناق.

أسباب كارثة بوبال الصناعية

تلخصت أسباب كارثة بوبال في إهمال معايير السلامة التي يجب إتباعها في المنشأة وتمثلت في الآتي:

• كانت المياه هي السبب الرئيسي لحدوث الكارثة؛ وذلك لأن تسرب المياه إلى خزانات غاز ميثيل إيزوسيانات الذي يوجد بكمية كبيرة قد تصل إلى أربعون طن أدي إلى تفاعل مركبات المياه مع الغاز، ونتج عن تفاعلهم انبعاث غمامة سامة في الهواء وهى مكونة من سيانيد الهيدروجين والكثير من الغازات السامة الأخرى.
• غياب عنصر الصيانة وعدم الاهتمام بمعايير السلامة الخاصة بالمنشأة؛ وعلى سبيل المثال صدأ المواسير وتآكلها، التي تسببت بدورها في حدوث تسربات المياه.
• إهمال خطوة العزل بين الخزانات الثلاثة المليئة بغاز ميثيل إيزوسيانات، بالإضافة إلى توصيلهم بوحدة معالجة كيميائية واحدة فقط وذلك من أجل تقليل النفقات.
• عدم الاهتمام بفاعلية وإمكانية عمل سدادات الانزلاق التي تمنع المياه من الوصول إلى الخزانات، فقد أثبتت التحقيقات عطل سدادات الانزلاق الخاصة بالخزان.
• الفشل في ملئ الفجوات التي توجد بالخزان بغاز النيتروجين بسبب وجود تلف في إحدى الصمامات.
• حدوث خلل في عمل وحدات التبريد الخاصة بالخزان، وبذلك لم يتم منع ارتفاع درجة الحرارة الناتج من تفاعل المياه مع الغاز.
• تخطي الحد الأقصى المسموح به لملئ الخزان الخاص بغاز ميثيل إيزوسيانات وهو نصف الخزان، بل وتم وضع كمية من الغاز تقدر بأكثر من نصف الخزان.

قصة كارثة بوبال

بدأت كارثة بوبال باستنشاق العاملين لرائحة غريبة في المصنع، فقاموا بإبلاغ المسئولين في غرفة التحكم وبالفعل ذهب أحد المسئولين إلى مستودع المواد الكيميائية ولاحظ تسرب بسيط للغاز، ولكنه لم يعطي أهمية لهذا؛ وذلك لأن معايير الحرارة والضغط كانت ثابتة كالمعتاد، لكن قام المسئول بفحص المعايير مرة أخرى عندما عاود العاملين الاتصال به، فلاحظ ارتفاع كبير في ضغط خزان غاز ميثيل أيزوسيانات، ووجد أن الخزان كان يهتز بقوة وحرارة عالية، ومن ثم بدأ الغاز بالتسرب، وأقيمت عدة محاولات لإبطال مفعول الغاز ولكنها فشلت جميعها، وبالتالي بدأت الأعراض المترتبة على انبعاث الغاز بالظهور على السكان والحيوانات والنباتات، حيث وصل معدل الوفيات الفورية لكارثة بوبال إلى 2259 شخص، وتزايدت حتى أصبحت 3787 شخص، وينحصر عدد الوفيات خلال الأيام الثلاثة الأولى بين 8000 شخص و10000 شخص، ووصل عدد الوفيات في السنوات اللاحقة إلى 25000شخص، ويقدر إجمالي الوفيات من الأفراد بنحو 150 ألف إلى 600 ألف، الأمر الذي أكد حقيقة أنها أكبر كارثة صناعية في العالم.

الآثار المترتبة على انبعاث الغاز على المدى البعيد

تأثر العين

حيث التهاب الملتحمة المزمن، الندوب علي القرنية، إعتام عدسة العين، ضعف النظر حتي وصل الأمر إلى العمى.

أمراض الجهاز التنفسي

ومنها التهاب الشعب الهوائية المزمن، التليف الرئوي، الانسداد الرئوي.

الجهاز العصبي

مثل ضعف الذاكرة وضعف المهارات الحركية الدقيقة.

أثره على الأطفال

ارتفاع معدل الوفيات بين حديثي الولادة، الفشل في النمو، الإعاقة الفكرية.

الإصابة بالأمراض المختلفة

ومنها السرطان، نقص المناعة، أمراض الصدر، وهناك العديد من الأمراض التي انتقلت إلى الأجيال الحالية نتيجة توارثها من جيل إلى آخر بسبب كارثة بوبال .