قد يكون تناول الأسبرين أثناء الحمل من الأمور الغريبة للبعض، ففترة الحمل معروفة بحساسيتها ضد الأدوية تحديدًا، فتجد الحامل تتحمل الكثير من الأوجاع والآلام دون أن تُفكر في تناول مُسكّن خوفًا على صحة جنينها. فما الذي يفرق أقراص الأسبرين عن غيرها من الأدوية ليصفها بعض أطباء النساء لمريضاتهم؟ وما هي أسباب استخدامها وجرعاتها؟ وهل لها من أضرار؟ كل هذا وأكثر تعرفونه عبر هذا المقال.
استكشف هذه المقالة
جرعة الأسبرين للحامل
يتم وصف أقراص الأسبرين أثناء الحمل بجرعات صغيرة ومُحددة في بعض الحالات المرضية الواقعة أو المُحتملة والتي سنتناولها تفصيلًا خلال الموضوع، وعلى الحامل الالتزام بالجرعة المُقررة والموصوفة طبيًا من الأسبرين دون إهمالها أو المُبالغة فيها تجنبًا لحدوث مُضاعفات خطيرة ترتبط بحساسية فترة الحمل. وعادةً ما يصف الطبيب أقراص الأسبرين للحامل بجرعة أقل من تلك التي يتناولها الأطفال، وهي تبدأ من 75 مليجرام ولا تزيد عن 100 مليجرام يوميًا.
استعمال الأسبرين أثناء الحمل
تُستخدم أقراص الأسبرين أثناء الحمل في الحالات التي ترتبط باضطرابات الدم لدى الأم، والتي تؤثر بدورها في عمل المشيمة العضو الوحيد المسئول عن تغذية ونمو الجنين في رحم أمه، ولعل من أشهر هذه الاضطرابات التي يُساعد تناول أقراص الأسبرين أثناء الحمل في الحد منها أو علاجها ارتفاع ضغط الدم المُحتمل أو سكري الحمل أو السكري المرضي أو الحالات السابقة التي نتج عنها زيادة في بروتينات البول وتورم فيما يُعرف بتسمم الحمل، وكذلك حالات تسمم الحمل السابقة أو أمراض الكلى التي تُنبئ باحتمالية تكرار الإصابة به. نقص التغذية المشيمية الواصلة إلى الجنين عبر دم الأم المُحمّل بالعناصر الغذائية اللازمة لنموه نتيجة تجلطه داخلها، مما يؤدي إلى نقص نمو وإجهاض مُحتمل ما لم يتم تعزيز ضخ الدم عبر المشيمة بتناول الحامل لأقراص الأسبرين. كذلك احتمالات الإجهاض المُتوقعة من مُعاناة الحامل من عمليات إجهاض سابقة
متى تترك الحامل الأسبرين؟
يصف بعض الأطباء الأسبرين للحامل للضرورة القصوى بينما قد يصفه البعض الآخر كإجراء احترازي تجنبًا لمُضاعفات الحمل المُحتملة بدايةً من القسم الأول أو الثاني من الحمل، على أن تمتنع الحامل عن تناوله تمامًا بدايةً من الشهر الثامن أو الأسبوع 32 من الحمل تجنبًا لاحتمالات النزيف أو الولادة المُبكرة أو مُضاعفاته المُميتة للجنين خلال هذه الفترة.
فوائد الأسبرين أثناء الحمل
مُقارنةً بغيره من مُضادات الالتهاب الستيرويدية التي قد يكون لها تأثيرات سلبية ومُضاعفات خطيرة على سير الحمل وصحة الأم وحياة الجنين، يُقدّم الأسبرين أثناء الحمل مجموعة من الفوائد للحامل وجنينها مثل تحسين الدورة الدموية للحامل وتعزيز ضخ الدم المُغذّي للجنين عبر المشيمة خاصةً إن كانت المشيمة أو جسم الأم عامةً يُعاني من قصورًا دمويًا، تلافي مُضاعفات تسمم الحمل وسكري الحمل التي قد تصل إلى الإجهاض أو الولادة المُبكرة خاصةً مع وجود تجارب إجهاض أو تسمم حمل سابقة. منع تجلط المشيمة لدى الحوامل المُعرضات لتكوّن الجلطات الدموية مثل: المُصابات بمُتلازمة هيوز المُسبّبة للتجلط المرضي للدم.
أضرار حبوب الأسبرين أثناء الحمل
رغم فوائده المُتعددة فإن تناول الأسبرين خلال الحمل بدون داع أو بجرعات عالية يُصيب الحامل وجنينها بسلسلة من المُضاعفات الخطيرة مثل: الإصابة بالنزيف خلال الحمل أو الولادة أو تأخير موعدها، مع احتمال التعرض لانفصال المشيمة المُفاجئ. تناول الأسبرين خلال مواقيت الإخصاب يؤثر على تطور نمو الجنين ويرفع احتمالات إصابته بأمراض القلب والرئتين.
وختامًا، قد يكون استخدام الأسبرين أثناء الحمل آمنًا طالما لم تتجاوزي الجرعات المسموحة، ولكن هذا لا يُعني تناوله بدون وصفة طبية حمايةً لصحتك وصحة جنينك. متعكِ الله بدوام العافية.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق