كيف يمكن الحصول على فوائد القثاء للصحة العامة؟

معظمنا لا يعرف الكثير عن فوائد القثاء المتعددة ولا يهتم بتناوله، بالرغم من كونه واحدا من أهم الخضروات الصحية الغنية بالكثير من المغذيات الهامة التي يحتاج لها جسم الإنسان، والتي تشمل نسبة كبيرة من الفيتامينات كفيتامين أ وفيتامين ب وفيتامين ج، علاوة على مجموعة من الأملاح المعدنية كالحديد والكالسيوم والفسفور والكبريت والمنجنيز، بالإضافة إلى احتوائه على نسبة جيدة من الألياف الغذائية فضلا عن مضادات الأكسدة القوية، ولذا فإن فوائده تشمل العديد من المجالات سواء الصحية والجمالية أو مجال التخسيس، وفي هذا المقال سوف نتعرف على أهم فوائد القثاء والفرق بينه وبين الخيار.

هل القثاء هو الخيار؟

القثاء أو الفقوس كما يطلق عليه البعض هو أحد الخضروات العشبية التي تنتمي لفصيلة القرعيات مثل القرع والبطيخ، وهو شبيه جدا في شكله ولونه بالخيار ولذا يطلق عليه البعض اسم الخيار الطعروزي، أما موطن زراعته فهو في منطقة البحر المتوسط حيث الحرارة المعتدلة والجو الدافيء، وقد تحدث عنه ابن البيطار في الطب الشعبي مشيرا إلى أن القثاء يتميز عن الخيار بإمكانية هضمه بسهولة وبفعاليته الشديدة في ترطيب الجسم والتي يتفوق فيها على الخيار.

فوائد القثاء للريجيم

يحتوي نبات القثاء على نسبة بسيطة جدا من السعرات الحرارية تكاد تكون منعدمة، مما يسمح بتناوله أثناء الرجيم دون اكتساب الكثير من السعرات، وأيضا فإن القثاء من أهم مكوناته الألياف الغذائية والتي تساهم في منح الشعور بالشبع لفترة طويلة إذا تم تناوله بين الوجبات، وأيضا يمكن تناوله مع الوجبات أو قبلها لتقليل كمية الطعام في الوجبات الغذائية مما يساعد على التخسيس، وعلاوة على ذلك فإن القثاء يعد من أهم الخضروات التي تعزز عملية التمثيل الغذائي وتحفزها، ولذا فهو يساهم في حرق السعرات الحرارية الزائدة في الجسم، وكذلك فإن الألياف الغذائية الموجودة فيه تلعب دورا فعالا في تحسين عملية الهضم، وهو من أهم الأمور للمحافظة على وزن الجسم، وخصوصا لأن الألياف الغذائية تقضي على الإمساك الذي يعد من مسببات زيادة الوزن.

فوائد القثاء للتسمين

بالرغم من فوائده للرجيم إلا أن القثاء يمكن الاستفادة منه أيضا للقضاء على النحافة، وذلك لما يحويه من عدة عناصر تساهم في تسمين الجسم، وهذه العناصر تشمل العديد من الأحماض الأمينية والزيوت الطيارة والكاروتينات، بالإضافة إلى سكر السليلوز وهو أحد أنواع السكريات أو الكربوهيدرات ولكنه يختلف عنها في كونه ليس حلو الطعم كجميع السكريات، وهو عنصر هام في القضاء على مشكلة النحافة، ولذا ينصح أطباء التغذية بتناول القثاء بكثرة لعلاج النحافة وخصوصا مع التمر من أجل تعزيز زيادة الوزن بشكل سريع.

فوائد القثاء والتمر

كما ذكرنا أن تناول القثاء مع التمر يساهم في زيادة الوزن والقضاء على النحافة، وهذه الوصفة تعد من أهم الوصفات القديمة التي ترجع إلى عهد رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، فقد روت السيدة عائشة أن أمها أرادت تسمينها ولم يفلح معها إلا وصفة القثاء مع الرطب التي ساعدت على تسمينها بشكل فعال، ويقال في أحد الروايات أن الرسول هو من أوصى والديها بإطعامها هذه الوصفة، ولذا فمن أجل القضاء على النحافة ينصح بالاستمرار على تناول 7 حبات من التمر مع حبة من القثاء مرتان يوميا صباحا ومساءً.

فوائد القثاء للحامل

يمكن للحامل أن تتناول القثاء أثناء فترة الحمل للحصول على العديد من الفوائد الصحية لها ولطفلها، فالقثاء يحتوي على نسبة جيدة من فيتامين ج وبالتالي فإنه يقوي مناعة المرأة الحامل ويدعمها، ويساعدها على مقاومة العديد من الأمراض والالتهابات الشائعة في هذه الفترة، كما يساعد القثاء أيضا على مكافحة سكري الحمل لدوره في تنظيم مستوى السكر في الدم ومنع ارتفاعه، علاوة على أن القثاء يعمل على تخفيف آلام المفاصل وتشنجات العضلات لدى الحوامل لاحتوائه على عنصر البوتاسيوم، وكذلك فيساهم القثاء في علاج فقر الدم لدى الحوامل لاحتوائه على نسبة جيدة من الحديد، بجانب دوره في ترطيب جسم الحامل ومنع جفافه لأن الماء يمثل نسبة كبيرة من محتواه، وكذلك دوره في منع آلام العظام لدى الحامل ومنح جسمها الكالسيوم لحمايتها من الإصابة بهشاشة العظام، كما يلعب دورا هاما أيضا في تخفيف الشعور بالغثيان عند الحامل خاصة في الأشهر الأولى، وكذلك فهو يمنع ارتفاع الضغط لدى بعض الحوامل في الشهور الأخيرة.

فوائد القثاء للسكري

ينصح مرضى السكري بتناول القثاء باستمرار وإدخاله في أنظمتهم الغذائية بشكل دائم، فالقثاء يحتوي على بعض المركبات التي تفيد هؤلاء المرضى بشكل خاص، مثل مركبات الستيرويدات والتي تتمثل أهميتها في ضبط معدلات السكر في الدم وإبقائها في المعدلات الطبيعية ومنع ارتفاعها، وكذلك مركبات المومورديكا وهي أحد المواد الشبيهة في تركيبها بمادة الأنسولين الضرورية لمرضى السكري، ولذا يمكن تناول القثاء أو عصيره عوضا عن تناول أدوية الأنسولين لخفض نسبة السكري في الدم.

فوائد القثاء الصحية

يتميز القثاء بقدرته على الوقاية من بعض المشكلات الصحية وعلاج البعض الآخر، فهو يساهم في تطهير الجسم وتخليصه من السموم ويعمل على تنقية الدم، كما أنه يعمل على علاج مشكلات عسر الهضم والإمساك والانتفاخات والحموضة ويقضي على اضطرابات المعدة والأمعاء، بالإضافة إلى أنه مدر للبول ويساهم في القضاء على مشكلة احتباس البول، وكذلك فهو منشط للدورة الدموية ومحفز لطاقة الجسم، فضلا عن دوره في تخفيف الشعور بالإجهاد والتوتر ومحاربة الاضطرابات العصبية، وأيضا فإن له دورا هاما في علاج مشكلات الجهاز الهضمي مثل الربو والسعال، وهو غني بفيتامين ج مما يساهم في دعم الجهاز المناعي وتخفيف أعراض نزلات البرد الشديدة مثل ارتفاع الحرارة والزكام والاحتقان في الحلق، كما أن له دورا هاما في ضبط نسبة سكري الدم وضبط معدلات ضغط الدم، بالإضافة إلى أنه يمتلك خصائص مضادة للالتهاب تساهم في علاج التهابات اللثة والفم وتخفيف التهابات المفاصل.

فوائد القثاء الجمالية

يلعب القثاء دورا هاما في تعزيز جمال البشرة والحفاظ على صحتها، فهو يتميز بفعاليته في ترطيب البشرة وعلاج جفافها وتشققها، بالإضافة إلى قدرته على تخفيف التهابات البشرة واحمرارها لاحتوائه على مضادات الالتهاب، وبالتالي فإنه يساهم في مكافحة حب الشباب والبقع والبثور في البشرة، ويساهم في تخليص البشرة من الشوائب والسموم ويمنحها النضارة والإشراق، فضلا عن أهميته في القضاء على الحكة الجلدية والتخلص من الهالات السوداء تحت العينين وانتفاخات الجفون، وأيضا فإنه يلعب دورا فعالا في علاج مرض القوباء الجلدية والوقاية من مرض سرطان الجلد.

برغم فوائد القثاء العديدة التي تشمل الحفاظ على صحة الجسم والبشرة وتخسيس الجسم إلا أنه قد يتسبب في بعض الأضرار الصحية، وذلك إذا تم تناوله بكميات كبيرة وبشكل مستمر، فعندها يمكن أن يسبب بعض المشكلات الهضمية وآلام المعدة والانتفاخات، وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل بالمعدة أساسا، فهؤلاء الأشخاص لا ينبغي عليهم تناول القثاء أكثر من مرة يوميا، حيث يسمح لهم بتناوله بعدها بأربعة وعشرون ساعة ويفضل أن يقوموا بإضافة ملح البحر إليه للتخفيف من حدته على المعدة.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح لاستخدامات طبية لواحدة أو أكثر من الأعشاب الطبيعية أو النباتات أو الأطعمة أو الزيوت، هذه العلاجات في الأحوال العادية وبالنسبة للأشخاص الطبيعيين لا تسبب أضرارًا، لكن يجب دومًا الرجوع إلى الطبيب قبل استخدامها للتأكد من ملائمتها لحالتك الصحية وعدم تعارضها مع أدوية قد تتعاطاها وتحديد الجرعة الملائمة منها، وتزداد أهمية الاستشارة الطبية في حالة الأطفال وكبار السن والحوامل والمرضعات.