اللوزتين عند الأطفال هما أول مدافع شرس يواجه أي مرض أو عدوى تحاول اختراق هذا الجسد الصغير، ولكن في بعض الأحيان يتوعك هذا المدافع فيفقد بعضًا من وظيفته المناعية مُصيبًا الطفل بالإعياء، وفي بعض الحالات يشتدالتوعك فيضطر الطفل للاستغناء عن مدافعه الرئيسي بدلًا من أن يضره فيحارب جسده هو دون الأمراض. فكيف تتم عدوى التهاب اللوزتين عند الأطفال وما هي أسبابها وأعراضها وسبل علاجها؟ هذا ما سوف نتعرف عليه في الأسطر القادمة.
استكشف هذه المقالة
اللوزتين عند الأطفال
تُعد اللوزتين من أهم أنسجة الغدد الليمفاوية في الجسم، وتأتي أهميتها من كونها خط الدفاع المناعي الأول في جسم الإنسان بما توفره من أجسام مضادة تمنع غزو الميكروبات المُختلِفة للرئتين والجهاز التنفسي وصولًا لأعضاء الجسم المُختلِفة. وتعمل اللوزتين عند الأطفال بصورة أكبر قوة وفعالية في مواجهة الأمراض البكتيرية والفيروسية حتى سن الرابعة.
التهاب اللوزتين عند الأطفال وأسبابه
يُعد التهاب اللوزتين عند الأطفال من أكثر الأمراض شيوعًا وتحديدًا بين أطفال المدارس خلال فصل الشتاء بسبب انتشار العدوى الفيروسية والبكتيرية بين الأطفال في هذه البيئة التي تتميّز بالازدحام والاختلاط الشديد دون الاهتمام بفصل الأطفال المرضى عن الأصحاء وضعف مناعة البعض منهم وتهيؤ لوزتيهم للإصابة بالعدوى. هذا إلى جانب انتقال الطفل بين الأجواء الدافئة والباردة مما يُصيبه بنزلات برد وإنفلونزا متكررة أو تناوله للمُثلجات والمشروبات الباردة أو وضع اليد غير النظيفة في الفم بعد لمس أسطح ملوثة بالبكتيريا، وهو ما يتطور بدوره إلى التهاب اللوزتين.
وأخيرًا إصابة الطفل ببعض الأمراض مثل: التهاب الجيوب الأنفية أو الأذن الوسطى، ارتجاع المريء الذي يُغير حامضية الفم وينتج عنه التهاب اللوزتين والحلق بسبب السائل الحمضي المُرتجع، سرطانات الجهاز الهضمي العلوي الذي يشمل اللوزتين والحنجرة والأحبال الصوتية ويُسبّب التهابهما بنسبة قليلة.
ويبدأ التهاب اللوزتين لدى الأطفال بتسلل الفيروس أو البكتيريا المُسبّب للمرض المُعدي عبر الفم وصولًا للحلق والبلعوم ثم اللوزتين اللتين تقعان وراء الحلق.
أعراض اللوزتين عند الأطفال
هُناك مجموعة من الأعراض تُميّز التهاب اللوزتين لدى الأطفال عن غيرها من أمراض الجهاز التنفسي الأخرى، كالتهاب الحلق أو البرد والإنفلونزا نذكر منها:
- تورم وتيبس الرقبة وعدم القدرة على تحريكها مع آلام عضلية مفصلية عند القيام بحركات عنيفة، مع احمرار اللوزتين واللسان عند الأطفال أو وجود بقع بيضاء ذات صُفرة تعبّر عن وجود التهاب صديدي.
- رائحة غير مُستحبة للفم يُصاحبها صعوبة في فتح الفم والبلع، مما يؤدى إلى فقدان الشهية عند الطفل، مع بحة الصوت وألم في اللوزتين والأذن وصعوبة القدرة على السمع والكلام.
- إعياء شديد وآلام بالمعدة تتطور لغثيان وقيء وصداع وحمى متكررة وصعوبة في التنفس قد يصل لانقطاعه أثناء النوم أو صعوبة النوم بسبب شعور الطفل بضيق التنفس والاختناق.
- ويتم الكشف عن التهاب اللوزتين عند الأطفال لدى الطبيب من خلال شكوى الأم ووصفها للأعراض الواضحة على الطفل والمؤكدة لعدوى التهاب اللوز مع الفحص السريري، بأخذ مسحة من حلق الطفل وتحليلها لتأكيد التشخيص من جهة وتحديد نوع الميكروب من جهة أخرى، وبالتالي وصف العلاج المُلائم.
مضاعفات التهاب اللوزتين لدى الأطفال
بعض الأمهات لا تهتم بالذهاب للطبيب حين إصابة طفلها بالتهاب اللوزتين وتكتفي بمنحه نفس المضاد الحيوي الذي وُصف له المرة الماضية من قِبل الطبيب أو الذي وُصف لأحد إخوته من قبل على غير دراية منها بأن لكل فيروس أو جرثومة مضاد مختلف يقضي عليها حتى ولو كانت تندرج تحت قائمة المرض نفسه. بينما لا تمنح أمهات أخرى لطفلها أي أدوية حين إصابته بالتهاب اللوزتين منتظرة احتمالية أن يشفى طفلها وحده خلال بضعة أيام مما يُصيب الطفل بعدة مُضاعفات خطيرة مثل الحمى الروماتيزمية في المفاصل والتي تنتج عن إصابة الطفل بالتهاب اللوزتين الناتج عن البكتيريا العقدية وهي أخطر أنواع البكتيريا المُسبّبة للالتهاب اللوزي خاصةً إن أُهمِل علاجها في مراحلها الأولية. في حال إهمال علاج الحمى الروماتيزمية كما سبق وأُهمل علاجها التهاب اللوز قد يتحول الأمر إلى الإصابة بعُطب قلبي أو كلوي، كما تُعد الإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية والأذن الوسطى الحادة وأمراض الرئة وتكوّن خراريج حول اللوزتين من أهم مضاعفات المرض.
علاج اللوزتين عند الأطفال
هُناك عدة وسائل طبية لعلاج التهاب اللوزتين لدى الأطفال تنقسم إلى:
علاج العدوى الفيروسية والبكتيرية
ويتم بمنح أدوية مضادة للفيروسات والبكتيريا يتم تحديدها من قِبل الطبيب حسب نوع الميكروب، ويعمل بعضها كمضاد للالتهابات التنفسية المُختلِفة، مع بعض مسكنات الألم وخوافض الحرارة. وعادةً ما يشفى الالتهاب خلال ثلاثة أيام إلى عشر أيام، ولكن على الطفل أن يستمر في تناول أدويته حسب مدة العلاج المُقررة من قِبل الطبيب حتى وإن لوحظ تحسن للحالة. في حالات قليلة يشفى الأطفال المُصابين بالتهاب اللوزتين بدون تناول أدوية، ولكن على الأم ألا تُخاطر وتؤجل زيارتها لطبيب الأطفال في انتظار شفاء الطفل التلقائي من الالتهاب تجنبًا لمضاعفاته الخطيرة.
استئصال اللوزتين جراحيًا
وهو الخيار الأخير الذي يجب اللجوء إليه للتعامل مع التهاب اللوزتين لدى الأطفال إلا أنه عادةً ما يتعجل به الآباء وبعض الأطباء متجاهلين الدور المناعي لهذا العضو الهام في حياة الأطفال وحتى البالغين.
ومع ذلك تُعد جراحة استئصال اللوزتين هي الخيار الأمثل الوحيد للطفل في حالاتٍ عدة، كأن يُعاني من نوبات التهاب متكررة ومتواترة بمعدل ثلاث إلى خمس مرات خلال العام الواحد، خاصةً وإن عادت العدوى للطفل بعد تحسنه على علاج سابق لها خلال فترة وجيزة، أو في حال كان الالتهاب شديد إلى حد غلق المجرى التنفسي للطفل أو تسبب له في انقطاع التنفس أو إصابته بتشنجات حرارية أو أثر على أحباله الصوتية لفترة أطول مما ينبغي أو عند تكوّن خراريج باللوزتين.
بينما يُمنع إجرائها تمامًا للأطفال الذين يُعانون من الأنيميا أو اضطرابات الدورة الدموية كأمراض النزف وسيولة الدم. ويُفضّل تأجيل الجراحة أو التراجع عنها واستبدالها بالعلاج الدوائي طالما أن نوبات الالتهاب نادرة أو قليلة الحدوث وغير متوترة، وذلك حفاظًا على مناعة الطفل وتجنبًا لتعرضه لأمراض الجهاز التنفسي المختلفة وعلى رأسها الربو وبعض أمراض العيون والجلد حسب ما أكدته عدة دراسات.
تضخم اللوزتين عند الأطفال بدون حرارة
وهو عرض يُرافق بعض حالات التهاب اللوز عند الأطفال، إذ تظهر الأعراض الرئيسية للمرض على الطفل بدون وجود ارتفاع في درجة الحرارة في بداية الأمر، ومع تطور العدوى الفيروسية أو البكتيرية المُسبّبة للالتهاب تبدأ درجة حرارة الطفل في الارتفاع مع ظهور أعرض جديدة مُميّزة لالتهاب اللوزتين.
كبر حجم اللوزتين عند الأطفال
وهو عرض ناتج عن التهاب اللوزتين بنوعيه البكتيري أو الفيروسي، ويحدث نتيجة انتفاخ اللوزتين المُلتهبتين الذي يؤثر بالتبعية على الغدد الليمفاوية الموجودة على جانبي العنق وأسفل الذقن مُسببًا تورمها أيضًا مما يمنح رقبة الطفل المُصاب مظهرًا منتفخًا ومتورمًا.
علاج التهاب اللوزتين عند الأطفال بالأعشاب
فيُمكنك إلى جانب العلاج الدوائي أو لحين زيارة الطبيب منح طفلك بعد المشروبات العُشبية التي من شأنها التخفيف من حدة الالتهاب مثل:
محلول الماء بالملح
يتميّز محلول الماء بالملح بكونه عنصر مهدئة مُلطّف لآلام الحلق واللوزتين إلى جانب خواصه المُطهرة المقاومة للميكروبات، مما يجعله مادة فعالة لعلاج التهاب اللوزتين عند الأطفال، ويتم التعامل مع محلول الماء الدافئ بالملح كغرغرة للطفل مع الحرص على عدم بلع المحلول.
العسل بالليمون
يتميّز الليمون بخواصه المُطهرة المُضادة للبكتيريا بينما يعمل العسل كعنصر مُلطّف للحلق يُهدئ من حدة الليمون، لذا فالمزج بينهما له دور قوي في علاج التهاب اللوزتين لدى الأطفال، فقط قومي بإضافة عصير ليمونة إلى كوب من الماء المغلي وتحليته بملعقتي عسل طبيعي ومنحه للطفل مرة في اليوم.
الثوم
يشتهر الثوم بخواصه المُطهرة المُضادة للميكروبات والأكسدة مما يجعله علاجًا فعالاً لالتهاب اللوزتين والحلق ونزلات البرد والإنفلونزا عند الأطفال باستثناء هؤلاء المُصابين بسيولة الدم وزيادة احتمالات النزف، ويتم استخدامه للطفل من خلال غلي فصي ثوم في كوب من الماء على نار هادئة وتركه عشر دقائق قبل منحه للطفل مُحلّى بالعسل.
الريحان
يتميّز نبات الريحان بدوره في تسكين الآلام ومقاومة الالتهابات والفيروسات مما يجعله ذي فعالية كبيرة في محاربة التهاب اللوزتين الفيروسي تحديدًا، ويتم استخدامه من خلال غلي أوراقه في الماء لمدة عشر دقائق ثم تصفيته ومزجه بعصير الليمون والعسل على أن يتناوله الطفل من مرتين إلى ثلاثة باليوم.
القرفة
القرفة من الأعشاب المعروفة بقدرتها على تسكين الألم ومحاربة الميكروبات المُختلِفة مما يجعلها من العلاجات الفعالة لالتهاب اللوزتين عند الأطفال، ويتم استخدامها يخلط ملعقة منها بملعقتي عسل نحل طبيعي وإضافتهم لكوب من الماء الدافئ ويتناولها الطفل مرة باليوم.
الكركم
يشتهر الكركم بخواصه المُضادة للالتهاب مما يجعل له دور كبير في علاج والحد من التهاب اللوزتين عند الأطفال، ويتم استخدامه بإضافة ملعقة منه مع قليل من الفلفل الأسمر إلى كوب حليب دافئ ويُعطى للطفل مرة باليوم حتى التحسن.
الأراجون
وهي عُشبة مُهدئة للآلام والانتفاخات الناتجة عن التهاب اللوزتين عند الأطفال كما أنها مقوية للمناعة، ويتم منح الأوراق أو سائل العشب للطفل المُصاب بالتهاب اللوزتين لمدة عشر أيام حتى تمام الشفاء بإذن الله.
كيف يُمكن التعامل مع الطفل المُصاب بالتهاب اللوزتين؟
يحتاج الطفل المُصاب بالتهاب اللوزتين إلى معاملة خاصة من الوالدين طوال فترة مرضه مثل إعداد أطعمة لينة سهلة البلع للطفل المُصاب بالتهاب اللوزتين كحساء الخضروات أو لسان العصفور بزيت الزيتون وبدون توابل خاصةً الحار منها، ويُعد الزبادي خيارًا مثاليًا لتلطيف وترطيب الحلق. الاهتمام بتهوية المنزل وجعل حرارته رطبة للتخلص من تواجد البكتريا فيه مع الاهتمام بغسيل وتنظيف وتعقيم ألعاب الطفل باستمرار ومحاولة منعه من وضعها في فمه.
تجنب منح الطفل الأطعمة المقلية أو الفواكه الحمضية لتجنب زيادة التهاب الحلق واللوزتين وغيرها من أعضاء الجهاز التنفسي العلوي. الالتزام بالراحة التامة بالفراش طوال فترة المرض مع الاهتمام بتناول الأدوية في مواعيدها والعمل على خفض الحرارة المرتفعة بصورة ضرورية لتجنب مضاعفاتها الخطيرة.
كيف يُمكنك وقاية طفلك من التهاب اللوزتين لدى الأطفال؟
يُمكنك ببساطة وقاية طفلك من الإصابة بالتهاب اللوزتين من خلال تجنب اختلاطه بالأطفال المرضى أو استخدامه لأدواتهم ومتعلقاتهم الشخصية أو وضعها في فمه، تجنب تعرض الطفل لنزلات البرد والإنفلونزا والتهاب الحلق لمنع تطورها إلى التهاب اللوزتين من خلال الاهتمام بتدفئة الطفل في الأجواء الباردة وعدم تناوله للمثلجات والمشروبات الباردة أو خروجه بصورة مباشرة من أجواء حارة لباردة والعكس.
وأخيرًا، وبعد أن تعرفنا معًا على أهم مسببات وأعراض التهاب اللوزتين لدى الأطفال وكيفية الوقاية منها، ننصح الأم بملاحظة طفلها وإن ظهر عليه أي عرض غير طبيعية تقوم باستشارة الطبيب على الفور لتدارك الأمر مبكرًا وعلاجه.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق