مع تقدم أشهر الحمل تترقب المرأة أعراض الولادة بتوجس وخيفة واضطراب سواءً كان ذلك حملها الأول أو كان قد سبق لها الحمل، فالأمر في هذا الشأن سيان خاصةً وأن علامات الولادة قد تختلف من حمل لآخر كما تختلف من امرأة لأخرى مما يجعل كل مرة مثل أول مرة. وسواء كانت تلك ولادتك الأولى أو خضعتِ قبلها لعدة ولادات سابقة فلن تخرج أعراض ولادتك عما سنتناوله معك خلال هذا الموضوع.
استكشف هذه المقالة
أعراض الولادة الحقيقية
تسبق عملية الولادة مجموعة من الأعراض بعضها يظهر خلال الأسابيع أو الأيام الأخيرة من الحمل بينما يظهر البعض الآخر خلال ساعاته الأخيرة ويُمكن تقسيمها على النحو التالي:
أعراض قبل أسابيع من الولادة
نزول البطن لأسفل نتيجة تحرّك الجنين إلى منطقة الحوض استعدادًا للحظة المخاض مع كثرة التبول بسبب زيادة ضغطه على المثانة الناتج عن زيادة حجمه مع حركته لأسفل، وتظهر هذه العلامة خلال الشهر الأخير من الحمل الأول وخلال الساعات الأخيرة مع تكرار الحمل.
اتساع عنق الرحم حتى 10 سم على الأقل كي يُلائم حجمه مع حجم رأس الجنين خلال عملية الولادة، وهو من العلامات التي يصعُب عليكِ الشعور بها على عكس الحسابات الدقيقة التي يقوم بها طبيبك النسائي. زيادة الشعور بالألم في منطقتي أسفل الظهر والفخذين نتيجة تمدد عضلات ومفاصل الحوض لاستقبال الجنين في مطافه الأخير قبل الولادة.
ثبات وزنك أو تناقصه بسبب تراجع مستويات السائل الأمينوسي “انكماش كيس الماء المُحيط بالجنين” رغم ارتفاع شهيتك للطعام. صعوبات التنفس والنوم، وعادةً ما تتأثر إحداهما بالأخرى بسبب اتخاذ وضعيات النوم الخاطئة كالنوم على الظهر بدلًا من النوم على الجانب الأيسر وهو أفضل الوضعيات للحامل خلال شهورها الأخيرة.
أعراض قبل ساعات من الولادة
نزول إفرازات رحمية تختلف في لونها وكثافتها عما اعتد عليه من قبل، فتبدو أكثر كثافة يميل لونها إلى الوردي وقد تحمل نقاط بسيطة من الدم، ويُصاحبها عادةً سقوط السدادة الرحمية وهي طبقة سميكة تسد عنق الرحم لحجب البكتيريا عن التسلُّل إلى الرحم وتظهر بلون رمادي يميل للأحمر.
انقباضات رحمية شديدة ومُتكررة لا تتوقف أو تقل بتغيير المرأة لوضعيتها وقوفًا أو جلوسًا، ويُصاحبها ألم غير مُحتمل في منطقتي أسفل الظهر والبطن قد ينتقل للساقين، مع انفجار كيس الحمل واندفاع السائل الأمينوسي منه على دفعات تتراوح بين الكثيفة والمُعتدلة. ولكن ما المقصود بأعراض الولادة الحقيقية وهل هناك أعراض ولادة مُزيفة؟
نعم، فأعراض الولادة الحقيقية أو ما يُعرف بالطلق الحقيقي هي الأعراض التي تُصاحب عملية الولادة الفعلية، أما أعراض الولادة المُزيفة وهي في حقيقة الأمر عرض واحد فقط فتظهر في صورة انقباضات رحمية غير مُتكررة أو عشوائية التكرار تُصاحب عادةً الإجهاد البدني للحامل وتخف بتغيير وضعيتها من الجلوس إلى الوقوف أو العكس أو بتناول كوبين من الماء أو العصائر أو أخذ حمام دافئ. وعادةً ما تكون أعراض الولادة المُزيفة أكثر انتشارًا في الحمل الأول عكس الحمل المُتكرر لا لشيء إلا لقلة خبرة الأم الجديدة وعدم قدرتها على التمييز بين الانقباضات الحقيقية والمُزيفة نظرًا لعدم مرورها بتجارب سابقة في هذا الشأن.
أعراض الولادة المبكرة
يُعبّر مُصطلح الولادة المُبكرة عن حالة الولادة التي تتم قبل إكمال الحمل لمُدته الطبيعية التي لا يجب أن تقل عن 40 أسبوع.
وعادةً ما تحدث الولادة المُبكرة قبل الأسبوع 37 من الحمل نتيجة لاتساع عنق الرحم وانتقال الطفل إلى منطقة الحوض وما إلى ذلك من أعراض الولادة السابق ذكرها، أو نتيجة لحدوث مُضاعفات ومشاكل صحية أثناء فترة الحمل تستدعي الولادة المُبكرة في محاولة لإنقاذ حياة الجنين كما هو الحال في حالات سكري الحمل المُتدهور أو تسمم الحمل الأولي الناتج عن ارتفاع ضغط الدم الحاد.
كما ترتفع احتمالات الولادة المُبكرة بين المُدخنات ومُتعاطيات الكحول أو المُخدرات، وكذلك ذوات التجارب السابقة من الإجهاض أو الولادة المُبكرة أو الحمل المُتعدد، اضطرابات الوزن قبل وأثناء الحمل، الصدمات النفسية والعصبية، العدوى. وتظهر أعراض الولادة المُبكرة في صورة تقلصات في البطن السُفلية شبيهة بتقلصات الطمث وتحدث بمُعدل ثماني مرات في الساعة في ضغط زائد في منطقة الحوض وألم ضعيف أسفل الظهر، نزيف وتدفق السائل الأمينوسي مع إسهال.
ويتم العمل على وقف أعراض الولادة المُبكرة من خلال نُصح الحامل بالاستلقاء على جانبها الأيسر للتخفيف من حدة التقلصات بضخ مزيد من الدم إلى المشيمة، مع التزام الفراش وضرورة التواصل مع الطبيب فورًا. وقد ينصح الطبيب ببعض الأدوية التي تؤخر من الأعراض المؤدية للولادة المُبكرة طالما لم تُصبح الولادة نتيجة حتمية.
أعراض الولادة الطبيعية
سبق وتحدثنا بالتفصيل عن أعراض الولادة سواء تلك التي تسبقها بأسابيع خلال الشهر الأخير من الحمل أو تلك التي تسبقها بساعات قليلة وتُمهد لضرورة انتقال الحامل إلى المستشفى فورًا لإتمام عملية ولادة طفلها. ولكن يُمكننا رصد أهمها باختصار شديد في:
- قطرات بسيطة من الدم مع تقلصات خفيفة إلى مُعتدلة وعلى فترات مُتباعدة في منطقة البطن السفلية تُعرف باسم براكستون هيكس وجميعها تسبق الولادة بأسابيع إلى أيام.
- آلام أسفل الظهر والبطن مع انقباضات رحمية شديدة وشبه مُستمرة تستمر كل انقباضة منها ما بين 30 إلى 90 ثانية بفارق من 5 إلى 10 دقائق بين كل انقباضة والتي تليها، ثم تدافع السائل الأمنيوسي بقوة شديدة إلى مُعتدلة وهي الأعراض التي تُنبئك بأنك في طور المخاض الآن وعليكِ التوجه إلى المستشفى فورًا لوضع طفلك. ولكن هل هُناك ما يدعو للقلق في أيٍ من علامات الولادة؟
علامات الولادة في حالتها الطبيعية أمرًا لا يدعو للقلق، ولكن هذا لا يمنع ضرورة استشارة طبيبك إن لاحظتِ نزول دم شديد منكِ أشبه بالنزيف وليس قطرات بسيطة من الدم، اندفاع شديد للسائل الأمنيوسي في مرحلة مُبكرة عن موعد ولادتك المُتوقع، تراجع مستوى حركة الجنين، ارتفاع في درجة الحرارة ورؤية مُشوشة وصداع وقيء وغثيان
هل الإسهال من علامات الولادة؟
نعم، فالإسهال من الأعراض الطبيعية المُعتادة في بداية الحمل بسبب التغيرات التي تُحدثها الحامل في نظامها الغذائي بتخليها عن أكلات اعتادتها مُقابل أكلات أخرى صحية أكثر نفعًا وفائدة لنمو جنينها، وبالطبع يتطلّب الجسم بعض الوقت حتى يطرد سمومه وحتى تتأقلم المعدة مع النظام الغذائي الجديد. ولكن مع تقدّم أشهر الحمل واقتراب موعد الولادة تتزايد وتيرة الإسهال لدى أغلب الحوامل بشكل ملحوظ لزيادة ارتخاء عضلات الجهاز البولي مع زيادة حركة الأمعاء كجزء من حالة الارتخاء العام التي تُصيب عضلات الجسم استعدادًا للولادة المُرتقبة.
والإسهال في هذه المرحلة غير مُقلق طالما لم يزد عن حده الطبيعي، فهو يعمل على تنظيف الأمعاء لتسهيل الولادة، مع مُراعاة تعويض السوائل المُفتقدة بتناول كميات أكبر من السوائل.
وأخيرًا، قد ترتعبين حينما تسمعي أن أعراض الولادة هي الأكثر ألمًا بعد الحرق حيًا ولكن تذكري عزيزتي إنها الوسيلة الوحيدة للخروج بصغيرك إلى هذه الحياة، ورغم قساوتها فستنسيها بنظرة لعيني الصغير.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق