مضيفة الطيران هي وظيفة قديمة من أوائل القرن الماضي على وجه التحديد، وتعني المضيفة بمساعدة الركاب في الطائرة أثناء الرحلات الجوية، ابتداءً من الإقلاع وحتى الهبوط، وكأي مكان يغلق لفترة زمنية فإن كل من فيه قد يحتاج إلي عدة أشياء ضرورية أو بعض المساعدات، بالإضافة إلي أن أحد الركاب قد يمرض مثلاً أو يتعرض لنوبة قلبية، وفي هذه الحالة فإن وظيفة مضيفة الطيران ترتبط نوعاً ما بمهنة التمريض. وقد كانت الانطلاقة الأولى والبداية لمهنة الضيافة الجوية على يد رجل يدعي هينريك كوبز وهو ألماني الجنسية، وبعد التطورات الكثيرة التي لحقت بالعالم، وتحسن الأحوال الاقتصادية في كثير من البلدان، ازداد معدل الرحلات الجوية ومن ثم ازداد الطلب والإلحاح على ضرورة وجود مضيفة للطيران.
وظيفة مضيفة الطيران هي وظيفة متنوعة تتطلب مهارات وخبرات متباينة، لذلك فلا تحدد بمواصفات جامدة لا يمكن الزيادة أو النقصان عنها، فمثلا تطلب شركات الطيران مضيفات جويات ذوات كفاءة في معرفة كيفية التعامل مع الأجسام الغريبة والحالات الطارئة، وتطلب أيضاً مضيفات ذوي قدرة على التعامل كأفراد أمن للطائرة، ويرجع السبب في ذلك إلي أن أغلب الطائرات لن تستطيع أن توفر موظفين متخصصين لكل شأن من شئون الطائرات، فبدلاً من أن تعين موظفاً لكل مجال تختار مضيفات يمتلكن مهارات أضافية كتلك التي تجعل الشركة قادرة على الاكتفاء بهن وحسب.
استكشف هذه المقالة
مهمة مضيفة الطيران
تقوم مضيفة الطيران بعدة مهام في الوقت نفسه، فهي من يهتم بتأمين جلوس الركاب وغلق الطائرة وربط الأحزمة في بداية الرحلة قبل الإقلاع، ثم تتأكد من وضع امتعه الركاب في أماكنها وربطها بشكل صحيح. كما تقوم بتقديم الوجبات للركاب داخل الطائرة،عندما يحين وقتها، وتقوم بملاحظة الركاب وسلوكهم، إن كان هناك شخص مريض أو شخص يرتكب مخالفة ما مثل تشغيل الموبايل.
وتقوم المضيفة أيضاً بالتنبيه على الركاب ماذا عليهم أن يفعلوا إذا حدث أمر طارئ، وما هي التنبيهات المهمة التي يجب عليهم معرفتها والالتزام بها،وعند انتهاء الرحلة تتأكد من عدم وجود أي أشياء منسية أو خاصة بالركاب، وتتيقظ إن كان هناك أي شئ ليس على ما يرام، كما تتأكد من إتمام خروج الركاب من الطائرة حتى النهاية.
ومن أبرز المهارات المهمة التي تطلبها العديد من الشركات في مضيفة الطيران أن تكون على دراية جيدة بأمور التمريض ومتطلباته، حتى يمكنها إسعاف أي حالة طارئة.
ومن الأمور التي يجب وضعها في الحسبان عند التفكير في التقديم لهذه المهنة، هي أن العمل في هذا المجال ليس له أوقات محددة أو مواعيد ثابتة، وهذه نقطة لابد من التفكير فيها بجدية، لأنها قد لا تتناسب مع البعض، فالرحلات ستتجه إلى دول ومقاصد مختلفة، بعضها قد يستغرق ساعات والبعض الآخر قد يتطلب عدة أيام حتى العودة إلي الوطن، يوجد ترانزيت في بعض الرحلات، لذلك فحياة العزوبية هي الأفضل لأي مضيفة طيران، إن لم يكن شرط تطلبه بعض الشركات وتصمم عليه.
دراسة مضيف طيران
يمكن دراسة الطيران الجوي بعدة سبل، أولها وأهمها، الالتحاق بأكاديمية الطيران الجوي والحصول على شهادة تأهيل مباشرة، إذ تمكن المضيفين من العمل بها في وقت قصير، حيث أن المضيفين الخريجين من مثل هذه الأكاديميات يكونون على دراية أكبر وقدرة على العمل بشكل أسرع واكفأ عن الكوادر الأقل تخصصاً، أو عن طريق الدراسة المنفصلة للضيافة الجوية، حيث أن هناك بعض الدول تقدم دبلومه لتأهيل مضيفي الطيران وتعدهم للعمل في وقت أقل، هذه هي الدراسات الرسمية الأكاديمية للضيافة الجوية ولكنها ليست الطريق الوحيد لدخول هذا المجال، إذ تقدم العديد من شركات الطيران فرص تأهيل المضيفين للعمل معهم بعد اجتياز المقابلة والاختبارات البدنية والصحية.. إلخ. حيث يتم بعد القبول إجراء التدريب الأولى الذي يتم فيه إعداد المتقدمين للعمل في الضيافة الجوية.
لذلك من يريد دراسة الضيافة الجوية يمكنه أتباع أحد الطرق الثلاثة، ويجب أن يسأل جيداً عن شركة الطيران التي سيقدم فيها ويستعلم عنها، ومن ثم يقدم في المكان المناسب، وقبل أي شئ يجب أن تكون مضيفة الطيران لا تقل عن 160 سنتيمتر، ولا تشكو من أي أمراض، حتى تكون قادرة على العمل بشكل جيد.
مؤهلات مضيفة الطيران
تختلف شركات الطيران في الشروط والمؤهلات التي تتطلبها من المتقدمين للعمل، فبعض الشركات تطلب شروطاً صارمة ومحددة والبعض الآخر قد يتساهل في بعض المؤهلات، فمثلاً كما هو شائع بين الجميع أن مضيفة الطيران يجب أن تتقن عدة لغات أقلها الانجليزية، ولكن علي عكس المتوقع توجد بعض الشركات التي تتغاضى قليلاً عن هذا المطلب، وهذه الشركات تكون من شركات الطيران العربية التي لا تتعامل إلا مع السياح العرب، ولكن المشكلة تكمن في المواد التدريبية التي تهيئ المضيفين المقبولين للعمل، حيث تتطلب كل هذه المواد لغة انجليزية قوية لأنها جميعاً بالانجليزية، وإذا استطاعت مضيفة الطيران المتقدمة للوظيفة تجاوز هذه العقبة، فقد يتم قبولها كأي متقدمة أخري، وتطلب بعض الشركات الأخري مؤهل رسمي من أكاديمية الضيافة الجوية.
لكن بشكل عام ما يجب أن يتوافر في جميع المضيفات عدة أشياء أولها السن الذي لا يجوز أن يقل عن 18 سنة، لا تحمل أي أمراض مزمنة يمكن أن تعوق من عملها. وأن تكون متناسقة الطول والوزن، والطول يجب ألا يقل عن 160 سم في الغالب، وان تكون حسنة المظهر وخالية من أي تشوهات أو عيوب، ولبقة في الحديث، ويستحسن أن تكون لديها القدرة على التصرف الحكيم وسرعة البديهة.
كيف تصبحي مضيفة طيران؟
كل ما عليك هو أن تتوفر بك الشروط السالف ذكرها، ومن ثم التقديم إلي شركة الطيران التي تريدين العمل بها، يمكن التقديم عبر الإنترنت للشركات المراد العمل معها، أو التقديم بشكل مباشر في مقر الشركة الأرضي. يجب أن تضعي في اعتبارك أنك تمتلكين الصفات الأساسية التي تطلبها الشركات في مضيفات الطيران مثل الطول واللباقة والخلو من الأمراض.. إلخ.
وأن تبحثي عن المواصفات والمؤهلات التي تطلبها الشركات قبل التقديم فيها، لأن هناك شركات تطلب مؤهلات محددة ولا تتنازل عنها، وهناك شركات أكثر مرونة يمكن أن تقبل بمؤهلات أقل، لذلك تأكدي من المكان الذي ستقدمين فيه وهل هو مناسب لقدراتك أم لا. ولا تنسي أن تؤهلي نفسك للوظيفة قبل المقابلة الشخصية والاختبارات وإن استطعت أن تتواصلي مع مضيفات قديمات في المهنة فبإمكانهن مساعدتك بالتأكيد.
مضيفة الطيران مهنة شاقة وليست بالسهولة التي يتوقعها الكثيرين، ولكن من يحبها وتتوافر فيه القدرة على القيام بها ستكون من أمتع الأشياء التي يقوم بها في حياته، لذلك إن لم تكن الوظيفة مناسبة لك فلا تقدمي فيها حتى لا تكون عبئاً ثقيلا عليك، وإن كنتي ترين أنك أهل لهذه المهنة فلا تتردد واتبعي شغفك أياً كان.