الكوليسترول من المواد الأساسية في تكوين بعض خلايا الجسم الدهنية وله وظائف هامة بداخل الجسم، والكوليسترول منه النافع ومنه المضر بالصحة، لذلك فالتعرض للجلطات وأمراض القلب من أسباب ارتفاع الكوليسترول الضار بالجسم، وسوف نتحدث بالسطور القادمة عن تعريف الكوليسترول وكيفية إنتاج الكوليسترول بالجسم، وعن بعض الأغذية التي تُخفض من الكوليسترول الضار بطريقة مفصلة لنوصل لكم كل المعلومات عن الكوليسترول بالتفصيل.
استكشف هذه المقالة
ما هو الكوليسترول؟
الكوليسترول هو مادة بلورية من فئة الستيرويدات وتكون قادرة على الذوبان في الدهون والزيوت وغير قادرة على الذوبان في الماء، وهو أيضًا دهون تقوم ببعض الوظائف بالجسم مثل تكوين طبقات الخلايا الموجودة بالجسم الخارجية، تُنتج الأحماض التي تُساعد على هضم الطعام، يقوم الكوليسترول بإنتاج فيتامين (د) والهرمونات الخاصة بكل نوع (الأستروجين للسيدات، التيستوستيرون للرجال).
أنواع الكوليسترول
يوجد نوعان من الكوليسترول، الكوليسترول عالي الكثافة وهو بروتين دهني وهذا هو ما يُطلق عليه الكوليسترول النافع أو المفيد (HDL)، والكوليسترول ذو الكثافة المنخفضة وهو ما يُطلق عليه الكوليسترول الضار (LDL) ويعتبر نسبة الكوليسترول الطبيعية بالجسم أقل من (200) وإذا وصلت إلى (239) ففي ذلك خطورة كبيرة على الشخص.
كيف يتم إنتاج الكوليسترول بالجسم؟
يعمل الكبد على إنتاج الكوليسترول بنسبة (80%) فالكبد هو المسئول الأول عن إنتاج الكوليسترول، أما ال (20%) المتبقية من الكوليسترول تأتي من الأطعمة بالأخص المنتجات الحيوانية (السمك، اللحوم، الدجاج)، فالأغذية النباتية لا تحتوي على كوليسترول، فبعد الانتهاء من تناول طعامك يُمتص الكوليسترول من الأمعاء ويتم الاحتفاظ به داخل محفظة بروتينية، حيث يُطلق على كلًا من المحفظة والكوليسترول المحفوظ داخلها ما يُسمى الدقائق الكليوسية، وهناك بروتينات تنقل الكالسيوم من الكبد إلى باقي الخلايا الموجودة بالجسم وتسمي اللايبوبروتينز.
المسار الذي يسلكه الكوليسترول بالجسم
يحتوي الغذاء على كلًا من بروتين، دهون، كربوهيدرات وتقوم الأمعاء بهضم الطعام وتستولي على الدهون وتُغيرها إلى دهون ثلاثية، وتترك كمية من الكوليسترول وتقوم بإعادة تجميعهم بصورة جديدة وهي الكيلومكرونزات، وتقوم بإرسال الكربوهيدرات والبروتين إلى الكبد، تقوم بعدها الدهون ذو الكثافة المنخفضة بالالتصاق بالنسيج الدهني وتستحوذ على الدهون الثلاثية في الخلية ويختلف الناتج من العملية السابقة فإذا كان بواقي الخلايا فإنها تكون مكونة من الكيلومكرونزات، أو دهون ذو كثافة متوسطة إذا كانت من تكونت من الدهون المنخفضة الكثافة، ولأن الدهون ذو الكثافة المنخفضة تجري مع الدم فإنها تتغير إلى دهون ذو كثافة منخفضة، وفي هذه الحالة تعمل الكبد على إنتاج الكوليسترول ذو الكثافة المنخفضة والتي تُرسل بوقت لاحق لمجري الدم.
أضرار الكوليسترول
عند إنتاج الكوليسترول الزائد عن حاجة الجسم فإنه ينجم عنه بعض الأضرار وهي التصاق الكوليسترول على الأوعية الدموية والشرايين، ويؤدي ذلك إلى فقد الشرايين طبيعتها المطاطية مما ينتج عنه تصلب الشرايين وانسدادها، بسبب عدم قدرتها على التوسع والتضيق مع سريان الدم، وأيضًا الإصابة بالجلطات المختلفة.
كيف يمكن تخفيض معدل الكوليسترول بالجسم؟
يمكن اتباع بعض النصائح لتقليل معدل الكوليسترول في الدم وأهمها التغذية السليمة، ومن الأغذية التي تُساعد على تقليل الكوليسترول بدون اللجوء إلى الأدوية الشوفان فالأبحاث الحديثة أثبتت أن كل جرام من الشوفان يقضي على (1%) من إنتاج الكوليسترول الضار في الدم؛ لأن الشوفان يحد من امتصاص الجسم للكوليسترول، وبالمداومة على تناول الشوفان بصورة يومية فذلك يُحافظ على نسب الكوليسترول الطبيعية في الدم، ويُعد تناول الأسماك التي تحتوي على نسبة دهون عالية وأوميجا 3 والتي تُعتبر كنز من كنوز الطبيعة؛ لأنها قادرة على مكافحة عديد من الأمراض وأيضًا تقليل الكوليسترول الضار ورفع معدل الكوليسترول النافع.
المكسرات بجانب قدرة المكسرات على الحفاظ على القلب وعدم الإصابة بمرض السكري وارتفاع الضغط، فهي قادرة على التخلص من إنتاج الكوليسترول الضار بل وينخفض بمعدل (5.4) عند المداومة على تناول المكسرات بصورة يومية، ومن المشروبات المفيدة الشاي الأخضر فهو يحتوي على مضادات أكسدة تُحافظ على الجسم من العديد من الأمراض، ويعمل على خفض معدلات الكوليسترول الضارة، وتقوم البقوليات بتقليل الكوليسترول الضار في الدم بنسبة (8%) فهي تتكون من الألياف التي تعمل على تقليل امتصاص الكوليسترول.
بسبب احتواء الشوكولاتة على مضادات للأكسدة فتعمل على إنتاج الكوليسترول المفيد للجسم، وعند المداومة على احتساء الكاكاو يوميًا فيقوم الجسم بإنتاج الكوليسترول النافع بمعدل (12%)، ويحتوي الخرشوف على عناصر تتشابه مع العناصر التي تُصنع منها أدوية الكوليسترول، لذلك فتناول الخرشوف يقلل مع الكوليسترول الضار بالجسم، والثوم يحتوي على مضادات حيوية طبيعية تُساهم في علاج الكثير من الأمراض، لذلك فتناول فصوص الثوم في الصباح يعمل بشكل كبير على تخفيض معدل الكوليسترول الضار بالجسم، كما أن تناول النباتات الورقية التي تحتوي على مركب اللوتين (السبانخ)، يعمل على منع تراكم الكوليسترول وبالتالي منع حدوث الجلطات انسداد الأوعية الدموية، وأخيرًا زيت الزيوت واحد من العناصر المفيدة في تقليل إنتاج الكوليسترول الضار بالجسم.
نصائح لصحتك
حاول ممارسة أي رياضة أو عمل يزيد من معدل ضربات القلب لمدة لا تقل عن (15) دقيقة؛ لأن ذلك يُساعد على التخلص من الكوليسترول الضار الموجود بالدم، وأيضًا المداومة على الرياضة يزيد من إنتاج الكوليسترول ذو الكثافة العالية (النافع)، وتحافظ أيضًا على مستويات الكوليسترول الطبيعية بالجسم، يجب التخلص من التوتر والفزع لسماع خبر ارتفاع معدل الكوليسترول بالدم، بل يجب الصبر والتوكل على الله والبدء في العلاج وإتباع حياة صحية، كما يجب البعد عن التدخين وتناول الكحوليات لأن ذلك يعمل على تراكم الكوليسترول بالشرايين وانسدادها، كما يجب تناول أدوية الكوليسترول التي وصفها طبيبك الخاص بانتظام بجانب تناول الأطعمة التي ذكرناها سابقًا.
ما هي أسوء العادات الصحية والأطعمة التي تزيد من إنتاج الكوليسترول بالدم؟
تناول الدهون العالية والأطعمة المحتوية على الدهون المشبعة (السمن، الزبد)، الدهون المتحولة والموجودة في السمن، الشيبسي، مخبوزات الدقيق الأبيض، الكحوليات والتي تعمل على زيادة تكوين الشقوق الحرة وتكوين بيئة غير مناسبة للكبد، مما يؤدي إلى إنتاج الكوليسترول من الكبد مضر، كما أن التعود على تناول اللحوم التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، يُساهم بصورة كبيرة في زيادة الكوليسترول الضار بالجسم، كما أن تناول المشروبات المحتوية على الكافيين بإفراط يعمل على ارتفاع معدلات الكوليسترول الضار، كما أن الحلويات والوجبات السريعة (الفاست فود) قد تحتوي على الدهون المشبعة أو المتحولة والتي تزيد من معدلات الكوليسترول الضار.
يوجد الكثير من الأشخاص ممن يعانوا من الوزن الزائد والأمراض المتعددة بسبب زيادة إنتاج الكوليسترول الضار بالدم، وللتغلب على هذه المشكلة يجب تغيير نظام حياتنا لنظام صحي خالي من الدهون ويمكن أيضًا الاعتماد على تناول بعض الأطعمة والتي تحتوي على عناصر تمنع امتصاص الكوليسترول، وتقلل من معدلات الكوليسترول الضار بالجسم، والكوليسترول يتكون بالجسم من خلال الكبد الذي يقوم بإنتاج (80%) من الكوليسترول الموجود بالجسم، وال (20%) الباقية يتم الحصول عليها من الأطعمة الحيوانية.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق