أصبحت اختبارات كشف الحمل في العقود الأخيرة أكثر تطورًا عما كانت عليه في عصر جداتنا؛ فبعينة بول بسيطة على جهاز لا يتعدى ثمنه جنيهات معدودة أصبح بإمكانكِ اكتشاف حملكِ بمنتهى السهولة، والتأكد منه بفحص معملي لعينة من دمكِ وبولكِ. ولكن، ماذا إن وضعتكِ الظروف في مكان جدتك فوجدتِ نفسك في حاجة لوسيلة لاكتشاف حملك تتوفر مكوناتها بقلب منزلك بعيدًا عن كل مظاهر الحداثة العلمية والطبية الآنية، ماذا ستفعلين؟ ببساطة اطلعي على هذا المقال وتعرّفي على أقدم اختبارات كشف الحمل وأغربها على الإطلاق فربما احتجتها يومًا ما.
استكشف هذه المقالة
اختبارات كشف الحمل عند الفراعنة
وهو اختبار تقليدي من اختبارات كشف الحمل التي ظهرت في القرن 13 قبل الميلاد وثبتت صحته بنسبة وصلت إلى 70% خلال حقبة الستينات. وكانت اختبارات كشف الحمل عند الفراعنة في أصولها تعتمد على التجارب المُجراة على الحبوب من خلال أخذ عينة من بول المرأة المشكوك في كونها حامل، ووضعها على حبوب الشعير والقمح، فإن أنبت أحدهما فهي حامل أم إن لم ينبت كلاهما فهي ليست بحامل. كما كانت نساء الفراعنة أيضًا يكشفن عن نوع الجنين كما يتم الكشف عنه في عصرنا هذا بالأجهزة الحديثة، ولكن في عصرهن باستخدام اختبار الحبوب أيضًا، فكان إنبات حبوب القمح دليلًا على الحمل بصبي، بينما يدل إنبات حبوب الشعير على الحمل بأنثى.
اختبارات كشف الحمل خلال القرون الوسطى
حيث ذكر كتاب طب النساء خلال القرن الخامس عشر والمعروف بإنجيل النساء واحدًا من أهم اختبارات كشف الحمل خلال هذه الفترة ألا وهو اختبار القفل، وهو عبارة عن وضع قفل في حوض به بول المرأة التي تظن نفسها حاملًا لمدة 4 ساعات ثم إزالة القفل والتخلص من البول، فإن لوحظ أثر للقفل في الحوض فالمرأة التي قامت بالاختبار حامل بالفعل أم إن لم يترك أثرًا فهي ليست حامل. وخلال القرن السادس عشر كان فئة من الأوروبيين يُسمون أنفسهم بأنبياء البول، يدعون معرفتهم بحمل المرأة من خلال خلط عينة من بولها ببعضٍ من المشروب الكحولي، فإن لوحظ أي تغيير في تركيب وخصائص الكحول الموجود بالمشروب نتيجة لتأثير بروتينات البول جاء ذلك دلالة على حمل المرأة.
ومن ضمن اختبارات كشف الحمل أيضًا خلال القرن السادس عشر طريقة مُلاحظة عيني المرأة، فإن لوحظ صغر حدقة العين وانحناء الجفون وانتفاخ زوايا العين كان ذلك دليلًا على حمل المرأة وفقًا لادعاءات طبيب العيون الفرنسي “جاك غييمو” الذي ادعى ظهور هذه الأعراض على المرأة الحامل خلال بدايات شهرها الثاني، ومع الوقت أثبتت الأبحاث العلمية كذب هذه الادعاءات باستثناء تغيرات البصر التي تحدث خلال فترة الحمل بالفعل.
اختبارات كشف الحمل في القرن العشرين
ومع التطور العلمي والطبي الذي شهده القرن العشرين عن القرون والحِقب السابقة، ظهرت وسائل طبية وعلمية أكثر حداثة لإجراء اختبارات كشف الحمل للمرأة الإنسية من خلال استغلال إناث الحيوانات، ففي العشرينات أجرى علماء الطب الألمان اختبارات كشف الحمل على إناث الأرانب والفئران غير مُكتملة النضوج، من خلال حقنها بعينة من بول المرأة التي تظن أنها حامل لمدة 5 أيام مُتتالية، فإن لوحظ نشاط وتكوًّن كتل على مبايض إناث الفئران أو الأرانب تلك فهذا دليل على وجود هرمون الحمل في بول المرأة.
وفي أربعينات القرن العشرين أُجرى أول اختبار من اختبارات كشف الحمل على إناث الضفادع من النوع المعروف باسم بالبوفو، والذي أصبح هو المُسمى المُختصر لهذه النوعية من اختبارات كشف الحمل، وحسب اختبار البوفو فيتم حقن إناث الضفادع البالغة بعينة من بول المرأة التي تريد التأكد من حملها، فإن أنتجت مبايض الضفادع بويضات خلال 24 ساعة من هذا الحقن فهو دليل على حمل المرأة. وكانت اختبارات كشف الحمل عبر الحيوانات هي بداية الطريق لاكتشاف فحوصات كشف الحمل عبر عينة البول والدم معمليًا ثم أدوات كشف الحمل المنزلية في أواخر السبعينات.
اختبارات كشف الحمل الشعبية
فقد ابتدعت السيدات في الأوساط الشعبية وتحديدًا القابلات وسائل مُتعددة للكشف عن حمل المرأة من عدمه باستخدام عناصر طبيعية، وكان معظمها غالبًا ما يثبت صحته بسبب تفاعلات كيميائية تحدث بين هرمون الحمل الذي يظهر بكثافة في بول المرأة الحامل خلال عشر إلى اثني عشر يومًا من تأخر موعد دورتها الشهرية وبين تلك العناصر المُستخدمة في اختبارات كشف الحمل الشعبية.
ومن ضمن وسائل اختبارات كشف الحمل الشعبية والذي يأتي بنتائج فعالة إن تم إجرائه بعد عدة أيام من تأخر الطمث عن موعده، ويتم هذا الاختبار بوضع إناء زجاجي شفاف مُمتلئ ببول المرأة التي تشك بأنها حامل مُعرّضًا لأشعة الشمس بصورة مُباشرة لمدة لا تقل عن 8 ساعات، فإن لوحظ تكون تكتُّل هُلامي يُشبه قطعة القطن في منتصف الإناء مغمورًا في البول فهذا دليل على وجود حمل، أما إن ظل البول على وضعه دون أي تغيير في هيئته فهذا دليل على عدم وجود حمل.
أما الوسيلة التقليدية الثانية لاكتشاف وجود حمل من عدمه هي استخدام إبرة الخياطة من خلال غمسها في بول الصباح وتركها حتى ثماني ساعات، فإن لوحظ تغيير في لونها فهذا دليل على أن المرأة التي أجرت الاختبار حامل، أما إن ظل لونها كما هو دون تغيير فهو دليل على عدم وجود حمل. ومن ضمن اختبارات كشف الحمل التقليدية الشائعة اختبار الملح، حيث يتم وضع بعضًا من بول المرأة فور استيقاظها من النوم صباحًا في إناء به كمية من الملح فإن تكوّنت رغوة في الإناء فهذا دليل على كون المرأة حامل، أما إن لم يحدث شيء فهذا دليل على عدم وجود حمل.
وسائل تقليدية أخرى لاختبارات كشف الحمل
ويعد اختبار الخل من اختبارات كشف الحمل المعروفة في الأوساط الشعبية أيضًا، ويتم بوضع عينة من بول الصباح على قليل من الخل فإن تغيير لون الخل فهذا دليل على الحمل، أما إن لم يتغير فلا يوجد حمل للأسف. ويأتي بعد اختبار الخل اختبار الكلور، ويتم بإضافة عينة من بول المرأة إلى قليل من الكلور فإن لوحظ تكوُّن رغوة فهذا دليل على الحمل أما إن لم تُلاحظ المرأة أي تغيير على العينة فهذا دليل على سلبية النتيجة.
اختبارات كشف الحمل بمُلاحظة الأعراض
إذ يُمكنك التنبؤ بحدوث الحمل من خلال مُلاحظة أعراضه الأولية مثل: الطمث المُنتظم عن موعده، أما إن كان غير مُنتظم من الأساس فيصعب استخدامه لاختبار الحمل، قوة حاسة الشم؛ فأنف الحامل حساس يلتقط ويتأثر بالروائح سريعًا مهما كانت خفيفة، زيادة تعرُّق الجبين بسبب تنشيط هرمون الحمل لوظائف الغدة الدرقية، الشعور بالكسل والرغبة في النوم باستمرار على غير العادة، مع الدوار الذي قد يصل حد الإغماء، الغثيان الصباحي، صداع مُتكرر وغير مُبرر. الشعور بحرارة في الجسم مع تقلصات رحمية وآلام أسفل الظهر كتلك المُصاحبة لفترة الطمث ولكنها تظهر قبل وحتى ما بعد موعدها المُنتظر، وتشتد هذه التقلصات عادةً في الصباح وساعات الليل المُتأخرة.
ختامًا وكما رأيتِ عزيزتي فإن فحص البول هو من أكثر اختبارات كشف الحمل مصداقية في تأكيد وجود الحمل أو نفيه منذ قديم الزمان وبأبسط وسائل كشف الحمل وأكثرها شعبية، نتمنى أن تكون معلوماتنا قد أفادتك وأن تسجليها لديك فربما احتجتها ذات يوم.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق