تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أبوة وأمومة » كيف تضعي قواعد يومية للأطفال لضبط سلوكهم وتصرفاتهم؟

كيف تضعي قواعد يومية للأطفال لضبط سلوكهم وتصرفاتهم؟

تجربة الأمومة شيء لا يمكن التدريب عليه فهو كأي اختبار في الحياة يتطلب تجربة شخصية واكتشاف فردي، لكن هذا لا يمنع من وجود بعض الومضات التي تساعد لدخول هذا الطريق الصعب والسير فيه؛ من أهمها تعلم كيفية وضع قواعد يومية للأطفال تساعد على التعامل معهم وتعليميهم الانضباط والانتظام.

قواعد يومية للأطفال

قد تعد مهمة صياغة قواعد يومية للأطفال بمثابة المفتاح الأول لتربية أطفال سليمين نفسيا إلى جوار السلامة الجسدية، لكون التربية أصعب المهام التي تقابل الأزواج في حياتهم بعد الارتباط، حيث يواجهون فيها الكثير، ويمرون خلالها بكل المشاعر المختلفة، ابتدأ بالفرح بالمولود ثم التعب في تربيته كطفل صغير حتى ينمو، لا تلبث أن تتحول لمشكلة القلق عليه في المدرسة ومن رفقاء الشارع لتصل للتفكير في مستقبله العلمي والعملي، وهذه المراحل كلا منها على حدا تحتاج طرق وأساليب مناسبة لتمر بسلام وبتفاهم ما بين الأهل وأبنائهم. وهذه الأساليب والطرق يمكن أن نطلق عليها مسمى القواعد اليومية، وهي مجموعة من الاتفاقات والأخلاقيات على أفراد المنزل اتباعها لتسيير مواقف ومشكلات الحياة اليومية فيه، وسميت يومية لكونها تعنى بالطفل بشكل يومي. ولشدة ارتباطها بحياته لحظة بلحظة فهي تحتاج لمعايير وشروط مهمة لصياغتها والالتزام بها.

مخاوف الأهل

المشكلة الأكثر إثارة للحيرة لدى الآباء هي ليست الصعوبة في وضع قواعد يومية للأطفال على الورق أو كيفية صياغتها بل الصعوبة الحقيقية تكمن في كيفية تطبيق هذه القواعد والموازنة بينها وبين حياة الطفل واحتياجاته والظروف الطارئة وبين مساحتهم الخاصة كأهل، وكذلك تجنيب عدم سيطرتها على كل مناحي الحياة وتحويل البيت لثكنة عسكرية لا تطاق.

يجب أن يدرك الأهل قبل كل شيء أن لهم حياتهم الخاصة بعيدا عن أطفالهم، ومن حقهم أن يأخذوا فترات للاستراحة والهروب، فهم ليسوا مسخرين لهم، وهذا الأمر يخدم الطرفين لكون الآباء يحتاجون لمساحة للراحة، وإلا لانعكست ضغوطات الحياة التي يتعرضون لها سلبا على الأبناء، ويعطي الأطفال مساحة ليكونوا عاديين، على أن يهتموا بما يرسلوه لأبنائهم من رسائل مبطنة يدركها الطفل بشكل خاطئ، ومنها على سبيل المثال قيام الأم بوضع طفلها على حجرها وقت الأكل، فهي بذلك ترسل للطفل رسائل خاطئة منها أن راحته مقدمة على راحتها وإنها لا تملك مساحة خاصة بها، كذلك من حقه مشاركتها في أي شيء تقوم به. لذا ينصح دائما إما بتقديم الطعام للطفل قبل أن تأكل وخاصة عندما تكون خارج المنزل، أو تقوم بتخصيص مقعد له على السفرة.

الانضباط أم الالتزام؟

لفظ الانضباط فيه شيئا من العسكرية والرجوع للعقاب أكثر من كونه يحث على الانتظام، والفرق بينه وبين الالتزام أن الالتزام يعني قرار حر من الشخص دون ضغوطات ولا عقوبات يقرر فيه بأن يعمل بالقوانين لا أن يخضع لها ويطيعها دون نقاش! قبل الحديث عن شروط وضع قواعد يومية للأطفال والالتزام بها يجب أن يدرك الآباء أن هذه القواعد ليست سلاحا للتحكم في حياة الطفل بل هي أقرب للاتفاق لا يصح لأحد الطرفين الإخلال به، ليستمر ويتحول لأسلوب حياة قائمة على الاحترام والتقدير، وهذا يعني أنه ليس من حقهم كآباء كسر القواعد لصالحهم بحجة الأفضلية لما يقدمه ذلك من مثال سيء للطفل على عدم الالتزام والتلاعب وعدم احترام العهود.

ومن المهم قبل البدء معرفة شخصيات أطفالك وكيفية التعامل معهم وماهي توجهاتهم وما يجيدونه ونقاط ضعفهم وقوتهم حتى لا تؤسسي قواعد أمورا لا قيمة لها، فربما لا يحب أطفالك المبيت خارج المنزل لذا وقتها لا تحتاجي لصياغة قوانين لهذا، كذلك معرفة ما يحفزهم ويشجعهم، لتضعي ما يناسبهم من عقاب أو مكافئة فهذا مرتكز مهم للبدء، فهناك أطفال يحبون أخذ مسؤولية الإعداد لرحلة للعائلة، بينما آخر يحب شراء الألعاب أو الملابس لمظهره.

شروط صياغة قواعد يومية للأطفال

قواعد يومية للأطفال شروط صياغة قواعد يومية للأطفال

لصياغة قواعد يومية للأطفال يجب علينا مراعاة جانبين: جانب الآباء وجانب الأبناء أنفسهم واحتياجاتهم، فما يصح في مرحلة ما لا يصح في غيرها.

جانب الآباء

التفكير السليم والهدوء

التعامل مع الأطفال بعقلانية مهما لجعلهم عقلانيين، لذا استخدام العاطفة أو الحب لوحده لا يكفي، فليس من الصواب ترك الطفل ينطلق بلا هدف ليفعل ما يشاء بحجة الحب، ففعل ذلك يجعل أي موقف ضبط مستقبلي له أو محاولة منعه من فعل شيء دليلا كرهك له! لذا يجب صياغة القواعد بعقلانية وحيادية، فالحب يأتي ضمنيا مع كل قاعدة تنفعهم وليس تركهم لفعل ما يريدون.

لكل مكان مقال

لكل موقف وحدث ومرحلة عمرية تصرف مختلف عن الأخر، فالطفل في مرحلة الحضانة سيكون من الصعب عليه أن يتحكم في ردود أفعاله اتجاه زملائه مقارنة بالمراهق في مرحلة الدراسة الإعدادية أو الثانوية. فلو كان لديك أكثر من طفل فسيكون هناك بعض قوانين لكل طفل منهم تلائم احتياجاته وعمره.

أنت القدوة

تأكدي أن ممارسة طفلك لتصرف ما ليس ناتجا منك أنت، فإذا لم يستخدم طفلك عبارات مثل “من فضلك” أو “شكرا” ربما لأنك لم تستخدميها معه شخصيا. فلا تكتفي باستخدامها مع الآخرين أمامه وتجاهله في التحاور بأدب وإلا لن يتعلم. لذا إن قمتي بصياغة القواعد تأكدي من فعلها أولا.

عدم تجاهل شريك الحياة

وهي تقريبا النقطة الأهم لحماية دعائمك من الانهيار إذا ما قرر أحد أطفالك الانقلاب، ففي الغالب سيستخدم ثغرة الخلاف ما بينكما ليدخل. فلا تضعي أي قواعد يومية للأطفال يرفضها الأب ودائما فكرا سوية حول كل قرار وتبعاته.

جانب الأبناء

أشراكهم في القرارات

عندما تقوم بوضع قوانين الخاصة بالمنزل لا بأس من طلب رأيهم والاستماع لاقتراحاتهم، فقد يلفتون نظرك لتصرفات خاطئة كثيرة تقومين بها من دون أن تشعري، وهذا سيساعدك على تجنبها.

تحمل مسؤولية تصرفاتهم

كما أن لهم دورا في الصياغة لذا سيتحملون نتيجة ما قاموا بصياغته، وهذا سيعلمهم تحمل أخطائهم وسيشعرهم بالاشتراك وإنهم ليسوا مجرد أتباع.

المبادرة

حثهم على المبادرة لفعل بعض الأمور والمساعدة في أعباء المنزل، عليهم دائما أن يتعلموا أن العطاء ليس في اتجاه واحد، وهم ملزمون بتقديم المساعدة في أعمال المنزل دون أن يطلب منهم، كما لهم الحق في أن تقدم لهم بعض الأمور جاهزة بلا تعب منهم، فالأسرة تعمل لبعضها.

معرفة الحدود

ليس من الصواب أن يشعروا بالتساوي مع الأهل لمجرد أنهم تشاركوا بعض القرارات معك، أو ساهموا في أعمال المنزل وتحملوا مسؤولية أخطائهم، يجب أن يدركوا في الأخير أنك المسؤولة وصاحبة كلمة “لا” وكلمتك هي الحسم والحكم، وإن لهم حدود لا يجب أن يتعدوها، كما لست ملزمة بتقديم مبررات لكل تصرفاتك، وإن كان من الأفضل إيضاح أغلب الأمور ومسببات الرفض.

معايير وضع قواعد يومية للأطفال

وضع قواعد يومية للأطفال، وخصوصا لكونها يومية ليس بالأمر السهل أو الممكن، فستظهر كثير من المشكلات والمواقف الطارئة بشكل يومي لتعرقل كل مخططاتك، فقط تحلي بالصبر والمرونة واتباع بعض الملاحظات العامة هنا حول وضعها.

متكاملة وواضحة

والتكامل هنا لا يعني أن تكون مثالية ولكن المقصود أن تغطي كل جوانب حياتهم اليومية، فلا تضعي قواعد صارمة لآداب الأكل خارج المنزل فقط، وتتجاهلي أنشطة الاستعداد لقبل النوم. أما الوضوح فالمقصود منه أن تكون مباشرة ومحددة بالكم والكيف، وبلغة سهلة وتصاغ باستخدام فعل الأمر.

مرنة ويمكن تعديلها

فالاستعداد للنوم في المنزل ليس كالاستعداد له خارج المنزل، يجب أن يكون لكل موقف مختلف بحسب الحدث. لكن حين تقرري تغيير القواعد فليكون تغييرا لوقت طويل حتى لا يصاب الطفل بالارتباك، أو توضيح أن التغيير كان لظرف طارئ مؤقت.

الالتزام بتنفيذها

لا تضعي قاعدة مستحيلة يصعب تنفيذها، وإلا لأصبحت بلا قيمة، وخاصة إن كان عقابا مؤلما ستضطرين آسفة للتراجع عنه لاحقا، فلا تضعي قاعدة بضرورة قراءة 20 صفحة من كتاب يوميا، لطفل يبلغ من العمر 9 سنوات، فهذه قاعدة مملة لا تعلمه القراءة بل ستنفره، والأصح أن تتركيه يقوم بممارسة أي هواية يحبها، لكن حاولي منحه الكتب كل فترة، وأطلبي منه جلسة أسبوعية مثلا لمناقشة كتاب ما وكافئيه بحسب ما قدمه. وكذلك يشمل الالتزام تنفيذ الطرفين المتفق عليه وليس جانب الطفل فحسب.

عواقب عدم الالتزام

يجب توضيح العواقب والمكافئات، لكن يفضل تركها بدون تحديد مسبق، لأنك لن تضمني وضعك المالي لقيمة المكافئة في فترة ما، كما يحبذ التنويع فليس كل العواقب مادية ولا المكافئات كذلك، فقد يكون العقاب حوار بسيط للتفاهم معه فالطفل يعتبر ذلك عقاب كافي لخطئه ويتسبب في شعوره بالتوتر بشكل كبير، كما أن المكافئة بكلمة مشجعة أو شكر أمر كاف تماما للأعمال البسيطة، ولا داعي لتحويل الطفل لحية عملاقة يستطيع بلع غزال كامل!

التكرار والانتباه للتفاصيل

هناك أمور تحتاج للتذكير والتكرار، وهذه الخطوة مهمة جدا لتعديل سلوك سيء، كاللعب بالماء في الحمام أو استخدام ألفاظ نابية.

كل القواعد يمكن خرقها أحيانا

فوضعك قاعدة منع أكل الوجبات السريعة مثلا قد يحصل له استثناء ما بين فترة وأخرى.

أهم قواعد يومية للأطفال يجب التركيز عليها

قواعد يومية للأطفال أهم قواعد يومية للأطفال يجب التركيز عليها

قبل تسليط الضوء بتوسع عن تنفيذ قواعد يومية للأطفال تخص أماكن وأزمنة بعينها، سأذكر بعض القواعد الأولية للتعامل معهم:

حبي صفاتهم

مهما كانت صفاتهم غير مرغوبة بالنسبة لك وتذكرك بشخص آخر قد تكون بينك وبينه حساسية، كأن يكون الطفل شبيها بعمته. فأحبيهم كما هم دون محاولة التغيير فالصفات الوراثية لا ذنب لهم بها. وتذكري أنه لا يوجد شخص كامل وإنك أيضا مليئة بالعيوب.

رحبي بهم

من الأمور المحببة هي ابتسامك لطفلك والترحيب به عند قدومه من المدرسة أو الشارع، فلا تقولي له اخلع حذائك أو أدخل الحمام عند لقائك الأول به، بل احضنيه وقولي إنك مشتاقة له.

عامليهم باحترام

لا تكتفي بالتعامل أمامه باحترام بل احترميه هو ولا تبخلي عليه بقول شكرا، واستئذاني قبل دخولك غرفته فقد يكون وقت تغييره ملابسه. كما أن الطفل كلما كبر زادت مساحة خصوصيته بالضرورة، وتباعا يجب أن يزداد احترامك لخصوصيته.

لا تتجاهلي وجودهم

فالطفل يتضايق بشدة من تجاهله إن هو تكلم أو تساءل عن شيء، دائما احرصي على الرد عليه وإن كنت مشغولة فاعلميه بذلك، فهذا يعلمه حسن الشعور بالآخرين وتقدير ظروفهم. ومن المهم أيضا إشراكهم فيما يحصل حولهم، فلا ضير أن تتحدثي معه عن المشوار القادم الذي ستذهبون إليه، أو تخبريه عن الضيف القادم للمبيت عندكم.

استمتعي بقضاء الوقت معهم

وهذا لا يعني أن تتسلي بإلباس باربي وتمشيط شعرها، ولكن هذا يعني أن تفرحي بقضاء وقتك معهم ومراقبتهم سعداء بمشاركتك، وإن كنتم تقومون بالتلوين أو اللعب فلا تقدمي حرصك على النظافة على متعتهم، اتركيهم ينهوا لعبهم ثم قومي بالتنظيف.

قواعد يومية للأطفال في المنزل

وهذه القواعد ليس هدفها تعويد الطفل الاعتماد على نفسه كاستعداده للنوم أو المدرسة بمفرده فقط، بل هدفها إنشاء طفل سليم مستقر نفسيا يعلم ما له وما عليه.

عوديهم التفكير بأنفسهم

عندما يتعرض طفلك لموقف ما أو مشكلة فإنه غالبا ما يركض إليك لتقومي بحلها بدلا منه. دعيه يفكر بنفسه ولا تقدمي الحل مباشرة، ناقشيه حول الحلول المتاحة وما يمكنه عمله، أنت بذلك تحمينه من التحول لعالة، والنمو كشخص مستقل مبدع في ذات الوقت لن يستسلم عند أول اختبار مستقبلا في حياته العملية. كذلك علميه دائما أن يقوم بتقييم الأمور والأشياء قبل شرائها وناقشيه عن جدوى شراء الماركات وهل هي حقا تساوي ما يدفع فيها.

عادات الطعام مسؤوليتك

لو قمت بإجبار الطفل على إنها طبق الطعام قبل الحصول على الحلوى، سيكبر ليعتاد إتمام طبقه مهما وضع فيه وهذا قد يعرضه للسمنة أكثر، كما سيعتبر ذلك طريقا لتحقيق هدف الحصول على الحلوى وليس لأجل الفائدة الغذائية. ومن الأفضل هنا للتذكير عدم استخدام الشكولاتة كمكافئة لأنك تجعليها عادة غذائية سيئة دون أن تدركي!

المحاولة أهم من النصر

شجعيهم ليحاولوا القيام بشيء أهم من التهليل لهم عند الانتصار، وامتدحي محاولاتهم وسعيهم ولا تمتدحي ذكائهم فأنت بحاجة لإنسان طموح نشيط وليس مراوغ متلاعب يعتمد على ذكائه.

الترغيب لا الترهيب

إن وقع جملة “إن رتبت غرفتك فستحصل على نصف ساعة إضافية لمشاهدة برامجك المفضلة” أفضل من “لو لم ترتب سأحرمك من متابعة برامجك”، فالطفل يسعى للحصول على المكافئة أكثر من تجنب العقاب. وذلك يجنبك طفل عنيد يحتاج للتهديد كل مرة.

لا تكوني مزاجية

وهذا يعني أن تحافظي على أسلوب واحد في التعامل معهم، وتوضيح ما هو مقبول منهم وما هو غير مقبول، فليس من العقلاني أن تمدحي عرضهم لآرائهم مرة وتعاقبيهم لذات السبب مرة أخرى، فهذا يجعلهم مشتتين لا يستطيعون مراقبة سلوكياتهم ذلك أنهم لم يعدوا يعرفوا ما يغضبك وما يرضيك. كما أن بعض المواقف الغير مقصودة من الأطفال تحتاج للقبول بردود فعل هادئة حتى لا تحولي حياة طفلك لفيلم رعب لا ينتهي من الخوف من غضبك المستمر على كل تصرف. وحاولي الابتعاد عن المواقف إذا تفاقمت كأن تطلبي منه الذهاب لغرفته لتبحثي عن حل مناسب بدلا من أن تفقدي أعصابك وتقرري قرارا لا تحمد عقباه.

أنت مرآتهم

لو تعلموا أن يروا ردود فعلك هادئة سيتقبلون الأمور بهدوء ولو فقدت أعصابك وغضبت سيتعلمون أن تكون ردود أفعالهم غاضبة إزاء أي رفض، ولو كانت ردة فعلك ضربهم فهم سيتعلمون ضرب الآخرين للحصول على ما يريدون. لذا تأكدي من تصرفاتك وتصرفات شريكك قبل إلقاء اللوم على الأطفال.

تكبيلهم بالأفكار السلبية وما تغرسيه بداخلهم

لا تضعي أحكامك على أمر أو منظر معين واتركي له مساحته ليحكم، فلو لم تحبي الصبار لا تعطيه انطباع أنها نبتة قبيحة اتركي له فرصة تكوين انطباعاته الخاصة، ولا تنتقدي شكلك أو شكل زوجك أمام أطفالك، لألا تكوني انطباع لديهم عن شيء معين قد يتحول لصفة يرثونها مستقبلا ويكرهونها بسبب ذلك.

نفذي تهديداتك

لا تكوني بلا صوت، فكثرة الصراخ بالوعيد بلا فعل يجعل الأطفال ينظر لغضبك بسخرية وقلة احترام، فهم يدركون عن خبرة كافية بأنك تصرخين ولا تنفذي، فحافظي على هيبتك أمامهم وأجعلي كلمتك نافذة وذات قيمة بلا حاجة للصراخ والتكرار، فقط تهديد واحد لمرة واحدة والتزمي بتنفيذه في موعده.

الاعتذار

وهي القيمة الأهم لختام مجموعة قواعد يومية للأطفال في المنزل. إذا أخطأت في حقهم فاعتذري وإذا قصرتي فاعتذري ببساطة لأنك بشر، وتقبلي دائما اعتذار طفلك ليطمئن لاستمرار حبك له بشرط ألا يستخدمه كسلاح للهروب، فالاعتذار يجب أن يكون دائما نابعا من ندم وليس من الخوف من العاقبة، ولا ضير من إتمام العقاب إن اعتذر حتى لا يربط بين الاعتذار والتسامح.

قواعد الأخوة

كل واحد منا يتمنى رؤية أبنائه مترابطين غير مختلفين، متجنبين الشجار قدر الإمكان، ويساندون بعضهم في الكبر مهما فرقت بينهم ظروف الحياة، لذا نحتاج أن نزرع هذا الأمر منذ الصغر عبر قواعد يومية للأطفال ليكونوا عضدا وسندا ويجبوا بعضهم البعض.

وثقي صلة الأخوة بينهم

امنعيهم من الوشاية ببعضهم ولا تكافئي الواشي، ولا تعمدي لزرع جاسوس بين أبنائك، فالجاسوس سيكون مكروها بين أخوته وسيكبر وحيدا معتمدا على تصيد أخطاء الآخرين. وحاولي توجيههم لدعم بعضهم ومساعدة بعضهم فيما يجيدونه كالمذاكرة مثلا، وشجعيهم ليصادقوا بعضهم ويحفظوا أسرار بعض.

الشجار مفيد أحيانا

قد لا تقتنعي بهذا الأمر ولكن الأطفال الذين يتشاجرون مع أخوتهم داخل البيت يستطيعون حل مشكلاتهم خارجها، فهم لن يسلموا من الشجار على أي حال. اجعلي الشجار أمرا صحيا حيث علميهم من خلاله القدرة على التحاور والوصول لنقاط تفاهم فيما بينهم وحلول بأنفسهم. فأمر طبيعي أن يكون فيهم القائد أو التابع بطبعه فلا تحرميه هذه الصفة.

الفريق الواحد

هناك كثير من الأسر الكبيرة منسجمة بشكل كبير يدعو للدهشة، والسر يكمن في الفريق الواحد، فلو اجتمع هؤلاء على موهبة واحدة كأن يشكلوا فرقة عزف أو غناء كما نشاهد في برامج المواهب فلن يتفرقوا. حاولي تعويدهم على فعل الأمور بشكل جماعي وكيف يديرون أمورهم سوية.

لا للمقارنة أو المفاضلة

لا تقارني بين أطفالك فهناك المهووس بالنظافة المنعزل، وهناك الفوضوي المتعاون وهناك البطيء الحركة الحكيم، لا تحاولي المقارنة بين القطار السريع والبرج الطويل، فذلك لن يخلق إلا مزيدا من الغيرة والتنافس والغضب اتجاه بعضهم البعض. كما يجب وبصرامة عدم تفضيل أحدهم عن الآخر مهما كان المحبوب مميزا بتصرفاته، فأنت بفعل ذلك تبقين سيء التصرفات يكتسب المزيد من السلوكيات السلبية واللامبالاة لأنه فاقد الأمل أن تفضليه.

قواعد المدرسة

مثلما تحتاجين لاعتماد قواعد يومية للأطفال في المنزل تحتاج المدرسة مجموعة من القواعد لا تقل أهمية عن المنزل بل تفوقها، وذلك لأنها تعد الطفل لحياته الاجتماعية وعلاقته ببقية الناس خارج المنزل، وتحدد مستقبله وحياته المهنية.

تقبل المدرسة بسلبياتها وإيجابياتها

دائما ما أرى سعيا حثيثا عند أولياء الأمور للبحث عن المدرسة المتكاملة والمثالية لأبنائهم، وهذا غير موجود للأسف، لذا يجب أن تتقبليها قبل أبنائك، وتأكدي أنه في كل بيئة سيتعرض لمجموعة من المشاكلات والصعوبات، ولا تكثري الشكوى من المدرسة أو انتقاد المعلمين أمام طفلك فهذا سيدعوه لكرههم وعدم احترامهم. لذا كوني مرنة وحاولي تعليمه تقبل الوضع والتأقلم مع الصعوبات لا الهرب منها. ولا تقرري تغيير المدرسة إلا لو طغت العيوب على الميزات.

قفي في صفه

هناك أمور يحتاج ابنك فيها لشخص قوي ليحميه منها، فلو كانت المدرسة سيئة في معالجة مشاكل كالتنمر أو تتجاهل عنف المعلم، فيجب أن يعلم ابنك أنك قادمة للمدافعة عنه وحمايته، فذلك يعزز ثقته فيك ويساعده على الاستمرار في هكذا بيئة. كما يجب أن لا تتضايقي من اختياراته لأصدقائه فحتما سيمل منهم إن هم خالفوا ما غرسته بداخله.

الدفاع عن النفس

يجب أن يتعلم ابنك معالجة بعض الأمور لوحده، فلن تستطيعي القدوم كل يوم لتأنيب الطفل الذي ضربه أو أكل وجبته، كما يجب أن تعلميه أيضا ألا يسخر من الآخرين كنوع من تجنب استفزازهم، فهذا أيضا يحميه من الدخول في مشكلات.

التوسط

لا تسمحي لهم بالغياب لأتفه الأسباب فذلك يحولهم لذلك الموظف الكسول مستقبلا، كما لا تضغطي عليهم في الحصول على مستويات ودرجات معينة لتتباهي بها، فليس كل الأطفال لديهم القدرة على الحفظ أو الأداء الجيد في نظام التعليم الرتيب.

قواعد لمرحلة المراهقة

وقد وضحنا أن المراهقة تختلف عن الطفولة بالتالي لن نحتاج هنا لصياغة قواعد يومية للأطفال، بقدر احتياجنا لصياغة قواعد لأشخاص أكثر نضجا ووعيا وحساسية للمرحلة التي يمرون بها لرفضهم فيها أن يعاملوا كالأطفال. لذا عليك أن تراعي أن أبنك في هذه المرحلة يعاني أكثر منك من المشكلات بسبب التغيرات الهرمونية والتي تجعله متوترا ومزاجي وعنيد، ويحتاج لصبرك أكثر من مواجهتك.

رأيك للسماع وليس للتنفيذ

في هذا السن يتميز الأبناء بالعناد فمهما نصحتهم لن يبالوا لرغبتهم بالشعور بالاستقلالية، لذلك عندما يقرر ابنك فعل شيء قولي له رأيك ولا تمنعيه ولكن حمليه نتيجة تصرفه بالكامل، لأنه بعدها سيدرك أهمية رأيك ولن يتعامل معه كأمر يجب مقاومته.

مشاركتهم مهمة

نعم في هذه المرحلة يستحسن السماح لهم باتخاذ قرار ولو كان للعائلة ككل، فهو قد أصبح فردا ناضجا وعاقلا يستمع لرأيه.

لا تحرجيهم

في هذه المرحلة بالذات يصبحون مفرطي الحساسية، فلا يصح إحراجهم بمواقف فعلوها أمام الملاء، كما لن تستطيعي منعهم من ارتكاب بعض الأخطاء عبر مراقبتهم وتفتيشهم، لذا لابد من تجاهل بعض الأخطاء البسيطة التي ارتكبوها فهي ضرورية ليتعلموا من أخطائهم.

ناقشيهم في الأمور المحرجة

العلاقات والرغبة في التدخين، فلو لم تكوني أنت المصدر سيكون صديقه المراهق الجالس بجواره في المدرسة.

إيتيكيت الأطفال: أهم الخطوات الخاصة به

قواعد يومية للأطفال إيتيكيت الأطفال: أهم الخطوات الخاصة به

يحتاج الطفل لبعض التوجيهات في تعامله مع العامة، وهي ليست قواعد يومية للأطفال بقد ماهي سلوكيات وآداب.

ممارسة عادات صحية

قومي بتوجيهه لتغطية فمه عند التثاؤب والكحة وأنفه عند العطس، لتجنب الأمراض ونقلها للآخرين، وأن يستخدم المناديل لتنظيف أنفه ومسح عينيه، وأعواد النظافة الخاصة عند تنظيف أسنانه وأذنيه. حتى لا يلجأ لاستخدام كمه وطرف ثوبه. كما أن نظافة اليدين مهمة وغسلهما قبل الأكل وبعده، وعند الدخول من الشارع، وبعد عمل أي شيء يوسخ اليدين كالتلوين والتنظيف، وطبعا رمي القمامة في المكان المخصص لها.

التعامل مع الآخرين بلطف وود

علميه مشاركة الآخرين إن كان لديه حلوى وألا يأكلها لوحده، وإشراكهم في اللعب بألعابه. ولا يمارس التنمر على الأضعف منه.

يعرض مساعدته على الآخرين

عندما يرى شخصا لا يستطيع حمل الأكياس لوحده، أو يريد الحصول على شيء بعيد، أو معرفة سعر أو قراءة لوحة فعليه ألا يبخل بمساعدته.

يكون محترما

فينتظر دوره في الحديث أو اللعب وعند الوقوف في شباك التذاكر، ويستأذن قبل الحديث أو الإجابة برفع يده، ويحافظ على مواعيده.

يعر انتباهه

وجهييه لينتصت بانتباه لما يقال له ويحافظ على نفسه من التشتت عبر اتبع التعليمات والتوجيهات سواء التي يراها في كتيب الإرشاد أو التي تقدمها له معلمته. ويكون هادئا في تنفيذها خصوصا ما يتعلق بالحوادث والطوارئ.

استخدم الكلمات المهذبة

كشكرا ومن فضلك أو لو سمحت، وآسف وعفوا.

لا نعني من كل ما ذكر هنا أننا نتوقع منك كتابة مجلد ضخم أشبه بالقواميس والأطالس يعلمهم حتى كيفية التنفس، لأنه ليس الغرض هنا صنع كتاب قواعد يومية للأطفال في كل لحظات حياتهم، ولكن الغرض من هذا كله توعيتك بأساسيات التعامل مع أبنائك، حتى لو كان ما تقومين به شفهي بلا كتابة. إلا أني ومن وجهة نظر شخصية أميل لكتابة بعض القواعد الأساسية للحفاظ على دستور صغير للبيت يمكن التعامل من خلاله.

كما أن الحوار أفضل من ضبط السلوكيات، فلفظ الضبط كما ذكرت سابقا مرتبط بالعقوبات والعواقب وهو ليس أمرا محبذا في التعامل مع الأطفال، ذلك يشعرهم أن الحياة مقايضة وعسكرية وليست أخذا وعطاءا وشتان بين المعنيين. كما إن الإنسان بطبعه يميل للين والكلام الطيب، ولذا عززي غالبا تقديره في كل ما يقوم به بشكر أو ثناء بسيط، دون جعل المكافئات مادية وكبيرة، فهذا ليس في مصلحته ولا مصلحة ميزانيتك.

الكاتب: فاطمة الزهراء

ابراهيم جعفر

محرر موقع تسعة : مبرمج، وكاتب، ومترجم. أعمل في هذه المجالات احترفيًا بشكل مستقل، ولي كتابات كهاوٍ في العديد من المواقع على شبكة الإنترنت، بعضها مازال موجودًا، وبعضها طواه النسيان. قاري نهم وعاشق للسينما، محب للتقنية والبرمجيات، ومستخدم مخضرم لنظام لينكس.

أضف تعليق

16 − 14 =