تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف تقي نفسك من البكتيريا المعدية في الحمامات العامة ؟

كيف تقي نفسك من البكتيريا المعدية في الحمامات العامة ؟

لعل من أكثر العوامل التي أدت إلى انتشار الكثير من الأمراض والبكتيريا الضارة في جميع الأوساط هي استخدام الحمامات العامة بشكل خاطئ. وعن الأمراض التي نتجت عن ذلك، وكيفية استخدام الحمامات العامة بشكل صحي نظيف، نقدم لكم هذا المقال.

الحمامات العامة

تعتبر مشكلة انتقال وانتشار الأمراض في الحمامات العامة أحد المشكلات الشائعة في بلداننا العربية. وكم من الأمراض المتعلقة بالصحة العامة انتشرت بشكل غير معقول بسبب الإهمال الكبير في نظافة الحمامات العامة وغيرها من الأماكن التي يتردد عليها المواطن بشكل دائم. والحقيقة أنه لا يمكننا توجيه الناس إلى عدم استخدام الحمامات العامة من الأساس؛ لأن الشخص الذي يمكث خارج البيت لساعات طوال، من أجل العمل أو أداء أي مهمة بمصلحة حكومية ما، هذا الشخص لن يجد بدا من التردد على أحد الحمامات العامة واستخدامها. ولهذا كان من الأفضل توجيه الناس إلى الكيفية الصحيحة التي يمكنهم استخدام الحمامات العامة بها؛ حتى لا يسيئوا إلى غيرهم بنشر مرض يعانون منه أو يضروا بأنفسهم بالعدوى بأحد الأمراض الموجودة بالفعل في المكان. وإليكم أكثر أنواع البكتيريا شيوعا، والتي تعتبر الحمامات العامة موطنا وبيئة خصبة لها، مع نصائح لكيفية استخدام الحمامات العامة بالشكل الصحيح.

أنواع البكتيريا المنتشرة في الحمامات العامة

إن انتقال العدوى والبكتيريا عن طريق استخدام الحمامات العامة قد أدى في أوساطنا العربية إلى انتشار أنواع من الأمراض لم نكن نعلم عنها من قبل، مثل أمراض خاصة بالجهاز التناسلي والجهاز الهضمي والجهاز البولي، أو حتى بعض الأمراض الجلدية. ومن أهم أنواع البكتيريا التي تتواجد بكثرة في الحمامات العامة هي بكتيريا الإيكولاي التي تتواجد في البراز، والتي تنتقل عن طريق ملامسة الأيدي لمكان الإخراج، ثم ملامستها لأي مكان آخر قبل غسلها بشكل جيد. وهذا النوع من البكتيريا يسبب التهابات بالمعدة والأمعاء، والتهاب مجرى البول، والالتهابات البكتيرية؛ ولذا وجب الحذر منها. كذلك من أنواع البكتيريا بكتيريا الشيغيلا؛ والتي ترتفع نسبة الإصابة بها بسبب إهمال النظافة بعد استخدام الحمامات العامة أو الحمامات بالمنازل. ويسبب هذا النوع من البكتيريا اضطرابات بالجهاز الهضمي كالإسهال والمغص الشديد.

وإلى جانب هذه الأنواع من البكتيريا، هناك أيضا بكتيريا المكورات العنقودية؛ والتي تنتقل للإنسان خلال ثلاث ثوان فقط من استخدام الحمام. وتكمن خطورة هذا النوع من البكتيريا في أنه يعيش على أسطح الحمامات العامة لمدة تصل إلى شهرين؛ وبالتالي فإن عدم تنظيف الحمام بصفة مستمرة يؤدي إلى إصابة عدد أكبر من مستخدميه بهذه البكتيريا. ومن الأمراض التي تنتشر انتشار النار في الهشيم هو فيروس البرد والإنفلونزا؛ والذي يعيش لمدة طويلة على أسطح مقاعد المراحيض. ويجب التنويه على أن هذا الفيروس ينتقل بمجرد التلامس بالأيدي؛ بمعنى أنه إن كان هناك شخص ما مصاب بالفيروس ولمس بيده فمه أو أنفه أو عينيه، ثم لمس أي مكان بالحمام، أو قام برمي المناديل المستخدمة وقت الإصابة بالفيروس بمكن مفتوح، فسينتقل الفيروس حتما إلى الأشخاص الذين سيلامسون نفس المكان خلال المدة التي يعيشها الفيروس على السطح.

وهناك الكثير من الأمراض والمشاكل المؤثرة التي ساعد على انتشارها الاستخدام السيئ للحمامات العامة؛ ومن أهم هذه المشاكل مشكلة الولادة المبكرة، التي تحدث في حال انتقلت البكتيريا لسيدة حامل، وثقب الكيس الذي يحوي السائل الأمنيوسي حول الجنين، إذا انتقلت العدوى أو البكتيريا أيضا لسيدة حامل. هذا إلى جانب الكثير من الأمراض الأخرى، التي يزداد انتشارها مع قلة مستوى النظافة الشخصية والنظافة الدورية داخل الحمامات العامة بجميع الأماكن التي من الممكن أن يتردد عليها الشخص.

كيفية الوقاية من بكتريا الحمامات العامة

في الحقيقة أن هناك عدة قواعد هامة للغاية تضمن عدم انتشار الأمراض والعدوى والبكتيريا من شخص لآخر عند استخدام الحمامات العامة. وسنعرض لكم، أعزائي القراء، أهم هذه القواعد في السطور القلائل الآتية؛ وإليكم إياها:

  • إن القاعدة الأولى لعدم انتشار بكتيريا الحمامات العامة هي نشر هذه الثقافة، ثقافة النظافة والاهتمام بالصحة العامة، في جميع أوساط المجتمع؛ حتى يتبناه الصغير قبل الكبير ويصبح أساسا يسير عليه المجتمع ككل.
  • على مؤسسات الدولة إجراء مسح للأسطح المتواجدة داخل الحمامات العامة، وخاصة تلك المتواجدة بالمستشفيات والمدارس ومصانع المواد الغذائية، للتأكد ن خلوها من البكتيريا الضارة أو التخلص منها إن وجدت.
  • الحفاظ على النظافة الشخصية، وإجراء فحص فوري عند الشعور بأعراض وجود عدوى بكتيرية أو التهابات تناسلية عند كلا الجنسين؛ حتى لا يؤدي الإهمال في أمر كهذا إلى نشر البكتيريا المصاب بها الشخص وانتقالها إلى غيره.
  • التنظيف الدوري لجميع الأسطح والأرضيات داخل الحمامات العامة بجميع المؤسسات؛ وهذا الجزء خاص بالقائمين على المؤسسة.
  • وفيما يخص الأشخاص الذين يستخدمون الحمامات العامة، فإن جزءا من المسؤولية يقع على عاتقهم؛ فيجب عليهم الحفاظ على نظافة المكان وتركه على الوضع الذي كان عليه؛ إن كان نظيفا بالطبع.
  • الحرص على أن يكون جهاز المناعة لدى الشخص قويا؛ لأنه طالما أنه على حالته الصحية، يمكنه التعامل مع أي نوع من البكتيريا والقضاء عليه.
  • الحرص الدائم على غسل اليدين جيدا بالماء والصابون وتعقيمهما، والتأكد من نظافة ما بين الأصابع؛ وذلك قبل وبعد قضاء الحاجة عند استخدام الحمامات العامة.
  • استخدام المناديل الورقية النظيفة داخل الحمامات العامة لمرة واحدة، وعدم إعادة استخدامها، بحال من الأحوال.
  • عدم لمس الفم أو تناول الطعام بعد استخدام الحمامات العامة أو غيرها قبل التأكد من نظافة اليدين، حتى لا نصيب الجهاز الهضمي بأذى.
  • عدم لمس مقبض الباب الخاص بالحمام- قدر الإمكان؛ لأن هذا المكان يعتبر من أكثر الأماكن التي تتعرض للمس؛ وقد يكون هناك شخص ما مصاب بعدوى بكتيرية أو لم يحسن تنظيف يديه بعد الانتهاء من استخدام الحمام لمسه وتركه غير نظيف. وإن كان لابد من لمس هذا المكان، فليكن ذلك باستخدام منديل ورقي نظيف عازل.
  • ينصح دائما بعدم الجلوس المباشر على مقاعد الحمامات العامة؛ بل يفضل استخدام مناديل نظيفة أو أي شيء عازل يحمي الجسم من الاحتكاك بأي بكتيريا قد تكون متواجدة على السطح.
  • عند الضغط على سيفون الحمام، لا يفضل ملامسة اليد له؛ بل الأفضل استخدام منديل ورقي والتخلص منه مباشرة بعد الانتهاء مما تقوم به.
  • وبمجرد الضغط على السيفون، عليك الابتعاد والخروج من الحمام فورا؛ لأن هذه اللحظة تسمى بلحظة انفجار الجراثيم؛ والتي تعد من أكثر اللحظات التي قد تصيبك بالبكتيريا والأمراض المعدية.
  • وعلى القائمين على نظافة الحمامات العامة اختيار الأنواع المناسبة من مواد النظافة؛ فلكل نوع من البكتيريا ما يناسب للقضاء عليه.

ونستخلص من كل ما سبق أن نظافة الحمامات العامة هي مسؤولية كبيرة تقع على عاتق جميع أفراد المجتمع ومؤسساته؛ فالحكومات لها دور وأصحاب المصانع والشركات لهم دور ومديري المؤسسات الحكومية والخاصة لهم دور والمواطنين العاديين لهم دور. ولا يقل دور أيا من هذه الجهات عن غيرها؛ بل إن التقصير والإهمال من قبل جهة ما يضيع المجهود الذي تقوم به الجهات الأخرى سدى.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

سارة الدالي

مترجمة وكاتبة، تخرجت في كلية اللغات والترجمة الفورية بجامعة الأزهر الشريف. محبة للقراءة والكتابة في جميع المجالات، وخاصة مجال الرواية.

أضف تعليق

10 + 7 =