لطالما كان تعليم الطفل الجلوس مطلبًا ملحًا تتساءل عنه معظم الأمهات ويحاولن جاهدات تلَقُّف أية معلومة أو طريقة مناسبة قد تفيدهم في تعليم أطفالهن الجلوس وحدهم دون مساعدة أو اعتماد على أحد وذلك بعد قضاء فترة طويلة يحتاج فيها الطفل للنوم دومًا أو أن يحمله أحد حتى يهدأ ويستكين.
وفيما يلي نوضح سبل تعليم الطفل الجلوس ومساعدته على ذلك بالشكل الأمثل، وكذلك استعراض لمراحل تطور الجلوس عند الطفل منذ ولادته وخطوات تعلم ذلك مع التعرف على العمر المناسب لذلك بالتحديد، وفي السياق ذاته لابد للتطرق حول أوضاع جلوس الطفل إما بمفرده دون الاعتماد على احد أو الجلوس على النونية أو حتى الجلوس على المشاية، ولكن يجب الانتباه إلى أنه مهما كانت الخطوات بسيطة وسهلة في نظر الأم إلا أنها على الطفل تكون صعبة خاصة في الشهور والمراحل الأولى من عمره، ولذا يجب التحلي بالصبر وعدم التسرع في إكساب الطفل مهارات ما بشكل تعسفي أو جبري.
استكشف هذه المقالة
تعليم الطفل الجلوس بمفرده
إن تعليم الطفل الجلوس بمفرده يتطلب صبرًا وجهدًا ملحوظًا من الأم التي لا يجب عليها التسرع أو دفع الطفل للجلوس بأي شكل من الأشكال في حين لا تزال عضلات جسمه ضعيفة لا تقوى على أن تصلب ظهره ليبقى في وضع الجلوس بشكل صحيح، الأمر الذي قد يترتب عليها مشكلات صحية جسيمة، ولكن عملية تعليم الطفل الجلوس تتطلب تأني وحكمة حتى يمر بالمراحل التالية:
مرحلة ما قبل الجلوس
وهذه المرحلة تكون منذ الميلاد وحتى بدايات شهره الرابع، وعلى الأم ألا تستعجل هذه العملية وأن تعلم تكوين جسم الطفل الذي يتطلب قوة معينة تساعده على الجلوس، وتكتفي الأم بمتابعة حركاته وتوقع ما إذا كان بإمكانه القيام بتلك المهمة من عدمه، والعمل على تقديم المساعدة ويد العون لصغيرها إذا استشعرت حاجته لذلك في أيٍ من حركاته، وفي كل الأحوال قد تنتهي هذه المرحلة عند الشر الرابع أو قد تطول حتى الشهر التاسع ولا ضرر أو قلق في ذلك، وكل الأمر يتعلق بقوة العضلات التي يستعملها الطفل في الجلوس مثل عضلات الرقبة وقدرتها على أن تحمل الرأس فوق العنق، وكذلك عضلات الجذع ومدى قوتها الكافية لتجعله يتوازن وتعطيه القدرة الكافية ليجلس منفردًا دون استنادٍ لشيءٍ أو لأحد.
مرحلة الإعداد للجلوس
في هذه المرحلة سيبدأ الطفل بإبراز محاولاته ورغبته الملحة في النوم على بطنه وهي ظاهرة صحية وعلى الأم ألا تقلق، لأن هذه الطريقة هي الكفيلة بتقوية عضلات رقبته وكذلك عضلات بطنه وظهره وتجعله قادرًا على مواجهة صعوبات الحركة التي كان يقابلها حين الرغبة في الاتكاء والجلوس، وبعد أسابيع قليلة للغاية تبدأ عضلات العنق في حمل الرأس ورفعها ليقوم ويجلس بالتدريج تزامنًا مع استقواء عضلات ظهره من الأعلى ومن الأسفل، وعلى الأم أن تهتم لتلك المرحلة وتتابعه طوال فترة استيقاظه ويمكن أن توفر له الألعاب التي تجذب انتباهه للحركة أثناء رقوده على بطنه، وعلى الأم كذلك الانتباه جيدًا حينما ينام على بطنه حتى تضمن أنه قادر على التنفس.
مرحلة كرسي الأطفال
في هذه المرحلة ربما يكون الطفل قادرًا على الجلوس ولكن بمساعدة رفيق له، ولعل كرسي الأطفال هو الرفيق الجيد هنا لأنه يتيح له الجلوس ويمنعه من السقوط، فالطفل في هذه المرحلة يكون قد اكتسب بعض القوة التي قد تساعده على أن يستطيع الجلوس لثوانٍ معدودة ثم يسقط ثانيةً، ولكن على كل حال إذا كان قد وصل لتلك المرحلة في الشهر الرابع فلا شك سيكون قادرًا على الصمود والبقاء في وضع الجلوس منفردًا في أوائل الشهر السادس.
مرحلة تطور التوازن
هذه هي المرحلة قبل الأخيرة من مراحل تعليم الطفل الجلوس، وفيها بعد أن يكتسب قوة مناسبة لأن يرفع عنقه ورقبته يكون لا زال في حاجة لقدر من التوازن والسيطرة على جسمه حتى لا يسقط سريعًا، ففي مرحلة تطور التوازن يبدأ المخ في النمو أكثر وتبدأ الأعصاب في التماسك اكثر والاندماج مع حركة العضلات ليساهمان معًا في أن يحصل الطفل على توازنه في مختلف حركاته وسكناته، ومن الأوضاع المناسبة في هذه المرحلة أن تجلس الأم أرضًا وتجعل طفلها يجلس هو الآخر بين ساقيها حتى ينال توازنه المطلوب.
مرحلة جلوس الطفل منفردًا
تعد هذه هي المرحلة الأخيرة من مراحل تعليم الطفل الجلوس والتي فيها يستطيع الطفل أن يقوم بمساعدة يديه ويجلس منفردًا دون الاعتماد على أحد، وهنا قد يبدأ بمساعدة يد واحدة وبعدها تشارك اليد الأخرى في رفعه أيضًا عن الأرض والاستقامة في وضع الجلوس والإحساس بالأمان دون سقوط في ظل ثبات عضلات الجذع والظهر والعنق، ولكن لا مفر من الحرص ويجب على الأم أن تضع حوله شيئًا لينًا يحميه من الصدمات إذا ما سقط على الأرض، وكذا لا تطمئن الأم بالقدر الكافي الذي يجعله تتركه ليجلس على مستوى عالي حتى لا يتحرك ليلتقط أو يتعلق أو يمسك شيئًا ما فيسقط.
المراحل العمرية لتعليم الطفل الجلوس
تحاول كل الأمهات تعليم طفلها الجلوس، إلا أنه لا شك بأن تعلم الطفل الجلوس لن يتم إلا إذا اكتسب قوى ما جعلت عنقه قادرًا على رفع رقبته والسيطرة عليه حتى يجلس بكل أريحية دون أن تسقط به رأسه للخلف أو للأمام أو لأي اتجاه آخر، وعلى كل حال يمكن تقسيم حركات الطفل حتى جلوسه خلال أشهر عمره الأولى كما يلي:
من الشهر الثالث إلى الشهر الرابع
تبدأ عضلات الرقبة في الحصول على قوة كافية تؤهل رأس الطفل للحركة والتقلب يمنةً ويسرةً ورفع الرأس عاليًا وخفضه أو كما شاء له تحريك عنقه، وبعدها مباشرةً يبدأ في اكتساب عضلات بذراعيه كذلك نتيجة لنومه على بطنه واستخدامه لذراعيه في رفع جسمه وخفضه عن الأرض باستعمال ذراعيه.
من الشهر الخامس إلى الشهر السادس
يمكن للطفل أن يجلس لأول مرة في هذه الفترة ولكن مع وجود مساعدة حقيقية تدعمه أو تسنده من أن يسقط، حيث يقوم الطفل من وضع النوم على بطنه ويبدأ في صلب ظهره حتى يستوي ويجلس لثواني عديدة دون مساعدة أحد ثم لا يكاد أن يسقط ثانية، وفي كل الأحوال لابد من أن يكون الدعم جاهز وموجود بجواره حتى لا يفقد الثقة أو يمتنع عن المحاولة، وفي تلك الفترة سيكتسب الطفل توازنًا وقدرة للسيطرة على ظهره ويبدأ في الانحناء للأمام مستندًا على يديه.
من الشهر السابع إلى الشهر الثامن
في هذه الفترة من عمر الطفل يستطيع الجلوس وحده بلا أدنى مساعدة، كما يمكنه التحرك في مختلف الاتجاهات ليكتشف الأشياء من حوله ويحاول جاهدًا لمس أو مسك كل وأي شيء تراه عيناه.
تطورات جلوس الطفل
بعد أن يستشعر الطفل بالأمان ويكتسب القدرات الكافية التي تجعله واثقًا من نفسه ويجلس مستويًا دون مساعدة من أحد، فإنه قد يبدأ مرحلة جديدة وهي مرحلة تعلم الاندفاع إلى الأمام من وضع الجلوس ثم الاستناد على يديه وركبتيه لتبدأ مرحلة الحبو أو الزحف إذا ما كانت عضلات ذراعيه ضعيفتين، وتكون تلك المهارة جديدة وقد يستمر عليها إلى نهاية عامه الأول أو بعده بقليل؛ وبعد اكتسابه لتلك المهارة ستلاحظ الأم أن طفلها أصبح شديد الحركة والنشاط والحيوية في رغبة ملحة منه لاكتشاف المكان والبيئة من حوله التي كان يراها في الماضي ولا يستطيع الوصول إليها، ولذا لابد من تأمين أرجاء المنزل وضمان خلوه من أية أغراض قد تكون ضارة بصحته إذ ابتلعها أو لامسها خلال جولاته الاستكشافية، ويمكن للأم تشجيع ابنها على الحركة والحبو والزحف عبر وضع الألعاب والأغراض الملونة الجاذبة لناظريه ليتحرك صوبها بحماس.
تعليم الطفل الجلوس على النونية
قبل الحديث عن تعليم الطفل الجلوس على النونية يجب توضيح بعض المعلومات العامة المفيدة جدًا للأم في هذا الأمر والتي معظمها يتمحور حول تطور تحكم الطفل في عملية الإخراج، وهو ما نذكره فيما يلي:
فالأطفال في الغالب قد يتعلمون السيطرة على البراز قبل البول، وفي العام الثاني من عمرهم يكون معظم الأطفال جافين طوال النهار بينما يفقدون السيطرة على عملية الإخراج ليلًا، وتأخذ الأوضاع في التطور حتى يستطيع معظم الأطفال السيطرة على عملية الإخراج وإخبار والدتهم برغبتهم في ذلك بينما القلة القليلة قد لا تكون قادرة إما بسبب ضعف عضلات المثانة أو انشغالهم بشيء ما أو تعرضهم للضيق أو لأية مشاعر حماسية تجذب انتباههم وتنسيهم حاجتهم للتبول أو التبرز، وعند العام الرابع تكون الأم مطمئنة بشكل شبه تام على قدرة طفلها للبقاء جافين طوال اليوم وتظل قلة قليلة أيضًا حتى العام الخامس وهؤلاء لابد للأم أن تصبر معهم وألا تسيء إليهم أو تعرضهم لعنف لفظي يفقدهم الثقة في أنفسهم.
مرحلة التخلص من الحفاض
هذه المرحلة هي التي تتمناها كل أم لتريحها من عناء تغيير مفارش أَسِرَّة الأطفال وتغيير الحفاضات وما إلى ذلك من أمور، ويظل الطفل في تلك المرحلة لفترة من الوقت قبل أن يتعلم الجلوس على النونية التي في الغالب تبدأ في عمر 18 إلى 24 شهرًا أي من عام ونصف إلى عامين، وخلال هذه المرحلة يبدأ الطفل في كسب معلومات بسيطة حول ما إذا كان حفاضه مبتل أو قذر وكذا معرفة ما إذا كان يتبول أو لا، وفي هذه المرحلة كذلك يبدأ الطفل في مناداة والدته وإخبارها أو التعبير بأي طريقة كانت على أنه يقوم بعملية الإخراج، وفي كل الأحوال لا يجب على الأم أن تسرع في عملية تعليم وجبر الطفل للجلوس على النونية حتى لا يتضرر من تلقاء ذلك.
كيفية البدء بتدريب الجلوس على النونيّة
تبدأ الأم بالتفكير في تعليم الطفل الجلوس على النونية عندما تراه قادرًا على الحركة والحبو والتحرك بخفة ورشاقة ويكون قادرًا على الجلوس والتقلب والاستناد على قدميه وتحريك فخذيه بشكل سلس وهو ما يشير إلى قدرته على التحكم في عضلات المؤخرة والمثانة وهذه المرحلة تكون في الفترة ما بين عام ونصف إلى عامين أو ثلاث، كما يمكن للأم التفكير في تعليم الطفل الجلوس على النونية عندما يستطيع إخبارها بحاجته لذلك، أو إذا كان قادرًا على الجلوس والنهوض والنزول من على النونية وحده دون مساعدة، وفي الغالب يكون الأطفال الإناث قادرات على التواصل مع الأم وإخبارها بحاجتهن لذلك أكثر من الذكور.
عند رغبة الأم تعليم الطفل الجلوس على النونية ألا تحاول هي إجلاسه عليها وإسناده ومساعدته وما إلى ذلك، ولكن يجب عليها توجيهه لمكان التبول أو التبرز ثم مراقبة تصرفاته والتعرف على الخلل أو القصور في حركاته والعمل على مساعدته ودعمه في نقاط الضعف عنده سواء في الجلوس أو الثبات أو التوازن أو النهوض وذلك يظهر خلال مراحل وجهه أو حركاته أو نداءاته المباشرة لأمه.
هناك معلومة مغلوطة لدى الأمهات أن الطفل الذي يتدرب للجلوس على النونية مبكرًا هو من يستطيع الجلوس بمفرده على النونية مبكرًا، ولكن الواقع يقول غير ذلك حيث أن الطفل الذي تدرب على الجلوس قبل سن 18 شهرًا يكون قادرًا على التعود على النونية قبل 4 سنوات، بينما الطفل الذي تدرب بداية من عمر سنتين يكون الأكثر قدرة على التعلم والاستمرار في ذلك مبكرًا.
عند تعليم الطفل الجلوس على النونية يفضل أن تتركه الأم بدون حفاض، والصبر على أي مشكلة قد تحدث ولكن هذا هو الحل الأفضل لتدريب الطفل، وذلك مع مطالبته بإخبار أمه عند الرغبة في دخول الحمام، وفي هذا التوقيت يجب تدريب الطفل على خلع البنطلون والملابس الداخلية وحده بدون مساعدة أحد.
يفضل تدريب الطفل على ذلك في مرحلة الصيف حيث تكون ملابس الطفل قليلة بقدر الإمكان، وعلى الأم أن تتابع طفلها كل ساعتين على الأقل وسؤاله عن مدى رغبته في الذهاب إلى المرحاض.
أثناء تعليم الطفل الجلوس على النونية يجب على الأم التخلي بالتدريج عن استعمال الحفاض، ولكن يمكن الرجوع لاستخدامه إذا لم يفلح ذلك.
يجب عدم معاقبة الطفل أو تعنيفه لمجرد فشله في استعمال النونية في المرات الأولى، ويجب منحه الوقت الكافي ليجلس أطول وقت ممكن عليها عبر إلهاءه بصور وألعاب جذابة.
ينصح بتشجيع الطفل لمنحه المزيد من الثقة والحماس، وقد يكون التشجيع على هيئة منحه حلوى ما أو لعبة أو المزاح معه أو أيًا كانت الطريقة التي تراها الأم مناسبة.
يمكن مساعدة الطفل في تخطي فترة البدايات الصعبة والجلوس والنهوض من وإلى النونية بسهولة ويسر وذلك عبر وضع كرسي أو منضدة أو مسند قصير إلى جوار النونية ليستند عليه في عمليتي الصعود أو النزول، كما يمكن الاستعانة بمنضدة توضع إلى جواره ويوضع عليها بعض الأغراض المحببة إليه.
يجب على الأم التفرق التام لطفلها وعدم الانشغال عنه في هذه الفترة من حياته؛ فتربيته أهم من أي شيء آخر وكذلك لن تستطيع أية مربية أخرى أو أي شخص آخر غير الأم مهما كانت درجة قرابته وصلته بالطفل أن يقوم بهذا الدور لأنها من تعلم جيدًا جدول يومها وطبيعة حركة طفلها وذهابه إلى الحضانة ورجوعه منها ومتى يعتاد الذهاب إلى المرحاض من عدمه، ولذلك فإن المهمة فعلًا صعبة ومنهكة لغير الأم.
يمكن للأم العاملة أن تستغل عطلة نهاية الأسبوع لتدرب فيها الطفل على استعمال النونية دون ارتداء حفاض، ولكن يجب الحرص على مراقبته بشكل شبه دائم ولا شك أنه كلما نزعت الأم الحفاضات وعودته على قضاء حاجته في النونية كلما كان تعليم الطفل الجلوس أسرع.
كلما أنجز الطفل في هذه المهمة يجب على الأم أن تحفزه وتخبره أنه أصبح أكبر من ذي قبل حتى يعتد بنفسه أكثر وأكثر؛ فالطفل يسعد بمشاركته فرحته وإنجازاته ولكن لا يجب أن يصل الأمر لمبالغة يشعر الطفل معها بالخجل والتوتر.
ينصح بأن تترك الأم النونية بجوار الطفل أو في مناطق لهوه حتى يراها دومًا ويعرف سبب وجودها، ويمكن أيضًا إذا كان للأم طفل آخر أكبر في سن يسمح له باستخدام النونية فيفضل أن يستخدمها إلى جوار أخيه الصغير أيضًا.
إذا لاحظت الأم لجوء ابنها للتبول أو التبرز في موعد محدد من اليوم، فعليها أن تنتبه لهذا وفي التوقيت المحدد كل يوم تطلب منه الذهاب لاستعمال النونية.
متى يستطيع الطفل الجلوس في المشاية؟
تعتبر المشاية أحد أبرز الأغراض التي تم استحداثها منذ سنوات عديدة ولكنها الآن أصبحت منتشرة بشكل كبير وتساعد الطفل على الجلوس أو المشي في الوقت ذاته دونما التعرض لخطر السقوط والاصطدام بالأرض، وتلجأ معظم الأمهات حاليًا للمشاية ولكن الكثير يتساءل عن التوقيت المناسب لاستعمالها وعم مميزات المشاية وعيوبها وضوابط استعمالها، وهو ما نوضحه فيما يلي:
بدايةً لابد للأم أن تعلم بأن طفلها يمكنه الجلوس على المشاية ابتداءً من الشهر السادس، ولكن لا شك أن القدرة على الجلوس ليست هي وفقط الفيصل في هذا الأمر، بل إن هنالك أمور عدة تحدد متى يجب أن يُسْمَح للطفل بالجلوس عليها لأنها كما أن لها مميزات فكذلك لها عيوب قد تتسبب في تقوس الساقين إذا ما تم استعمال المشاية في غير أوانها وهو ما سيأتي ذكره في فقرات لاحقة.
مميزات استعمال المشاية
- المشاية تساعد الطفل على تحقيق وتنفيذ رغباته ومتطلباته الشديدة في الحركة والتنقل بمختلف أرجاء المنزل واستكشاف المكان من حوله.
- المشاية تساعد الأم في إلهاء الطفل عنها وشغله بالحركة واللعب بينما تكون هي مشغولة بمختلف أعمال المنزل المختلفة دون أن يبكي لفراقها أو على الأفل تلهيه كثيرًا قبل أن يشتاق لها ويبكي ويعطل عملها.
- تعد المشاية من الأدوات الغاية في الأهمية لتعليم الأطفال وتدريبهم على المشي والحركة ببساطة وسهولة دون ضغط على عضلات أقدامهم النحيلة أو السقوط أرضًا.
عيوب استعمال المشاية
- من عيوب المشاية أنها قد تسبب للطفل تقوسًا في قدميه وذلك لأنه يطمئن لعدم سقوطه فيقف كثيرًا وهو غير مستعد لذلك وعضلاته لا تقوى على حمله الأمر الذي يسبب له تقوس العظام وعندما يكبر تبدو قدماه غير مستويتين ولا متناسقتين.
- المشاية وبلا شك تتيح للطفل التنقل من مكان إلى آخر داخل المنزل؛ الأمر الذي وإن أفاد في بعض الأشياء إلا أنه قد يضر إذا ما تعرض الطفل للاصطدام بشيء ما أو التقاط أو دفع أو جذب أي شيءٍ قد يؤذي به نفسه خاصةً وإن ذهب صوب مقابس الكهرباء على سبيل المثال أو تجاه أدوات المطبخ؛ ولذلك لابد من عمل مراقبة دورية له على مدار الساعة.
- هذه المشاية قد تفيد أحيانًا في تعليم الطفل المشي، وفي أحيان أخرى قد تبطئ من تعلمه للسير وحده بدون الاعتماد عليها خاصة إذا استعملها منذ صغره واستمرت معه لفترة طويلة فإنه يكون من الصعب عليه الاستغناء عنها.
ضوابط استعمال المشاية
- ينصح بان تكون بداية استخدام الطفل للمشاية ابتداءً من الشهر الثامن أو التاسع لضمان قوة عضلات ساقه وقدرته على حمله مع المشاية حتى لا تتعرض للتقوس وهي لا تزال في مراحل تكونها.
- لا يجب ترك الطفل بمفرده في المنزل مع المشاية حتى لا يذهب بها لمناطق خطرة في المنزل أو يستعملها للتعلق بأشياء وأغراض تضره.
- عند شراء المشاية يجب التأكد من عدم كونها تحوي أية أكسسوارات زائدة أو أجزاء مدببة قد تنكسر أو تسبب له أضرار أو جروح.
- ينصح بالتزام مدة محددة كل يوم يستعمل فيها الطفل مشايته، وفي الغالب حدد خبراء التربية والأطباء أن تتراوح تلك الفترة ما بين ساعة إلى ساعتين يتم توزيعها خلال ساعات اليوم.
- إذا لم يكن الطفل قد أتقن الوقوف منفردًا فعلى الأم أن تضعه في المشاية بالقدر الذي تلامس أصابعه فقط الأرض، ومع مرور الوقت وتعلم الوقوف منفردًا يمكن ضبط المشاية بحيث تلامس أقدامه الأرض كاملة.
- ينصح بأن يبقى الطفل تحت المتابعة طوال الوقت وهذا الأمر يتطلب إيجاد وتجهيز مساحة محددة خاصة به تكون خالية من أية أدوات حادة أو خطرة أو أسلاك أو أجهزة كهربائية أو حتى سلالم ومصاعد.
أضف تعليق