يوجد الكثير من الحميات والأنظمة الغذائية للرجيم التي تدعو لوقف تناول النشويات باعتبارها أحد الأسباب الرئيسية لزيادة الوزن والسمنة المفرطة، فوفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات البسيطة تعرف أيضا باسم النشويات، وهذه الأطعمة هي التي تؤثر على مستويات السكر في الدم وتسبب ارتفاعها أكثر من أي نوع آخر من الأطعمة، وتعرف النشويات الضارة أو الغير صحية أيضا باسم الأطعمة المكررة أو المصنعة، وتسمى كذلك بالسعرات الحرارية الفارغة التي يكتسبها الجسم بدون فائدة فهي تفتقر إلى الفيتامينات والمعادن والألياف، وتتسبب في إصابته بالسمنة وزيادة الوزن حيث يتم هضم هذه الأطعمة بسرعة فتتحول إلى سكريات بسيطة، ويتم امتصاص هذه السكريات البسيطة في مجرى الدم مما يترتب عليه ارتفاع نسبة السكر في الدم وبالتالي زيادة الوزن.
استكشف هذه المقالة
عدم تناول النشويات
الكربوهيدرات البسيطة أو النشويات مثل التي تتواجد في الكعك والخبز والمعكرونة والبطاطس المقلية تسبب نوعا من الإدمان، بحيث لا يستطيع العديد من الأشخاص التخلي عنها، ولذا فسوف نوضح المكاسب التي تعود على الجسم عند التوقف عن تناول النشويات فيما يلي:
حرق الدهون بالجسم
يحدث هذا بشكل فوري ومباشر، فبمجرد قيامك بتقليل النشويات يقل عدد السعرات الحرارية التي يكتسبها الجسم يوميا، مما يجبر الجسم على البدء في حرق الدهون من مخزون الدهون المتراكمة في الجسم من أجل الحصول على الطاقة، بدلا من السكريات التي كان يحصل عليها من المواد النشوية الخارجية، ونضيف إلى هذا نصيحة مماثلة فعند قيامك بممارسة التمارين الرياضية في الصباح قبل الإفطار يحدث نفس الشيء، حيث يقوم الجسم بحرق الدهون المختزنة في الجسم بدلا من قيامه بحرق دهون الوجبة التي تم تناولها فقط.
الشعور بالشبع
المغذيات التي يحصل عليها الجسم من الألياف والبروتين والدهون الصحية هي المسئولة عن منح الشعور بالشبع، وهذه المغذيات لا يمكن أن تتوفر في النشويات فكل ما تحويه النشويات هو عبارة عن سعرات فارغة لا تحوي أي من المغذيات، ولذلك فهي لا تمنح الشعور بالشبع، وعند تناولها فإن الجسم سيستمر في البحث عن المزيد من الطعام لسد جوعه، والنتيجة هي زيادة استهلاك المزيد من السعرات الحرارية.
التخلص من الكرش
من أهم ما يمكن ملاحظته عند التوقف عن تناول النشويات هو أن البطن تصبح أصغر حجما بمرور الوقت، وهذا يرجع إلى نقص البكتريا الجيدة في الأمعاء عند تناول النشويات، وعلى العكس تزداد البكتريا الغير صحية والتي تتغذى على السكر مما يسبب الانتفاخ والكرش، ولذا فمن الأفضل الاهتمام بالأطعمة الغنية بالألياف بدلا من النشويات للتخلص من الكرش لأنها تلعب دورا هاما في تعزيز عملية الهضم والقضاء على الإمساك والانتفاخ، ومن أجل ذلك ينصح باستبدال الخبز الأبيض بالحبوب الكاملة أو المكسرات التي تعد من أفضل مصادر الألياف الغذائية.
خفض مخاطر الإصابة بالسكري
تتكون النشويات من السكريات البسيطة ولذا فإن الإكثار من تناولها يسبب العديد من الأضرار للجسم، فكلما زاد استهلاك هذه المواد يزداد إفراز البنكرياس نتيجة الهضم السريع لهذه المواد، مما يؤدي في النهاية إلى مقاومة الأنسولين والإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، ولذا ينصح باستبدال النشويات بالكربوهيدرات المعقدة الغنية بالألياف والتي يتم هضمها ببطء، مما يساهم في منع طفرات ارتفاع السكر في الدم وحدوث استقرار في مستويات السكر في الدم وبالتالي تقل مخاطر الإصابة بالسكري.
الحصول على عضلات أقوى
قد تكون معظم الأطعمة في العالم أكثر صحية عن النشويات وهذا يرجع لسبب بسيط، وهو أن الكربوهيدرات البسيطة تفتقر إلى البروتينات وهي المكون الرئيسي لبناء أنسجة العضلات وللحفاظ على صحة الشعر والبشرة والأظافر، ولذا ينبغي استبدال الأطعمة النشوية بالأطعمة الغنية بالبروتينات والمغذيات الأخرى من أجل تقوية العضلات وبناء الجسم.
التخلص من الخمول
مما لا شك فيه أن الامتناع عن استهلاك الكربوهيدرات البسيطة يساعد على التخلص من الخمول ويمنح الجسم الطاقة والحيوية، ولكن يحتاج الجسم إلى الكربوهيدرات الصحية ليعمل بشكل جيد، والتي يمكن الحصول عليها بتناول الفواكه والخضروات والقمح الكامل والشوفان والأرز البني والعديد من أنواع الحبوب الأخرى التي تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة.
أضرار تناول النشويات
يتسبب الإفراط في تناول النشويات في العديد من الأضرار الصحية، وذلك لأن النشويات تتحول في المعدة إلى سكر، مما يؤثر على استجابة الأنسولين في الدم والذي ينتج عنه التهاب بطانة الأوعية الدموية، وبالتالي قد يصاب الإنسان بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية هذا إلى جانب الإصابة بمرض السكري، وعلاوة على ذلك فإن كثرة السكريات ينتج عنه تكوين الكولسترول الضار وتخزين الدهون في الجسم، ولذا يزداد خطر الإصابة بالسمنة وما يرتبط به من مخاطر صحية عديدة.
هل عدم تناول النشويات ينحف؟
كما ذكرنا فيما سبق أن استبعاد المواد النشوية في النظام الغذائي يساهم في تقليل السعرات التي يحصل عليها الفرد، وأيضا يساعد على حرق الدهون المختزنة في الجسم مما يساعد على التنحيف والتخلص من الوزن الزائد، وينصح بعدم وضع هذه الأطعمة أساسا في الثلاجة لتجنب الوقوع في الإغراء، والأفضل ملأ الثلاجة ببدائل أخرى أكثر صحية مثل الخضروات والفواكه والحبوب.
تناول النشويات في الليل
تناول النشويات بشكل عام يتسبب في الكثير من الأضرار الصحية، ولكن يزداد ضرر هذه المواد النشوية عند تناولها مساءا، وذلك لأن عملية الأيض تكون أبطأ في الليل مما يعني أن هذه المواد سوف تزداد قابليتها للتخزين في الجسم كدهون مقارنة بتناولها في وقت سابق من اليوم فإنه يكون إمكانية حرقها أكبر عندئذ، وهذا يعد أمرا بديهيا وذلك لأن الإنسان أثناء النوم لا يقوم بمجهود حركي كما يفعل أثناء الاستيقاظ، كما تنخفض حساسية الأنسولين مساءا مما يؤدي لتحول هذه المواد لدهون،ولذا فمن الأفضل تجنب النشويات تماما في الليل وخصوصا قبل النوم بثلاثة أو أربعة ساعات، أما أفضل ما يمكن تناوله في الليل فهي المواد البروتينية، حيث أنها تساعد على بناء العضلات وتعمل على تعزيز عملية الأيض وحرق الدهون.
يؤدي الإفراط في تناول النشويات إلى العديد من المخاطر الصحية مثل الإصابة بالسمنة ومرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، ولذا ينصح بإتباع نظام غذائي صحي خال من النشويات، والاهتمام بتناول البروتينات والألياف والكربوهيدرات المعقدة وغير ذلك من العناصر التي تمنح الجسم المغذيات التي يحتاجها، ويمكن الحصول على الكثير من الفوائد الصحية عند الامتناع عن تناول النشويات أو تقليلها قدر الإمكان، حيث يساعد ذلك على حرق الدهون المتراكمة في الجسم ويساعد على منح الشعور بالشبع، مما يساهم في التخلص من السمنة والوزن الزائد، كما أن الامتناع عن النشويات يساهم في خفض مخاطر الإصابة بمرض السكري وما يرتبط به من أمراض ومشكلات صحية، وكذلك عند الامتناع عن النشويات يصبح الفرد أكثر طاقة وحيوية ويتخلص من الخمول ويصبح لديه عضلات أقوى وجسم أكثر صحة.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق