عادة مع كل مرة نتجه فيها نحو الانفصال أو قطع علاقة نقول هل من الصحيح إعادة العلاقات المنقطعة من جديد؟ في الكثير من الأوقات يصبح عودة العلاقات المنقطعة شر ولا يأتي بخير على الإطلاق وفي بعض الأوقات الأخرى يكون شيء جيد جدا ويعيد المياه إلى مجاريها فأيهما الجيد وأيهما السيئ وإن كان من الجيد إعادة العلاقات المنقطعة كيف يمكننا إعادتها إلى مسارها الأول من جديد؟ قبل الإجابة على هذا السؤال سنجيب على السؤال الذي طرح أولا.
هل من الجيد إعادة العلاقات المنقطعة مجددا؟
للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نسأل سؤالا منبثقا عنه، ما هو نوع العلاقة؟ حيث في كل نوع علاقة يكون احتمالية أن يكون إعادة العلاقات أفضل وفي نوع آخر يمكن أن يكون أسوأ بكثير:
علاقة صداقة
إعادة علاقات الصداقة المنقطعة عموما هي الأفضل في الغالب، إن كنت متأكدا أن هذا الشخص لا زال يكن لك الاحترام والتقدير وأن ثمة مشكلة حدثت بينكما جعلتكما تتخاصمان فمبادرة أحدكما سواء كنت أنت أو هو لإعادة علاقة الصداقة من جديد هذا أمر ما لم يكن هناك تعمد للإيذاء أو حالة حقد أو إصرار على إلحاق الضرر أو كراهية أو شيء من هذا القبيل، فإنه من الأفضل إعادة هذا النوع من العلاقة وكل المشاكل عموما يمكن حلها في هذه الحالة.
علاقة عاطفية
إعادة العلاقات المنقطعة إذا كانت عاطفية فهو أمر غير محبذ في معظم الحالات، ونقول في المعظم وليس في جميعها، لسبب معين، أن الانفصال عادة يتم لأسباب عدة وعندما يقرر أي شخص الانفصال عن شريك علاقته فإنه يكون قد استنفذ جميع الأسباب التي تجعله يظل برفقته وامتلك جميع الأسباب على الجانب الآخر أو معظمها على الأقل التي تجعله ينفصل عنه.
لكن هناك حالات تنتهي بسبب مشكلة صغيرة أو بسبب كبرياء تم جرحه أو خطأ حدث كان يجب الاعتذار عنه ولم يحدث وأشياء من هذا القبيل، هذه بالضبط حالات بسيطة ولا يجب أن يترك طرفي العلاقة أنفسهما لكي تصير انفصالا وخصاما ولكن في النهاية هي تحدث. وبعد الإجابة عن هذا السؤال المعقد هل يمكننا الآن الإجابة عن السؤال الذي يعتبر جوهر المقال.
كيف يمكننا إعادة العلاقات المنقطعة مرة أخرى؟
إعادة العلاقات المنقطعة يجب أن يتم على أساس ولا يتم بشكل عشوائي أو فوضوي بمعنى يجب أن يتم بمزيد من الالتزام والاحترام والطرف الآخر والرغبة في إعادة العلاقات مرة أخرى، ولذلك إليك أسس إعادة العلاقات مع الطرف الآخر مرة أخرى.
للحل والوصل لا للعتاب أو اللوم
يجب عليك عند إعادة العلاقات المنقطعة أن تحدد هدفك الأهم وهو أنك تريد أن تضع حلا للمشكلة وتريد أن تقوم بوصال هذا الشخص وإعادة العلاقات مرة أخرى، لا تريد أن تفتح الجراح الملتئمة أو تعيد الحديث فيما انتهى، يجب عليك أن تتوجه مباشرة لمعالجة ما لم يتداوى بالزمن وإيجاد علاج له بالطريقة التي يرتضيها الطرف الآخر، المهم أن يصل إليه أنك تريد أن تصل إلى حل ولا تهدف إلى العتاب أو اللوم أو التأنيب مرة أخرى.
الاعتذار عما بدر منك من أخطاء
ألف باء إعادة العلاقات المنقطعة هو أن تعترف بخطئك إن كنت أخطأت تقوم بالاعتراف بخطئك والاعتذار عنه، ذلك هو الجوهر الأهم للعلاقات التي تعود من جديد، لا يمكنك أن تعيد علاقة لنقطة الصفر، الخصام يحدث لأنك لا ترى نفسك مخطئا وهو أيضًا يرى نفسه على حق وكلاكما يرفض التواصل أو النقاش أو تفهم رؤية الآخر بالتالي يحدث الشقاق والخلاف، لذلك إن كنت تريد أن تظل على موقفك ولا تريد أن تفتح ذهنك فبالتالي قصّر على نفسك المسافة ولا تتقدم لإعادة العلاقات المنقطعة من الأساس، المفروض أنك تصل ما انقطع لأنك راجعت نفسك واعترفت بخطئك.
تفهم رؤيته وقبول أعذاره
عند الابتعاد لفترة بعد حدوث الخلاف والخصام ثم الرغبة بعد ذلك في إعادة العلاقات المنقطعة فهذا يعني أنك أصبحت أكثر صفاءً وهدوءًا رغم ذلك وتستطيع الآن المضي في إعادة العلاقة إلى مسارها من جديد بالتالي أنت مستعد للتفاهم والنقاش ومستعد أن تستمع لحجة الطرف الآخر وتحترمها وتهتم بها ويكون لديك حسن النية المسبقة لكي تقتنع بها، أليس كذلك، إن لم يكن لديك هذه النية الحسنة المسبقة بالتالي تصبح رغبتك في إعادة العلاقة مرة أخرى مجرد تحصيل حاصل لأن الخلاف حدث من البداية بسبب سوء النية وافتراض كل شخص في الآخر سوء الظن والصدمة فيه بالتالي من الطبيعي أن تفشل مساعيك في إعادة العلاقة مرة أخرى طالما لا زلت تتحلى بسوء الظن.
الحرص على الاحترام والتقدير
قبل أي شيء وحتى إن كنتما ستستمران في الخلاف طوال الوقت هو الحرص على الاحترام والتقدير، احترما بعضكما حتى إن لم تعودا علاقتكما مثل البداية، توقفا عن الشكوى للأصدقاء المشتركين من بعضكما وتوقفا عن الحديث عن علاقتكما بسوء وإظهار كل شخص الآخر أنه هو المسئول عن هذا الخلاف، من الأفضل إن كان لديك شيء لتقوله فعليك أن تقوله له هو حتى إن كان غير إيجابي فهو أفضل بكثير من أن تذهب لكل شخص تعرفه أو يعرفه وتشتكي له منه، على الأقل ستكتسب شجاعة المواجهة. لذلك الحرص على الاحترام والتقدير من أهم أسلحتك لإعادة العلاقات المنقطعة مرة أخرى.
التحلي بالصبر والتجلد
لا تتوقع بمجرد ما أن تبدي رغبة في التواصل مع الشخص المنقطعة علاقتكما أن يأخذك في حضنه ويتفهمك، من الطبيعي أن تظل لديه رواسب سابقة بسبب الخلاف الذي حدث بينكما، لذلك عليك أن تتحلى بالصبر والجلد فربما يرفض في البداية فكرة التواصل معك من أساسها، وربما يظل يحادثك بطريقة سيئة فعليك أن تتحملها وتصبر على طريقته هذه وعليك ألا تتذمر منها بل عليك أن تدخل في الموضوع مباشرة وتبدأ في الاعتراف بالخطأ ومن الأفضل أن تقوم بتفصيله وما هو جوهر الخطأ بالتحديد وما هو التصرف الذي كان عليك فعله بدلا من ذلك وتعتذر عنه، في هذه اللحظة فعلا سيقوم هذا الشخص بالاهتمام بما تقول ويبدأ في مناقشتك والحديث معك.
من الأفضل دائما إعادة العلاقات المنقطعة ما لم تخلف جرحا عصي على الالتئام أو هناك تعمد الإيذاء وإلحاق الضرر أو أن الآثار النفسية المترتبة على هذا الخلاف لا تزال تتقد في صدر الطرف الآخر بالتالي الابتعاد هو الحل الأسلم، ما دون ذلك فإن الاحترام والتقدير والاعتراف بالخطأ هو الوسيلة المثلى للتسلح بإعادة العلاقات المنقطعة.
أضف تعليق