كيف تعرف أنك تعاني من مشكلة نفسية تستدعي تدخل طبيب نفسي؟

لدى كل منا مشكلة نفسية في حياته يعتقد معها أنه في مأمن وليس لديه أي مشكلة على الإطلاق ولكن يجب على الإنسان أن يراعي مشاكله النفسية ولا ينجرف وراء تجاهلها حتى توصله في النهاية إلى الهاوية، لذلك علينا أولا بفهم المشكلة النفسية وفهم أبعادها الصحيحة ومتى يمكننا فعلا ألا تقلقنا ومتى تصبح أزمة علينا أن نعالجها بسرعة لدى الطبيب المختص حيث هناك كثير من البوادر التي تشير إلى وجود مشكلة نفسية لدى أحد الأشخاص ويجب استشارة الطبيب النفسي فيها مباشرة

الانفعال الزائد لأتفه الأسباب

إذا كنت تشعر بالانفعال لأتفه الأسباب وأقل الأمور يمكن أن تثير أعصابك أو تجعلك تثور فأنت تعاني من بوادر مشكلة نفسية يجب معها استشارة الطبيب خصوصًا إن كانت هذه الأشياء لم تكن تثير أعصابك من قبل بل ظهرت مؤخرا وعادة ما تكون هذه الأعراض بسبب ضغوط الحياة الزائدة والتي تضطر لمواجهتها وعلى مدى طويل ولكنك تتجاهل ذلك وهذا يشير إلى وجود اضطرابات نفسية لديك يجب عليك علاجها إلى جانب سوء في التغذية ونقص في العناصر الأساسية في غذائك.

الشك في كل من حولك

إذا كنت تشك في كل من حولك ليس شكا طبيعيا بل شكا في طبيعة مشاعرهم تجاهك أو حتى الغرض من وراء تصرفاتهم وتضمر دائما النية السيئة ولا تشعر بأن من يحبك يفعل ذلك فعلا بل تشعر بأنه يكرهك أو يتظاهر بأنه يحبك أو أن الناس يسخرون منك في الغالب أو يتآمرون عليك وهذه أحد الأعراض التي تندرج تحت مرض الوسواس القهري وهذا يعني أن لديك مشكلة نفسية يجب عليك علاجها على الفور إذا شعرت بها.

الشك في حقيقة وجودك

في حالة أنك تشعر في حقيقة وجودك نفسه فأنت تخطيت مرحلة أن لديك مشكلة نفسية وأنك في مرحلة متأخرة من مراحل الاكتئاب الحاد والخطوة التالية هي التخلص من وجودك الوهمي هذا، هذه المرحلة من مراحل الاكتئاب يجب استشارة المختصين فيها على الفور وعدم تركها وفي حالة أن هناك أحد من القريبين منك تفوه بها أو شعرت من كلامه بهذا فهو يعني أن لديه ميول انتحارية.

عدم انتظار جدوى من أي شيء

من أعراض الاكتئاب أنك لا تشعر بجدوى أي شيء وأن كل الأمور التي تقوم بها بلا فائدة وبلا أي أهمية وأنها مجرد فقط تحركات عبثية ولم يعد يثيرك أي شيء مهما كان لا نجاح ولا دراسة ولا عمل ولا أي شيء بالتالي أنت في مشكلة نفسية وغالبا أنت مريض بالاكتئاب وعليك استشارة الطبيب المختص على الفور وتخضع لجلسات العلاج النفسي لأن هذا يعني أن لديك أزمة.

عدم معرفة لم أنت حزين هو مؤشر على وجود مشكلة نفسية

أحيانا لا يعرف الإنسان لم هو حزين فبعض الحزن ينم عن وجود أسباب حقيقية ومقنعة للحزن سواء ضغط في العمل أو ضائقة مادية يمر بها الإنسان أو الانفصال عن علاقة عاطفية كانت تعني له الكثير في حياته ولكن فجأة يشعر الإنسان بالحزن المفاجئ وفي علم النفس يكون هذا الأمر بمثابة مشكلة نفسية إذا استمر لفترة طويلة وبالتالي يجب على الإنسان في هذه اللحظة أن يقوم باستشارة الطبيب.

لا تنام لفترات طويلة

اضطرابات النوم عادة ومنها الأرق أو الاستيقاظ بصداع أو الاستيقاظ المتكرر خلال ساعات الليل أو النوم بعد عناء طويل وتقلب على الفراش وإيجاد صعوبة في الخلود إلى النوم مهما كنت مرهقا أو الاستيقاظ في الصباح الباكر في غير موعدك وعدم أخذ كفايتك من النوم كل هذه الأشياء تدل على أنك تعاني من مشاكل نفسية وتندرج تحت أعراض اضطرابات النوم ولا يكفي في مشكلة الأرق أو عدم النوم في فترات طويلة أو الخلود إلى النوم بعد ساعات من التقلب أن تذهب إلى الصيدلي لأخذ منوم فحسب بل يجب عليك اتباع الطريقة الأسلم والذهاب إلى الطبيب خصوصًا أن الآثار الجانبية لهذه العقاقير قد تكون خطيرة.

غير قادر على التحدث للآخرين

هناك فرق بين الشخص الذي لا يشعر بفائدة أو جدوى من الحديث للآخرين وهذه من بوادر الدخول في حالة من الاكتئاب أيضًا والحالة التي يصعب على الإنسان فيها التحدث إلى الآخرين لأن هذه مشكلة نفسية كبيرة لأنه لا يمتلك الرغبة للحديث إلى الآخرين فحسب بل أحيانا يمتلك الرغبة ولكن ليس لديه القدرة على الحديث أو صياغة العبارات أو تكوين الجمل من أجل الحديث عما يجول بخاطره لذلك من الأفضل عند وجود شخص من المحيطين بك بهذا الشكل عليك دائما استشارة الطبيب وإن كنت تقرأ هذه الكلمات وشعرت أن لديك هذه الأزمة فأنت لديك مشكلة نفسية وعليك بالذهاب للطبيب.

فقدان الشهية والوزن وتبدو مرهق الملامح

لا يعمل المرض النفسي داخليا فقط، ففي معظم الأحيان يعمل خارجيا أيضًا خصوصًا مع الحالات الحادة من الأزمات النفسية، حيث يصاحب الأزمات النفسية الحادة هذه فقدان الشهية وبالتالي فقدان الوزن وبسبب سوء التغذية تفقد البشرة نضارتها ويدخل الإنسان في حالة من الإرهاق البادي بشكل جيد على ملامحه بالتالي من الممكن أن يظهر أن لدى الإنسان مشكلة نفسية من خلال ملامحه ونظرات عينيه وممكن من خلال الأرق تظهر هالات سوداء تحت عينيه.

التفكير الزائد في الأشياء

يشيع على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها استخدام الناس لحالة التفكير المفرط أو الزائد عن الحد على أنه التساؤلات الطبيعية في الأمور الحياتية المختلفة حتى وإن بدت تافهة وبسيطة لكن بالنسبة للطب النفسي فإن التفكير الزائد أو المفرط في الأشياء يجعلنا دائما شاعرين بالذنب والقلق ويقودنا إلى التفكير في أبسط الأمور كأنها كوارث كبرى خصوصًا تصرفاتنا وتعاملنا مع الآخرين والتفكير في ردود أفعالهم وانطباعاتهم عن هذه التصرفات مما يفضي بالإنسان أخيرا إلى حالة نفسية مرضية يجب معها استشارة الطبيب المختص.

الرغبة الدائمة في البكاء

أحيانا تشعر بأنك ترغب في البكاء بلا سبب أليس كذلك؟ هذه مشكلة نفسية تصاحب مرضى الاكتئاب والاضطرابات النفسية وعادة ما تتولد هذه الحالات بسبب الضغط النفسي المتواصل والذي تم تجاهله حتى رسب مخزونا نفسيا يجعل الإنسان يرغب في التنفيس عنه بالبكاء وبالتالي يجد الإنسان نفسه في مشكلة نفسية كبيرة تجعله يحتاج إلى زيارة الطبيب النفسي خصوصًا أن هذه الرغبة الدائمة في البكاء والتي تنشط في التجمعات الاجتماعية أو حينما يخلو الإنسان بنفسه وعادة ما تصاحب الرغبة في البكاء نوبات من الحزن المفاجئ والفزع والأرق وهذه الأعراض كلها تدل على وجود اضطراب نفسي.

بعد استعراض أبرز الأعراض التي تدل أنك في مشكلة نفسية يجب معها استدعاء تدخل طبي وعادة ما تأتي معظم هذه الأعراض مجتمعة وليست فردية حيث شعور الإنسان بثلاثة أو أربعة أعراض منها كفيل للحكم بأنه على أعتاب انهيار نفسي ويجب لحاق نفسه بالذهاب إلى الطبيب، فأي من الأعراض واجهتها من قبل وأي منها مستمر للآن؟

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

الكاتب: تقى علي