نتحدث في السطور التالية عن الحماة المتسلطة وكيف يمكننا مواجهتها والتعامل معها، نلاحظ عادة أن المرأة لا تتزوج الرجل وحده بل تتزوج والدته معه أيضًا بل وأحيانا تلغي الأم دور ابنها وتصبح هي المتحكم الرئيسي في المنزل وتُقحم الزوجة قسرا في صراع مع والدة زوجها من أجل إنقاذ منزلها والسيطرة على حياتها الزوجية من عبث الحماة المتسلطة به، فكيك يمكننا ضبط هذه الأمور وعدم إيصال المسألة إلى هذا الصراع الدامي والذي ستخسر فيه الزوجة بالطبع مهما كانت نتائج هذا الصراع؟ في البداية قبل أن نتحدث عن وسائل التعامل مع الحماة المتسلطة نتحدث عن السبب الذي ولّد هذه الظاهرة بالأساس، ما الذي يجعل الحماة تتسلط أصلا؟
استكشف هذه المقالة
لماذا تتسلط الحماة؟
الحماة المتسلطة هي نتيجة من نتائج الحب المرضي للأبناء من الآباء والأمهات، هذا الحب الذي يظن معه هؤلاء أنهم امتلكوا أبناءهم وأصبح لديهم السلطة المطلقة عليهم فليس من الطبيعي أو المنطقي أن تربي الأم وتراقب ابنها يكبر أمام عينيها يوما بعد يوم وتأتي امرأة جديدة تأخذه هكذا على الجاهز بعد كل هذا التعب والجهد من أجله فتجد المرأة مشاعرها مختلطة ما بين رغبة ابنها في أن يفرح ويسعد ويستقر في منزل زوجية سعيد وفي نفس الوقت عدم ثقتها في أي امرأة أخرى أن تمنح ابنها نفس الرعاية والحنان والحب الذين كانت تمنحهم هي إياه، بالتالي يترتب هذا عليه أن تقوم المرأة بالتدخل في حياة ابنها لسببين: أولهما أن تضبط إيقاع الحياة الزوجية وتتأكد بنفسها أن كل شيء يسير بشكل جيد وأن ابنها يحصل على كافة المميزات التي كان يحصل عليها من قبل وفي نفس الوقت تبسط سيطرتها حتى لا تعتقد هذه الزوجة أنها أخذت ابنها هكذا منها بمنتهى السهولة، طبعًا كل هذا قد يتم في اللاوعي أصلا بدون إدراك لذلك من الحماة المتسلطة ولكن أعتقد أن هذه هي الأسباب الجوهرية لتسلط الحماة وتفشي هذه الظاهرة عبر التاريخ.
معاملة الحماة المتسلطة
الآن ننتقل لأساليب التعامل مع الحماة المتسلطة والمسيطرة وما هي المراحل التي يمكن أن ننتقل بينها في التعامل مع هذه المرأة التي تظن أنها تريد إعمار المنزل في حين أنها لن تهدأ إلا بعد خرابه؟
تجنب الصدام المباشر
لا تقومي بإجراء صدام مباشر معها، الصدام هو ما تطمح إليه الحماة المتسلطة، الصدام سيجعلك تخسرين زوجك وستقوم هي بتسجيل نقاط لصالحها، أبسط ما ستقوله أنك فتاة لم ترين التربية لأنكِ تتصادمين مع امرأة مثل أمك، كوني حكيمة واقفي في وجهها بطريقة ظاهريا مؤدبة ومليئة بالتهذيب والاحترام وباطنيا مليئة بالصرامة والحسم، مثلا اختلفتما حول شيء في المنزل، لا تقولي لها أن هذا سيحدث وأنتِ ليس لكِ علاقة بالأمر، بل كوني حكيمة وأخبريها أن رأيها دائما وأبدا هو الصحيح المطلق ولكنك تفضلين هذا الأمر لأنه مناسب لكِ ولزوجك.
إطراء تربية ابنها وجعله قوي الشخصية
من الإشارات الهامة التي تبعثينها إلى الحماة المتسلطة لكف يدها عن بيتكم وعدم حشر أنفها الطويل في منزلكما الصغير، هو إطراء تربية ابنها وجعله قوي الشخصية، هذه النقطة هي أكبر رسالة توجهينها لها كي تتوقف عن العبث في منزلكما، أن تخبريها بأن ابنها يستطيع تدبير أمور المنزل وأخذ القرارات دون توجيه من أحد لأنه شخص قوي الشخصية بالتالي لا يمكن لشخص أن يتحكم في قراراته مهما كانت منزلته أو يسيطر عليه مهما كانت علاقته به، حتى أنك لا تحبين الزوج الخاضع لأي شخص آخر وتحب الشخص القوي الحازم القادر على اتخاذ القرارات دون تأثير من أحد، وهذا بالطبع من أجل أن تفهم هذه المرأة أنها لا يجب أن تتدخل في منزل ابنها أو تؤثر عليه حتى يظل قوي الشخصية في نظر زوجته.
لا تخبريها خصوصيات حياتك الزوجية
إياكِ وإياكِ أنت تخبري الحماة المتسلطة خصوصيات حياتك الزوجية، إياكِ أن تنجري لهذه النقطة، يجب أن تفهم هذه المرأة أنها دخيلة حتى إن كان هذا بيت ابنها فإنه ليس بيتها وبالتالي لا يمكن أن تخبرينها عن خصوصياتك يجب أن تعلم أنها مجرد ضيفة مهما بلغت مكانتها حتى وإن كانت أم زوجك، الإجابات العامة السطحية دون التعمق في أي خصوصيات، ذلك هو المدخل الذي يمكن أن تدخل منه إليكِ.
لا تشتكي لها حالك
إياكِ أيضًا أن تشتكي حالك إلى الحماة المتسلطة، ليس لأنها لن تقف إلى صفك فحسب بل ستقوم بإلقاء اللوم عليكِ أيضًا وستثبت الخطأ عليكِ أنتِ، لكن لأن ذلك سيكون بمثابة الثغرة التي ستنفذ منها إلى حياتك الزوجية ويصبح لديها الصلاحيات للتحكم فيها مثلما تشاء، لا تشتكي إلى هذه المرأة حالك لأنك بذلك ستفتحين بابا للشيطان، خلافاتك الزوجية مع زوجك ومشاكلكما يمكنكما حلها سويا، لا تستطيعان حلها إذًا هناك خطأ في علاقتكما من البداية عليكما إصلاحه، لكن إياكِ أن تشركي حماتك في الأمر مهما بدت لك حنونة وودودة وتريد مصلحتك كما تزعم، لا يوجد فتاة تؤثر مصلحة زوجة ابنها على مصلحة ابنها أو تنصرها عليه مهما كان الزوج كارثي وبشع.
اكسبي ودها
لا صدام، بل كسب ود، هل هذه الحماة المتسلطة تستخدم بسط سيطرتها عليكِ من خلال حكمتها وإشعارك أنها أكثر منك خبرة؟ حسنا سنقلب الطاولة! نعم، الآن اكسبي ودها، تحدثي عن بناتها وبيتها، تدخلي في أدق خصوصياتها، تدخلي في أمورها الشخصية، كوني أنتِ المستشارة لها، اجعليها خاتم في إصبعك لا العكس، هذه بالطبع ليست الوسيلة المثالية لزوجة تريد إغلاق بابها عليها والاستمتاع بحياتها الزوجية مع زوجها في منزلهما الصغير، ولكن لا مفر الحياة للأسف مليئة بالصراعات ويجب علينا دخولها لأن هذا إجبار وليس خيار بأي شكل.
التعامل مع الحماة المسيطرة
كيف يمكننا الآن التعامل مع الحماة المسيطرة، سواء كانت الحماة المتسلطة أو المسيطرة فكلاهما بنفس المعنى ولكن المسيطرة أكثر تكون بالغة التأثير على زوجها لدرجة أنه حتى وهي غائبة تجدين زوجك يتحدث بلسانها ويرى برؤيتها وينطق بوجهة نظرها في الأمور، فكيف يمكنك التعامل مع هذا الموقف؟
الحديث مع زوجك
مبدئيا ما يهمك في الأمر برمته هو زوجك وما يهمك في حياتك الزوجية هي العلاقة بينك وبين زوجك لا العلاقة بينك وبين أم زوجك لذلك عليك قبل أي شيء الحديث مع زوجك لأنه هو الوحيد المعني بالأمر ولن يستقيم أي شيء في التعامل مع الحماة المتسلطة أو المسيطرة بدونه بل يجب أن يعي هو ويدرك أبعاد الموقف، إفهامه أن تدخل أي شخص كان في الحياة سواء من أسرتك أو أسرته هو خطأ كبير سيهدم المنزل تدريجيا وسيؤدي إلى ضياع العلاقة الزوجية إن آجلا أو عاجلا.
إكساب زوجك ثقته بنفسه
عليكِ أن لا تحولي الصراع إلى من يسيطر أكثر على الزوج، أنتِ أم حماتك؟ عليك أن تكسبي زوجك الثقة بنفسه وقدرته على المشاركة وعدم إدراك أي شخص لمشاكلكما الزوجية المشتركة سوى أنتما فقط، وليس لأي طرف خارجي أن يفهم ظروفكما وتفاصيل حياتكما وبالتالي عليكِ أن تكسبيه الثقة بنفسه لاتخاذ القرارات وأخذ الموقف المناسب في كل ما يطرأ على حياتكما الزوجية بنفسه وبمشاركتك القرار لأنكما أنتما الاثنين فقط المعنيان بهذا الأمر.
محاولة إفهامها أنها ضيفة في منزلك
يجب عليكِ أن تفهمي حماتك أنها ضيفة في منزلك، عليكِ أن تقدمي لها الطعام والشراب على أنها ضيفة، عليك باستقبالها كما لو كانت ضيفة، عليك بإرساء قواعد من خلال التعامل معها على أن هذا المنزل منزلك وهي ضيفة فيه، لا يجب أن تشعر أن البيت بيتها، الحماة المتسلطة تشعر أن البيت بيتها طوال الوقت وهذا خطأ كبير أن تتعاملي مع هذا الأمر كمسلم به يجب أن تقاوميه بكل ما تملكين حتى تفهم هذه المرأة أن البيوت ليست بهذه السهولة وأنها لا يجب أن تعتبر بأن هذا البيت امتداد لبيتها، حتى إن كان فيه ابنها فإنه يظل بيتك وهي ضيفة فيه.
إفهامها بالإيحاء أنها لا يجب أن تأتي في أي وقت
عليك ألا تعودي حماتك على أن تأتي في أي وقت، البدء برسم ملامح الاستغراب من إتيانها في أوقات غير مناسبة إلى القول بأنكما كنتما تستعدان للخروج أو بالقول بأن البت فوضوي لأنكِ تستعدين للتنظيف وهكذا، لذلك إن لم تستجيب هذه المرأة بهذه الحركات عليكِ بسؤالها بشكل مباشر ولكن بنبرة تبدو محايدة: “حماتي، ما الذي أتى بك في مثل هذا الوقت المتأخر؟ أو المبكر؟”، هكذا ستفهم أنها امرأة قليلة الذوق فإن تمادت وقالت لك: “يمكنني المجيء في أي وقت، هذا بيتي” لن تتركين هذا يمر مرور الكرام لأنك ستردين عليها قائلة: “طبعًا يا حماتي هذا مثل بيتك وأكثر وأنا يسعدني مجيئك لكنني مستغربة لتوقيت الزيارة” وعليك بإظهار كلمة الزيارة هذه والضغط على حروفها كتأكيد على عدم قبولك بتواجدها في كل وقت.
تطفيش الحماة المتسلطة
كيف يمكننا تطفيش الحماة المتسلطة إن كنتِ استنفذتِ معها كافة الوسائل؟ وليس ثمة وسائل إيحائية للتفاهم معها بل عليكِ أن تتصادمين معها بشكل مباشر؟
إرهاقها بأعمالك المنزلية
هل أتتك الحماة المتسلطة فجأة في وقت ما وأنت تطبخين، ارهقيها بالأعمال المنزلية، عامليها كخادمتك ولكن تحت مبرر الاستفادة من خبراتها وتوجيهك نحو الأفضل، تريدين أن تصبحي مثلها لذلك تودين مراقبتها وهي تقوم بعمل الأشياء، هكذا في كل مرة تأتيكِ فيها، تريد الحماة أن تجلس وتأمر زوجة ابنها وتصوب تعليماتها يمنة ويسارا، لا بأس.. لكن لن يتم هذا بسهولة.
البرود في التعامل
عليك أن تكونين باردة في التعامل مع حماتك المتسلطة، تحدثك في شيء وأنت تتظاهرين بعدم الانتباه لها، توجه تعليماتها نحو أمر معين وأنتِ تتجاهلينه تماما وتفعلين عكسه وتقولين أنك لم تسمعيها حينما قالت ذلك، تخبرك بالشيء فتقولين لها بعد فترة أنكِ نسيتِ هذا الأمر، تنصحك نصيحة فتقولين أنك تتبعين أمر الأطباء، وهكذا.
عدم استقبال الحماة المتسلطة بحفاوة
الحماة المتسلطة لا تستقبل بحفاوة، اتركيها كي تنامين، نفضي السجاد في وجهها، لا تقدمي لها شيئا لتشربه، اتركيها تعده هي بنفسها، أنتِ لست متفرغة لها طوال الوقت، لديك مكالمة أو لديكِ مشوار أو لديك نزهة وبالتالي في مراحل متقدمة من مواجهة الحماة عليكِ عدم استقبالها بحفاوة ومعاملتها بتجاهل تام.
خاتمة
الحماة المتسلطة ظاهرة لا تهدأ ولا يغمض لها جفن إلا إذا خربت بيت ابنها وأرهقت زوجته، لذلك عليكِ بعدم التهاون معها والدفاع بكل ما تملكين عن منزلك وبيتك وهدوء سرك مع زوجك.
أضف تعليق